<a name="1"></a>أحكام المصدود - مناسک الحج نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

مناسک الحج - نسخه متنی

جواد التبریزی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أحكام المصدود

مسألة 438:
المصدود هو الممنوع عن الحجّ أو العمرة بعد تلبّسه
بإحرامهما.

مسألة 439:
المصدود عن العمرة يذبح في مكانه ويتحلّل به حتّى
من النساء، والأحوط ضمّ التقصير أو الحلق إليه، بل
الأحوط اختيار الحلق إذا كان ساق معه الهدي في
العمرة المفردة.

مسألة 440:
المصدود عن الحجّ إن كان مصدوداً عن الموقفين أو عن
الموقف بالمشعر خاصّة فوظيفته ذبح الهدي في محلّ
الصد والتحلّل به عن إحرامه، والأحوط ضمّ الحلق أو
التقصير إليه، وإن كان عن الطواف والسعي بعد
الموقفين قبل أعمال منى أو بعدها فعنئذ إن لم يكن
متمكّناً من الاستنابة فوظيفته ذبح الهدي في محلّ
الصد، وإن كان متمكّناً منها فالأحوط الجمع بين
الوظيفتين، ذبح الهدي في محلّه والاستنابة، وإن
كان الأظهر جواز الاكتفاء بالذبح إن كان الصد صداً
عن دخول مكّة، وجواز الاكتفاء بالاستنابة إن كان
الصد بعده. هذا في مكّة القديمة وأمّا إذا كان الصد
بعد دخول مكّة الجديدة فالأحوط لزوماً الجمع بين
ذبح الهدي والاستنابة.

وإن كان مصدوداً عن مناسك منى خاصّة
دون دخول مكّة فوقتئذٍ إن كان متمكّناً من
الاستنابة فيستنيب للرمي والذبح ثمّ يحلق أو يقصّر
ويتحلّل ثمّ يأتي ببقيّة المناسك، وإن لم يكن
متمكّناً من الاستنابة فالظاهر أنّ وظيفته في هذه
الصورة أن يودع ثمن الهدي عند من يذبح عنه ثمّ يحلق
أو يقصّر في مكانه، فيرجع إلى مكّة لأداء مناسكها،
فيتحلّل بعد هذه كلّها عن جميع ما يحرم عليه حتّى
النساء من دون حاجة إلى شيء آخر، وصحّ حجّه وعليه
الرمي في السنة القادمة على الأحوط.

مسألة 441: المصدود عن الحجّ لايسقط عنه
الحجّ بالهدي المزبور، بل يجب عليه الإتيان به في
القابل إذا بقيت الاستطاعة أو كان الحجّ مستقرّاً
في ذمّته.

مسألة 442:
إذا صدّ عن الرجوع إلى منى للمبيت ورمي الجمار فقد
تمّ حجّه، ويستنيب للرمي إن أمكنّه في سنته، وإلا
ففي القابل على الأحوط، ولا يجري عليه حكم المصدود.

مسألة 343:
من تعذّر عليه المضي في حجّه لمانع من الموانع غير
الصدّ والحصر، فالأحوط أن يتحلّل في مكانه بالذبح.

مسألة 444:
لا فرق في الهدي المذكور بين أن يكون بدنة أو بقرة
أو شاة، ولو لم يتمكّن منه ينتقل الأمر إلى بدله،
وهو الصيام على الأحوط، كما أنّ الأحوط أن يؤخّر
الإحلال إلى ما بعد الصيام على النحو المتقدّم في
صيام الهدي.

مسألة 445:
من أفسد حجّه ثمّ صدّ فالظاهر لزوم كفّارة الإفساد
زائداً على الهدي ولكن لا يلزم إعادة الحجّ مع
الصدّ الطارىء، نعم عليه الحجّ مع استقرار الحجّ أو
بقاء استطاعته إلى السنة القادمة.

مسألة 446:
من ساق هدياً معه ثمّ صدّ كفى ذبح ما ساقه ولا يجب
عليه هدي آخر، وكذا الحال فيمن ساق الهدي ثم احصر.

أحكام المحصور

مسألة 447:
المحصور هو الممنوع عن الحجّ أو العمرة بمرض ونحوه
بعد تلبّسه بالإحرام.

مسألة 448:
المحصور إن كان محصوراً في عمرة مفردة فوظيفته أن
يبعث هدياً ويواعد أصحابه أن يذبحوه أو ينحروه في
وقت معيّن، فإذا جاء الوقت تحلّل في مكانه
بالتقصير، ويجوز له خاصّة أن يذبح أو ينحر في مكانه
ويتحلّل، وتحلّل المحصور في العمرة المفردة إنّما
هو من غير النساء، وأمّا منها فلا تحلّل منها إلا بعد إتيانه
بعمرة مفردة بعد إفاقته، فيما ذبح أو نحر في مكان
الحصر، وأمّا مع البعث فللتحلّل بوصول الهدي محلّه
وموعده حتّى من النساء وجه.

وإن كان المحصور محصوراً في عمرة
التمتّع فحكمه ما تقدّم إلا أنّه يتحلّل حتّى من
النساء، وإن كان المحصور محصوراً في الحجّ فحكمه ما
تقدّم، والأحوط أنّه لا يتحلّل من النساء حتّى يطوف
ويسعى ويأتي بطواف النساء بعد ذلك في حجّ أو عمرة.

مسألة 449:
إذا احصر وبعث بهديه وبعد ذلك خفّ المرض، فإن ظنّ أو
احتمل إدراك الحجّ وجب عليه الالتحاق، وحينئذ فإن
أدرك الحجّ وجب عليه الالتحاق، وحينئذٍ فإن أدرك
الموقفين أو الوقوف بالمشعر خاصّة حسب ما تقدّم فقد
أدرك الحجّ، وإلا فإن لم يذبح أو ينحر عنه انقلب
حجّه إلى العمرة المفردة وإن ذبح عنه تحلّل من غير
النساء ووجب عليه الإتيان بالطواف وصلاته والسعي
وطواف النساء وصلاته للتحلّل من النساء أيضاً على
الأحوط.

مسألة 450:
إذا احصر عن مناسك منى أو احصر من الطواف والسعي بعد
الوقوفين، فالحكم فيه كما تقدّم في المصدود، نعم
إذا كان الحصر من الطواف والسعي بعد دخول مكّة
القديمة فلا إشكال
ولا خلاف في أنّ وظيفته الاستنابة.

مسألة 451:
إذا احصر الرجل فبعث بهديه ثمّ آذاه رأسه قبل أن
يبلغ الهدي محلّه، جاز له أن يذبح شاة في محلّه أو
يصوم ثلاثة أيام أو يطعم ستة مساكين لكلّ مسكين
مدّان، ويحلق، ويبقى على إحرامه إلى بلوغ الهدي
محلّه وموعده.

مسألة 452:
لا يسقط الحجّ عن المحصور بتحلّله بالهدي، فعليه
الإتيان به في القابل إذا بقيت استطاعته أو كان
مستقرّاً في ذمّته.

مسألة 453:
المحصور إذا لم يجد هدياً ولا ثمنه صام عشرة أيّام
على ما تقدّم.

مسألة 454:
يستحبّ للمحرم عند عقد الإحرام أن يشترط على ربّه
تعالى أن يحلّه حيث حبسه، وإن كان حلّه لا يتوقّف
على ذلك، فإنّه يحلّ عند الحبس اشترط أم لم يشترط.

إلى هنا فرغنا من واجبات الحجّ
فلنشرع الآن في آدابه، وقد ذكر الفقهاء من الآداب
ما لا تسعه هذه الرسالة فنقتصر على يسير منها.

مستحبّات الإحرام

يستحبّ في الإحرام أمور:

1 ـ تنظيف الجسد، وتقليم الأظفار،
وأخذ الشارب، وإزالة الشعر من الإبطين والعانة،
كلّ ذلك قبل الإحرام.

2 ـ تسريح شعر الرأس واللّحية من
أوّل ذي القعدة لمن أراد الحجّ، وقبل شهر واحد لمن
أراد العمرة المفردة.

وقال بعض الفقهاء بوجوب ذلك، وهذا
القول وإن كان ضعيفاً إلا أنّه أحوط.

3 ـ الغسل للإحرام في الميقات، ويصحّ
من الحائض والنفساء أيضاً على الأظهر، وإذا خاف عوز
الماء في الميقات قدّمه عليه، فإن وجد الماء في
الميقات أعاده وإذا اغتسل ثمّ أحدث بالأصغر أو أكل
أو لبس ما يحرم أعاد غسله، ويجزىء الغسل نهاراً إلى
آخر اللّيلة الآتية، ويجزىء الغسل ليلاً إلى آخر
النهار الآتي.

4 ـ أن يدعو عند الغسل على ما ذكره
الصدوق ويقول:

«بسم اللّه وباللّه، اللّهُمَّ
اجْعَلْهُ لي نُوراً وَطَهوراً وَحرزاً وَأمْناً
منْ كُلِّ خَوفٍ، وشفاءً من كُلِّ داءٍ وَسُقم،
اللّهمَّ طَهِّرْني وَطهِّرْ قَلْبي وَاشْرَحْ لي
صَدْري، وَأجْر عَلى لسَاني مَحَبَّتَكَ
وَمدْحَتَكَ وَالثَّنَاءَ عَلَيْكَ، فَإنَّهُ لا
قُوَّةَ لي إلا بكَ، وَقَدْ عَلمْتُ أنّ قوامَ ديني
التسليمُ لَكَ، وَالاتِّبَاعُ لسُنَّة نَبيِّكَ
صَلَواتُكَ عَلَيْه وَآله».

5 ـ أن يدعو عند لبس ثوبي الإحرام
ويقول:

«الحَمْدُ للّه الَّذي رَزَقَني ما
أُواري به عَوْرَتي، وأُؤدِّي فيه فَرْضي،
وَأعبُدُ فيه رَبِّي، وَأَنْتَهي فيه إلى ما
أمَرَني، الحَمْدُ للّه الذي قَصَدْتُهُ
فَبَلَّغَني، وأرَدْتُهُ فأعانني وَقبلَني وَلَمْ
يَقطَعْ بي، وَوَجْهَهُ أردتُ فَسَلَّمَني، فهو
حصْني وَكَهْفي وحرزي، وَظَهري ومَلاذي، ورجائي
ومَنْجاي وذُخْري وَعُدَّتي في شدَّتي ورخائي».

6 ـ أن يكون ثوباه للإحرام من القطن.

7 ـ أن يكون إحرامه بعد فريضة الظهر،
فإن لم يتمكّن فبعد فريضة أخرى، وإلا فبعد ركعتين
أو ستّ ركعات من النوافل، والستّ أفضل، يقرأ في
الركعة الأولى الفاتحة وسورة التوحيد، وفي الثانية
الفاتحة وسورة الجحد، فإذا فرغ حمد اللّه وأثنى
عليه، وصلّى على النبيِّ وآله ثمّ يقول:

«اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ أنْ
تَجْعَلَني ممَّن اسْتَجابَ لَكَ، وَآمَنَ
بوَعْدكَ، وَاتَّبَعَ أمْرَكَ فَإنِّي عَبْدُكَ
وَفي قَبْضَتك، لا أُوْقى إلا ما وَقَيْتَ، وَلا
آخُذُ إلا ما أعْطَيْتَ، وَقَدْ ذَكرْتَ الحجَّ،
فأسألُكَ أن تَعْزمَ لي عَلَيْه عَلى كتابكَ
وَسُنَّة نَبيِّكَ صَلّى اللّهُ عَلَيه وَآله،
وَتُقَوِّيَني عَلى مَا ضَعُفتُ عَنْهُ،
وَتُسلِّمَ منِّي مَنَاسكي، في يُسْرٍ منْكَ
وَعافيَةٍ، وَاجْعَلْني من وَفْدكَ الَّذينَ
رَضيتَ وَارتَضيْتَ وَسَمَّيْتَ وَكَتَبْتَ.

اللّهُمَّ إنِّي خَرَجتُ من شُقّةٍ
بَعيدَةٍ وَأنْفَقْتُ مَالي ابْتغاءَ مَرْضاتكَ،
اللّهُمّ فَتَمِّمْ لي حَجّي وَعُمْرَتي،
اللّهُمَّ إنِّي أُريدُ التمتُّع بالعُمْرَة إلى
الحَجّ عَلى كتابكَ وَسُنَّة نَبيِّكَ صلّى اللّه
عليه وآله وسلّم، فإنْ عَرَضَ لي عَارض يَحْبسُني،
فحُلَّني حيثُ حَبَسْتَني لقَدَرِكَ الَّذي
قَدَّرْتَ عليَّ، اللّهُمَّ إن لَمْ تَكُنْ حَجَّة
فَعْمرة .

أحْرَمَ لَكَ شعري وبَشَري،
ولَحْمي ودَمي، وعظامي ومُخّي وعَصَبي، من
النِّساء والثِّياب وَالطِّيب، أبتغي بذلك
وجْهَكَ والدّارَ الآخرة».

8 ـ التلفّظ بنية الإحرام مقارناً
للتلبية.

9 ـ رفع الصوت بالتلبية للرجال.

10 ـ أن يقول في تلبيته:

«لَبَّيْكَ ذا المعارج لَبَّيْكَ،
لَبَّيْكَ داعياً إلى دار السَّلام لَبَّيْكَ،
لَبَّيْكَ غَفّارَ الذُّنُوب لَبَّيْكَ،
لَبَّيْكَ أهلُ التلبية لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ ذا
الجلال والإكرام لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ تُبْدئُ
والمعادُ إليكَ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ تَتستغني
ويُفْتَقرُ إليك لَبَّيْكَ.

لَبَّيْكَ مَرهوباً وَمرغُوباً
إليكَ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ إلهَ الحقِّ
لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ ذا النَّعْماء والفَضْل
الحَسن الجَميل لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ كشّافَ
الكُرَب العظام لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ عبدُكَ
وابنُ عبدَيْكَ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ يا كريمُ
لَبَّيْكَ».

ثمّ يقول:

«لَبَّيْكَ أتقرَّبُ إليكَ بمحمّدٍ
وَال محمّدٍ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ بحجّة أو عُمرةٍ
لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ وهذه عُمْرةُ متعة إلى الحج
لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ تلبيةً تمامُها وبلاغُها
عَليكَ».

11 ـ تكرار التلبية حال الإحرام، في
وقت اليقظة من النوم، وبعد كلّ صلاة، وعند الركوب
على البعير والنزول منها، وعند كلّ علوّ وهبوط،
وعند ملاقاة الراكب، وفي الأسحار يستحبّ إكثارها
ولو كان جنباً أو حائضاً، ولا يقطعها في عمرة
التمتّع إلى أن يشاهد بيوت مكّة، وفي حجّ التمتّع
إلى زوال يوم عرفة.

مكروهات الإحرام

يكره في الإحرام أمور:

1 ـ الإحرام في ثوب أسود، بل الأحوط
ترك ذلك، والأفضل الإحرام في ثوب أبيض.

2 ـ النوم على الفراش الأصفر، وعلى
الوسادة الصفراء.

3 ـ الإحرام في الثياب الوسخة، ولو
وسخت حال الإحرام فالأولى أن لا يغسلها مادام
محرماً، ولا بأس
بتبديلها.

4 ـ الإحرام في ثياب مخطّطة.

5 ـ استعمال الحنّاء قبل الإحرام إذا
كان أثره باقياً إلى وقت الإحرام.

6 ـ دخول الحمّام، والأولى بل الأحوط
أن لا يدلك
المحرم جسده.

7 ـ تلبية من يناديه، بل الأحوط ترك
ذلك.

دخول الحرم ومستحبّاته

1 ـ النزول من المركوب عند وصوله
الحرم، والاغتسال لدخوله.

2 ـ خلع نعليه عند دخوله الحرم،
وأخذهما بيده تواضعاً وخشوعاً للّه سبحانه.

3 ـ أن يدعو بهذا الدعاء عند دخول
الحرم:

«اللَّهُمَّ إنَّكَ قُلتَ في
كتابكَ، وقولُكَ الحقّ: وَأذِّن في النّاس بالحجِّ
يأتُوكَ رجالاً وَعلى كُلِّ ضامرٍ يأتينَ منْ
كُلِّ فَجٍّ عَميقٍ، اللّهُمَّ إنِّي أرجو أنْ
أكُونَ ممَّنْ أجابَ دعوتَكَ، قَد جئتُ من شُقَّةٍ
بَعيدةٍ وَفَجٍّ عَميقٍ، سامعاً لندائكَ
وَمُستجيباً لَكَ، مُطيعاً لأمْركَ وكلُّ ذلك
بفَضْلكَ عَليَّ وإحسانكَ إليَّ.

فَلكَ الحَمْدُ على ما وَفَّقْتَني
لَهُ أبتغي بذلك الزُّلْفةَ عَندَكَ، والقُربَةَ
إليكَ والمنزلةَ لَدَيك، والمغْفرةَ لذُنُوبي،
والتَّوبَةَ عليَّ منها بمنِّكَ، اللّهُمَّ صلِّ
على محمّدٍ وَآل محمّدٍ وَحرِّم بَدَني على
النّار، وَآمنّي من عَذابكَ برَحمَتكَ يا أرحَمَ
الرّاحمين».

