فإذا آمنوا بذلك علموا علم اليقين أنّ خلفاءهم كانوا منحرفين عن أمر
الرسول ونصوص الرسالة .. فلاَجل ذلك كذّبوا ونسبوا حتّى القبائح إلى الله
تعالى تنزيهاً لخلفائهم ، فارتضوا أن ينسبوا إلى الله تعالى كل قبيح لكنّهم
لم يرتضوا أن يوصف خلفاؤهم بفعل قبيح ارتكبوه .
الفصل الثاني
أكاذيب وافتراءات على الشيعة الاِمامية
المبحث الاَول : مفتريات حول تحريف القرآن الكريم .
المبحث الثاني : البداء وعلم الله تعالى .
المبحث الاَول
مفتريات حول تحريف القرآن الكريم
كلمة موجزة عن كتب الحديث عند الفريقين :
اِعلم ـ أخي المسلم ـ أنَّ كتب الحديث الاَساسية عند الشيعة هي أربعة
كتب ، أولها الكافي لثقة الاِسلام الكليني (ت 329 هـ) ، ثم كتاب من لا
يحضره الفقيه للشيخ الصدوق (ت 381 هـ) ثم الاستبصار والتهذيب
وكلاهما للشيخ الطوسي (ت 460 هـ) ، وقد سميت هذه الكتب بالاُصول
الاَربعة .
والشيعة لا تنظر لاَيِّ منها على أنَّه أصحُّ كتاب بعد كتاب الله عز وجل ،
بخلاف ما يراه العامّة في صحيحي البخاري ومسلم كما يبدو من تتبع
أقوالهم قديماً وحديثاً ، ويكفي تسميتهم لها بـ (الصحاح) ! ناهيك عن
غلوهم بالصحيحين .
فالذهبي مثلاً ، والسرخسي ، وابن تيمية ، وابن الصلاح قد صرّحوا بأنّ
ما في الصحيحين يفيد القطع ، ذكر هذا الكشميري في فيض الباري على
صحيح البخاري تحت عنوان : (القول الفصل في أنَّ خبر الصحيحين يفيد