الرمــز
في مسرح عبد الفتاح قلعه جي
د. وانيس بندك يستخدم بيرس لفظة الرمز Symbol بمعنى الإشارة. والرمز عنده ثلاثي مبني على علاقة بين "إشارة" و"موضوع" و"معنى". فالإشارة هي أي شيء يمكن أن يرمز إلى شيء آخر هو (موضوع)، يثير في ذهن المتلقي إشارة هي بمثابة (معنى) للإشارة الأولى. وعند سوسور فإن المدلول (المعنى) يتولد من العلاقة بين الإشارة والموضوع أي (الدال). يأخذ الرمز في النص اللغوي شكله البسيط. بينما هو في النص المسرحي يأخذ شكله المركب والأكثر تعقيداً؛ فثمة عدة أمور رامزة (دالة) في البنية اللغوية للعبارة، وفي إلقائها وأدائها الحركي، وفي مفردات السينوغرافيا من ديكور وإكسسوار ومؤثرات ضوئية وصوتية وملابس، كلها تتضافر مع الموضوع لتقدم المعنى أو المدلول. في مسرح عبد الفتاح قلعه جي تتعدد مسارات الرمز، فهناك الرمز التاريخي، والرمز الأسطوري، والرمز الديني، والرمز الموضوعي المجرد. وهذه الروامز تؤدي دائماً إلى مدلولات واقعية أو فكرية. وتتباين هذه الرموز في مسرحياته غموضاً ووضوحاً، كثافة ورقَّة، شدة وخفة. ليس فحسب بدواعي فنية جمالية، وإنما بدواعي أمنية تتعلق بمستويات حرية التعبير في ظرف سياسي أو اجتماعي معين.