4 ـ أن يمضغ شيئاً من الإذخر عند
دخوله الحرم.

آداب دخول مكّة المكرّمة

والمسجد الحرام

يستحبّ لمن أراد أن يدخل مكّة
المكرّمة أن يغتسل قبل دخولها، وأن يدخلها بسكينة
ووقار، ويستحبّ لمن جاء من طريق المدينة أن يدخل من
أعلاها ويخرج من أسفلها.

ويستحبّ أن يكون حال دخول المسجد
حافياً على سكينة ووقار وخشوع، وأن يكون دخوله من
باب بني شيبة، وهذا الباب وإن جهل فعلاً من جهة
توسعة المسجد إلا أنّه قال بعضهم إنّه كان بإزاء
باب السلام، فالأولى الدخول من باب السلام، ثمّ
يأتي مستقيماً إلى أن يتجاوز الاسطوانات.

ويستحبّ أن يقف على باب المسجد
ويقول:

«السَّلامُ عَليكَ أيُّها النبيُّ
وَرحمَةُ اللّه وبركاتُهُ، بسم اللّه وباللّه،
وَمنَ اللّه وما شاء اللّه، السَّلامُ عَلى أنبياء
اللّه ورُسُله، والسَّلامُ على رَسُول اللّه،
والسَّلامُ عَلى إبراهيمَ خَليل اللّه، والحَمْدُ
للّه ربّ العالمينَ».

ثمّ يدخل المسجد متوجّهاً إلى
الكعبة رافعاً يديه إلى السماء ويقول:

«اللّهُمَّ إنِّي أسألُكَ في
مَقامي هذا، في أوّل مناسكي، أن تَقبَلَ تَوبَتي
وأن تجاوَزَ عن خَطيئَتي وَتَضَعَ عَنِّي وِزْرِي،
الحَمْدُ للّه الَّذي بَلَغَني بَيْتَهُ الحرامَ،
اللّهُمَّ إنِّي أُشْهدُكَ أنَّ هذا بيتُكَ
الحرامُ الَّذي جعلتَهُ مثابَةً للنّاس وأمْناً
مُباركاً وهُديً للعالمين.

اللّهُمَّ إنِّي عَبْدُكَ، والبلدُ
بلدُكَ، والبيتُ بيتُكَ، جئتُ أطلبُ رَحمَتَكَ،
وأؤُمّ طاعَتَكَ، مُطيعاً لأمرك، راضياً بقَدَرك،
أسألُكَ مسألةَ الفقير إليكَ، الخائف
لعُقُوبَتكَ، اللّهُمَّ افتَحْ لي أبوابَ
رَحمَتك، واسْتَعملني بطاعتكَ ومَرْضاتكَ».

وفي رواية أخرى يقف على باب المسجد
ويقول:

«بسم اللّه وباللّه، ومن اللّه وإلى
اللّه وما شاء اللّه، وعلى ملَّة رسوله اللّه صلّى
اللّه عليه وآله، وخيرُ الأسماء للّه، والحَمْدُ
للّه، والسَّلامُ على رَسُول اللّه صلّى اللّه
عليه وآله، السَّلامُ على محمّد بن عبداللّه،
السَّلام عليكَ أيُّها النبيُّ ورحمةُ اللّه
وبركاتُهُ، السَّلامُ على أنبياء اللّه، ورُسُله،
السَّلامُ على إبراهيمَ خليل الرَّحمن، السَلامُ
على المُرْسَلينَ، والحمْدُ للّه رَبِّ
العالَمينَ، السَّلامُ علينا وعلى عباد اللّه
الصالحين.

اللّهُمَّ صلِّ على محمَّدٍ وَآل
محمَّدٍ، وباركْ على محمَّدٍ وَآل محمَّدٍ، وارحم
محمَّداً وَآل محمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ
وَتَرَحَّمْتَ على إبراهيم وَآل إبراهيمَ إنَّكَ
حَميد مَجيد ، اللّهُمَّ صَلِّ على محمَّدٍ وَآل
محمَّدٍ عَبدكَ ورسولكَ، وصَلِّ على إبراهيم
خليلكَ، وعلى أنبيائكَ ورُسُلكَ وَسلِّمْ
عَلَيْهمْ، وسَلام على المُرْسَلينَ، والحَمْدُ
للّه ربِّ العالمينَ.

اللّهُمَّ افتَحْ لي أبوابَ
رَحْمَتكَ وَاسْتَعْملْني في طاعَتكَ ومَرْضاتكَ
واحْفَظْني بحفْظ الإيمان أبداً ما أبْقَيْتَني
جَلَّ ثَناءُ وَجْهكَ، الحَمْدُ للّه الَّذي
جَعَلني منْ وَفْدِهِ وزوّاره، وَجَعَلني ممَّن
يَعْمُرُ مَساجدَهُ، وَجَعلني ممَّن يُناجيه،
اللّهُمَّ إنِّي عَبْدُكَ وَزائرُكَ في بَيْتكَ
وَعَلى كُلِّ مَأتيٍّ حَقّ لمَنْ أتاهُ وَزَارَهُ،
وأنتَ خَيْرُ مَأتيٍّ وَأكْرَمُ مَزورٍ.

فأسألُكَ يا اللّهُ يا رَحْمنُ
وَبأنَّكَ أنْتَ اللّهُ لا إلهَ إلا أنْتَ،
وَحْدَكَ لا شَريْكَ لَكَ، وَبأنَّكَ واحد أحَد
صَمَد لَمْ تَلدْ
وَلَمْ تُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَكَ كُفُواً أحَد
، وَأنَّ مُحمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ صلّى
اللّه عليه وَعَلى أهْل بيته، يا جَوادُ يا كَريمُ
يا ماجدُ يا جَبّارُ يا كَريمُ، أسألُكَ أنْ
تَجْعَلَ تُحْفَتَكَ إيَّايَ بزيارتي إيَّاكَ
أوّلَ شيءٍ تُعْطيني فَكاكَ رَقَبَتي منَ
النَّار».

ثمّ يقول ثلاثاً:

«اللّهُمَّ فُكَّ رَقَبتي منَ
النَّار».

ثمّ يقول:

«وأوْسعْ عليَّ منْ رزْقكَ الحَلال
الطِّيب، وَادْرأ عَنّي شَرَّ شياطين الإنس
وَالْجنِّ، وَشرَّ فَسَقَة العَرب والعَجَم».

ويستحبّ عندما يحاذى الحجر الأسود
أن يقول:

«أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلا اللّهُ
وَحْدَهُ لا شَريْكَ لَهُ، وَأشْهَدُ أنَّ
مُحمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، آَمَنْتُ باللّه
وَكَفَرْتُ بالطّاغوت وباللاّت والعُزَّى وبعبادة
الشّيطان، وبعبادة كُلِّ ندٍّ يُدعى منْ دُون
اللّه».

ثمّ يذهب إلى الحجر الأسود ويستلمه
ويقول:

«الحَمْدُ للّه الَّذي هَدانا
لهَذا وَما كُنّا لَنَهْتَدي لَوْلا أنْ هَدَانا
اللّهُ، سُبْحانَ اللّه وَالحَمْدُ للّه ولا إله
إلا اللّه واللّه أكبَرُ، أكبَرُ منْ خَلقه،
أكبَرُ ممَّن أخْشى وَأحذَرُ، ولا إلهَ إلا اللّهُ
وَحْدَهُ لا شريْكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ
الحَمْدُ، يُحيي ويُميتُ ويُميتُ ويُحيي، بيده،
الخَيْرُ، وهُوَ عَلى كلِّ شَيءٍ قَدير».

ويصلّي على محمد وآل محمّد، ويسلّم
على الأنبياء كما كان يصلّي، ويسلّم عند دخوله
المسجد الحرام، ثمّ يقول:

«إنِّي أُؤمنُ بوَعْدِكَ وَأُوفي
بعَهدك».

وفي رواية صحيحة عن أبي عبداللّه
(عليه السلام): «إذا دنوت من الحجر الأسود فارفع
يديك، واحمد اللّه وأثن عليه، وصلِّ على النبيّ،
واسأل اللّه أن يتقبّل منك، ثمّ استلم الحجر
وقبّله، فإن لم تستطع أن تقبّله فاستلمه بيدك، فإن
لم تستطع أن تستلمه بيدك فأشر إليه وقل:

«اللّهُمَّ أمانَتي أدَّيْتُها،
وميثَاقي تعاهَدتُهُ لتشْهَدَ لي بالمُوافاة،
اللّهُمَّ تَصديقاً بكتابكَ، وعلى سُنَّة
نَبيِّكَ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلا اللّهُ
وَحْدَهُ لا شَريْكَ لَهُ، وَأشْهَدُ أنَّ
مُحمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، آمَنْتُ باللّه
وَكَفَرْتُ بالجببْت والطّاغوت وباللاّت
والعُزَّى وعبادة الشّيطان، وعبادة كُلِّ ندٍّ
يُدعى منْ دُون اللّه تعالى».

فإن لم تستطع أن تقول هذا فبعضه،
وقل:

«اللّهُمَّ إليْكَ بَسَطْتُ يَدي،
وَفيْما عنْدَكَ عَظُمَتْ رَغْبَتي فاقْبَلْ
سَبْحَتي، وَاغْفر لي وَارْحَمْني، اللّهُمِّ
إنِّي أعُوذُ بكَ منَ الكُفْر وَالفَقْر وَمَواقف
الخزْي في الدُّنيا وَالآخرة».

آداب الطواف

روى معاوية بن عمّار عن أبي
عبداللّه (عليه السلام)، قال تقول في الطواف:

«اللّهُمَّ إنِّي أسألُكَ باسْمكَ
الَّذي يُمْشى به عَلى طَلل الماء كَمَا يُمْشَى به
عَلى جَدَد الأرْض، وَأسألُكَ باسْمكَ الَّذي
يَهْتَزُّ لَهُ عَرْشُكَ، وأسألُكَ باسْمكَ
الَّذي تَهْتَزُّ لَهُ أقْدامُ مَلائكَتك،
وَأسألُكَ باسْمكَ الَّذي دَعاكَ به مُوسى من جانب
الطُّور فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَألْقَيْتَ عَلَيْه
مَحَبَّةً منْكَ، وَأسْألُكَ باسْمكَ الَّذي
غَفَرْتَ به لمُحَمَّدٍ ما تَقَدَّمَ منْ ذَنْبه
وَمَا تَأخَّر، وَأتْمَمْتَ عَلَيْه نعْمَتَكَ
أنْ تَفْعَلَ بي كذا وكذا» ما أحببت من الدعاء.

وكلّ ما انتهيت إلى باب الكعبة
فصلِّ على محمّد وآل محمّد، وتقول فيما بين الركن
اليماني والحجر الأسود:

«ربّنا آتنا في الدُّنيا حَسَنةً
وَفي الآخرة حَسَنَةً وَقنَا عَذابَ النّار».

وقل في الطواف:

«اللّهُمَّ إنِّي إليكَ فَقير ،
وإنِّي خائف مُسْتَجير ، فَلا تُغَيِّر جسْمي، وَلا تُبَدِّل
اسمي».

وعن أبي عبداللّه (عليه السلام) قال:
كان علي بن الحسين (عليه السلام) إذا بلغ الحج قبل أن
يبلغ الميزاب يرفع رأسه، ثمّ يقول وهو ينظر إلى
الميزاب:

«اللّهُمَّ أدْخلْني الجَنَّة
برَحْمَتكَ، وَأجرْني برَحْمَتكَ منَ النّار،
وَعافني منَ السُّقْم، وَأوسعْ عَليَّ منَ الرِّزق
الحَلال، وَأدْرَأ عَنِّي شَرَّ فَسَقَة الجنِّ
والإنْس، وَشَرَّ فَسَقَة العَرَب والعَجَم».

وفي الصحيح عن أبي عبداللّه (عليه
السلام) أنّه لمّا انتهى إلى ظهر الكعبة حتّى يجوز
الحجر قال:

«يا ذَا المَنِّ والطَّول وَالجُود
والكَرم، إنَّ عَمَلي ضَعيْف فضاعفْهُ لي
وَتَقَبَّلهُ منّي، إنّكَ أنْتَ السَّميعُ
العَليمُ».

وعن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)
أنّه لمّا صار بحذاء الركن اليماني أقام فرفع يديه
ثمّ قال:

«يا اللّهُ يا وَليَّ العافيَة،
وَخالقَ العافيَة، وَرازقَ العافيَة، وَالمُنعمُ
بالعافيَة، وَالمَنَّانُ بالعافيَة،
والمُتَفَضِّلُ بالعافيَة عَليَّ وَعَلى جَميْع
خَلْقكَ، يَا رَحمنَ الدُّنيا وَالآخرَة
وَرَحيمَهُما، صلِّ على مُحمَّدٍ وَآل مُحمَّدٍ
وارْزُقْنا العافيَة، ودَوامَ العافيَة، وَتَمامَ
العافيَة، وَشُكْرَ العافيَة، في الدنيا والآخرة
يا أرْحمَ الرّاحمين».

وعن أبي عبداللّه (عليه السلام): إذا
فرغت من طوافك وبلغت مؤخّر الكعبة وهو بحذاء
المستجار دون الركن اليماني بقليل فابسط يديك على
البيت والصق بدنك وخدّك بالبيت وقل:

«اللّهُمَّ البيتُ بيتُكَ،
والعَبْدُ عَبدُكَ وَهذا مكانُ العائذ بكَ من
النّار».

ثمّ أقرَّ لربّك بما عملت، فإنّه
ليس من عبد مؤمن يقرّ لربّه بذنوبه في هذا المكان
إلا غفر اللّه له إن شاء اللّه، وتقول:

«اللّهُمَّ منْ قبَلكَ الرُّوحُ
والفَرَجُ والعافيةُ، اللُّهمَّ إنَّ عَمَلي
ضَعيف فَضاعفْهُ لي، واغْفر لي ما اطَّلَعْتَ
عَلَيْه منِّي وَخَفيَ عَلى خَلْقكَ».

ثمّ تستجير باللّه من النار وتخيّر
لنفسك من الدعاء، ثمّ استلم الركن اليماني.

وفي رواية أخرى عنه (عليه السلام):
ثمّ استقبل الركن اليماني والركن الذي فيه الحجر
الأسود واختم به وتقول:

«اللّهُمَّ قَنِّعْني بما
رَزَقْتَني، وَباركْ لي فيما آتَيْتَني».

ويستحبّ للطائف في كلّ شوط أن يستلم
الأركان كلّها وأن يقول عند استلام الحجر الأسود:

«أمَانَتي أدَّيْتُها وَميْثاقي
تَعاهَدْتُهُ لتَشْهَدَ لي بالمُوافاة».

آداب صلاة الطواف

يستحبّ في صلاة الطواف أن يقرأ بعد
الفاتحة سورة التوحيد في الركعة الأولى، وسورة
الجحد في الركعة الثانية، فإذا فرغ من صلاته حمد
اللّه وأثنى عليه وصلّى على محمّد وآل محمد، وطلب
من اللّه تعالى أن يتقبّل منه.

وعن الصادق (عليه السلام) أنّه سجد
بعد ركعتي الطواف وقال في سجوده:

«سَجَدَ وَجْهي لَكَ تَعبّداً
وَرِقّاً، لا إلهَ إلا أنْتَ حَقّاً حَقّاً،
الأوّلُ قَبْلَ كُلِّ شَيءٍ، وَالآخرُ بَعْدَ
كُلِّ شيءٍ، وَهَا أنَا ذا بَيْنَ يَدَيْكَ،
ناصيَتي بيَدَيْكَ، وَاغْفر لي إنَّه لا يَغْفرُ
الذَّنْبَ العَظيمَ غَيْرُكَ، فَاغْفرْ لي،
فَإنِّي مُقرّ بذُنُوبي عَلى نَفْسي وَلا يدفَعُ
الذَّنْبَ العَظيمَ غيرُكَ».

ويستحبّ أن يشرب من ماء زمزم قبل أن
يخرج إلى الصفا ويقول:

«اللّهُمَّ اجْعَلْهُ علْماً
نافعاً، ورزقاً واسعاً، وشفاءً منْ كُلِّ داءٍ
وَسُقمٍ».

وإن أمكنه أتى زمزم بعد صلاة الطواف
وأخذ منه ذنوباً أو ذنوبين، فيشرب منه ويصبّ الماء
على رأسه وظهره وبطنه، ويقول:

«اللّهُمَّ اجْعَلْهُ علْماً
نافعاً، ورزقاً واسعاً، وشفاءً منْ كُلِّ داءٍ
وسُقمٍ».

ثمّ يأتي الحجر الأسود فيخرج منه
إلى الصفا.

