• عدد المراجعات :
  • 2408
  • 8/30/2009
  • تاريخ :

أفكار جاهلية لا تزال بيننا 

    

القمر

- 92 % من المصريين يفضلون إنجاب الصبيان..

- و 11 ألف حالة طلاق لتكرار إنجاب البنات!!

لا تزال هناك بعض الجاهلية التي تسكن عقولنا بعدما مر على الإسلام ما يزيد على 1400 عام .. و رغم التقدم العلمي ، و اتساع نطاق مشاركة المرأة ، و اختراقها لكافة مناحي العمل الاجتماعي و السياسي و الاقتصادي ، و تفوقها على بعض الرجال إلا أن هناك بعض الآباء يحزنون لخلفة البنات.. و قد تتشابه دوافعهم في ذلك مع دوافع الجاهلية ، عندما كانت بناتهم و نسائهم تأخذ سبايا في الحروب ، و كانت عندهم مسلبة للعرض و مدعاة للفقر.

فالآن و في ظل ارتفاع نفقات الحياة و ما يكلفه زواجها ، و كما يقال مصيرها في النهاية لزوجها تخدمه بعيدا عن أهلها ، عادت الرغبة في تفضيل الأولاد عن البنات .

و يتمسك الرجال في صعيد مصر بإنجاب الأولاد فالولد هو الذي يحمل اسم الأب ، و يرعاه في كبره ، و يكون له سندا و معينا و عزوة و على الزوجة أن تستمر في الإنجاب ، حتى تأتي بالولد ، و إلا تصبح لها ضرة " زوجه ثانية " ، ليس لشيء إلا لإنجاب الذكور. 

و عندما يولد الذكر تقام الأفراح و الليالي الملاح ، أما إذا كان المولود أنثى ، فلا تسمع إلا عبارات التعزية و المواساة.. و تعبر الأمثال الشعبية عن هذا المفهوم الراسخ ، فتقول أن   " الولد سند " و " يا مخلفه البنات يا شايله الهم للممات " . 

و أشار تقرير إحصائي  للجهاز المركزي للتعبئة العامة و الإحصاء بمصر إلى أن 92% من الرجال في مصر  ، يفضلون إنجاب أطفال ذكور ، و أن هناك قرابة 11 ألف مصري ، طلقوا زوجاتهم لأنهن لا ينجبن إلا البنات ، و يعد هذا من أسباب ارتفاع نسبه الطلاق في صعيد مصر التي تزيد 15% عن نسبه الطلاق بباقي أنحاء  الجمهورية. 

فيقول سعد تغيان " موظف بإحدى الشركات الحكومية" بصراحة : " أنا كان نفسي أُنجب ولد ، لذا تزوجت مرتين و الحمد لله أصبح لي ولدين من زوجتي الثانية ، كما رزقني الله ولد من زوجتي الأولى بعد إنجابها لثلاث بنات ، و أنا سعيد جداً بهم  .. و اعترف بأن البنت لديها حنان كبير عن الولد ، و أنا أحب أولادي سواء أولاد أو بنات و أمنية كل رجل ، أن يكون له أولاد يعينوه و يساندوه في شيخوخته " .

و يقول  أحمد عبد المعطى  "مقاول " : " بالرغم من أن الولد و البنت لهما نفس الفرحة لأنهما رزق من الله ، لكني أنا شخصيا أتمنى من الله ، أن يرزقني بولد لأن الولد سيحمل اسمي " .

و يؤكد محمد  على" موظف " على أن الرجل الشرقي ، يفضل إنجاب الذكر لأسباب منها ، أن الولد يحمل اسم أباه من بعده و يخلد ذكراه .

ولكن ليس معنى ذلك أنه عندما تولد  بنت أحزن " لا  " ، فهي ابنتي كذلك ، و ليس كل الرجال يكرهون إنجاب البنات ، و كنت أتمنى أن تضع زوجتي طفلة ، عندما علمت أنها حامل ، ولكنها وضعت ولدا ، و كنت فرحاً ولو كانت ولدت بنت  كانت سعادتي لن توصف . 

و تقول عنايات محمد – ربه منزل – أنا حامل في الشهر الأول ، و أتمنى أن يرزقني الله بولد  لأن زوجي يرغب في ذلك  .. أما فاطمة حسين  " ربه منزل" : "  فتقول أنا أحب خلفه البنات ، و تربيتهم أسهل من الأولاد و ربنا رزقني بولد واحد على أربع بنات رضا من عند ربنا " . 

