• عدد المراجعات :
  • 1223
  • 9/11/2011
  • تاريخ :

سيد مرتضي آويني يتحدث عن نفسه

شهيد آويني

مرتضى في كلام مرتضى

 أنا ابن منطقة الشاه عبد العظيم وُلدت وكبرت في بيتٍ إذا وضعت رأسك في كل ثقب من ثقوب جدرانه ترى في الطرف الآخر بيتاً لعائلة أخرى.

أبلغ من العمر ستة و أربعون سنة. قبل أربع و ثلاثين سنة أي عام 1956 ميلادي كنت في الصف السادس الابتدائي. في ذلك العام تحالفت بريطانيا مع فرنسة و بمساعدة إسرائيل و غزوا مصر و أنا كطفل بعمر الـ 12 أو 13 سنة وقعت تحت تأثير أحداث تلك الأيام كتبت على السبورة السوداء: خليج العقبة للعرب. و عندما رن جرس الدرس في المدرسة جلس كل التلاميذ في مكانهم و للصدفة زارنا السيد المدير في الصف. و عندما رأى تلك الجملة على السبورة سأل: من كتب هذه؟ لم تصدر كلمة عن أي أحد، و جلست مكاني بحالة من الندامة.

و فجأة نهض أحد التلاميذ و قال: أتسمح لي يا سيدي؟ هل أقول؟ لقد كتب هذه الجملة فلان و ذكر اسمي للمدير. فصاح السيد المدير، خلاصة القول: لماذا تتدخل في قضايا الغير ؟ و قال في النهاية: تعال إلى مكتبي كي اعطيك ملفك و أرسلك إلى البيت. بالطبع و بوساطة أحد المعلمين، تمت تسوية الأمر و فهمت عندها أنه لا يجب علي أن أتدخل في شيء.

فيما بعد و في عالم الصبا و الشباب، كنا نطرح بين الفينة و الأخرى كلاماً كبيراً و أسئلة صعبة. عادةً  كانوا يرضوننا نوعاً ما كي لا نتدخل في هكذا قضايا. مثلا أذكر أنني حوالي عام 1966-1971 ذهبت مع احد الأصدقاء إلى منزل أحد الرسامين و الذي كان يرسم الرمان على الدوام. كانوا يقولون انه من طالبي العنقاء و هو من المتدينين. و عندما سألته عن العنقاء و رسم الرمان في حالة خاصة كان يشرح لنا انه لايمكن التدخل في هكذا قضايا بهذه السهولة. لا تتخيل أنني لست على اطلاع على حياة ذوي الأفكار المتنورة، لا فأنا أتكلم معك بعد طي طريق طويل بهذا المجال. لقد درست لسنوات في إحدى كليات الفن، كنت أذهب إلى الأمسيات الشعرية و معارض الرسم. كنت أسمع الموسيقى الكلاسيكية. قضيت ساعات طويلة في نقاشات تافهة حول أشاء لم أكن اعرفها. عشت لسنوات متظاهراً بالمعرفة. كان لي سكسوكة و شارب طويل و كنت أحمل كتاب وحدة الإنسان لهربرت ماركوز دون أن أقرأه حينها و ذلك فقط كي يرى غلافه الآخرون و يقولون في انفسهم: يا له من مثقف و يا له من كتاب يقرؤه. ... لكن بعد ذلك و لحسن الحظ انجرت حياتنا إلى أن اضطررنا إلى أن نضع المجاملة جانباً مع نفسي أولاً و من ثم مع الآخرين و أن أقبل من أعماقي أن التظاهر بالمعرفة لا يحل مكانها أبداً، و حتى أعلى من ذلك فالمعرفة لا تُكتسب حتى بدراسة الفلسفة. يجب أن نبحث عن الحقيقة و هذا متاع سيجده كل من يطلبه بصدق، و سيجده عند نفسه.