آداب السعي

يستحبّ الخروج إلى الصفا من الباب
الذي يقابل الحجر الأسود مع سكينة ووقار، فإذا صعد
على الصفا نظر إلى الكعبة، ويتوجّه إلى الركن الذي
فيه الحجر الأسود، ويحمد اللّه ويثني عليه ويتذكّر
آلاء اللّه ونعمه، ثمّ يقول: «اللّهُ أكبر» سبع
مرات، «الحمدُ للّه» سبع مرات، «لا إلهَ إلا اللّه»
سبع مرات، ويقول ثلاث مرات:

«لا إلهَ إلا اللّهُ وَحْدَهُ لا
شَريْكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ،
يُحْيي وَيُميْتُ وَهُوَ حَيّ لا يَموتُ، بيَده
الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدير ».

ثمّ يصلّي على محمد وآل محمّد، ثمّ
يقول ثلاث مرات:

«اللّهُ أكبرُ على ما هَدانَا،
وَالحَمْدُ للّه عَلى ما أولانَا، وَالحَمْدُ للّه
الحَيِّ القَيُّوم، والحَمْدُ للّه الحَيِّ
الدَّائم».

ثمّ يقول ثلاث مرّات:

«أشْهَدُ أن لا إلهَ إلا اللّه،
وأشْهَدُ أنّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،
لا نَعْبُدُ إلا إيِّاهُ مُخْلصينَ لَهُ ا
لدِّيْنَ وَلَوْ كَره المُشْركُونَ».

ثمّ يقول ثلاث مرّات:

«اللّهُمَّ إنِّي أسألُكَ العَفْوَ
وَالعافيَةَ وَاليَقيْنَ في الدُّنيا وَالآخرة».

ثمّ يقول: «اللّهُ أكبر» مائة مرّة،
«لا إله إلا اللّه» مائة مرّة، «الحمد للّه» مائة
مرّة، «سبحان اللّه» مائة مرّة، ثمّ يقول:

لا إلهَ إلا اللّهُ وَحْدَهُ،
أنْجَزَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَغَلَبَ
الأحْزابَ وَحْدَهُ، فَلَهُ المُلْكُ وَلَهُ
الحَمْدُ، وَحْدَهُ وَحْدَهُ، اللّهُمَّ بَاركْ
لي في المَوت وَفيما بَعْدَ المَوْت، اللّهُمَّ
إنِّي أعُوذُ بكَ منْ ظُلْمَة القَبْر وَوَحْشَته،
اللّهُمَّ اظلَّني في ظلِّ عَرْشكَ يَوْمَ لا ظلَّ
إلا ظلُّكَ».

ويستودع اللّه دينه ونفسه وأهله
كثيراً، فيقول:

«أسْتَودعُ اللّهَ الرَّحمنَ
الرَّحيم الَّذي لا تَضيعُ وَدائعهُ ديني وَنَفْسي
وَأهْلي، اللّهُمَّ اسْتَعْملْني على كتَابكَ
وَسُنَّة نَبيِّكَ وتَوَفَّني على ملَّته،
وأعذْني من الفتنة».

ثمّ يقول: «اللّه أكبر» ثلاث مرات،
ثمّ يعيدها مرّتين ثمّ يكبّر واحدة ثمّ يعيدها، فإن
لم يستطع هذا فبعضه.

وعن أميرالمؤمنين (عليه السلام)
أنّه إذا صعد الصفا استقبل الكعبة ثمّ يرفع يديه،
ثمّ يقول:

«اللّهُمَّ اغْفرْ لي كُلِّ ذَنْب
أذْنَبْتُهُ قَطّ، فإنْ عُدْتُ فَعُدْ عَلَيَّ
بالمَغْفرَة، فَإنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ
الرَّحيمُ، اللّهُمَّ افْعَلْ بي ما أنْتَ
أهْلُهُ، فَإنَّكَ إن تَفْعَلْ بي ما أنْتَ أهلُهُ
تَرْحَمْني، وَإنْ تُعَذِّبْني فَأنْتَ غَنيّ
عَنْ عَذابي، وَأنا مُحتاج إلى رَحْمَتكَ، فَيا
مَنْ أنا مُحْتَاج إلى رَحْمَته ارْحَمْني، اللّهُمَّ لا تَفْعَلْ بي مَا
أنا أهْلُهُ، فإنَّكَ إن تَفْعل بي ما أنَا أهْلُهُ
تُعذِّبني وَلَمْ تَظْلمني، أصْبَحْتُ اتَّقي
عَدْلَكَ وَلا أخافُ جَوْرَكَ، فيا مَنْ هُوَ عَدل
لا يَجورُ ارْحَمْني».

وعن أبي عبداللّه (عليه السلام) إن
أردت أن يكثر مالك فأكثر من الوقوف على الصفا،
ويستحبّ أن يسعى ماشياً وأن يمشى مع سكينة ووقار
حتّى يأتي محلّ المنارة الاولى فيهرول إلى محلّ
المنارة الأخرى، ثمّ يمشي مع سكينة ووقار حتّى يصعد
على المروة، فيصنع عليها كما صنع على الصفا، ويرجع
من المروة إلى الصفا على هذا النهج أيضاً، وإذا كان
راكباً أسرع فيما بين المنارتين فينبغي أن يجدّ في
البكاء ويدعو اللّه كثيراً، ولا هرولة على النساء.

آداب الإحرام

إلى الوقوف بعرفات

ما تقدّم من الآداب في إحرام العمرة
يجري في إحرام الحجّ أيضاً، فإذا أحرم للحجّ وخرج من مكّة
يلبّي في طريقه غير رافع صوته، حتّى إذا أشرف على
الأبطح رفع صوته، فإذا توجّه إلى منى قال:

«اللّهُمَّ إيّاكَ أرْجُو،
وَإيّاكَ أدعُو، فَبَلِّغْني أمَلي، وَأصْلحْ لي
عَمَلي».

ثمّ يذهب إلى منى بسكينة ووقار
مشتغلاً بذكر اللّه سبحانه، فإذا وصل إليها قال:

«الحَمْدُ للّه الَّذي أقْدَمَنيها
صالحاً في عافية، وبَلَّغَني هذا المكانَ».

ثمّ يقول:

«اللّهُمَّ هذه منى، وَهذ'هِ ممّا
مَنَنْتَ به عَلَينا من المناسك، فأسألُكَ أنْ
تَمُنَّ عَليَّ بما مَنَنْتَ به على أنبيائكَ،
فَإنَّما أنا عَبْدُك وفي قَبْضَتكَ».

ويستحبّ له المبيت في منى ليلة
عرفة، يقضيها في طاعة اللّه تبارك وتعالى، والأفضل
أن تكون عباداته ولا سيما صلواته في مسجد الخيف،
فإذا صلّى الفجر عقّب إلى طلوع الشمس ثمّ يذهب إلى
عرفات، ولا بأس بخروجه من منى بعد طلوع الفجر،
والأولى بل الأحوط أن لا يتجاوز وادي محسّر قبل طلوع الشمس،
ويكره خروجه منها قبل الفجر، وذهب بعضهم إلى عدم
جوازه إلا لضرورة، كمرض أو خوف من الزحام، فإذا
توجّه إلى عرفات قال:

«اللُّهُمَّ إلَيْكَ صَمَدْتُ،
وإيّاكَ اعتَمَدتُ وَوَجْهَكَ أرَدْتُ، فأسألُكَ
أن تُباركَ لي في رحلَتي وأن تَقْضيَ لي حاجتي، وأن
تجعَلَني ممَّن تُباهي به اليومَ مَنْ هو أفْضَلُ
منِّي»، ثمّ يلبّي إلى أن يصل إلى عرفات.

آداب الوقوف بعرفات

يستحبّ في الوقوف بعرفات أمور، وهي
كثيرة نذكر بعضها، منها:

1 ـ الطهارة حال الوقوف. 2 ـ الغسل عند
الزوال. 3 ـ تفريغ النفس للدعاء والتوجه إلى اللّه. 4
ـ الوقوف بفسح الجبل في ميسرته. 5 ـ الجمع بين صلاتي
الظهرين بأذان وإقامتين. 6 ـ الدعاء بما تيسّر من
المأثور وغيره، والأفضل المأثور، فمن ذلك دعاء
الحسين (عليه السلام) ودعاء ولده الإمام زين
العابدين (عليه السلام).

ومنه ما في صحيحة معاوية بن عمّار عن
أبي عبداللّه (عليه السلام) قال: إنّما تعجل الصلاة
وتجمع بينهما لتفرغ نفسك للدعاء فإنّه يوم دعاء
ومسألة، ثمّ تأتي الموقف وعليك السكينة والوقار،
فاحمد اللّه وهلّله ومجِّده واثن عليه، وكبّره
مائة مرّة، واحمده مائة مرّة، وسبّحه مائة مرّة،
واقرأ «قل هو اللّه أحد» مائة مرّة، وتخيّر لنفسك
من الدعاء ما أحببت، واجتهد فإنّه يوم دعاء ومسألة
وتعوّذ باللّه من الشيطان فإنّ الشيطان لن يذهلك في
موطن قطّ أحبّ إليه من أن يذهلك في ذلك الموطن،
وإيّاك أن تشتغل بالنظر إلى الناس، واقبل قبل نفسك،
وليكن فيما تقول:

«اللّهُمَّ إنّي عبدُكَ فلا تجعلني
من أخْيَبِ وَفْدِكَ وارحَمْ مَسيري إليكَ منَ
الفَجِّ العَميق».

وليكن فيما تقول:

«اللُّهمَّ رَبَّ المَشاعر كلِّها
فُكَّ رَقَبَتي منَ النَّار، وَأوْسعْ عَليَّ منْ
رزقكَ الحَلال، وادْرَأْ عَنّي شَرَّ فَسَقَة
الجنِّ والإنس»، وتقول: «اللّهُمَّ لا تَمْكُر بي
ولا تَخْدَعني ولا تَسْتَدْرجْني».

وتقول:

اللّهُمَّ إنِّي أسألُكَ بحَوْلكَ
وَجُوْكَ وَكَرَمكَ وَمَنِّكَ وَفَضْلكَ، يا
أسْمَعَ السّامعينَ ويا أبْصَرَ الناظرينَ وَيا
أسْرَعَ الحاسبينَ وَيا أرْحَمَ الرّاحمينَ أنْ
تُصَلِّي على مُحَمَّد وآل مُحَمَّدٍ، وأن تفعل بي كذا
وكذا». وتذكر حوائجك.

وليكن فيما تقول وأنت رافع رأسك إلى
السماء:

«اللّهُمَّ حاجتي إلَيْكَ الَّتي
إنْ أعطَيْتَنيها لم يَضُرَّني ما مَنَعْتَني،
وَالَّتي إن مَنَعْتَنيها لم يَنْفَعْني ما
أعْطَيْتَني، أسألُكَ خلاصَ رَقَبَتي منَ النّار».

وليكن فيما تقول:

«اللّهُمَّ إنِّي عَبْدُكَ وَملْكُ
يَدكَ، ناصيَتي بيَدكَ وأجَلي بعلْمكَ، أسألُكَ أن
تُوَفِّقَني لما يُرْضيكَ عَنِّي وَأنْ تَسَلَّمَ
منِّي مناسكي الَّتي أرَيْتَها خليلَكَ إبراهيم
صلواتك عليه وَدَلَلْتَ عَلَيْهَا نبيَّكَ
محمّداً صلّى اللّه عليه وآله».

وليكن فيما تقول:

اللّهُمَّ اجْعَلْني ممَّن رَضيتَ
عَمَلَهُ وَأطَلْتَ عُمَرَهُ وأحيَيْتَهُ بَعْدَ
المَوْت حَياةً طَيِّبَةً».

ومن الأدعية المأثورة ما علّمه رسول
اللّه صلّى اللّه عليه وآله عليّاً (عليه السلام)
على ما رواه معاوية بن عمّار عن أبي عبداللّه (عليه
السلام) قال: فتقول:

«لا إله إلا اللّهُ وَحْدَهُ لا
شَريْكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ،
يُحْيي وَيُميتُ وَيُميتُ وَيُحيي، وَهُوَ حَيّ لا
يَمُوتُ بيَده الخَيْرُ وَهُو عَلى كلِّ شَيءٍ
قَدير ، اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أنْتَ كما تَقُول
وخير ما يَقُولُ القائلُون، اللّهُمَّ لَكَ صلاتي
وديني وَمَحيايَ ومَمَاتي وَلَكَ تُراثي، وبكَ
حَوْلي وَمنْكَ قُوَّتي، اللّهُمَّ إنِّي أعُوذُ
بكَ منَ الفَقْر وَمنَ وَسْواس الصَّدر وَمنْ
شَتات الأمر وَمنْ عَذاب النّار وَمنْ عَذاب
القبر، اللّهُمَّ إنِّي أسألُكَ منْ خَيْر ما تأتي
به الرِّياحُ، وَأعُوذُ بكَ منْ شَرِّ ما تأتي به
الرّياحُ، وأسألُكَ خَيْرَ اللّيل وخَيْرَ
النَّهار».

ومن تلك الأدعية ما رواه عبداللّه
بن ميمون، قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السلام)
يقول: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وقف
بعرفات، فلمّا همّت الشمس أن تغيب قبل أن يندفع،
قال:

«اللّهُمّ إنِّي أعُوذُ بكَ منَ
الفَقْر وَمنْ تَشَتّت الأمر، وَمنْ شَرِّ ما
يُحدثُ باللّيل والنَّهار، أمْسى ظُلْمي
مُسْتَجيراً بعَفْوك، وأمْسى خَوفي مُستجيراً
بأمانك، وأمسى ذُلِّي مُسْتجيراً بعزِّكَ، وأمْسى
وَجْهي الفاني مُستجيراً بوَجْهكَ الباقي، يا
خَيْرَ مَنْ سُئل، ويا أجْودَ مَنْ أعْطى،
جَلِّلْني برَحْمَتكَ، وَألْبسْني عافيَتكَ،
وَاصْرفْ عَنِّي شَرَّ جميع خَلْقكَ».

وروى أبو بصير عن أبي عبداللّه (عليه
السلام) قال: إذا غربت الشمس يوم عرفة فقل:

«اللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخرَ
العَهْد منْ هذا المَوْقف، وارْزُقْنيه منْ قابل
أبَداً ما أبْقَيْتَني، وَأقْلبْني اليَومَ
مُفْلحاً مُنْجحاً مُسْتَجاباً لي مَرْحوماً
مَغْفُوراً لي، بأفْضَل ما يَنْقَلبُ به اليَوْمَ
أحَد منْ وَفْدكَ وَحُجّاج بَيْتكَ الحَرام،
وَاجْعَلْني اليَوْمَ منْ أكْرَم وَفْدكَ
عَليْكَ، وَأعْطني أفْضَلَ ما أعْطَيْتَ منْهُمْ
منَ الخَيْر وَالبَرَكة والرَّحْمَة والرِّضْوان
وَالمَغْفرَة، وباركْ لي فيْمَا أرْجعُ إلَيْه منْ
أهْل أو مال أو قَليل أو كَثيرٍ، وَباركْ لَهُمْ
فيَّ».

آداب الوقوف بالمزدلفة

وهي أيضاً كثيرة نذكر بعضها:

1 ـ الإفاضة من عرفات على سكينة
ووقار مستغفراً، فإذا انتهى إلى الكثيب الأحمر عن
يمين الطريق يقول:

«اللّهُمَّ ارْحَمْ مَوْقفي،
وَزِدْ عَمَلي، وَسَلِّم لي ديني وَتَقَبَّل
مَناسكي».

2 ـ الاقتصاد في السير.

3 ـ تأخير العشائين إلى المزدلفة،
والجمع بينهما بأذان وإقامتين وإن ذهب ثلث اللّيل.

4 ـ نزول بطن الوادي عن يمين الطريق
قريباً من المشعر، ويستحبّ للصرورة وطئ المشعر
برجله.

5 ـ إحياء تلك اللّيلة بالعبادة
والدعاء بالمأثور وغيره، ومن المأثور أن يقول:

«اللّهُمَّ هذه جَمْع، اللّهُمَّ
إنّي أسألُكَ أنْ تَجْمَعَ لي فيها جوامع الخَير،
اللّهُمَّ لا تُؤْيسني منَ الخَيْر الَّذي
سألْتُكَ أن تَجْمَعَهُ لي في قَلْبي، وَأطْلُبُ
إلَيْكَ أنْ تُعَرِّفَني ما عَرَّفْتَ أولياءَكَ
في مَنْزلي هذا، وأنْ تَقيَني جوامعَ الشرِّ».

6 ـ أن يصبح على طهر، فيصلّي الغداة
ويحمد اللّه عزّ وجلّ ويثني عليه، ويذكر من آلائه
وبلائه ماقدر عليه، ويصلّي على النبي صلّى اللّه
عليه وآله ثمّ يقول:

«اللّهُمَّ رَبَّ المَشْعَر الحرام
فُكَّ رَقَبَتي من النّار، وَأوسع عَليَّ منْ
رزقكَ الحَلال، وادْرَأْ عَنِّي شَرَّ فَسَقَة
الجنِّ والإنس، اللّهُمَّ أنْتَ خَيرُ مَطْلوبٍ
إلَيْه وَخَيْرُ مَدْعُوٍّ وَخَيرُ مَسْؤُول،
ولكُلِّ وافدٍ جائزة ، فَاجْعَلْ جائزَتي في
مَوطني هذا أنْ تُقيلَني عَثْرَتي، وَتَقْبَل
مَعْذرَتي، وأن تَجاوَزَ عَنْ خَطيئَتي، ثمّ
اجْعَل التَّقْوى منَ الدّنيا زادي».

