• عدد المراجعات :
  • 7958
  • 1/27/2013
  • تاريخ :

الجريمة تاريخيا... حقيقة بشرية أم ظاهرة قديمة

الجريمة

لازمت الجريمة الإنسان منذ ان وطأت قدماه الأرض، فلم تفارقه وستظل قائمة مستمرة، ولا يمكن القول بإمكانية استئصال الجريمة والقضاء عليها نهائيا". ان الإنسان يحمل عاملي الخير والشر، والجريمة ليس أمرا" وراثيا" لان السلوك الإنساني يدور بين الخير والشر: "قصة قابيل وهابيل". كما ان الإنسان ليس مسيرا" او مجبرا" على اقتراف الجريمة لا بالعامل الوراثي ولا بأي عامل آخر داخليا" كان ام خارجيا". وترك العقاب يعني أطلاق العنان للمجرمين والمنحرفين ليسعوا في الأرض فسادا" ويقره القران الكريم في قوله: "ولكم في القصاص حياتا" يا أولي الألباب لعلكم تعقلون." (سورة البقرة، أية 179) (د. عبد الرزاق، 1936)

وعلم الأجرام حديث النشأة شأنه شأن العلوم المتصلة بدراسة الإنسان، وهناك أشارات لهذا العلم في الأزمان القديمة أيام سقراط، أفلاطون، أرسطو ووصفوا المجرم: "ذلك الشخص الذي يتصف بنفس منحرفة نتيجة لعيوب خلقية وجسمية."(د. رۆوف عبيد، 1977)

وأظهرت دراسة العالم الفرنسي (Gerry) في سنة 1833 في كتابه "بحث في التوازن الأدبي" ان هناك العوامل الفردية الاجتماعية: الجنس، الحرفة، مستوى الثقافة وراء الجريمة في فرنسا وانجلترا آنذاك. وبعدها جاء العالم البلجيكي (كيتيله) في سنة 1835 بمۆله بعنوان "الإنسان وتطور ملكاته" الذي تحدث فيه عن السلوك الإجرامي، وكان مهتما" بالإحصائيات الجنائية واعتبر المۆسس الأول لعلم الإحصاء الجنائي، وانتهى بالقول: "ان الظاهرة الإجرامية بوصفها ظاهرة اجتماعية تخضع لقواعد عامة تحكمها شأنها في ذلك الظواهر الطبيعية الأخرى.

 ويقول ان الجريمة كواقعة عددية فردية تبدو كعمل رياضي خاضع لظروف الساعة الاقتصادية والاجتماعية. (د. فوزية عبد الستار، 1975)

ويعد أميل دور كهايم (1858-1917) مۆسس المدرسة الحديثة لعلم الاجتماع القانوني، فقد ذهب الى القول بأن دراسة التاريخ تۆكد لنا انه كلما كان المجتمع متحضرا" كلما كانت العقوبة اقرب الى الرحمة، وعلى العكس من ذلك فانه كلما كان المجتمع متخلفا" برزت العقوبات الرادعة التي تتميز بالعنف والقسوة. كما ان العقوبة تكون اشد كلما كانت السلطة أقوى. (د. محمد شلال حبيب)

ظهرت بعد ذلك المدرسة الوضعية الايطالية، والتي اتجهت نحو دراسة أسباب الجريمة في التكوين الجسماني للمجرم. وكان الرائد الأول هو العالم الايطالي لومبروزو الذي اصدر كتابا" "الإنسان المجرم" سنة 1876 وأوضح: "ان هناك صفات مشتركة بين الإفراد المنحرفين يتميزون بها عن غيرهم، مثل الهمجية والبدائية انتقلت أليهم بالوراثة عبر القرون وأنها تتمثل في شذوذهم من الناحيتين العضوية والنفسية. وأطلق على الشخص الذي توجد فيه تلك الصفات المجرم بالميلاد او الفطرة. (د. محمد شلال حبيب)

ويعرف د. ذنون احمد ( 1977) علم الأجرام: "ذلك العلم الذي يدرس الظاهرة الإجرامية في حياة كل من الفرد والمجتمع من اجل التوصل الى تحديد العوامل التي تساهم في تكوين هذه الظاهرة." اما قانون العقوبات فيعرف بانه: "مجموعة القواعد القانونية التي تصفها الدولة لتنظيم الجزاء المقرر بشكل أحكام ملزمة، تصف بموجبها الأفعال المجرمة والجزاء الممرر بل فعل عند ارتكابه." والجريمة في قانون العقوبات هي حقيقة قانونية. ويقول (د. عمر السعيد رمضان) ان علم الأجرام يعتمد على قانون العقوبات في تحديد موضوعه من خلال التعريف القانوني للجريمة.