 و يؤكد  د. مصطفى الشكعه " عضو مجمع البحوث الإسلامية  " : "  أن الله سبحانه وتعالى هو الذي يرزق بالبنات و البنين قال تعالى :  ( يَهَبُ لِمَنْ يَشَاء إِنَاثًا وَ يَهَبُ لِمَن يَشَاء الذُّكُورَ { 42/49 } أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَ إِنَاثًا ) فالله وحده هو الذي يهب هذه الذرية و ما علينا إلا الرضا بما وهب الله و إلا كنا جاحدين . 

و يشير د. الشكعه إلى أن  هناك الكثير من الأبناء الذكور ، يكونون سببا في تعاسة آبائهم ، و ما أكثر الفتيات اللاتي كن عونا و فخرا لآبائهم ، و تعجب من الذين يقدمون على الزواج الثاني من أجل انجاب الذكور ،  و يتساءل  ماذا  لو أنجبت الزوجة الثانية بنتاً هل يتزوج الرجل  من امرأة  ثالثة و رابعة؟ 

و أضاف د. الشكعه أن الطب أثبت أن المرأة ليست هي المسؤولة عن نوع المولود ، و هل هو ذكرا كان أم  أنثى لأن الإنجاب خاضع بالأساس لماء الرجل و قديما قالت المرأة العربية :

 

ما لأبي حمـزة لا يأتينا
  ظل في البيت الذي يلينا
غضبان أن لا نلد البنينا      
تــا الله ما ذلك في أيدينا
وإنما نأخذ ما أُعطــينا
ونحن كالأرض لزارعينا

                                                                        نُـنـبـت مـا قـد زرعـــوه فينا

 

و تقول د. فتحيه النبراوى  " بجامعه الأزهر " : " أنه ليس المهم نوع المولود و الأهم أن يكون عطاء صلاح و خير و معافى و هذا رزق من رب العالمين و ليس بيد الزوج أو الزوجة ولكنها بمشيئة الله سبحانه و تعالى ، و ليس في ديننا الإسلامي ما يميز الذكر على الأنثى و المؤمن ، يدرك أن الله سبحانه و تعالى هو الذي يهب الأنثى و الذكر ، و يجعل من يشاء عقيماً و الإنجاب أمره راجع إلى مشيئة الله ، ولو رأينا غيرنا ممن يتمنى الإنجاب ، و ينفق أموالا طائلة لكي يفرح برؤية ذريته کغيره من الناس لحمدنا  الله على ما أعطانا " . 

و تؤكد د. فتحية  أن المرأة ساوت الرجل في العلوم المختلفة ، و تشيد حضارة الإسلام ، و صارت مرجعاً و حجة للكثير من الرجال ، و عندنا نماذج مثل السيدة عائشة أم المؤمنين و السيدة فاطمة بنت رسول الله _ صلى الله عليه و سلم _ و أسماء بنت أبى بكر و منهم الكثير الذي يشرف الإسلام بهم كما أن الأنثى هي الأخت و الأم و الزوجة و الابنة ، و هن جميعا أعز ما يملك الرجل .. مشيرة إلى أن البنات نعمة و هبة من الله و علينا ألا نتسم بأخلاق الجاهلية التي ذمها الله في قوله تعالى : ( وَ إِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالأُنثَى ظَلَّ وَ جْهُهُ مُسْوَدًّا وَ هُوَ كَظِيمٌ { 16 /58 } يَتَوَارَى مِنَ الْقَوْمِ مِن سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ أَلاَ سَاء مَا يَحْكُمُونَ ) ، ( النحل ) . 

و يرى د. جمال عبد المطلب " أستاذ علم الاجتماع " : " دائما الرجل ينظر إلى الطفل الذكر على أنه هو الوريث المنتظر لثروة الأسرة و ضمان للأبوين في حالة عجزهم عند الشيخوخة في حين ينظر لإنجاب الإناث كعبء اقتصادي و مصدر قلق للأسرة أحيانا ، كما أن المرأة المصرية تعيش في حالة قلق و ترقب بعد كل حمل خوفا من إنجاب الإناث ، لأن مصيرها سيكون الطلاق بعد إنجاب الأنثى و إذا أنجبت الذكر فإنها ستصبح ملكة " !

رغم أن الطب الحديث أثبت أن الرجل ، هو المسئول عن تحديد نوع الجنين ، و ليست المرأة  التي ظلمت قرون بسبب الرجل ، و كأن المرأة هي التي تنجب بمفردها.

و أضاف د. جمال أن المجتمع المصري مازال يفضل الأولاد على البنات لعده أسباب من أهمها غياب الوازع الديني و التفرقة الاجتماعية و التخليد لاسم الأب و الجهل بمستوى البنات على تحمل المسئولية بأي شكل من الأشكال.

المصدر : لها اون لاين


المقصود من نفس واحدة ، هي حقيقة واحدة و جوهرة واحدة    

انسجام المراة و الرجل 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)