7 ـ التقاط حصى الجمار من المزدلفة،
وعددها سبعون.

8 ـ السعي (السير السريع) إذا مرّ
بوادي محسِّر وقدر السعي مائة خطوة، ويقول:

«اللّهُمَّ سَلِّم لي عَهْدي
وَاقْبَلْ تَوْبَتي، وأجبْ دَعْوَتي، واخلُفْني
بخَيْرٍ فيمَنْ تَركْتُ بَعدي».

آداب رمي الجمرات

يستحبّ في رمي الجمرات أمور، منها:

1 ـ أن يكون على طهارة حال الرمي.

2 ـ أن يقول إذا أخذ الحصيات بيده:

«اللّهُمَّ هؤلاء حَصَياتي
فأحصهنَّ لي وَارْفَعْهُنَّ في عَمَلي».

3 ـ أن يقول عند كلّ رمية:

«اللّهُ أكْبَرُ، اللّهُمَّ
ادْحَرْ عَنِّي الشَّيْطان، اللّهُمَّ تَصديقاً
بكتابكَ وَعلى سُنَّة نَبيِّكَ، اللّهُمَّ
اجْعَلْهُ حَجّاً مَبْروراً وَعَمَلاً مَقْبولاً
وَسَعْياً مَشْكُوراً وَذَنْباً مَغْفُوراً».

4 ـ أن يقف الرامي على بُعد من جمرة
العقبة بعشر خطوات، أو خمس عشرة خطوة.

5 ـ أن يرمي جمرة العقبة متوجّهاً
إليها مستدبر القبلة، ويرمي الجمرتين الأولى
والوسطى مستقبل القبلة.

6 ـ أن يضع الحصاة على إبهامه،
ويدفعها بظفر السبابة.

7 ـ أن يقول إذا رجع إلى منى:

«اللّهُمَّ بكَ وَثقْتُ وَعَلَيْكَ
تَوَكَّلْتُ فَنعْمَ الرَّبُّ وَنعْمَ المَوْلى
وَنعْمَ النَّصيرُ».

آداب الهدي

يستحبّ في الهدي أمور، منها:

1 ـ أن يكون بدنة، ومع العجز فبقرة،
ومع العجز عنها أيضاً فكبشاً.

2 ـ أن يكون سميناً.

3 ـ أن يقول عند الذبح أو النحر:

«وَجَّهْتُ وَجْهي للَّذي فَطَرَ
السَّماوات وَالأرْضَ حَنيْفاً مُسْلماً وما أنا
منَ المُشْركيْنَ، إنَّ صلاتي ونُسُكي وَمحْيايَ
وَمَماتي للّه رَبِّ العالَمينَ، لا شَريْكَ لَهُ
وَبذلكَ أُمرْتُ وَأنا منَ المُسْلمينَ،
اللّهُمَّ منْكَ وَلَكَ، بسْم اللّه وَاللّه
أكْبَرُ، اللّهُمَّ تَقَبَّلْ منِّي».

4 ـ أن يباشر الذبح بنفسه، فإن لم
يتمكّن فليضع السكين بيده، ويقبض الذابح على يده،
ولا بأس بأن
يضع يده على يد الذابح.

آداب الحلق

1 ـ يستحبّ في الحلق أن يبتدىء فيه من
الطرف الأيمن، وأن يقول حين الحلق:

«اللّهُمَّ أعطني بكُلِّ شَعْرةٍ
نُوراً يَوم القيامَة».

2 ـ أن يدفن شعره في خيمته في منى.

3 ـ أن يأخذ من لحيته وشاربه ويقلّم
أظافيره بعد الحلق.

آداب طواف الحجّ والسعي

ما ذكرناه من الآداب في طواف العمرة
وصلاته والسعي فيها يجري هنا أيضاً، ويستحبّ
الإتيان بالطواف يوم العيد، فإذا قام على باب
المسجد يقول:

«اللّهُمَّ أعنِّي على نُسُككَ
وَسَلِّمْني لَهُ وَسَلِّمْهُ لي، أسألُكَ
مَسْألةَ العَليل الذَّليل المُعْتَرف بذَنْبه أن
تَغْفرْ لي ذُنُوبي، وَأنْ تُرْجعَني بحاجَتي،
اللّهُمَّ إنِّي عَبْدُكَ والبَلَدُ بَلَدُكَ
وَالبَيْتُ بَيْتُك، جئْتُ أطْلُبُ بقَدَركَ،
أسألُكَ مسألةَ المُضْطَرِّ إلَيْكَ، المُطيعُ
لأمْركَ، المُشْفق منْ عَذابكَ، الخائفُ
لعُقُوبَتكَ أنْ تُبَلِّغَني عَفْوَك وَتُجيرَني
منَ النّار برَحْمَتكَ».

ثم يأتي الحجر الأسود فيستلمه
ويقبّله، فإن لم يستطع استلم بيده وقبلّها، وإن لم يستطع من
ذلك أيضاً استقبل الحجر وكبّر وقال كما قال حين طاف
بالبيت يوم قدم مكّة، وقد مرّ ذلك في صفحة (223).

آداب منى

يستحبّ المقام بمنى أيّام التشريق
وعدم الخروج منها ولو كان الخروج للطواف المندوب،
ويستحبّ التكبير فيها بعد خمس عشرة صلاة أوّلها ظهر
يوم النحر، وبعد عشر صلوات في سائر الأمصار،
والأولى في كيفيّة التكبير أن يقول:

«اللّهُ أكْبَرُ اللّهُ أكْبَرُ لا
إلهَ إلا اللّهُ وَاللّهُ أكْبَرُ اللّهُ أكْبَرُ
وَللّه الحَمْدُ، اللّهُ أكْبَرُ عَلى مَا
هَدانَا، اللّهُ أكْبَرُ عَلى ما رَزَقَنا منْ
بَهيْمَة الأنْعام، وَالحَمْدُ للّه عَلى مَا
أبْلانَا».

ويستحبّ أن يصلّي فرائضه ونوافله في
مسجد الخيف، روى أبو حمزة الثمالي عن أبي جعفر (عليه
السلام) أنّه قال: «من صلّى في مسجد الخيف بمنى مائة
ركعة قبل أن يخرج منه عدلت عبادة سبعين عاماً، ومن
سبّح اللّه فيه مائة تسبيحة كتب له كأجر عتق رقبة،
ومن هلّل اللّه فيه مائة تهليلة عدلت أجر إحياء
نسمة، ومن حمد اللّه في مائة تحميدة عدلت أجر خراج
العراقين يتصدّق به في سبيل اللّه عزّ وجلّ».

آداب مكّة المعظّمة

يستحبّ فيها أمور منها:

1 ـ الإكثار من ذكر اللّه وقراءة
القرآن.

2 ـ ختم القرآن فيها.

3 ـ الشرب من ماء زمزم ثمّ يقول:

«اللّهُمَّ اجْعَلْهُ علْمَاً
نَافعاً ورزْقَاً واسعاً وَشفَاءً من كلِّ داءٍ
وَسُقْم»،
ثمّ يقول: «بسْم اللّه، الحَمْدُ للّه، الشُّكْرُ
للّه».

4 ـ الإكثار من النظر إلى الكعبة.

5 ـ الطواف حول الكعبة عشر مرّات:
ثلاثة في أوّل اللّيل، وثلاثة في آخره، وطوافان بعد
الفجر، وطوافان بعد الظهر.

6 ـ أن يطوف أيام إقامته في مكّة
ثلاثة وستّين طوافاً، فإن لم يتمكّن فاثنى وخمسين
طوافاً، فإن لم يتمكّن أتى بما قدر عليه.

7 ـ دخول الكعبة للصرورة، ويستحبّ له
أن يغتسل قبل دخوله وأن يقول عند دخوله:

«اللّهُمَّ إنَّكَ قُلتَ: وَمَن
دَخَلَهُ كَانَ آمناً، فَآمنِّي منْ عَذاب
النَّار».

ثمّ يصلّي ركعتين بين الاسطوانتين
على الرخامة الحمراء، يقرأ بعد الفاتحة في الركعة
الأولى سورة حم السجدة، وفي الثانية بعد الفاتحة
خمساً وخمسين آية.

8 ـ أن يصلّي في كلّ زاوية من زوايا
البيت، وبعد الصلاة يقول:

«اللّهُمَّ مَنْ تَهَيَّأ أوْ
تَعَبَّأ أوْ أعَدَّ أوْ اسْتَعَدَّ لوفَادَةٍ إلى
مَخْلُوقٍ رَجَاءَ رِفْدِهِ وَجائزَته وَنَوافله
وَفَواضله، فَإليْكَ يا سَيِّدي تَهْيئَتي وَتَعْبئَتي
وَإعْدَادي وَاسْتعْدادي رَجاءَ رفْدكَ
وَنَوافلكَ وَجائزَتكَ، فلا تُخَيِّبْ اليومَ
رَجَائي، يا مَنْ لا يَخيبُ عَلَيْه سَائل ، وَلا
يَنْقُصُهُ نائل ، فَإنِّي لَمْ آتكَ الْيَومَ
بعَمَلٍ صَالحٍ قَدَّمْتُهُ، وَلا شَفَاعَة
مَخْلُوقٍ رَجَوْتُهُ، وَلكنِّي أتَيْتُكَ
مُقرَّاً بالظُّلْم وَالإسَاءَة عَلى نَفْسي،
فَإنَّهُ لا حُجَّةَ لي وَلا عُذْر.

فأسألُكَ يَا مَنْ هُوَ كَذلكَ أنْ
تُصلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآله، وَتُعْطيني
مَسْألَتي وَتُقيْلَني عَثْرَتي وَتَقْلبَني
برَغْبَتي، وَلا تَرُدَّني مَجْبوهاً مَمْنُوعاً
وَلا خَائباً، يا عَظيْمُ يا عَظيْمُ يا عَظيْمُ
أرْجُوكَ للْعَظيْم، أسألُكَ يا عَظيْمُ أنْ
تَغْفرَ لي الذَّنْبَ العَظيْمَ لا إلهَ إلا
أنْتَ».

ويستحبّ التكبير ثلاثاً عند خروجه
من الكعبة وأن يقول:

«اللّهُمَّ لا تَجْهدْ بَلائنا،
رَبَّنا وَلا تُشْمتْ بنَا أعْداءَنَا، فإنَّكَ
أنْتَ الضَّارُّ النَّافعُ».

ثمّ ينزل ويستقبل الكعبة، ويجعل
الدرجات على جانبه الأيسر، ويصلّي ركعتين عند
الدرجات.

طواف الوداع

يستحبّ لمن أراد الخروج من مكّة أن
يطوف طواف الوداع، وأن يستلم الحجر الأسود والركن
اليمان في كلّ شوط وأن يأتي بما تقدّم في صفحة (234) من
المستحبّاتعند الوصول إلى المستجار، وأن يدعو
اللّه بما شاء، ثمّ يستلم الحجر الأسود، ويلصق بطنه
بالبيت ويضع إحدى يديه على الحجر والأخرى نحو
الباب، ثمّ يحمد اللّه ويثني عليه، ويصلّي على
النبيِّ وآله، ثمّ يقول:

«اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ
عَبْدكَ وَرَسُولكَ وَنَبيِّكَ وَأميْنكَ
وَحَبيْبكَ وَنَجيْبكَ وَخيَرَتكَ منْ خَلْقكَ،
اللّهُمَّ كَمَا بَلَّغَ رسالاتكَ، وَجَاهَدَ في
سَبيْلكَ، وَصَدَعَ بأمْركَ، وأُوذي فيْكَ وَفي
جَنْبكَ، وَعَبَدَكَ حَتّى أتَاهُ اليَقيْنُ،
اللّهُمَّ اقْلبْني مُفْلحاً مُنْجحاً
مُسْتَجاباً لي بأفْضَل مَا يرْجعُ به أَحَد منْ
وَفْدكَ منَ المَغْفرَة وَالبَرَكَة والرِّضْوان
والْعَافيَة».

ويستحبّ له الخروج من باب
الحنّاطين، ويقع قبال الركن الشامي، ويطلب من
اللّه التوفيق لرجوعه مرّة أخرى، ويستحبّ أن يشتري
عند الخروج مقدار درهم من التمر ويتصدّق به على
الفقراء.

زيارة الرسول الأعظم

(صلّى اللّه عليه وآله)

يستحبّ للحاج استحباباً مؤكّداً أن
يكون رجوعه من طريق المدينة المنوّرة، ليزور
الرسول الأعظم (صلّى اللّه عليه وآله) والصدِّيقة
الطاهرة (سلام اللّه عليها)، وأئمّة البقيع (سلام اللّه
عليهم أجمعين)، وللمدينة حرم حدّه عائر إلى وعير،
وهما جبلان يكتنفان المدينة من المشرق والمغرب،
وذهب بعض الفقهاء إلى أنّ الإحرام وإن كان لا يجب
فيه إلا أنّه لا يجوز قطع شجره ولا سيّما الرطب منه
إلا ما استثني ممّا تقدّم في حرم مكّة، كما أنّه لا
يجوز صيد ما بين الحرّتين منه، ولكن الأظهر جوازهما
وإن كان رعاية الاحتياط أولى.

كيفية زيارة الرسول الأعظم (صلّى
اللّه عليه وآله) أن يقول:

«السَّلامُ عَلى رَسُول اللّه،
السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حَبيْبَ اللّه، السَّلامُ
عَلَيْكَ يَا صَفْوَةَ اللّه، السَّلامُ عَلَيْكَ
يَا أميْنَ اللّه، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ نَصَحْتَ
لأُمَّتكَ وَجَاهَدْتَ في سَبيْل اللّه،
وَعَبَدْتَهُ، حَتّى أتاكَ اليَقيْنُ، فَجزَاكَ
اللّه أفْضَلَ مَا جَزَى نَبيِّاً عَنْ أُمَّته،
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ
أفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلى إبْرَاهيْمَ وَآل
إبْراهيمَ إنَّكَ حَميْد مَجيْد ».

زيارة الصدِّيقة الزهراء

(عليها السلام)

«يَا مُمْتَحَنةُ امْتَحَنَكِ
اللّهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ أنْ يَخْلُقَكِ
فَوَجَدَكِ لمَا امْتَحَنَكِ صَابرَةً
وَزَعَمْنَا أنَّا لَكِ أوْلياءُ وَمُصَدِّقُونَ
وَصَابرُونَ لكلِّ مَا أتانا به أبُوكِ صَلّى
اللّه عَلَيْه وَآله وَأتانا به وَصيُّهُ، فإنَّا
نَسْألُكِ إنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلا ألْحَقْتنا
بتَصْديقنا لَهُما «بالبُشْرى خ ل» لنُبَشِّرَ أنْفُسَنَا
بأنّا قَدْ طَهُرْنَا بولايَتكِ».

الزيارة الجامعة لأئمة
البقيع

(عليهم السلام)

«السَّلامُ عَلى أوْلياء اللّه
وَأصْفيائه، السَّلامُ عَلى أُمَنَاء اللّه
وَأحبَّائه، السَّلامُ عَلى أنْصَار اللّه
وَخُلَفَائه، السَّلامُ عَلى مَحالِّ مَعْرفَة
اللّه، السَّلامُ عَلى مَسَاكن ذِكْرِ اللّه،
السَّلامُ عَلى مُظَاهري أمْر اللّه وَنَهْيه،
السَّلامُ عَلى الدُّعَاةُ إلَى اللّه، السَّلامُ
عَلى المُسْتَقرِّيْنَ في مَرْضَاة اللّه،
السَّلامُ عَلى المُخْلصيْنَ في طَاعَة اللّه،
وَمَنْ جَهلَهُمْ فَقَدْ جَهلَ اللّه، مَن
اعْتَصَمَ بهمْ فَقَد اعْتَصَمَ باللّه، وَمَنْ
تَخَلَّى منْهُمْ فَقَدْ تَخَلَّى منَ اللّه،
أُشْهدُ اللّهَ أنِّي سلْم لمْنْ سَالَمْتُمْ،
وَحَرْب لمَنْ حَارَبْتُمْ مُؤْمن بسرِّكُمْ
وَعَلانيَّتكُمْ، مُفَوِّض في ذلكَ كُلِّه
إلَيْكُمْ، لَعَنَ اللّه عَدُوَّ آلَ مُحَمَّدٍ
منَ الجنِّ وَالإنْس وَأبْرأُ إلَى اللّه منْهُمْ،
وَصَلّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآله».

والحمد للّه أوّلاً وآخر

أحكام المصدود

مسألة 438:
المصدود هو الممنوع عن الحجّ أو العمرة بعد تلبّسه
بإحرامهما.