الانتحار

ويذكر د. جلال ثروت ان أفضل وسيلة لدراسة الجريمة هو استخدام طريقة دراسة الحالة (Case-Study) كونها من الطرق التي يستخدمها الكثيرون من الباحثين في نطاق الدراسات المتصلة في السلوك الإجرامي، ويقصد بها: تلك الوسيلة العلمية المستخدمة في جمع البيانات الاجتماعية وتحليلها عند وحدة اجتماعية قد تتمثل في فرد من الإفراد فيما يتعلق بحياته بأكملها او بالنسبة لجزء منها، بهدف التوصل الى فحص حالته العضوية وتحليل نفسيته والتعرف على الظروف الاجتماعية المحيطة. ويقول ثروت ان الإحصاء: "ترجمة حجم ظاهرة معينة الى أرقام فان دراسة الحالة تتولى بالدراسة المباشرة الفرد او المجموعة من الإفراد الذين تتكون منهم الوحدة الاجتماعية محل الدراسة." (د. عبد الفتاح)

يقول د. يسر أنور علي في الوراثة: "هي الطبيعة الأصيلة للكائنات الحية، ويتنازع الإنسان شانه في ذلك شان أي كائن آخر، قوتان متنافرتان تتجاذبان في اتجاهين متضادين هما: قوة الوراثة وقوة التغير. فقوة الوراثة تعمل على التشابه، في حين قوة الغير تعمل على، العكس من ذلك اذ تحرص على تحقيق الاختلاف في خصائص الخلف من السلف. وتنتقل الصفات الوراثية ويتكون جسم الإنسان من ملايين الخلايا، وتحتوي كل خلية على 46 جزء من هذه الكروموسومات فإذا تم الإخصاب عن طريق التقاء حيمن الرجل ببويضة المرأة تنتج عن تلك الجنين المتأثر بصفات المزدوجة الجديدة تشتمل على 46 كروموسوما أيضا" يكون نصفها أتيا من الأب والنصف الأخر أتيا" من الأم." ويقول (ليسنكو، 1949) في الدراسة التي أجراها على الجينات الانسانية والنباتية توصل من خلال الفحص الى الأتي: "ان العلم هو عدو المصادفة." وتوصل (ذنون احمد، 1979) حول الوراثة الأتي: "ان القدرة على العمل في وسط الكائنات الحية ليس فيها أي اثار او مظاهر للخصائص الوراثية. فالوراثة ليس بمقدورها ان تنقل الا الصفات العضوية الثانية اما الصفات الطارئة كالسلوك فانه لا يمكن نقلها بالوراثة."

ويقول الأستاذ انتوليزي (1955) : "تلعب المشاعر والأحاسيس والدوافع التي تحيط بالنفس الإنسانية دورا" كبيرا" في توجيه السلوك وجهة الخير والشر، وان العبرة بموقف الفرد الذي يتبلور نتيجة توافر مجموعة من الصفات لديه تدفعه للخروج على قيم المجتمع ومصالحه."

واثبت كنبرك (1960) : "ان الجينات كما هو معلوم تلعب دورا" كبيرا" في عمليات التعلم والسلوك، فهي التي توجه الإرسال لحوالي عشرة ملايين خلية عصبية في دماغ الإنسان، بعض منها تكفل للإنسان احتفاظه بالسلوك، وأخرى تنظم الإدراك الحسي بالنسبة لما يحيط بالإنسان من الخارج، فالدماغ منذ لحظة الولادة يبدأ بتميز حوالي أربعين صوت واضحا" من بين الأصوات ساعة الولادة، علما" ان كافة اللغات الإنسانية متكونة من الأصوات المذكورة.ذ

علي إسماعيل الجاف


الجريمه - علم الاجتماع

أثر العوامل الاجتماعية في الدافع إلى إرتكاب الجريمة

جغرافية الجريمة الحضرية

رۆية نفسية في نظريات الوقاية من الجريمة قبل وقوعها

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)