منهجیة الثورة الاسلامیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

منهجیة الثورة الاسلامیة - نسخه متنی

روح الله خمینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

منهجية الثورة الاسلامية
افضل مشروع لتقديم اساسيات الفكر
التغييري للامام الخميني (رض)
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
يصعب الحديث عن الإمام الخميني، مثلما
يصعب تقييم الأعمال العظيمة والأفكار
الأعظم للذين صنعوا التاريخ. فالذين
اعتقلوا قمة التاريخ تمكنوا من أن يصنعوا
تلك الأحداث التي كان لها التأثير الكبير
في سير الأحداث والأزمنة، ولم ينقذوا
أنفسهم من تلك الدائرة الضيقة والمفاسد
واليومية فحسب؛ بل تمكنوا من توجيه
المجتمعات نحو قمم العزة ووديان السعادة.
قد يبقى خافياً عمق شخصية العظيم
كالخميني ـ الذي كان ذا تأثير كبير على
تاريخ الفكر البشري ـ عن تلك الأنظار
الشاخصة إلى عظمة وجودهم، ويبتلى
المقوّمون بالقشرية والنظرة السطحية تحت
تأثير الهيمنة وانعكاسات المظاهر
والظواهر المتغيرة التي حدثت. وهذه
المشكلة جدية وأكثر تعقيداً بالنسبة
لأولئك العظام الذين تمكنوا من تحقيق
النصر لنهضاتهم في فترة حياتهم، وترتبط
شدة هذه المشكلة وضعفها مباشرة بعظمة تلك
الحادثة أو صغرها. ويمكن أن تختفي شخصية
القادة العظام للمجتمعات البشرية خلف
هالة مقدسة من مدح المحبين، أو خلف ظلال
ثقيلة من الكلام السيء، بل وحتى فحش
الأعداء السيئين. وهذه مشكلة يمكن مشاهدة
مصداقها البارز في حياة شخصية القائد
العظيم للثورة الإسلامية الإمام الخميني
"قدس سره الشريف".
إذ أن النهضة التي قل نظيرها ـ والتي
قادها الإمام وأوصلها إلى النصر ـ كانت
عبارة عن بعث عظيم شمل أذهان وحياة قسم
عظيم من الناس في حياتهم الحالية ـ سواء
المسلمين أو غير المسلمين ـ وهزت الأمواج
العظيمة والأعاصير ـ التي انبعثت من إيران
ـ قواعد الغرور للمتمسكين بالنظم السيء
الذي يحكم العالم اليوم. ومن جانب آخر،
فإنها حققت تلاطم أمواج القلوب الكئيبة
للمحرومين ومستضعفي التاريخ. وإنه لأمر
طبيعي أن يكون الحب والحقد لباعثي هذه
النهضة العظيمة بمستوى عظمتها.
من هنا ينبغي على الباحثين المنصفين أن
يتصدوا لهذا الموضوع من خلال الوقوف على
المشاكل والموانع، وأن يدركوا ـ بواقعية ـ
شخصية الإمام من خلال التحكم بأي هيجان يضر
بالتحقيق والبحث السليم، ثم ينقلوا هذا
الميراث الفكري والعملي والجهادي
والاجتهادي العظيم لهذا الإنسان العظيم
إلى الجيل الحاضر والأجيال القادمة في
المستقبل بالشكل اللائق به.
طبعاً عندما لا يمكن الوصول إلى شخصية
الأشخاص إلاّ من خلال حُكم الآخرين ـ سواء
العدو أو الصديق أو المحايد ـ فإن المشكلة
ستكون أعقد، وقد لا يتيسر لنا ـ والحال هذه
ـ الوصول إلى نهاية مطمئنة، ولكن لحسن الحظ
فإن آثار الإمام الخميني الفكرية والعملية
كثيرة، وفي كثير من الموارد هي واضحة بدرجة
بحيث يتمكن الذي له أدنى إنصاف أن يرسم في
ذهنه صورة واضحة وواقعية عن شخصية الإمام،
وذلك دون أن يتأثر بأية عوامل تحاول إغواءه
أو حرفه.
ولسنا مبالغين لو قلنا إن هذه الصورة
ستكون جميلة وعظيمة، ونأمل نحن أيضاً ـ إن
شاء الله ـ أن لا نبتعد في هذا الأمر
الحساس عن حكم العقل والإنصاف والحقيقة. ?
من أين نبدأ؟
إن أي واصف للجوانب المختلفة لشخصية
الإمام الخميني يبقى عاجزاً من أين يبدأ؟
وكيف يعطي الصورة المناسبة لتلك الشخصية
التي تتجلى فيها أحياناً بعض الصفات التي
تبدو للعيان متضادة؟
إنه فقيه يقف على قمة الاجتهاد الإسلامي
المتحرك، وأستاذ قدير في الفلسفة، ومحقق
يغور في أعماق العرفان النظري، ومعلم كبير
للأخلاق الإسلامية، وزاهد في الدنيا
ومتحرر من قيودها، ومتعمق في وادي السلوك
العملي المليء بالأسرار والرموز. وهو
منفتح فكرياً، ومحارب للمتظاهرين بالزهد
من الذين يبيعون دينهم ويتظاهرون
بالتدين، والمتنكسين المنحرفين فكرياً.
إنه عالم عامل، ومتعبد من أهل السر،
ومحارب للظلم لا يكل، وداعي الجماهير
المسلمة لإحراز قدرتها واستقرار الحكم،
والمنادي بالارتباط الوثيق بين الدين
والسياسة. يفكر بالمعاد، ولا يرتاح للحظة
من هموم معاش الجماهير، ويطالب بتحقق
العدالة في صلب الحياة، وفي هذه الدنيا،
ويستشعر آلام جميع المحرومين والمستضعفين
في الأرض. إنه سياسي ذكي، ومرجع ديني
للجماهير، انتخبته بشوق ليكون قائداً لها
لأنه مظهر للإيمان ولآمالها، وصوتها
المعبر عن آلامها، والكاشف عن علاجها،
وذلك ليقود أكثر حركة معنوية شعبية في
يومنا هذا إلى ساحل النصر. ومن المناسب أن
نبدأ الحديث عن وصف شخصية "الخميني" ذات
الأبعاد المختلفة من مرجعيته التي تعتبر

/ 190