مسألة 439:
المصدود عن العمرة يذبح في مكانه ويتحلّل به حتّى
من النساء، والأحوط ضمّ التقصير أو الحلق إليه، بل
الأحوط اختيار الحلق إذا كان ساق معه الهدي في
العمرة المفردة.

مسألة 440:
المصدود عن الحجّ إن كان مصدوداً عن الموقفين أو عن
الموقف بالمشعر خاصّة فوظيفته ذبح الهدي في محلّ
الصد والتحلّل به عن إحرامه، والأحوط ضمّ الحلق أو
التقصير إليه، وإن كان عن الطواف والسعي بعد
الموقفين قبل أعمال منى أو بعدها فعنئذ إن لم يكن
متمكّناً من الاستنابة فوظيفته ذبح الهدي في محلّ
الصد، وإن كان متمكّناً منها فالأحوط الجمع بين
الوظيفتين، ذبح الهدي في محلّه والاستنابة، وإن
كان الأظهر جواز الاكتفاء بالذبح إن كان الصد صداً
عن دخول مكّة، وجواز الاكتفاء بالاستنابة إن كان
الصد بعده. هذا في مكّة القديمة وأمّا إذا كان الصد
بعد دخول مكّة الجديدة فالأحوط لزوماً الجمع بين
ذبح الهدي والاستنابة.

وإن كان مصدوداً عن مناسك منى خاصّة
دون دخول مكّة فوقتئذٍ إن كان متمكّناً من
الاستنابة فيستنيب للرمي والذبح ثمّ يحلق أو يقصّر
ويتحلّل ثمّ يأتي ببقيّة المناسك، وإن لم يكن
متمكّناً من الاستنابة فالظاهر أنّ وظيفته في هذه
الصورة أن يودع ثمن الهدي عند من يذبح عنه ثمّ يحلق
أو يقصّر في مكانه، فيرجع إلى مكّة لأداء مناسكها،
فيتحلّل بعد هذه كلّها عن جميع ما يحرم عليه حتّى
النساء من دون حاجة إلى شيء آخر، وصحّ حجّه وعليه
الرمي في السنة القادمة على الأحوط.

مسألة 441: المصدود عن الحجّ لايسقط عنه
الحجّ بالهدي المزبور، بل يجب عليه الإتيان به في
القابل إذا بقيت الاستطاعة أو كان الحجّ مستقرّاً
في ذمّته.

مسألة 442:
إذا صدّ عن الرجوع إلى منى للمبيت ورمي الجمار فقد
تمّ حجّه، ويستنيب للرمي إن أمكنّه في سنته، وإلا
ففي القابل على الأحوط، ولا يجري عليه حكم المصدود.

مسألة 343:
من تعذّر عليه المضي في حجّه لمانع من الموانع غير
الصدّ والحصر، فالأحوط أن يتحلّل في مكانه بالذبح.

مسألة 444:
لا فرق في الهدي المذكور بين أن يكون بدنة أو بقرة
أو شاة، ولو لم يتمكّن منه ينتقل الأمر إلى بدله،
وهو الصيام على الأحوط، كما أنّ الأحوط أن يؤخّر
الإحلال إلى ما بعد الصيام على النحو المتقدّم في
صيام الهدي.

مسألة 445:
من أفسد حجّه ثمّ صدّ فالظاهر لزوم كفّارة الإفساد
زائداً على الهدي ولكن لا يلزم إعادة الحجّ مع
الصدّ الطارىء، نعم عليه الحجّ مع استقرار الحجّ أو
بقاء استطاعته إلى السنة القادمة.

مسألة 446:
من ساق هدياً معه ثمّ صدّ كفى ذبح ما ساقه ولا يجب
عليه هدي آخر، وكذا الحال فيمن ساق الهدي ثم احصر.

أحكام المحصور

مسألة 447:
المحصور هو الممنوع عن الحجّ أو العمرة بمرض ونحوه
بعد تلبّسه بالإحرام.

مسألة 448:
المحصور إن كان محصوراً في عمرة مفردة فوظيفته أن
يبعث هدياً ويواعد أصحابه أن يذبحوه أو ينحروه في
وقت معيّن، فإذا جاء الوقت تحلّل في مكانه
بالتقصير، ويجوز له خاصّة أن يذبح أو ينحر في مكانه
ويتحلّل، وتحلّل المحصور في العمرة المفردة إنّما
هو من غير النساء، وأمّا منها فلا تحلّل منها إلا بعد إتيانه
بعمرة مفردة بعد إفاقته، فيما ذبح أو نحر في مكان
الحصر، وأمّا مع البعث فللتحلّل بوصول الهدي محلّه
وموعده حتّى من النساء وجه.

وإن كان المحصور محصوراً في عمرة
التمتّع فحكمه ما تقدّم إلا أنّه يتحلّل حتّى من
النساء، وإن كان المحصور محصوراً في الحجّ فحكمه ما
تقدّم، والأحوط أنّه لا يتحلّل من النساء حتّى يطوف
ويسعى ويأتي بطواف النساء بعد ذلك في حجّ أو عمرة.

مسألة 449:
إذا احصر وبعث بهديه وبعد ذلك خفّ المرض، فإن ظنّ أو
احتمل إدراك الحجّ وجب عليه الالتحاق، وحينئذ فإن
أدرك الحجّ وجب عليه الالتحاق، وحينئذٍ فإن أدرك
الموقفين أو الوقوف بالمشعر خاصّة حسب ما تقدّم فقد
أدرك الحجّ، وإلا فإن لم يذبح أو ينحر عنه انقلب
حجّه إلى العمرة المفردة وإن ذبح عنه تحلّل من غير
النساء ووجب عليه الإتيان بالطواف وصلاته والسعي
وطواف النساء وصلاته للتحلّل من النساء أيضاً على
الأحوط.

مسألة 450:
إذا احصر عن مناسك منى أو احصر من الطواف والسعي بعد
الوقوفين، فالحكم فيه كما تقدّم في المصدود، نعم
إذا كان الحصر من الطواف والسعي بعد دخول مكّة
القديمة فلا إشكال
ولا خلاف في أنّ وظيفته الاستنابة.

مسألة 451:
إذا احصر الرجل فبعث بهديه ثمّ آذاه رأسه قبل أن
يبلغ الهدي محلّه، جاز له أن يذبح شاة في محلّه أو
يصوم ثلاثة أيام أو يطعم ستة مساكين لكلّ مسكين
مدّان، ويحلق، ويبقى على إحرامه إلى بلوغ الهدي
محلّه وموعده.

مسألة 452:
لا يسقط الحجّ عن المحصور بتحلّله بالهدي، فعليه
الإتيان به في القابل إذا بقيت استطاعته أو كان
مستقرّاً في ذمّته.

مسألة 453:
المحصور إذا لم يجد هدياً ولا ثمنه صام عشرة أيّام
على ما تقدّم.

مسألة 454:
يستحبّ للمحرم عند عقد الإحرام أن يشترط على ربّه
تعالى أن يحلّه حيث حبسه، وإن كان حلّه لا يتوقّف
على ذلك، فإنّه يحلّ عند الحبس اشترط أم لم يشترط.

إلى هنا فرغنا من واجبات الحجّ
فلنشرع الآن في آدابه، وقد ذكر الفقهاء من الآداب
ما لا تسعه هذه الرسالة فنقتصر على يسير منها.

مستحبّات الإحرام

يستحبّ في الإحرام أمور:

1 ـ تنظيف الجسد، وتقليم الأظفار،
وأخذ الشارب، وإزالة الشعر من الإبطين والعانة،
كلّ ذلك قبل الإحرام.

2 ـ تسريح شعر الرأس واللّحية من
أوّل ذي القعدة لمن أراد الحجّ، وقبل شهر واحد لمن
أراد العمرة المفردة.

وقال بعض الفقهاء بوجوب ذلك، وهذا
القول وإن كان ضعيفاً إلا أنّه أحوط.

3 ـ الغسل للإحرام في الميقات، ويصحّ
من الحائض والنفساء أيضاً على الأظهر، وإذا خاف عوز
الماء في الميقات قدّمه عليه، فإن وجد الماء في
الميقات أعاده وإذا اغتسل ثمّ أحدث بالأصغر أو أكل
أو لبس ما يحرم أعاد غسله، ويجزىء الغسل نهاراً إلى
آخر اللّيلة الآتية، ويجزىء الغسل ليلاً إلى آخر
النهار الآتي.

4 ـ أن يدعو عند الغسل على ما ذكره
الصدوق ويقول:

«بسم اللّه وباللّه، اللّهُمَّ
اجْعَلْهُ لي نُوراً وَطَهوراً وَحرزاً وَأمْناً
منْ كُلِّ خَوفٍ، وشفاءً من كُلِّ داءٍ وَسُقم،
اللّهمَّ طَهِّرْني وَطهِّرْ قَلْبي وَاشْرَحْ لي
صَدْري، وَأجْر عَلى لسَاني مَحَبَّتَكَ
وَمدْحَتَكَ وَالثَّنَاءَ عَلَيْكَ، فَإنَّهُ لا
قُوَّةَ لي إلا بكَ، وَقَدْ عَلمْتُ أنّ قوامَ ديني
التسليمُ لَكَ، وَالاتِّبَاعُ لسُنَّة نَبيِّكَ
صَلَواتُكَ عَلَيْه وَآله».

5 ـ أن يدعو عند لبس ثوبي الإحرام
ويقول:

«الحَمْدُ للّه الَّذي رَزَقَني ما
أُواري به عَوْرَتي، وأُؤدِّي فيه فَرْضي،
وَأعبُدُ فيه رَبِّي، وَأَنْتَهي فيه إلى ما
أمَرَني، الحَمْدُ للّه الذي قَصَدْتُهُ
فَبَلَّغَني، وأرَدْتُهُ فأعانني وَقبلَني وَلَمْ
يَقطَعْ بي، وَوَجْهَهُ أردتُ فَسَلَّمَني، فهو
حصْني وَكَهْفي وحرزي، وَظَهري ومَلاذي، ورجائي
ومَنْجاي وذُخْري وَعُدَّتي في شدَّتي ورخائي».

6 ـ أن يكون ثوباه للإحرام من القطن.

7 ـ أن يكون إحرامه بعد فريضة الظهر،
فإن لم يتمكّن فبعد فريضة أخرى، وإلا فبعد ركعتين
أو ستّ ركعات من النوافل، والستّ أفضل، يقرأ في
الركعة الأولى الفاتحة وسورة التوحيد، وفي الثانية
الفاتحة وسورة الجحد، فإذا فرغ حمد اللّه وأثنى
عليه، وصلّى على النبيِّ وآله ثمّ يقول:

«اللّهُمَّ إنّي أسألُكَ أنْ
تَجْعَلَني ممَّن اسْتَجابَ لَكَ، وَآمَنَ
بوَعْدكَ، وَاتَّبَعَ أمْرَكَ فَإنِّي عَبْدُكَ
وَفي قَبْضَتك، لا أُوْقى إلا ما وَقَيْتَ، وَلا
آخُذُ إلا ما أعْطَيْتَ، وَقَدْ ذَكرْتَ الحجَّ،
فأسألُكَ أن تَعْزمَ لي عَلَيْه عَلى كتابكَ
وَسُنَّة نَبيِّكَ صَلّى اللّهُ عَلَيه وَآله،
وَتُقَوِّيَني عَلى مَا ضَعُفتُ عَنْهُ،
وَتُسلِّمَ منِّي مَنَاسكي، في يُسْرٍ منْكَ
وَعافيَةٍ، وَاجْعَلْني من وَفْدكَ الَّذينَ
رَضيتَ وَارتَضيْتَ وَسَمَّيْتَ وَكَتَبْتَ.

اللّهُمَّ إنِّي خَرَجتُ من شُقّةٍ
بَعيدَةٍ وَأنْفَقْتُ مَالي ابْتغاءَ مَرْضاتكَ،
اللّهُمّ فَتَمِّمْ لي حَجّي وَعُمْرَتي،
اللّهُمَّ إنِّي أُريدُ التمتُّع بالعُمْرَة إلى
الحَجّ عَلى كتابكَ وَسُنَّة نَبيِّكَ صلّى اللّه
عليه وآله وسلّم، فإنْ عَرَضَ لي عَارض يَحْبسُني،
فحُلَّني حيثُ حَبَسْتَني لقَدَرِكَ الَّذي
قَدَّرْتَ عليَّ، اللّهُمَّ إن لَمْ تَكُنْ حَجَّة
فَعْمرة .

أحْرَمَ لَكَ شعري وبَشَري،
ولَحْمي ودَمي، وعظامي ومُخّي وعَصَبي، من
النِّساء والثِّياب وَالطِّيب، أبتغي بذلك
وجْهَكَ والدّارَ الآخرة».

8 ـ التلفّظ بنية الإحرام مقارناً
للتلبية.

9 ـ رفع الصوت بالتلبية للرجال.

10 ـ أن يقول في تلبيته:

«لَبَّيْكَ ذا المعارج لَبَّيْكَ،
لَبَّيْكَ داعياً إلى دار السَّلام لَبَّيْكَ،
لَبَّيْكَ غَفّارَ الذُّنُوب لَبَّيْكَ،
لَبَّيْكَ أهلُ التلبية لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ ذا
الجلال والإكرام لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ تُبْدئُ
والمعادُ إليكَ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ تَتستغني
ويُفْتَقرُ إليك لَبَّيْكَ.

لَبَّيْكَ مَرهوباً وَمرغُوباً
إليكَ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ إلهَ الحقِّ
لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ ذا النَّعْماء والفَضْل
الحَسن الجَميل لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ كشّافَ
الكُرَب العظام لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ عبدُكَ
وابنُ عبدَيْكَ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ يا كريمُ
لَبَّيْكَ».

ثمّ يقول:

«لَبَّيْكَ أتقرَّبُ إليكَ بمحمّدٍ
وَال محمّدٍ لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ بحجّة أو عُمرةٍ
لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ وهذه عُمْرةُ متعة إلى الحج
لَبَّيْكَ، لَبَّيْكَ تلبيةً تمامُها وبلاغُها
عَليكَ».

11 ـ تكرار التلبية حال الإحرام، في
وقت اليقظة من النوم، وبعد كلّ صلاة، وعند الركوب
على البعير والنزول منها، وعند كلّ علوّ وهبوط،
وعند ملاقاة الراكب، وفي الأسحار يستحبّ إكثارها
ولو كان جنباً أو حائضاً، ولا يقطعها في عمرة
التمتّع إلى أن يشاهد بيوت مكّة، وفي حجّ التمتّع
إلى زوال يوم عرفة.

مكروهات الإحرام

يكره في الإحرام أمور:

1 ـ الإحرام في ثوب أسود، بل الأحوط
ترك ذلك، والأفضل الإحرام في ثوب أبيض.

2 ـ النوم على الفراش الأصفر، وعلى
الوسادة الصفراء.

3 ـ الإحرام في الثياب الوسخة، ولو
وسخت حال الإحرام فالأولى أن لا يغسلها مادام
محرماً، ولا بأس
بتبديلها.

4 ـ الإحرام في ثياب مخطّطة.

5 ـ استعمال الحنّاء قبل الإحرام إذا
كان أثره باقياً إلى وقت الإحرام.

6 ـ دخول الحمّام، والأولى بل الأحوط
أن لا يدلك
المحرم جسده.

7 ـ تلبية من يناديه، بل الأحوط ترك
ذلك.

دخول الحرم ومستحبّاته

1 ـ النزول من المركوب عند وصوله
الحرم، والاغتسال لدخوله.

2 ـ خلع نعليه عند دخوله الحرم،
وأخذهما بيده تواضعاً وخشوعاً للّه سبحانه.

3 ـ أن يدعو بهذا الدعاء عند دخول
الحرم:

«اللَّهُمَّ إنَّكَ قُلتَ في
كتابكَ، وقولُكَ الحقّ: وَأذِّن في النّاس بالحجِّ
يأتُوكَ رجالاً وَعلى كُلِّ ضامرٍ يأتينَ منْ
كُلِّ فَجٍّ عَميقٍ، اللّهُمَّ إنِّي أرجو أنْ
أكُونَ ممَّنْ أجابَ دعوتَكَ، قَد جئتُ من شُقَّةٍ
بَعيدةٍ وَفَجٍّ عَميقٍ، سامعاً لندائكَ
وَمُستجيباً لَكَ، مُطيعاً لأمْركَ وكلُّ ذلك
بفَضْلكَ عَليَّ وإحسانكَ إليَّ.

فَلكَ الحَمْدُ على ما وَفَّقْتَني
لَهُ أبتغي بذلك الزُّلْفةَ عَندَكَ، والقُربَةَ
إليكَ والمنزلةَ لَدَيك، والمغْفرةَ لذُنُوبي،
والتَّوبَةَ عليَّ منها بمنِّكَ، اللّهُمَّ صلِّ
على محمّدٍ وَآل محمّدٍ وَحرِّم بَدَني على
النّار، وَآمنّي من عَذابكَ برَحمَتكَ يا أرحَمَ
الرّاحمين».

