• عدد المراجعات :
  • 2495
  • 10/30/2005
  • تاريخ :

كيف تصل للشيخوخة وأنت بصحة جيدة؟

الشیخوخه

في كثير من الثقافات حول العالم، يكون لكبار السن مكانتهم الخاصة من التعلق بهم واحترامهم وتقديرهم، أما في المجتمعات الغربية وفي المدن الكبرى في بلداننا فإننا نقدس الشباب ونحيل الكبار إلى مرتبة دنيا أو إلى دوائر أقل أهمية في حياتنا.

وقد أن الوقت لتجديد هذا التصور وتعديله؛ إذ يبدو لنا المسن دائمًا هو الشخص الضعيف، كثير النسيان، وهذا التصور لا يعكس حقيقة هذه المرحلة العمرية.

وفي مقال كتبه أندرو ويل الكاتب في مجال الشيخوخة والطب البديل والذي تعد كتاباته من أكثر الكتابات مبيعاً يذكر كيف تصل للشيخوخة بصحة جيدة،ونسوق هنا مقتطفات منه: أمي البالغة من العمر 89 عامًا تمتلك حيوية وذكاء يدهش كل من يقابلها، وكذلك صديقي روي، الذي ما زال يمارس عمله لفترة كاملة وهو في عمر 93عامًا، فالكبار ما زالوا يعملون بوظائف ولو بمرتبات أقل، ويشاركون في الدورات والحلقات الدراسية، ويرعون الأحفاد، ويحسنون من أوضاع مجتمعنا بتطوعهم لبعض الأعمال الخيرية، ويسهمون في ضبط السياسة المالية،وغيرها . في الحقيقة، إن الكبار الآن أوفر صحة وأكثر نشاطًا من أي وقت مضى، وهم يعانون بشكل أقل من القصور الجسدي أو الضعف الذهني الذي كان يلاحظ في العقد الماضي، فهناك 95% من الذين تخطوا سن الـ 65 لا يعيشون في دور للرعاية الصحية، وكثير من هؤلاء لا يدخلون إلى أي من هذه الدور حتى آخر يوم في عمرهم.

وعلى عكس كثيرين فأنا لا أخشى تقدم العمر بي؛ ربما لأن أمي تمثل نموذجًا حقيقيًّا أمامي، فهي في سن الـ89 وتمارس الرياضة مرتين أو ثلاثًا أسبوعيًّا، وتقوم بالمشي لمسافات طويلة كلما أمكنها وكذلك اليوجا، وهي تحافظ على ذهنها يقظًا بالقراءة وبحل الكلمات المتقاطعة، وهي عاشقة للسفر، وهي تخطط الآن لرحلة إلى ألاسكا، وبالرغم من العديد من الأمثلة التي تؤكد أن كثيرين من كبار السن يتمتعون بالحيوية والنشاط وموفور الصحة يظل كثير من الناس يخشون من تقدم العمر معتقدين بأن العمر بعد الستين يعني ضياع الكثير من جمال الهيئة، والقدرات الجسدية، والقوة الذهنية، وحب الآخرين. وهذه المخاوف غير ملائمة؛ لأنها تشجع الناس على النظر إلى منابع الشباب، وتحاول تأخير أو إنكار ما هو واقع حتمًا، وذلك حينما يكون الأفضل لهم خلق عادات لنمط حياة صحية، وهو الذي يساعد في منع الأمراض المزمنة، والقصور الذي غالبًا ما يصاحبنا مع تقدم العمر بنا. فأنا أرى تقدم العمر مرحلة طبيعية من دورة الحياة، وأن تركيبة أو توليفة من الأعشاب والهرمونات ستمكننا من تجنب أعراض تلك المرحلة.

