• عدد المراجعات :
  • 2324
  • 11/15/2009
  • تاريخ :

المرحلة المقلقة للوالدين

 لا. لا.. لا ماذا تعني للطفل؟

الطفل

بين الشهر الخامس عشر و الثامن عشر يتحول طفلك الذي كان حتى الأمس القريب وديعا هادئا في سلوكه. مطيعا لرغباتك إلى كائن آخر يرفض و يعارض و لا يستجيب .. هذا الانقلاب في سلوكه يظهر من خلال لفظة (لا) التي يطلقها بين الحين و الآخر، و هي تكاد تكون ثالث لفظة ينطق بها الطفل بعد (بابا) و (ماما) ، فيستعملها و يفرط أحيانا في استعمالها، فماذا يعني الطفل بذلك وهو في هذه السن؟

لعل الطفل يستخدم أداة النفي هذه لا ليعترض، أو يوضح أو يرفض أو يفسر و إنما ليثبت وجوده، ليس إلا، ولا شك أنكم حضرتم مشاهد كثيرة من هذا النوع، حيث تجد الطفل يطلب و يلح الطلب .. وقد يصل به الأمر إلى أن يتدحرج في الأرض و يمسحها بملابسه حتى يصل في النهاية إلى مبتغاه، و بهذه الكلمة (لا) يقحم الطفل أهله في علاقة من نوع آخر مختلفة عما كانت عليه في السابق، يوم كان يعيش حياة تابعية، علاقة تربوية جديدة، تعلن بداية مرحلة جديدة في حياته ونموه وكماله... ربما تكون طويلة لكنها من نموذج آخر، يتطلب من والديه معرفة أبعادها وحدودها. ويبدو أنها مرحلة صعبة، يقوم الطفل بوضع أهله في أزمة تبدو سابقة جديدة من نوعها، فهي تشبه أزمات مرحلة المراهقة، وهو لم يبلغ من العمر سوى سنة ونصف السنة أو سنتين .. أزمة تتمثل في حالة الرفض والاعتراض الذي يواجه أولياءه .. توافق هذه المرحلة من عمر الطفل ، ما يسميه الأطباء النفسانيون بلقاء الطفل مع نفسه في هذه المرحلة. وتعرفه على ميوله الداخلية. فهو لا يسعى إلى اختباراستجابتك له، وإنما معرفة اختباره لنفسه من خلال بحثه عن فهم احتياجاته الحقيقية، فإذا ما سمحتم له أن يكون سريعا في نشاطه، مسيطرا على حركاته، فإن هذه الحالة سوف تكون غنية بالاكتشافات ومعرفة ما هو غامض وسري بالنسبة له وسوف تكون مفيدة.

 

و يعيش الطفل في هذه المرحلة صراعين متناقضين:

فهو من جهة يسعى إلى أن يعيش حياة روتينية و من جهة أخرى يحاول أن يحقق نوعا من الاستقلالية، فصحيح أن ذلك الطفل كان بحاجة إلى أمه في كل شيء حتى الأمس القريب، ولكنه قد كبر و عرف و بدأ يختبر كل ما يقال له. لذا فإن المطلوب مساعدته في معرفة احتياجاته، و اكتشاف مشاعره التي تميل نحو تحقيق قدر من الاستقلالية من خلال معرفة حدود رغباته و لوازم حياته، جملة من اللوازم والحدود يرغب في تحديدها بنفسه لذا نجده يرفض في كثير من الأحيان طلبات والديه وتدخلهم في رغباته الذاتية، ويبقى الحل في إبداءالمزيد من التسامح والمرونة معه ليشق الطريق بنفسه في الاختيار والتحديد وليبدأ ببناء المكونات الأولى من شخصيته المستقلة. 


الطريقة المثلى للتفكير  

علمي طفلك كيف يتغلب على الأزمات

تقويم السلوك عند الاطفال

ثمان وثمانون وصية في التربية

كيفية إختيار الألعاب المناسبة للأطفال 

التربية بين الدلال والإهمال والقسوة واللين 

أطفال أكبر من سنهم 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)