4 ـ أن يمضغ شيئاً من الإذخر عند
دخوله الحرم.

آداب دخول مكّة المكرّمة

والمسجد الحرام

يستحبّ لمن أراد أن يدخل مكّة
المكرّمة أن يغتسل قبل دخولها، وأن يدخلها بسكينة
ووقار، ويستحبّ لمن جاء من طريق المدينة أن يدخل من
أعلاها ويخرج من أسفلها.

ويستحبّ أن يكون حال دخول المسجد
حافياً على سكينة ووقار وخشوع، وأن يكون دخوله من
باب بني شيبة، وهذا الباب وإن جهل فعلاً من جهة
توسعة المسجد إلا أنّه قال بعضهم إنّه كان بإزاء
باب السلام، فالأولى الدخول من باب السلام، ثمّ
يأتي مستقيماً إلى أن يتجاوز الاسطوانات.

ويستحبّ أن يقف على باب المسجد
ويقول:

«السَّلامُ عَليكَ أيُّها النبيُّ
وَرحمَةُ اللّه وبركاتُهُ، بسم اللّه وباللّه،
وَمنَ اللّه وما شاء اللّه، السَّلامُ عَلى أنبياء
اللّه ورُسُله، والسَّلامُ على رَسُول اللّه،
والسَّلامُ عَلى إبراهيمَ خَليل اللّه، والحَمْدُ
للّه ربّ العالمينَ».

ثمّ يدخل المسجد متوجّهاً إلى
الكعبة رافعاً يديه إلى السماء ويقول:

«اللّهُمَّ إنِّي أسألُكَ في
مَقامي هذا، في أوّل مناسكي، أن تَقبَلَ تَوبَتي
وأن تجاوَزَ عن خَطيئَتي وَتَضَعَ عَنِّي وِزْرِي،
الحَمْدُ للّه الَّذي بَلَغَني بَيْتَهُ الحرامَ،
اللّهُمَّ إنِّي أُشْهدُكَ أنَّ هذا بيتُكَ
الحرامُ الَّذي جعلتَهُ مثابَةً للنّاس وأمْناً
مُباركاً وهُديً للعالمين.

اللّهُمَّ إنِّي عَبْدُكَ، والبلدُ
بلدُكَ، والبيتُ بيتُكَ، جئتُ أطلبُ رَحمَتَكَ،
وأؤُمّ طاعَتَكَ، مُطيعاً لأمرك، راضياً بقَدَرك،
أسألُكَ مسألةَ الفقير إليكَ، الخائف
لعُقُوبَتكَ، اللّهُمَّ افتَحْ لي أبوابَ
رَحمَتك، واسْتَعملني بطاعتكَ ومَرْضاتكَ».

وفي رواية أخرى يقف على باب المسجد
ويقول:

«بسم اللّه وباللّه، ومن اللّه وإلى
اللّه وما شاء اللّه، وعلى ملَّة رسوله اللّه صلّى
اللّه عليه وآله، وخيرُ الأسماء للّه، والحَمْدُ
للّه، والسَّلامُ على رَسُول اللّه صلّى اللّه
عليه وآله، السَّلامُ على محمّد بن عبداللّه،
السَّلام عليكَ أيُّها النبيُّ ورحمةُ اللّه
وبركاتُهُ، السَّلامُ على أنبياء اللّه، ورُسُله،
السَّلامُ على إبراهيمَ خليل الرَّحمن، السَلامُ
على المُرْسَلينَ، والحمْدُ للّه رَبِّ
العالَمينَ، السَّلامُ علينا وعلى عباد اللّه
الصالحين.

اللّهُمَّ صلِّ على محمَّدٍ وَآل
محمَّدٍ، وباركْ على محمَّدٍ وَآل محمَّدٍ، وارحم
محمَّداً وَآل محمَّدٍ، كما صَلَّيْتَ وبارَكْتَ
وَتَرَحَّمْتَ على إبراهيم وَآل إبراهيمَ إنَّكَ
حَميد مَجيد ، اللّهُمَّ صَلِّ على محمَّدٍ وَآل
محمَّدٍ عَبدكَ ورسولكَ، وصَلِّ على إبراهيم
خليلكَ، وعلى أنبيائكَ ورُسُلكَ وَسلِّمْ
عَلَيْهمْ، وسَلام على المُرْسَلينَ، والحَمْدُ
للّه ربِّ العالمينَ.

اللّهُمَّ افتَحْ لي أبوابَ
رَحْمَتكَ وَاسْتَعْملْني في طاعَتكَ ومَرْضاتكَ
واحْفَظْني بحفْظ الإيمان أبداً ما أبْقَيْتَني
جَلَّ ثَناءُ وَجْهكَ، الحَمْدُ للّه الَّذي
جَعَلني منْ وَفْدِهِ وزوّاره، وَجَعَلني ممَّن
يَعْمُرُ مَساجدَهُ، وَجَعلني ممَّن يُناجيه،
اللّهُمَّ إنِّي عَبْدُكَ وَزائرُكَ في بَيْتكَ
وَعَلى كُلِّ مَأتيٍّ حَقّ لمَنْ أتاهُ وَزَارَهُ،
وأنتَ خَيْرُ مَأتيٍّ وَأكْرَمُ مَزورٍ.

فأسألُكَ يا اللّهُ يا رَحْمنُ
وَبأنَّكَ أنْتَ اللّهُ لا إلهَ إلا أنْتَ،
وَحْدَكَ لا شَريْكَ لَكَ، وَبأنَّكَ واحد أحَد
صَمَد لَمْ تَلدْ
وَلَمْ تُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَكَ كُفُواً أحَد
، وَأنَّ مُحمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ صلّى
اللّه عليه وَعَلى أهْل بيته، يا جَوادُ يا كَريمُ
يا ماجدُ يا جَبّارُ يا كَريمُ، أسألُكَ أنْ
تَجْعَلَ تُحْفَتَكَ إيَّايَ بزيارتي إيَّاكَ
أوّلَ شيءٍ تُعْطيني فَكاكَ رَقَبَتي منَ
النَّار».

ثمّ يقول ثلاثاً:

«اللّهُمَّ فُكَّ رَقَبتي منَ
النَّار».

ثمّ يقول:

«وأوْسعْ عليَّ منْ رزْقكَ الحَلال
الطِّيب، وَادْرأ عَنّي شَرَّ شياطين الإنس
وَالْجنِّ، وَشرَّ فَسَقَة العَرب والعَجَم».

ويستحبّ عندما يحاذى الحجر الأسود
أن يقول:

«أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلا اللّهُ
وَحْدَهُ لا شَريْكَ لَهُ، وَأشْهَدُ أنَّ
مُحمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، آَمَنْتُ باللّه
وَكَفَرْتُ بالطّاغوت وباللاّت والعُزَّى وبعبادة
الشّيطان، وبعبادة كُلِّ ندٍّ يُدعى منْ دُون
اللّه».

ثمّ يذهب إلى الحجر الأسود ويستلمه
ويقول:

«الحَمْدُ للّه الَّذي هَدانا
لهَذا وَما كُنّا لَنَهْتَدي لَوْلا أنْ هَدَانا
اللّهُ، سُبْحانَ اللّه وَالحَمْدُ للّه ولا إله
إلا اللّه واللّه أكبَرُ، أكبَرُ منْ خَلقه،
أكبَرُ ممَّن أخْشى وَأحذَرُ، ولا إلهَ إلا اللّهُ
وَحْدَهُ لا شريْكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ
الحَمْدُ، يُحيي ويُميتُ ويُميتُ ويُحيي، بيده،
الخَيْرُ، وهُوَ عَلى كلِّ شَيءٍ قَدير».

ويصلّي على محمد وآل محمّد، ويسلّم
على الأنبياء كما كان يصلّي، ويسلّم عند دخوله
المسجد الحرام، ثمّ يقول:

«إنِّي أُؤمنُ بوَعْدِكَ وَأُوفي
بعَهدك».

وفي رواية صحيحة عن أبي عبداللّه
(عليه السلام): «إذا دنوت من الحجر الأسود فارفع
يديك، واحمد اللّه وأثن عليه، وصلِّ على النبيّ،
واسأل اللّه أن يتقبّل منك، ثمّ استلم الحجر
وقبّله، فإن لم تستطع أن تقبّله فاستلمه بيدك، فإن
لم تستطع أن تستلمه بيدك فأشر إليه وقل:

«اللّهُمَّ أمانَتي أدَّيْتُها،
وميثَاقي تعاهَدتُهُ لتشْهَدَ لي بالمُوافاة،
اللّهُمَّ تَصديقاً بكتابكَ، وعلى سُنَّة
نَبيِّكَ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلا اللّهُ
وَحْدَهُ لا شَريْكَ لَهُ، وَأشْهَدُ أنَّ
مُحمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، آمَنْتُ باللّه
وَكَفَرْتُ بالجببْت والطّاغوت وباللاّت
والعُزَّى وعبادة الشّيطان، وعبادة كُلِّ ندٍّ
يُدعى منْ دُون اللّه تعالى».

فإن لم تستطع أن تقول هذا فبعضه،
وقل:

«اللّهُمَّ إليْكَ بَسَطْتُ يَدي،
وَفيْما عنْدَكَ عَظُمَتْ رَغْبَتي فاقْبَلْ
سَبْحَتي، وَاغْفر لي وَارْحَمْني، اللّهُمِّ
إنِّي أعُوذُ بكَ منَ الكُفْر وَالفَقْر وَمَواقف
الخزْي في الدُّنيا وَالآخرة».

آداب الطواف

روى معاوية بن عمّار عن أبي
عبداللّه (عليه السلام)، قال تقول في الطواف:

«اللّهُمَّ إنِّي أسألُكَ باسْمكَ
الَّذي يُمْشى به عَلى طَلل الماء كَمَا يُمْشَى به
عَلى جَدَد الأرْض، وَأسألُكَ باسْمكَ الَّذي
يَهْتَزُّ لَهُ عَرْشُكَ، وأسألُكَ باسْمكَ
الَّذي تَهْتَزُّ لَهُ أقْدامُ مَلائكَتك،
وَأسألُكَ باسْمكَ الَّذي دَعاكَ به مُوسى من جانب
الطُّور فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَألْقَيْتَ عَلَيْه
مَحَبَّةً منْكَ، وَأسْألُكَ باسْمكَ الَّذي
غَفَرْتَ به لمُحَمَّدٍ ما تَقَدَّمَ منْ ذَنْبه
وَمَا تَأخَّر، وَأتْمَمْتَ عَلَيْه نعْمَتَكَ
أنْ تَفْعَلَ بي كذا وكذا» ما أحببت من الدعاء.

وكلّ ما انتهيت إلى باب الكعبة
فصلِّ على محمّد وآل محمّد، وتقول فيما بين الركن
اليماني والحجر الأسود:

«ربّنا آتنا في الدُّنيا حَسَنةً
وَفي الآخرة حَسَنَةً وَقنَا عَذابَ النّار».

وقل في الطواف:

«اللّهُمَّ إنِّي إليكَ فَقير ،
وإنِّي خائف مُسْتَجير ، فَلا تُغَيِّر جسْمي، وَلا تُبَدِّل
اسمي».

وعن أبي عبداللّه (عليه السلام) قال:
كان علي بن الحسين (عليه السلام) إذا بلغ الحج قبل أن
يبلغ الميزاب يرفع رأسه، ثمّ يقول وهو ينظر إلى
الميزاب:

«اللّهُمَّ أدْخلْني الجَنَّة
برَحْمَتكَ، وَأجرْني برَحْمَتكَ منَ النّار،
وَعافني منَ السُّقْم، وَأوسعْ عَليَّ منَ الرِّزق
الحَلال، وَأدْرَأ عَنِّي شَرَّ فَسَقَة الجنِّ
والإنْس، وَشَرَّ فَسَقَة العَرَب والعَجَم».

وفي الصحيح عن أبي عبداللّه (عليه
السلام) أنّه لمّا انتهى إلى ظهر الكعبة حتّى يجوز
الحجر قال:

«يا ذَا المَنِّ والطَّول وَالجُود
والكَرم، إنَّ عَمَلي ضَعيْف فضاعفْهُ لي
وَتَقَبَّلهُ منّي، إنّكَ أنْتَ السَّميعُ
العَليمُ».

وعن أبي الحسن الرضا (عليه السلام)
أنّه لمّا صار بحذاء الركن اليماني أقام فرفع يديه
ثمّ قال:

«يا اللّهُ يا وَليَّ العافيَة،
وَخالقَ العافيَة، وَرازقَ العافيَة، وَالمُنعمُ
بالعافيَة، وَالمَنَّانُ بالعافيَة،
والمُتَفَضِّلُ بالعافيَة عَليَّ وَعَلى جَميْع
خَلْقكَ، يَا رَحمنَ الدُّنيا وَالآخرَة
وَرَحيمَهُما، صلِّ على مُحمَّدٍ وَآل مُحمَّدٍ
وارْزُقْنا العافيَة، ودَوامَ العافيَة، وَتَمامَ
العافيَة، وَشُكْرَ العافيَة، في الدنيا والآخرة
يا أرْحمَ الرّاحمين».

وعن أبي عبداللّه (عليه السلام): إذا
فرغت من طوافك وبلغت مؤخّر الكعبة وهو بحذاء
المستجار دون الركن اليماني بقليل فابسط يديك على
البيت والصق بدنك وخدّك بالبيت وقل:

«اللّهُمَّ البيتُ بيتُكَ،
والعَبْدُ عَبدُكَ وَهذا مكانُ العائذ بكَ من
النّار».

ثمّ أقرَّ لربّك بما عملت، فإنّه
ليس من عبد مؤمن يقرّ لربّه بذنوبه في هذا المكان
إلا غفر اللّه له إن شاء اللّه، وتقول:

«اللّهُمَّ منْ قبَلكَ الرُّوحُ
والفَرَجُ والعافيةُ، اللُّهمَّ إنَّ عَمَلي
ضَعيف فَضاعفْهُ لي، واغْفر لي ما اطَّلَعْتَ
عَلَيْه منِّي وَخَفيَ عَلى خَلْقكَ».

ثمّ تستجير باللّه من النار وتخيّر
لنفسك من الدعاء، ثمّ استلم الركن اليماني.

وفي رواية أخرى عنه (عليه السلام):
ثمّ استقبل الركن اليماني والركن الذي فيه الحجر
الأسود واختم به وتقول:

«اللّهُمَّ قَنِّعْني بما
رَزَقْتَني، وَباركْ لي فيما آتَيْتَني».

ويستحبّ للطائف في كلّ شوط أن يستلم
الأركان كلّها وأن يقول عند استلام الحجر الأسود:

«أمَانَتي أدَّيْتُها وَميْثاقي
تَعاهَدْتُهُ لتَشْهَدَ لي بالمُوافاة».

آداب صلاة الطواف

يستحبّ في صلاة الطواف أن يقرأ بعد
الفاتحة سورة التوحيد في الركعة الأولى، وسورة
الجحد في الركعة الثانية، فإذا فرغ من صلاته حمد
اللّه وأثنى عليه وصلّى على محمّد وآل محمد، وطلب
من اللّه تعالى أن يتقبّل منه.

وعن الصادق (عليه السلام) أنّه سجد
بعد ركعتي الطواف وقال في سجوده:

«سَجَدَ وَجْهي لَكَ تَعبّداً
وَرِقّاً، لا إلهَ إلا أنْتَ حَقّاً حَقّاً،
الأوّلُ قَبْلَ كُلِّ شَيءٍ، وَالآخرُ بَعْدَ
كُلِّ شيءٍ، وَهَا أنَا ذا بَيْنَ يَدَيْكَ،
ناصيَتي بيَدَيْكَ، وَاغْفر لي إنَّه لا يَغْفرُ
الذَّنْبَ العَظيمَ غَيْرُكَ، فَاغْفرْ لي،
فَإنِّي مُقرّ بذُنُوبي عَلى نَفْسي وَلا يدفَعُ
الذَّنْبَ العَظيمَ غيرُكَ».

ويستحبّ أن يشرب من ماء زمزم قبل أن
يخرج إلى الصفا ويقول:

«اللّهُمَّ اجْعَلْهُ علْماً
نافعاً، ورزقاً واسعاً، وشفاءً منْ كُلِّ داءٍ
وَسُقمٍ».

وإن أمكنه أتى زمزم بعد صلاة الطواف
وأخذ منه ذنوباً أو ذنوبين، فيشرب منه ويصبّ الماء
على رأسه وظهره وبطنه، ويقول:

«اللّهُمَّ اجْعَلْهُ علْماً
نافعاً، ورزقاً واسعاً، وشفاءً منْ كُلِّ داءٍ
وسُقمٍ».

ثمّ يأتي الحجر الأسود فيخرج منه
إلى الصفا.