إن التقدم في العمر عملية لا تظهر فجأة - في اليوم التالي لبلوغ سن الخمسين، فالاختيارات التي تصنعها وتقررها خلال حياتك تقرر الحالة التي ستكون عليها عند وصولك لهذه السن، فعلى سبيل المثال، الغذاء الذي يحصل عليه الطفل صغيرًا ربما يفسر استمرار البعض على حالة صحية جيدة مع تقدم العمر بهم، فالأطفال الذين يحصلون على غذاء مناسب في سن مبكرة، والذين يمارسون الرياضة، ويتم وقايتهم من التعرض للسموم مثل الرصاص يكونون أسرع وصولاً لنمو العقل والعظام، ويزداد لديهم المخزون أو الاحتياطي الصحي في مراحل لاحقة من عمرهم، كما أن الأشخاص الذين يمارسون العادات الصحية السلمية، والذين يجرون اختبارات دورية، ويتعاطون الأدوية اللازمة بوعي فإنهم يكونون الأقل عرضة للمشكلات الصحية الخاصة بهذه السن مثل ارتفاع ضغط الدم، وتصلب الشرايين، وهشاشة العظام، ومرض السكر، والأورام الخبيثة.

هنالك الكثير الذي ما زلنا لا نعرفه عن الشيخوخة، ولكننا نعلم أنها خبرة شخصية لا تختلف من شخص لآخر فقط، بل من عضو داخل الجسم لآخر، وكنتيجة لذلك فالعمر الزمني لا يُعَدُّ عاملاً يمكن الاعتماد عليه في التنبؤ بما يمكن أن يكون عليه الشخص الصحيح.

وبالرغم من أن الجينات تلعب دورًا ما في الأعراض المرتبطة بتقدم العمر، فإن اختيارات نمط الحياة تبدو أكثر فاعلية في هذا الشأن، فتوماس بيرلز المتخصص في طب الشيخوخة ومدير مكتب نيو إنجلاند المئوي، يقول: إن البعض منا يرث سيارة فورد، والبعض الآخر يرث سيارة فولفو، ولكنك تستطيع أن تصل إلى ما يزيد عن 100.000 ميل المتوقعة من السيارة الفورد لو استخدمتها بشكل سليم.

ومع الاتجاه إلى الطبيعة يمكننا أن نمنع بعض مشاكل السمع والرؤية وأن نبطئ بعض التغيرات مثل ضعف العضلات، وقلة كثافة العظام و الضعف الذهني. أما التغيرات المرتبطة بالتقدم في العمر سواء في المظهر أو مستويات الطاقة والحركة وعادات النوع فيمكن تعديلها أو تأخيرها ، ولكن من المؤكد ظهورها وقبولها كجزء من هذه المرحلة للشعور بالرضا.

وقد وضع خبراء ومختصون رؤية جديدة للوصول إلى هذه المرحلة مع الاحتفاظ بصحة جيدة ؛ لتزيد من رقعة الصحة لتمتد وتشمل عمر الإنسان؛ وبذلك يتم ضغط المرض والقصور في السنوات الأخيرة من حياة الإنسان.

فكيف يمكن الوصول لهذه المرحلة وأنت بصحة جيدة؟ طبقًا لما ذكرته دراسة لمؤسسة مارك أرثر للمسنين في أمريكا، فإن كبار السن يعيشون أطول ويؤدون بشكل أفضل حينما يمارسون تمرينات بدنية وذهنية ويرتبطون بشكل حيوي بالمجتمع من خلال سلوك إنتاجي وعلاقات ذات معنى (مؤثرة) مع الآخرين، ويتجنبون الأمراض المزمنة مثل مشاكل القلب والأوعية الدموية، والسكر، وهشاشة العظام، بل والأكثر من ذلك أن العوامل السيولوجية والذهنية والعاطفية يؤثر كل منها على الآخر، فالحصول على نشاط فسيولوجي يرتبط بممارسة تدريبات ذهنية وفكرية ودعم محتوى، وكلا العاملين يرتبطان بالعامل الفسيولوجي شديد الأهمية.


السلوك الإيجابي يؤخر أعراض الشيخوخة

 دقيقة ضحك تضاهي 45 دقيقة من الاسترخاء‏‏!‏

 التنفس وسيلة للحياة المريحة

 هـشــاشـة العظـام.. الوقاية والعلاج

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)