• عدد المراجعات :
  • 4796
  • 12/14/2003
  • تاريخ :

الحجاب يظهر المرأة كإنسانة وليس كأنثى

حجاب

العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله

  تتعرض قضية حجاب المرأة لإشكالية بين المظهر و الجوهر، فهل يكفي القول برأيكم إن شعر المرأة "عورة"، و استناداً لذلك، هل يحق للمرأة المسلمة عندما تصبح في عمر الشيخوخة، أن تنـزع حجابها، كونه لا يعود يشكل عورة؟

ـ هناك نقطة لا بدّ لنا من أن ندرسها في هذا المجال، و هي تتعلق بالمنهج ، هناك أسلوب التجزيئية  ، الذي يحاول، أن يجزّىء الشيء فينظر إلى جزء منه بعيداً عن الجزء الآخر.

و هناك نظرة إجمالية تنظر في موقع كل جزء من الجزء الآخر، و بالتالي موقع الأجزاء من الكل.

نحن لا نريد أن نحدّق في مسألة الشعر أو في مسألة الذراعين أو أي شيء بالنسبة للمرأة، نحن نريد ، أن ننطلق من فكرة أساسية و قاعدة رئيسية،

و هي قاعدة الانضباط في علاقة الرجل و المرأة ببعضهما البعض، بحيث نبعد الرجل و المرأة عن أي عنصر من عناصر الإثارة بالمستوى الذي يمكن، أن يقود إلى الانحراف بنسبة و بأخرى، فهذا هو الخط العام للمسألة، و باعتبار أن المرأة في مدى التاريخ ، كانت هي رمز الإثارة للرجل ، فنحن لا نستطيع ، أن نقول إن المرأة وحدها رمز الإثارة، بل إن الرجل قد يكون أيضاً رمزاً للإثارة، ولكن تربية المرأة في التاريخ من جهة، و كون المرأة هي العنصر المنفعل و ليس العنصر الفاعل، هو الذي جعل من المرأة رمزاً للإثارة، و لم يجعل من الرجل رمزاً لها. و هناك نقطة أخرى قد يتحدث عنها العلماء، الذين يثيرون مثل هذه المسائل، و هي

أن عنصر الإثارة لدى المرأة أبطأ من عنصر الإثارة لدى الرجل

.. فالرجل عندما يُثار قد يتحرك بطريقة سريعة، بينما المرأة لا تتحرك بطريقة سريعة، باعتبار أن العنصر الغريزي لدى المرأة لا يخلو من التعقيد، بينما العنصر لدى الرجل ليس معقّداً، و من هنا تنشأ الكثير من المشاكل الزوجية و غيرها.

و لقد أراد الإسلام للمرأة ، أن تتحجّب على أساس أن تظهر في المجتمع كإنسانة لا كأنثى؛ كإنسانة في مواجهة إنسان، لا كأنثى في مواجهة ذكر، و ذلك بابتعادها عن كشف المناطق ، التي يمكن أن تكون عنصراً من عناصر الإثارة، ولو بشكل عام.

و لا نستطيع أن نحدّق بهذه المسألة أولاً، لأننا عندما نريد أن نضع القانون، فإننا نضع القانون بشكل عام، و لذا المرأة القبيحة، مثلاً يجب أن تتستر تماماً كالمرأة الجميلة من دون فرق، المرأة التي يكون شعرها بطريقة معينة عليها ، أن تتحجب كما المرأة ، التي يكون شعرها بطريقة سلبية تثير القرف و الاشمئزاز مثلاً، لأن المسألة تدخل في نطاق القانون العام. و لا بد أن توضع في الخط العام، فلا تلاحظ من خلال نقاطها المتفرقة فقط، لهذا كانت دعوة الإسلام إلى حجاب المرأة. و من جهة ثانية، لا بد أن نشير إلى أن كلمة"العورة"؛ كلمة ربما كان يهضمها المجتمع سابقاً، لكن الآن لا أعتقد أن من الضروري أن تقال، لأن المقصود من "العورة" هو ما يُستر (يقولون إن بيوتنا عورة) ، [الأحزاب:13]  ،أي مكشوفة ليس هناك ما يسترها.

لذلك نقول، إن الإسلام قد فرض الحجاب على هذا الأساس، وربما يرد القول بأن المرأة الكبيرة ليست عنصراً مثيراً،

لكن المسألة هي وضع التشريع في الخطوط العامة.

وإذا أردنا ، أن ندخل في بعض التفاصيل، فإننا نجد أن الفرق بين "الحجابيين" و "السفوريين" ، إنما هو في قطع الثياب، و الكل يقول بالحجاب، و من لا يقول بالعري يقول بالحجاب. ولكن المسألة أن هناك من يجعل قطع الحجاب ست قطع و آخر أربع قطع، و هكذا نحن نقول، إننا إذا أردنا ، أن ننتقد الحجاب في منطقتين ، و نلتزم بالحجاب في مناطق أخرى، فنحن نتساءل: لماذا؟ إذا كنا نقول إن بعض المناطق تمثل رمزاً جنسياً، فيمكن لكل منطقة من المناطق، أن تكون ولو بنسبة معينة رمزاً للجنس.

لذلك أنا أعتقد، بأن هذا الجدل بين الحجابيين و السفوريين، هو جدل ليس فيالمبدأ، ولكنه جدل فيالتفاصيل، و نحن عندما نؤمن بالمبدأ، فالتفاصيل لا تبقى مشكلة في هذا المجال، لأن الذي يلتزم بالمبدأ عليه أن يلتزم بالتفاصيل. و عليه، فمن يلتزم بمسألة أن على المرأة أن تحجب صدرها، أن يلتزم بأن تحجب شعرها، لأنه ليس هناك فرق بينهما، و إن كان هناك فرق، فلا يكون الفرق كبيراً، ربما لو صار هناك حالة من الحالات التي اعتيد فيها كشف المرأة لصدرها مثلاً، يمكن أن يكون تأثيره مثل تأثير الشعر كما يدعي البعض.

لذلك أنا أقول أنه عندما لا نؤمن بالعري علينا عند ذلك أن ندرس فلسفة الحجاب، فكما نؤكد فلسفة الحجاب في بعض الجوانب، علينا أن نؤكد فلسفة الحجاب في المواقع الأخرى...


نسا أسلمن حديثاً في مهب التحديات

لماذا الخوف من الحجاب؟

مهتديات ومحجبات مسلمات: الحجاب قمة الحرية

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)