آداب السعي

يستحبّ الخروج إلى الصفا من الباب
الذي يقابل الحجر الأسود مع سكينة ووقار، فإذا صعد
على الصفا نظر إلى الكعبة، ويتوجّه إلى الركن الذي
فيه الحجر الأسود، ويحمد اللّه ويثني عليه ويتذكّر
آلاء اللّه ونعمه، ثمّ يقول: «اللّهُ أكبر» سبع
مرات، «الحمدُ للّه» سبع مرات، «لا إلهَ إلا اللّه»
سبع مرات، ويقول ثلاث مرات:

«لا إلهَ إلا اللّهُ وَحْدَهُ لا
شَريْكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ،
يُحْيي وَيُميْتُ وَهُوَ حَيّ لا يَموتُ، بيَده
الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدير ».

ثمّ يصلّي على محمد وآل محمّد، ثمّ
يقول ثلاث مرات:

«اللّهُ أكبرُ على ما هَدانَا،
وَالحَمْدُ للّه عَلى ما أولانَا، وَالحَمْدُ للّه
الحَيِّ القَيُّوم، والحَمْدُ للّه الحَيِّ
الدَّائم».

ثمّ يقول ثلاث مرّات:

«أشْهَدُ أن لا إلهَ إلا اللّه،
وأشْهَدُ أنّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،
لا نَعْبُدُ إلا إيِّاهُ مُخْلصينَ لَهُ ا
لدِّيْنَ وَلَوْ كَره المُشْركُونَ».

ثمّ يقول ثلاث مرّات:

«اللّهُمَّ إنِّي أسألُكَ العَفْوَ
وَالعافيَةَ وَاليَقيْنَ في الدُّنيا وَالآخرة».

ثمّ يقول: «اللّهُ أكبر» مائة مرّة،
«لا إله إلا اللّه» مائة مرّة، «الحمد للّه» مائة
مرّة، «سبحان اللّه» مائة مرّة، ثمّ يقول:

لا إلهَ إلا اللّهُ وَحْدَهُ،
أنْجَزَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَغَلَبَ
الأحْزابَ وَحْدَهُ، فَلَهُ المُلْكُ وَلَهُ
الحَمْدُ، وَحْدَهُ وَحْدَهُ، اللّهُمَّ بَاركْ
لي في المَوت وَفيما بَعْدَ المَوْت، اللّهُمَّ
إنِّي أعُوذُ بكَ منْ ظُلْمَة القَبْر وَوَحْشَته،
اللّهُمَّ اظلَّني في ظلِّ عَرْشكَ يَوْمَ لا ظلَّ
إلا ظلُّكَ».

ويستودع اللّه دينه ونفسه وأهله
كثيراً، فيقول:

«أسْتَودعُ اللّهَ الرَّحمنَ
الرَّحيم الَّذي لا تَضيعُ وَدائعهُ ديني وَنَفْسي
وَأهْلي، اللّهُمَّ اسْتَعْملْني على كتَابكَ
وَسُنَّة نَبيِّكَ وتَوَفَّني على ملَّته،
وأعذْني من الفتنة».

ثمّ يقول: «اللّه أكبر» ثلاث مرات،
ثمّ يعيدها مرّتين ثمّ يكبّر واحدة ثمّ يعيدها، فإن
لم يستطع هذا فبعضه.

وعن أميرالمؤمنين (عليه السلام)
أنّه إذا صعد الصفا استقبل الكعبة ثمّ يرفع يديه،
ثمّ يقول:

«اللّهُمَّ اغْفرْ لي كُلِّ ذَنْب
أذْنَبْتُهُ قَطّ، فإنْ عُدْتُ فَعُدْ عَلَيَّ
بالمَغْفرَة، فَإنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ
الرَّحيمُ، اللّهُمَّ افْعَلْ بي ما أنْتَ
أهْلُهُ، فَإنَّكَ إن تَفْعَلْ بي ما أنْتَ أهلُهُ
تَرْحَمْني، وَإنْ تُعَذِّبْني فَأنْتَ غَنيّ
عَنْ عَذابي، وَأنا مُحتاج إلى رَحْمَتكَ، فَيا
مَنْ أنا مُحْتَاج إلى رَحْمَته ارْحَمْني، اللّهُمَّ لا تَفْعَلْ بي مَا
أنا أهْلُهُ، فإنَّكَ إن تَفْعل بي ما أنَا أهْلُهُ
تُعذِّبني وَلَمْ تَظْلمني، أصْبَحْتُ اتَّقي
عَدْلَكَ وَلا أخافُ جَوْرَكَ، فيا مَنْ هُوَ عَدل
لا يَجورُ ارْحَمْني».

وعن أبي عبداللّه (عليه السلام) إن
أردت أن يكثر مالك فأكثر من الوقوف على الصفا،
ويستحبّ أن يسعى ماشياً وأن يمشى مع سكينة ووقار
حتّى يأتي محلّ المنارة الاولى فيهرول إلى محلّ
المنارة الأخرى، ثمّ يمشي مع سكينة ووقار حتّى يصعد
على المروة، فيصنع عليها كما صنع على الصفا، ويرجع
من المروة إلى الصفا على هذا النهج أيضاً، وإذا كان
راكباً أسرع فيما بين المنارتين فينبغي أن يجدّ في
البكاء ويدعو اللّه كثيراً، ولا هرولة على النساء.

آداب الإحرام

إلى الوقوف بعرفات

ما تقدّم من الآداب في إحرام العمرة
يجري في إحرام الحجّ أيضاً، فإذا أحرم للحجّ وخرج من مكّة
يلبّي في طريقه غير رافع صوته، حتّى إذا أشرف على
الأبطح رفع صوته، فإذا توجّه إلى منى قال:

«اللّهُمَّ إيّاكَ أرْجُو،
وَإيّاكَ أدعُو، فَبَلِّغْني أمَلي، وَأصْلحْ لي
عَمَلي».

ثمّ يذهب إلى منى بسكينة ووقار
مشتغلاً بذكر اللّه سبحانه، فإذا وصل إليها قال:

«الحَمْدُ للّه الَّذي أقْدَمَنيها
صالحاً في عافية، وبَلَّغَني هذا المكانَ».

ثمّ يقول:

«اللّهُمَّ هذه منى، وَهذ'هِ ممّا
مَنَنْتَ به عَلَينا من المناسك، فأسألُكَ أنْ
تَمُنَّ عَليَّ بما مَنَنْتَ به على أنبيائكَ،
فَإنَّما أنا عَبْدُك وفي قَبْضَتكَ».

ويستحبّ له المبيت في منى ليلة
عرفة، يقضيها في طاعة اللّه تبارك وتعالى، والأفضل
أن تكون عباداته ولا سيما صلواته في مسجد الخيف،
فإذا صلّى الفجر عقّب إلى طلوع الشمس ثمّ يذهب إلى
عرفات، ولا بأس بخروجه من منى بعد طلوع الفجر،
والأولى بل الأحوط أن لا يتجاوز وادي محسّر قبل طلوع الشمس،
ويكره خروجه منها قبل الفجر، وذهب بعضهم إلى عدم
جوازه إلا لضرورة، كمرض أو خوف من الزحام، فإذا
توجّه إلى عرفات قال:

«اللُّهُمَّ إلَيْكَ صَمَدْتُ،
وإيّاكَ اعتَمَدتُ وَوَجْهَكَ أرَدْتُ، فأسألُكَ
أن تُباركَ لي في رحلَتي وأن تَقْضيَ لي حاجتي، وأن
تجعَلَني ممَّن تُباهي به اليومَ مَنْ هو أفْضَلُ
منِّي»، ثمّ يلبّي إلى أن يصل إلى عرفات.

آداب الوقوف بعرفات

يستحبّ في الوقوف بعرفات أمور، وهي
كثيرة نذكر بعضها، منها:

1 ـ الطهارة حال الوقوف. 2 ـ الغسل عند
الزوال. 3 ـ تفريغ النفس للدعاء والتوجه إلى اللّه. 4
ـ الوقوف بفسح الجبل في ميسرته. 5 ـ الجمع بين صلاتي
الظهرين بأذان وإقامتين. 6 ـ الدعاء بما تيسّر من
المأثور وغيره، والأفضل المأثور، فمن ذلك دعاء
الحسين (عليه السلام) ودعاء ولده الإمام زين
العابدين (عليه السلام).

ومنه ما في صحيحة معاوية بن عمّار عن
أبي عبداللّه (عليه السلام) قال: إنّما تعجل الصلاة
وتجمع بينهما لتفرغ نفسك للدعاء فإنّه يوم دعاء
ومسألة، ثمّ تأتي الموقف وعليك السكينة والوقار،
فاحمد اللّه وهلّله ومجِّده واثن عليه، وكبّره
مائة مرّة، واحمده مائة مرّة، وسبّحه مائة مرّة،
واقرأ «قل هو اللّه أحد» مائة مرّة، وتخيّر لنفسك
من الدعاء ما أحببت، واجتهد فإنّه يوم دعاء ومسألة
وتعوّذ باللّه من الشيطان فإنّ الشيطان لن يذهلك في
موطن قطّ أحبّ إليه من أن يذهلك في ذلك الموطن،
وإيّاك أن تشتغل بالنظر إلى الناس، واقبل قبل نفسك،
وليكن فيما تقول:

«اللّهُمَّ إنّي عبدُكَ فلا تجعلني
من أخْيَبِ وَفْدِكَ وارحَمْ مَسيري إليكَ منَ
الفَجِّ العَميق».

وليكن فيما تقول:

«اللُّهمَّ رَبَّ المَشاعر كلِّها
فُكَّ رَقَبَتي منَ النَّار، وَأوْسعْ عَليَّ منْ
رزقكَ الحَلال، وادْرَأْ عَنّي شَرَّ فَسَقَة
الجنِّ والإنس»، وتقول: «اللّهُمَّ لا تَمْكُر بي
ولا تَخْدَعني ولا تَسْتَدْرجْني».

وتقول:

اللّهُمَّ إنِّي أسألُكَ بحَوْلكَ
وَجُوْكَ وَكَرَمكَ وَمَنِّكَ وَفَضْلكَ، يا
أسْمَعَ السّامعينَ ويا أبْصَرَ الناظرينَ وَيا
أسْرَعَ الحاسبينَ وَيا أرْحَمَ الرّاحمينَ أنْ
تُصَلِّي على مُحَمَّد وآل مُحَمَّدٍ، وأن تفعل بي كذا
وكذا». وتذكر حوائجك.

وليكن فيما تقول وأنت رافع رأسك إلى
السماء:

«اللّهُمَّ حاجتي إلَيْكَ الَّتي
إنْ أعطَيْتَنيها لم يَضُرَّني ما مَنَعْتَني،
وَالَّتي إن مَنَعْتَنيها لم يَنْفَعْني ما
أعْطَيْتَني، أسألُكَ خلاصَ رَقَبَتي منَ النّار».

وليكن فيما تقول:

«اللّهُمَّ إنِّي عَبْدُكَ وَملْكُ
يَدكَ، ناصيَتي بيَدكَ وأجَلي بعلْمكَ، أسألُكَ أن
تُوَفِّقَني لما يُرْضيكَ عَنِّي وَأنْ تَسَلَّمَ
منِّي مناسكي الَّتي أرَيْتَها خليلَكَ إبراهيم
صلواتك عليه وَدَلَلْتَ عَلَيْهَا نبيَّكَ
محمّداً صلّى اللّه عليه وآله».

وليكن فيما تقول:

اللّهُمَّ اجْعَلْني ممَّن رَضيتَ
عَمَلَهُ وَأطَلْتَ عُمَرَهُ وأحيَيْتَهُ بَعْدَ
المَوْت حَياةً طَيِّبَةً».

ومن الأدعية المأثورة ما علّمه رسول
اللّه صلّى اللّه عليه وآله عليّاً (عليه السلام)
على ما رواه معاوية بن عمّار عن أبي عبداللّه (عليه
السلام) قال: فتقول:

«لا إله إلا اللّهُ وَحْدَهُ لا
شَريْكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ،
يُحْيي وَيُميتُ وَيُميتُ وَيُحيي، وَهُوَ حَيّ لا
يَمُوتُ بيَده الخَيْرُ وَهُو عَلى كلِّ شَيءٍ
قَدير ، اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أنْتَ كما تَقُول
وخير ما يَقُولُ القائلُون، اللّهُمَّ لَكَ صلاتي
وديني وَمَحيايَ ومَمَاتي وَلَكَ تُراثي، وبكَ
حَوْلي وَمنْكَ قُوَّتي، اللّهُمَّ إنِّي أعُوذُ
بكَ منَ الفَقْر وَمنَ وَسْواس الصَّدر وَمنْ
شَتات الأمر وَمنْ عَذاب النّار وَمنْ عَذاب
القبر، اللّهُمَّ إنِّي أسألُكَ منْ خَيْر ما تأتي
به الرِّياحُ، وَأعُوذُ بكَ منْ شَرِّ ما تأتي به
الرّياحُ، وأسألُكَ خَيْرَ اللّيل وخَيْرَ
النَّهار».

ومن تلك الأدعية ما رواه عبداللّه
بن ميمون، قال: سمعت أبا عبداللّه (عليه السلام)
يقول: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وقف
بعرفات، فلمّا همّت الشمس أن تغيب قبل أن يندفع،
قال:

«اللّهُمّ إنِّي أعُوذُ بكَ منَ
الفَقْر وَمنْ تَشَتّت الأمر، وَمنْ شَرِّ ما
يُحدثُ باللّيل والنَّهار، أمْسى ظُلْمي
مُسْتَجيراً بعَفْوك، وأمْسى خَوفي مُستجيراً
بأمانك، وأمسى ذُلِّي مُسْتجيراً بعزِّكَ، وأمْسى
وَجْهي الفاني مُستجيراً بوَجْهكَ الباقي، يا
خَيْرَ مَنْ سُئل، ويا أجْودَ مَنْ أعْطى،
جَلِّلْني برَحْمَتكَ، وَألْبسْني عافيَتكَ،
وَاصْرفْ عَنِّي شَرَّ جميع خَلْقكَ».

وروى أبو بصير عن أبي عبداللّه (عليه
السلام) قال: إذا غربت الشمس يوم عرفة فقل:

«اللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخرَ
العَهْد منْ هذا المَوْقف، وارْزُقْنيه منْ قابل
أبَداً ما أبْقَيْتَني، وَأقْلبْني اليَومَ
مُفْلحاً مُنْجحاً مُسْتَجاباً لي مَرْحوماً
مَغْفُوراً لي، بأفْضَل ما يَنْقَلبُ به اليَوْمَ
أحَد منْ وَفْدكَ وَحُجّاج بَيْتكَ الحَرام،
وَاجْعَلْني اليَوْمَ منْ أكْرَم وَفْدكَ
عَليْكَ، وَأعْطني أفْضَلَ ما أعْطَيْتَ منْهُمْ
منَ الخَيْر وَالبَرَكة والرَّحْمَة والرِّضْوان
وَالمَغْفرَة، وباركْ لي فيْمَا أرْجعُ إلَيْه منْ
أهْل أو مال أو قَليل أو كَثيرٍ، وَباركْ لَهُمْ
فيَّ».

آداب الوقوف بالمزدلفة

وهي أيضاً كثيرة نذكر بعضها:

1 ـ الإفاضة من عرفات على سكينة
ووقار مستغفراً، فإذا انتهى إلى الكثيب الأحمر عن
يمين الطريق يقول:

«اللّهُمَّ ارْحَمْ مَوْقفي،
وَزِدْ عَمَلي، وَسَلِّم لي ديني وَتَقَبَّل
مَناسكي».

2 ـ الاقتصاد في السير.

3 ـ تأخير العشائين إلى المزدلفة،
والجمع بينهما بأذان وإقامتين وإن ذهب ثلث اللّيل.

4 ـ نزول بطن الوادي عن يمين الطريق
قريباً من المشعر، ويستحبّ للصرورة وطئ المشعر
برجله.

5 ـ إحياء تلك اللّيلة بالعبادة
والدعاء بالمأثور وغيره، ومن المأثور أن يقول:

«اللّهُمَّ هذه جَمْع، اللّهُمَّ
إنّي أسألُكَ أنْ تَجْمَعَ لي فيها جوامع الخَير،
اللّهُمَّ لا تُؤْيسني منَ الخَيْر الَّذي
سألْتُكَ أن تَجْمَعَهُ لي في قَلْبي، وَأطْلُبُ
إلَيْكَ أنْ تُعَرِّفَني ما عَرَّفْتَ أولياءَكَ
في مَنْزلي هذا، وأنْ تَقيَني جوامعَ الشرِّ».

6 ـ أن يصبح على طهر، فيصلّي الغداة
ويحمد اللّه عزّ وجلّ ويثني عليه، ويذكر من آلائه
وبلائه ماقدر عليه، ويصلّي على النبي صلّى اللّه
عليه وآله ثمّ يقول:

«اللّهُمَّ رَبَّ المَشْعَر الحرام
فُكَّ رَقَبَتي من النّار، وَأوسع عَليَّ منْ
رزقكَ الحَلال، وادْرَأْ عَنِّي شَرَّ فَسَقَة
الجنِّ والإنس، اللّهُمَّ أنْتَ خَيرُ مَطْلوبٍ
إلَيْه وَخَيْرُ مَدْعُوٍّ وَخَيرُ مَسْؤُول،
ولكُلِّ وافدٍ جائزة ، فَاجْعَلْ جائزَتي في
مَوطني هذا أنْ تُقيلَني عَثْرَتي، وَتَقْبَل
مَعْذرَتي، وأن تَجاوَزَ عَنْ خَطيئَتي، ثمّ
اجْعَل التَّقْوى منَ الدّنيا زادي».