و الآن اتكلم معك من مسيرة طويتها. حصلت على ماجستير في الهندسة المدنية من كلية الفنون الجميلة بجامعة طهران، لكن العمل الذي أقوم به الآن ليس له علاقة بدراستي تلك. لقد اكتسبت كل ما تعلمت من خارج الجامعة. أنا أقول بكل تاكيد أن الاختصاص الحقيقي ياتي في ظل التعهد الإسلامي لا غير. لم أكن اُعد الأفلام قبل الثورة، مع أنني كنت على معرفة بالسينما. لقد كان عملي قبل الثورة في الآداب، مع أنني لم أطبع أي شيء من كتب أو مقالات. و منذ بدء الثورة، ألقيت بجميع كتاباتي، خواطري الفلسفية، القصص القصيرة، الأشعار و .. في عدة اكياس و حرقتها و قررت ألا أكتب بعدها ما يُدعى "حديث النفس" و لم أتحدث بعدها عن نفسي.فن اليوم للأسف هو حديث النفس و الفنانون اليوم مشغولون بأنفسهم. حسب قول الخواجة شمس الدين محمد حافظ الشيرازي (رحمه الله).

يا حافظ وجودك مستتر فانهض من مكانك

حاولت أن أذهب جانباً و أتوكل على الله، و لله الحمد، بقيت وفياً لعهدي هذا. بالطبع ما يكتبه الإنسان يعبر عما في داخله. جميع الفنانين هم هكذا و من يُعد الأفلام فعمله يعبر عما في داخله. أما إذا أفنى الإنسان نفسه في سبيل الله، عندها سيظهر الله جلياً في أعماله. انا لا ادعي ذلك، لكن كانت جهودي في هذا الطريق.

مع بدء عمل مؤسسة الجهاد سنة 1979 ذهبنا إلى القُرى و عملنا في سبيل الله. بعد ذلك أجبرتنا الضرورات يوما بعد يوم على صناعة الأفلام لمؤسسة الجهاد. و سنة 1980 أتينا إلى التلفزيون كممثلين عن مؤسسة الجهاد و دخلنا في مجموعة مؤسسة الجهاد التي أتت من قبل عبر العاملين في التلفزيون أنفسهم  وعملنا في مؤسسة الجهاد التي تأسست من قبل العاملين في التلفزيون أنفسهم. لقد كان احد أصدقائنا في ذلك الوقت يُدعى حسين هاشمي و الذي كان يحمل شهادة الماجستير في السينما و كان اتى يومها من كندة. هو كذلك أتى معنا إلى القُرى للعمل. وقررنا أن نضع المجرفة جانباً و نحمل آلة تصوير. و بعدها ذهب حسين هاشمي مع بداية الاعتداءات الحدودية من قبل البعث إلى جبهة تُدعى محمد رضا صراطي. و نحن تابعنا عملنا حتى اليوم برفقة بعض الأخوة. أنا لم أنجز أي عمل مستقل كي أسميه هنا. في جميع الأفلام التي صُنعت في مؤسسة الجهاد، لي حصة صغيرة فقط – إن تقبلها الله – و إن لم يتقبلها فلا شيء.

على كل حال، لم يكن لي أي نشاط تجاري. أنا مهندس معماري! لقد اعددت منذ سنة  79-80 حتى الآن أكثر من مائة فلم أذكر أسماء بعضها: مجموعة خان جزيدة، مجموعة ستة أيام في صحراء التركمان، فتح الدم، مجموعة الحقيقة، جمجشتان ديار النسيان (بشاجرد) مجموعة حكاية الفتح ما يقارب سبعين حلقة و  كنت في الحلقات الأربع العشرة الأولى من مجموعة سراب مستشاراً فنياً و مدير المونتاج. درَست فصلاً في كلية السينما و لأن أفكاري في التدريس لم تتطابق مع دروس الجامعة هناك فقد صرفت النظر عن متابعة التدريس. أعددت مجموعة دراسات و نشرتها بشكل مبسط و أكثر تفصيلاً في كتاب باسم مرآة السحر خاصة في مقالة حملت اسم تأملات حول السينما و التي نُشرت لأول مرة في مجلة فارابي السينمائية في انتشارات برغ.


سيرة الشهيد  صياد الشيرازي 

صلاة الجماعة في السجن

سيرة الشهيد مصطفي شمران

الشهيد محمد علي رجائي

الشهيد محمد جواد باهنر

آية الله مطهري...القطب الثاني للثورة

سيد مرتضى ويني

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)