• عدد المراجعات :
  • 4763
  • 8/23/2006
  • تاريخ :

مسؤولية المرأة في الاسلام

المرأة المسلمة

يوم كانت المرأة ، تعيش الإهانة و الاحتقار في الماضي ، و يوم كانت إنسانيتها محل نقاش و موضوع جدال ، ما كان يتأنى لها بالطبع ، أن تساهم في تسيير الحياة الاجتماعية ، و ما كان يمكنها ، أن تلعب دوراً ما في إحداث عصرها و مجتمعها ، فكانت عضوا مشلولاً في المجتمع و طاقة مهملة في الحياة.

و في عصرنا الحاضر ، عندما يراد للمرأة أن توجه اهتمامها نحو موديلات الأزياء ، و تفكر في حفلات الرقص و الغناء ، و تفتش عن أبطال الحب و العشق ، و تعرض نفسها على شباب المراهقة ، و تبحث عن مغامرات الجنس ، هل تستطيع بعد ذلك أن تمارس دوراً اجتماعياً خطيراً ، أو تشارك في صنع أحداث الحياة ؟

إنها ستظل كأختها ، التي كانت تعاني مأساة الماضي ، تعيش على هامش الحياة ، و تفقد الثقة بنفسها ، و تصبح هي الأخرى عضوا مشلولاً في المجتمع ، و طاقة مهملة لا قيمة لها إلا بمقدار ما تقدم من خدمات جنسية للمراهقين و المغامرين الجنسيين و هواة الجمال .

و الإسلام الذي أنقذ المرأة من مآسي الماضي ، خطط لحمايتها من أخطار المستقبل ، و ذلك بأن رسم لها طريقها الصحيح في الحياة ، و بصرها بمواقع الانحراف ، و مزالق الخطر ، لكي تحافظ على إنسانيتها و عفتها و كرامتها ، و فرض عليها ، أن تساهم في إدارة الحياة ، و تسيير شؤون المجتمع ، و أن تشارك في أحداث العصر مشاركة صالحة .

فالمرأة نصف المجتمع ، و إلغاء دورها يعني أن يعيش المجتمع أعرجاً ، يعتمد على رجل واحدة ، فالمرأة تمتلك طاقات عظيمة ، ولديها مواهب و استعدادات ضخمة ، و إهمالها يعني إهدار مواهبها و استعداداتها و خسارة طاقاتها .

لذا فقد عمل الإسلام على تفجير طاقات المرأة و تنمية مواهبها ، و توجيه اهتماماتها نحو سعادتها و كمالها ، ون حو مصلحة المجتمع البشري و الحياة الإنسانية .

فما وجب عليها من طلب العلم ، ليتسع أفق تفكيرها ، و ليرتفع مستوى معرفتها و ثقافتها ، فتكون مؤهلة لمشاركة الرجل الذي يجب عليه هو الآخر ، أيضاً طلب العلم في إدارة شؤون الحياة ، و تسيير أمور المجتمع ، فقال

رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( طلب العلم فريضة على كل مسلم و مسلمة ) .

فشجع الإسلام المرأة على منافسة الرجل في الإلزام بصفات الكمال ، و تقمص قيم الخير و الفضيلة ، فهي ليست قاصرة عن منافسته و مسابقته في خط الفضيلة و الكمال ، لأن المجال مفتوح أمامهما ، و لكل منهما كفاءاته و طاقاته ، التي تؤهله للسير و التقدم في درب الفضيلة و الكمال .

يقول الله سبحانه تعالى في كتابه الكريم : ( إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِماتِ وَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ وَ الْقانِتِينَ وَ الْقانِتاتِ وَ الصَّادِقِينَ وَ الصَّادِقاتِ وَ الصَّابِرِينَ وَ الصَّابِراتِ وَ الْخاشِعِينَ وَ الْخاشِعاتِ وَ الْمُتَصَدِّقِينَ وَ الْمُتَصَدِّقاتِ وَ الصَّائِمِينَ وَ الصَّائِماتِ وَ الْحافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَ الْحافِظاتِ وَ الذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَ الذَّاكِراتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَ أَجْراً عَظِيماً ) ، ( الأحزاب : 35 ) ، فهنا يؤكد الله تعالى على وجود المرأة إلى جنب الرجل في خط الكمال .

و المرأة بعد ذلك مسؤولة في نظر الإسلام عما يحدث في مجتمعها ، مفروض عليها أن تسهم في توجيه المجتمع نحو الخير و الصلاح ، و أن تكون على وعي كامل بما يجري ، و أن تقاوم أي انحراف أو فساد ، يريد غزو المجتمع و التسرب إلى أجوائه .

فالأمر بالمعروف و النهي عن المنكر واجب على المرأة ، كما هو واجب على الرجل ، يقول الله عز وجل : ( وَ الْمُؤْمِنُونَ وَ الْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ يُطِيعُونَ اللهَ وَ رَسُولَهُ أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) ، ( التوبة : 71 ) .

و على أساس هذه الخطة التي رسمها الإسلام للمرأة ، و انطلاقاً من هذا البرنامج العظيم ، يصبح للمرأة شأنها الكبير في الحياة و دورها الخطير في المجتمع ، فهي عضو فعال فيما يحدث ، و مسؤول مباشر عما يجري .


الأحكام و الأوصاف التي ذكرت للمرأة

نبوغ بعض النساء له سابقة بعيدة 

سبع نظريات قيلت في المرأة ورد عليها القرآن

هل منح الإسلام المرأة حق الاستقلال الاقتصادي؟ 

أخلاقية المرأة بين الإسلام والغرب في فكر الإمام الخميني (قده) 

مسؤولية المرأة في الاسلام 

منزلة المرأة في الغرب والنظرة الاسلامية

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)