7 ـ التقاط حصى الجمار من المزدلفة،
وعددها سبعون.

8 ـ السعي (السير السريع) إذا مرّ
بوادي محسِّر وقدر السعي مائة خطوة، ويقول:

«اللّهُمَّ سَلِّم لي عَهْدي
وَاقْبَلْ تَوْبَتي، وأجبْ دَعْوَتي، واخلُفْني
بخَيْرٍ فيمَنْ تَركْتُ بَعدي».

آداب رمي الجمرات

يستحبّ في رمي الجمرات أمور، منها:

1 ـ أن يكون على طهارة حال الرمي.

2 ـ أن يقول إذا أخذ الحصيات بيده:

«اللّهُمَّ هؤلاء حَصَياتي
فأحصهنَّ لي وَارْفَعْهُنَّ في عَمَلي».

3 ـ أن يقول عند كلّ رمية:

«اللّهُ أكْبَرُ، اللّهُمَّ
ادْحَرْ عَنِّي الشَّيْطان، اللّهُمَّ تَصديقاً
بكتابكَ وَعلى سُنَّة نَبيِّكَ، اللّهُمَّ
اجْعَلْهُ حَجّاً مَبْروراً وَعَمَلاً مَقْبولاً
وَسَعْياً مَشْكُوراً وَذَنْباً مَغْفُوراً».

4 ـ أن يقف الرامي على بُعد من جمرة
العقبة بعشر خطوات، أو خمس عشرة خطوة.

5 ـ أن يرمي جمرة العقبة متوجّهاً
إليها مستدبر القبلة، ويرمي الجمرتين الأولى
والوسطى مستقبل القبلة.

6 ـ أن يضع الحصاة على إبهامه،
ويدفعها بظفر السبابة.

7 ـ أن يقول إذا رجع إلى منى:

«اللّهُمَّ بكَ وَثقْتُ وَعَلَيْكَ
تَوَكَّلْتُ فَنعْمَ الرَّبُّ وَنعْمَ المَوْلى
وَنعْمَ النَّصيرُ».

آداب الهدي

يستحبّ في الهدي أمور، منها:

1 ـ أن يكون بدنة، ومع العجز فبقرة،
ومع العجز عنها أيضاً فكبشاً.

2 ـ أن يكون سميناً.

3 ـ أن يقول عند الذبح أو النحر:

«وَجَّهْتُ وَجْهي للَّذي فَطَرَ
السَّماوات وَالأرْضَ حَنيْفاً مُسْلماً وما أنا
منَ المُشْركيْنَ، إنَّ صلاتي ونُسُكي وَمحْيايَ
وَمَماتي للّه رَبِّ العالَمينَ، لا شَريْكَ لَهُ
وَبذلكَ أُمرْتُ وَأنا منَ المُسْلمينَ،
اللّهُمَّ منْكَ وَلَكَ، بسْم اللّه وَاللّه
أكْبَرُ، اللّهُمَّ تَقَبَّلْ منِّي».

4 ـ أن يباشر الذبح بنفسه، فإن لم
يتمكّن فليضع السكين بيده، ويقبض الذابح على يده،
ولا بأس بأن
يضع يده على يد الذابح.

آداب الحلق

1 ـ يستحبّ في الحلق أن يبتدىء فيه من
الطرف الأيمن، وأن يقول حين الحلق:

«اللّهُمَّ أعطني بكُلِّ شَعْرةٍ
نُوراً يَوم القيامَة».

2 ـ أن يدفن شعره في خيمته في منى.

3 ـ أن يأخذ من لحيته وشاربه ويقلّم
أظافيره بعد الحلق.

آداب طواف الحجّ والسعي

ما ذكرناه من الآداب في طواف العمرة
وصلاته والسعي فيها يجري هنا أيضاً، ويستحبّ
الإتيان بالطواف يوم العيد، فإذا قام على باب
المسجد يقول:

«اللّهُمَّ أعنِّي على نُسُككَ
وَسَلِّمْني لَهُ وَسَلِّمْهُ لي، أسألُكَ
مَسْألةَ العَليل الذَّليل المُعْتَرف بذَنْبه أن
تَغْفرْ لي ذُنُوبي، وَأنْ تُرْجعَني بحاجَتي،
اللّهُمَّ إنِّي عَبْدُكَ والبَلَدُ بَلَدُكَ
وَالبَيْتُ بَيْتُك، جئْتُ أطْلُبُ بقَدَركَ،
أسألُكَ مسألةَ المُضْطَرِّ إلَيْكَ، المُطيعُ
لأمْركَ، المُشْفق منْ عَذابكَ، الخائفُ
لعُقُوبَتكَ أنْ تُبَلِّغَني عَفْوَك وَتُجيرَني
منَ النّار برَحْمَتكَ».

ثم يأتي الحجر الأسود فيستلمه
ويقبّله، فإن لم يستطع استلم بيده وقبلّها، وإن لم يستطع من
ذلك أيضاً استقبل الحجر وكبّر وقال كما قال حين طاف
بالبيت يوم قدم مكّة، وقد مرّ ذلك في صفحة (223).

آداب منى

يستحبّ المقام بمنى أيّام التشريق
وعدم الخروج منها ولو كان الخروج للطواف المندوب،
ويستحبّ التكبير فيها بعد خمس عشرة صلاة أوّلها ظهر
يوم النحر، وبعد عشر صلوات في سائر الأمصار،
والأولى في كيفيّة التكبير أن يقول:

«اللّهُ أكْبَرُ اللّهُ أكْبَرُ لا
إلهَ إلا اللّهُ وَاللّهُ أكْبَرُ اللّهُ أكْبَرُ
وَللّه الحَمْدُ، اللّهُ أكْبَرُ عَلى مَا
هَدانَا، اللّهُ أكْبَرُ عَلى ما رَزَقَنا منْ
بَهيْمَة الأنْعام، وَالحَمْدُ للّه عَلى مَا
أبْلانَا».

ويستحبّ أن يصلّي فرائضه ونوافله في
مسجد الخيف، روى أبو حمزة الثمالي عن أبي جعفر (عليه
السلام) أنّه قال: «من صلّى في مسجد الخيف بمنى مائة
ركعة قبل أن يخرج منه عدلت عبادة سبعين عاماً، ومن
سبّح اللّه فيه مائة تسبيحة كتب له كأجر عتق رقبة،
ومن هلّل اللّه فيه مائة تهليلة عدلت أجر إحياء
نسمة، ومن حمد اللّه في مائة تحميدة عدلت أجر خراج
العراقين يتصدّق به في سبيل اللّه عزّ وجلّ».

آداب مكّة المعظّمة

يستحبّ فيها أمور منها:

1 ـ الإكثار من ذكر اللّه وقراءة
القرآن.

2 ـ ختم القرآن فيها.

3 ـ الشرب من ماء زمزم ثمّ يقول:

«اللّهُمَّ اجْعَلْهُ علْمَاً
نَافعاً ورزْقَاً واسعاً وَشفَاءً من كلِّ داءٍ
وَسُقْم»،
ثمّ يقول: «بسْم اللّه، الحَمْدُ للّه، الشُّكْرُ
للّه».

4 ـ الإكثار من النظر إلى الكعبة.

5 ـ الطواف حول الكعبة عشر مرّات:
ثلاثة في أوّل اللّيل، وثلاثة في آخره، وطوافان بعد
الفجر، وطوافان بعد الظهر.

6 ـ أن يطوف أيام إقامته في مكّة
ثلاثة وستّين طوافاً، فإن لم يتمكّن فاثنى وخمسين
طوافاً، فإن لم يتمكّن أتى بما قدر عليه.

7 ـ دخول الكعبة للصرورة، ويستحبّ له
أن يغتسل قبل دخوله وأن يقول عند دخوله:

«اللّهُمَّ إنَّكَ قُلتَ: وَمَن
دَخَلَهُ كَانَ آمناً، فَآمنِّي منْ عَذاب
النَّار».

ثمّ يصلّي ركعتين بين الاسطوانتين
على الرخامة الحمراء، يقرأ بعد الفاتحة في الركعة
الأولى سورة حم السجدة، وفي الثانية بعد الفاتحة
خمساً وخمسين آية.

8 ـ أن يصلّي في كلّ زاوية من زوايا
البيت، وبعد الصلاة يقول:

«اللّهُمَّ مَنْ تَهَيَّأ أوْ
تَعَبَّأ أوْ أعَدَّ أوْ اسْتَعَدَّ لوفَادَةٍ إلى
مَخْلُوقٍ رَجَاءَ رِفْدِهِ وَجائزَته وَنَوافله
وَفَواضله، فَإليْكَ يا سَيِّدي تَهْيئَتي وَتَعْبئَتي
وَإعْدَادي وَاسْتعْدادي رَجاءَ رفْدكَ
وَنَوافلكَ وَجائزَتكَ، فلا تُخَيِّبْ اليومَ
رَجَائي، يا مَنْ لا يَخيبُ عَلَيْه سَائل ، وَلا
يَنْقُصُهُ نائل ، فَإنِّي لَمْ آتكَ الْيَومَ
بعَمَلٍ صَالحٍ قَدَّمْتُهُ، وَلا شَفَاعَة
مَخْلُوقٍ رَجَوْتُهُ، وَلكنِّي أتَيْتُكَ
مُقرَّاً بالظُّلْم وَالإسَاءَة عَلى نَفْسي،
فَإنَّهُ لا حُجَّةَ لي وَلا عُذْر.

فأسألُكَ يَا مَنْ هُوَ كَذلكَ أنْ
تُصلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآله، وَتُعْطيني
مَسْألَتي وَتُقيْلَني عَثْرَتي وَتَقْلبَني
برَغْبَتي، وَلا تَرُدَّني مَجْبوهاً مَمْنُوعاً
وَلا خَائباً، يا عَظيْمُ يا عَظيْمُ يا عَظيْمُ
أرْجُوكَ للْعَظيْم، أسألُكَ يا عَظيْمُ أنْ
تَغْفرَ لي الذَّنْبَ العَظيْمَ لا إلهَ إلا
أنْتَ».

ويستحبّ التكبير ثلاثاً عند خروجه
من الكعبة وأن يقول:

«اللّهُمَّ لا تَجْهدْ بَلائنا،
رَبَّنا وَلا تُشْمتْ بنَا أعْداءَنَا، فإنَّكَ
أنْتَ الضَّارُّ النَّافعُ».

ثمّ ينزل ويستقبل الكعبة، ويجعل
الدرجات على جانبه الأيسر، ويصلّي ركعتين عند
الدرجات.

طواف الوداع

يستحبّ لمن أراد الخروج من مكّة أن
يطوف طواف الوداع، وأن يستلم الحجر الأسود والركن
اليمان في كلّ شوط وأن يأتي بما تقدّم في صفحة (234) من
المستحبّاتعند الوصول إلى المستجار، وأن يدعو
اللّه بما شاء، ثمّ يستلم الحجر الأسود، ويلصق بطنه
بالبيت ويضع إحدى يديه على الحجر والأخرى نحو
الباب، ثمّ يحمد اللّه ويثني عليه، ويصلّي على
النبيِّ وآله، ثمّ يقول:

«اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ
عَبْدكَ وَرَسُولكَ وَنَبيِّكَ وَأميْنكَ
وَحَبيْبكَ وَنَجيْبكَ وَخيَرَتكَ منْ خَلْقكَ،
اللّهُمَّ كَمَا بَلَّغَ رسالاتكَ، وَجَاهَدَ في
سَبيْلكَ، وَصَدَعَ بأمْركَ، وأُوذي فيْكَ وَفي
جَنْبكَ، وَعَبَدَكَ حَتّى أتَاهُ اليَقيْنُ،
اللّهُمَّ اقْلبْني مُفْلحاً مُنْجحاً
مُسْتَجاباً لي بأفْضَل مَا يرْجعُ به أَحَد منْ
وَفْدكَ منَ المَغْفرَة وَالبَرَكَة والرِّضْوان
والْعَافيَة».

ويستحبّ له الخروج من باب
الحنّاطين، ويقع قبال الركن الشامي، ويطلب من
اللّه التوفيق لرجوعه مرّة أخرى، ويستحبّ أن يشتري
عند الخروج مقدار درهم من التمر ويتصدّق به على
الفقراء.

زيارة الرسول الأعظم

(صلّى اللّه عليه وآله)

يستحبّ للحاج استحباباً مؤكّداً أن
يكون رجوعه من طريق المدينة المنوّرة، ليزور
الرسول الأعظم (صلّى اللّه عليه وآله) والصدِّيقة
الطاهرة (سلام اللّه عليها)، وأئمّة البقيع (سلام اللّه
عليهم أجمعين)، وللمدينة حرم حدّه عائر إلى وعير،
وهما جبلان يكتنفان المدينة من المشرق والمغرب،
وذهب بعض الفقهاء إلى أنّ الإحرام وإن كان لا يجب
فيه إلا أنّه لا يجوز قطع شجره ولا سيّما الرطب منه
إلا ما استثني ممّا تقدّم في حرم مكّة، كما أنّه لا
يجوز صيد ما بين الحرّتين منه، ولكن الأظهر جوازهما
وإن كان رعاية الاحتياط أولى.

كيفية زيارة الرسول الأعظم (صلّى
اللّه عليه وآله) أن يقول:

«السَّلامُ عَلى رَسُول اللّه،
السَّلامُ عَلَيْكَ يَا حَبيْبَ اللّه، السَّلامُ
عَلَيْكَ يَا صَفْوَةَ اللّه، السَّلامُ عَلَيْكَ
يَا أميْنَ اللّه، أشْهَدُ أنَّكَ قَدْ نَصَحْتَ
لأُمَّتكَ وَجَاهَدْتَ في سَبيْل اللّه،
وَعَبَدْتَهُ، حَتّى أتاكَ اليَقيْنُ، فَجزَاكَ
اللّه أفْضَلَ مَا جَزَى نَبيِّاً عَنْ أُمَّته،
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ
أفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلى إبْرَاهيْمَ وَآل
إبْراهيمَ إنَّكَ حَميْد مَجيْد ».

زيارة الصدِّيقة الزهراء

(عليها السلام)

«يَا مُمْتَحَنةُ امْتَحَنَكِ
اللّهُ الَّذي خَلَقَكِ قَبْلَ أنْ يَخْلُقَكِ
فَوَجَدَكِ لمَا امْتَحَنَكِ صَابرَةً
وَزَعَمْنَا أنَّا لَكِ أوْلياءُ وَمُصَدِّقُونَ
وَصَابرُونَ لكلِّ مَا أتانا به أبُوكِ صَلّى
اللّه عَلَيْه وَآله وَأتانا به وَصيُّهُ، فإنَّا
نَسْألُكِ إنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إلا ألْحَقْتنا
بتَصْديقنا لَهُما «بالبُشْرى خ ل» لنُبَشِّرَ أنْفُسَنَا
بأنّا قَدْ طَهُرْنَا بولايَتكِ».

الزيارة الجامعة لأئمة
البقيع

(عليهم السلام)

«السَّلامُ عَلى أوْلياء اللّه
وَأصْفيائه، السَّلامُ عَلى أُمَنَاء اللّه
وَأحبَّائه، السَّلامُ عَلى أنْصَار اللّه
وَخُلَفَائه، السَّلامُ عَلى مَحالِّ مَعْرفَة
اللّه، السَّلامُ عَلى مَسَاكن ذِكْرِ اللّه،
السَّلامُ عَلى مُظَاهري أمْر اللّه وَنَهْيه،
السَّلامُ عَلى الدُّعَاةُ إلَى اللّه، السَّلامُ
عَلى المُسْتَقرِّيْنَ في مَرْضَاة اللّه،
السَّلامُ عَلى المُخْلصيْنَ في طَاعَة اللّه،
وَمَنْ جَهلَهُمْ فَقَدْ جَهلَ اللّه، مَن
اعْتَصَمَ بهمْ فَقَد اعْتَصَمَ باللّه، وَمَنْ
تَخَلَّى منْهُمْ فَقَدْ تَخَلَّى منَ اللّه،
أُشْهدُ اللّهَ أنِّي سلْم لمْنْ سَالَمْتُمْ،
وَحَرْب لمَنْ حَارَبْتُمْ مُؤْمن بسرِّكُمْ
وَعَلانيَّتكُمْ، مُفَوِّض في ذلكَ كُلِّه
إلَيْكُمْ، لَعَنَ اللّه عَدُوَّ آلَ مُحَمَّدٍ
منَ الجنِّ وَالإنْس وَأبْرأُ إلَى اللّه منْهُمْ،
وَصَلّى اللّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآله».

والحمد للّه أوّلاً وآخر

/ 5