• عدد المراجعات :
  • 5277
  • 7/11/2012
  • تاريخ :

المرأة والسياسة

الثورة

استطاع الكثير من النساء على مر التأريخ ان يبرزن في مجتمعاتهن من خلال التصدي للعديد من المسۆوليات المهمة والحساسة ومشاركة الرجال في قيادة الدولة والتعليم والصحة والعلوم والفن والادب وغيره، وقد زخر الماضي والحاضر بأسماء المئات من النساء المبدعات ممن حققن طموح النجاح والابداع. يشار الى ان نصيب المرأة في ممارسة حقها الطبيعي في التعلم والثقافة والعمل والمشاركة في الحياة العامة يختلف من دولة الى اخرى ومن مجتمع لأخر، لكن في العموم، هو نصيب لا يرقى الى الطموح المنشود بحسب الكثير من المتابعين، فالقيود التي تفرضها الاعراف والتقاليد والقيم المسيطرة في بعض المجتمعات قد تحرم مثل هكذا امور. اما الطموح السياسي للنساء وكذلك حقها في التمثيل السياسي وخاصة تحت قبة البرلمان او الحصول على منصب رئاسة الدولة فهو امر اخر، حيث تشير التقارير والدراسات الى تدني وضعف نسب التمثيل السياسي في اغلب برلمانات العالم ولأسباب عديدة قد يرجع البض منها الى المرأة نفسها.

الرجال يحكمون

تحتل الولايات المتحدة الأمريكية المركز الحادي والتسعين عالميا في الترتيب الخاص بتمثيل النساء في المناصب الرسمية و السياسية، وهي تأتي في ذلك بعد دول مثل روندا و نيبال وكوبا، غير أن هذا الانخفاض في تمثيل النساء في السياسة الأمريكية لا يعود الى التمييز ضدهن ولكن لأسباب كشفت عنها دراسة في واشنطن أهمها غياب الطموح السياسي لدى العنصر النسائي، ففي السنوات العشرة الاخيرة ظهرت كثيرات على الساحة السياسية والإعلامية ابرزهن هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الحالية، وأول سيدة أمريكية تطمح للوصول إلى منصب الرئاسة فقد نافست الرئيس باراك أوباما على نيل ترشيح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة، اما سارة بالين فقد دفعها طموحها إلى خوض الانتخابات لمنصب نائب الرئيس مع المرشح الجمهوري جون ماكين ضد اوباما ونائبه جو بايدن في انتخابات عام 2008، وبرزت أيضا نانسي بيلوسي اول امراة ترأس مجلس النواب الأمريكي، وغيرهن كثيرات الا ان ذلك لا يعكس واقع التمثيل النسائي في المناصب الرسمية و السياسية الاميركية و الذي لا يتعدى نسبة السبعة عشر في المئة، وتقول كارين اوكونور الاستاذة في الجامعة الأمريكية في واشنطن"ان انخفاض تمثيل المرأة الأمريكية في السياسة لا يعود الى التمييز بل ان القوانين تساويهن بالرجال ولكن النساء ببساطة لا يترشحن للمناصب الرسمية لأنه لا يطلب منهن ذلك".

وتحدثت دراسة حملت عنوان "الرجال يحكمون" عنما وصفته بـ "الفجوة في الطموح" بين الرجال والنساء في مجال السياسة الأمريكية، ورصدت الدراسة أسبابا لذلك منها خوف المرأة من البيئة الانتخابية وما يرافقها من منافسة شرسة وحملات إعلامية وتبادل للانتقادات، ويعتقد أيضا أن من ضمن الأسباب الرئيسية عدم ثقة المرأة بكفاءتها وقدرتها على ولي المناصب المهمة والمنافسة في الانتخابات إضافة إلى تحملها الجزء الأكبر من مسۆولية رعاية الاطفال و الاسرة، وترى الدراسة ان عدم مشاركة النساء على نطاق واسع في الحياة السياسية يترك تأثيرا سلبيا لاسيما على بعض القضايا الخاصة بالمرأة، وأكدت أوكونور "ان عدم وصول عدد اكبر من النساء لاسيما الى مجلس الشيوخ سينعكس سلبا على قضايا حقوق المرأة و على التشريعات المتعلقة بالصحة النسائية كأساليب منع الحمل و الاجهاض"، وتشير الدراسة ايضا الى ان الفجوة في الطموح السياسي بين الجنسين و على الرغم من بروز شخصيات نسائية رفيعة في السنوات الاخيرة لا تزال كما كانت قبل عش سنوات، وتقترح دراسة "الرجال يحكمون" زيادة برامج التدريب ونشر التوعية لتعزيز ثقة المرأة بقدرتها على منافسة الرجل و لتشجيعها على خوض معترك السياسة.

النساء في برلمانات العالم

الى ذلك ذكر تقرير للاتحاد البرلماني الدولي نشر يوم مۆخراً ان عدد النساء في البرلمانات في مختلف دول العالم منخفض "على نحو مزعج" مع تقدم المتوسط العالمي نصف درجة مئوية فقط في عام 2011 الى 19.5 في المئة، وقال تقرير الاتحاد وعنوانه "نساء في البرلمان 2011" انه في الانتخابات البرلمانية في 69 مجلسا تشريعيا في 59 دولة في عام 2011 نالت النساء 21.8 في المئة من المقاعد في هذه المجالس التشريعية وهي نسبة مماثلة للأعوام السابقة، وقال الاتحاد وهيئة نساء الامم المتحدة وهي هيئة معنية بشۆون المساواة بين الجنسين في بيان "هناك حاجة الى ارادة سياسية قوية وتبني معايير محددة للخروج من الطريق المسدود المتعلق بالمشاركة السياسية للنساء، "وأضاف "التحديات التي تواجهها المرشحات تتضمن نقص التمويل لتنظيم الحملات الانتخابية والتوقعات الكبيرة من الناخبين" والطبيعة التنافسية للأحزاب السياسية، ووجد التقرير ان 20 دولة فقط من ضمن 188 دولة تمتلك برلمانات تسيطر النساء فيها على نسبة ثلث المقاعد على الاقل، وتصدرت رواندا واندورا طليعة الدول من حيث مشاركة النساء في البرلمان حيث كانتا الدولتان الوحيدتان اللتان تجاوزت فيهما مشاركة النساء في البرلمان نسبة 50 في المئة، وفي ذيل القائمة جاءت سبع دول بدون تمثيل للمرأة في برلماناتها وهي بيليز وميكرونيسيا و ناورو وبالاو وقطر والسعودية وجزر سولومون، وعلى الرغم مما وصفه التقرير بوعد احتجاجات الربيع العربي التي اطاحت برۆساء تونس ومصر وليبيا من رأس السلطة مازالت المنطقة العربية هي المنطقة الوحيدة في العالم التي لا توجد فيها برلمانات نسبة مشاركة النساء فيها 30 في المئة على الاقل.


الصحوة الإسلاميّة أنصفت المرأة أم ظلمتها؟ 

مطالبة المرأة حقوقها السياسية المشروعة

المرأة بين التهميش والتغريب

انخراط المرأة في عجلة الصناعة

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)