• عدد المراجعات :
  • 3106
  • 5/5/2009
  • تاريخ :

هل منح الإسلام المرأة حق الاستقلال الاقتصادي؟

المراءة و العمل

قدم الإسلام أعظم الخدمات للمرأة ، و منحها حريتها و شخصيتها و استقلالها ، و اعترف بحقوقها الطبيعية ، بل و ذهب أبعد من ذلك ، حيث عرّفها تلك الحقوق ، ولكن البعض ممن له المصلحة في ، أن تبقى المرأة غافلة أنكر عليها حقوقها ،  و من ضمنها حقها في الاستقلال الاقتصادي.

فلقد عانت المرأة ،و ما زالت تعاني من الاستغلال و الاستهانة بحقوقها في كل جوانب الحياة ، و لو لاحظنا مسيرة المرأة  ، فنجد أن معظم النساء ، كنّ يعملن ، و في الغالب يكون العمل ضمن إطار الأسرة ، و هذه كانت طبيعة الحياة ، و خاصةً الحياة في الريف ، فمثلاً إن المرأة الريفية ، هي أكثر عطاءً و عملاً ، ولكنها أكثر فقراً. فمثل هذا الاستغلال ، و غيره ما زال مستمراً ، و أحياناً ، و بكل أسف ، يمارس باسم الإسلام ، و هو منه براء.

المراءة و العمل

و هناك بعض النقاط التي من خلالها ، نرى كيف أن الإسلام منح هذا الحق للمرأة أي الحق في الاستقلال الاقتصادي، و هي:

أولاً : إن الإسلام منح المرأة ، و هي فتاة صغيرة ، و في سن مبكرة حق تقرير المصير ، و هو الاستقلال الاجتماعي و أعطاها الحق في تكوين أسرة مستقلة اجتماعياً ، أفلا تكون حرة في التصرف في المال - الذي هو أهون - من باب أولى؟

ثانياً: إن الإسلام ، اعتبر المرأة مكلفة في دفع الحقوق الشرعية من زكاة و خمس ، خصوصاً الحج ، فالزوج أو الأب أو المنفق ، لا تجب عليه حجتها؛ إذاً فهي الوحيدة المكلفة في هذه الفريضة ، و لقد قرر الإسلام أهليتها لممارسة كل ما للرجال من حقوق شرعية و مدنية. أفلا يكون ذلك استقلالاً لها؟

المراءة و العمل

ثالثاً: قانون منحها الإرث في عمر مبكر ، حتى قبل العمر الذي يتمكن الرجل فيه من استحقاق إرثه؛ مما يدل على استحقاقها لهذا الحق ، ولو أن هناك إشكالات طرحت من قبل المرأة نفسها حول نسبة ذلك الإرث بالنسبة للرجل ، و لقد ذكر صاحب اللمعة الدمشقية حول قوله تعالى: ( وللذكر مثل حظ الأنثيين ) ، (1) ، ما ملخصه ، ( إن قانون الإسلام في توزيع الثروة بين الناس حسب، فالمسألة في توزيع الثروة ، ليست مسألة عواطف ، و لا ادعاءات فارغة، إنما تأخذ المرأة ثلث الثروة لتنفقها على نفسها فقط، و يأخذ الرجل ثلثي الثروة ، فينفقها على نفسه و على زوجته – و هي امرأة – ثم على أسرته و أولاده ، و من تجب نفقتهم عليه ، و فيهم الإناث طبعاً -و النتيجة- إن المرأة أصابت بجنسها من الثروة أكثر مما أصابه الرجل بجنسه)، (2).

الميزان

رابعاً: النتيجة ، أن الإسلام رفع مكانة المرأة ، و حررها من القيود ، التي كانت تحد من حريتها في الجاهلية ، و ما بعدها و منحها حق المساواة التامة مع الرجل ، و منحها حق التمتع الاقتصادي من خلال حرية التملك ، و غيرها من الحقوق السياسية و الاجتماعية  و الفكرية ، فقال تعالى: ( فاستجاب لهم ربهم ، أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكرٍ أو أنثى بعضكم من بعضٍ) ، (3). و قوله تعالى: ( كل امرءٍ بما كسب رهين ) ، (4)، و قوله تعالى: (... للرجال نصيبٌ مما اكتسبوا و للنساء نصيبٌ مما اكتسبن... )، (5) ، و بذلك حقق الإسلام للمرأة استقلاليتها.

-------------------------------------------------------------------------

الهوامش:

 (1) سورة النساء 11.

(2) اللمعة الدمشقية ج8 – ص 16.

(3) سورة آل عمران آية 190.

(4) سورة الطور آية 21.

(5) سورة النساء آية 32.


الحق الاستقلال الاقتصادي للمراة نعمة أم نقمة؟

كيف تكتسبين شخصيّة في العمل؟؟

هل الإسلام سلب حقوق المرأة

المرأة.. نظير الرجل

المرأة وقوة الشخصية

نموذج المرأة الكاملة  والزهراء (ع)

مكانة المرأة في فكر الإمام الخميني

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)