كلمات للجهاد
باسمه تعالى
كتابات الإمام السيد موسى الصدر و محاضراته في الاقتصاد و في التفاوت الطبقي ، لم تكن كتابة احتراف أو ترف ، لقد كانت لغرض جهادي تصدّى فيها لهجمات انفتحت على الإسلام و المسلمين بشكل عنيف خلال عقد الخمسينات من هذا القرن ، و الحديث يطول لأنه يسجل حركة تلمس طلبة العلوم الدينية طريقهم نحو الثورة الإسلامية.
و إن كان عرض الظروف لا تقوم بها هذه الكلمات ، ولكن ليس كثيراً على المتتبعين أن يتوصلوا للغرض من طرح قضايا الطبقات و الاقتصاد و الرأي الإسلامي منها في بداية النصف الثاني من هذا القرن ، وقد تنامي الصراع الفكري بين مختلف الاتجاهات ، ولم يكن للإسلام موقع فيها حتى كان للبعض ممن تحسسوا قضايا العصر من الجيل الجديد للحوزة العلمية في ذلك الحين و من أبرزهم الإمام الصدر ، أن تحسسوا ما يجري حولهم وتلمسوا طريقهم فكانت الحركة الثقافية وسيلتهم بالكتب و المجلات و المنابر و اللقاءات.
وكان مركز الإمام الصدر للأبحاث و الدراسات قد قدّم كتاب ( المذهب الاقتصادي في الإسلام ). و هو مجموعة مقالات نشرها الإمام الصدر في مجلة ( مكتب إسلام ) تحت عنوان " الإقتصاد في المدرسة الاسلامية "، اضافة إلى دراسة عن الإسلام و مشكلات الطبقات كان نشرها الإمام الصدر في مجلة ( مكتب تشيع ) و أضفنا إلى دراستين مباحث في الاقتصاد كان قد ألقاها كمحاضرات و دروس في أوقات وأمكنة مختلفة ، فضممناها جميعها لنقدمها إلى الأعزة بمثابة الكتابات الاقتصادية عند الإمام الصدر.
ولو اطلعنا على ظروف إصدار المجلتين المذكورتين و توجهاتهما والفترة الزمنية التي دعت لإصدارهما ، و الهجمات العنيفة التي كان يلقّاها الإسلام و الإسلاميون في الخمسينات من اليسار و من زبانية الحكم لأدركنا أية معركة خاضها الإمام الصدر و رفاقه قبيل انتقاله إلى لبنان.
و قد رأينا أن الدراسة التي ألقاها الدكتور كاظم الصدر ابن شقيق الإمام ، هذه الدراسة القيمة و تصدير الكتاب بها، توفر غرضاً هاماً في التأليف بين الطاقات الفكرية.
و الله ولي التوفيق.
مركز الإمام موسى الصدر للأبحاث و الدراسات
التوفيقية أساس النظام العالمي
التنمية العربية نحو حضارة عالمية جديدة