• عدد المراجعات :
  • 1421
  • 6/18/2006
  • تاريخ :

الفوارق الرئيسية بين الزوجين في التعامل مع الاجهاد

صباح كل يوم يتهيأ الرجل للذهاب الى عمله وقد تفعل المرأة مثل ذلك ايضاً أو قد تكون ربة بيت فتبقى في المنزل فتقوم برعاية البيت والاطفال .

اعمال المرأة في المنزل مهمة وليست باليسيرة فهي التي تقوم بالتنظيف وغسيل الملآبس واعداد الطعام وتلبية كل الاحتياجات والمتطلبات . لذلك نراها في آخر النهار مجهدة ومتعبة .

أما اذا كانت المرأة تعمل في الخارج فأن تعبها يكون مضاعفاً إذ إن اضافة الى العمل الخارجي فعندما تعود الى المنزل نراها تقوم بالاعمال المنزليه ايضاً , وهذا الامر شاق جداً . اما الرجل فيغادر المنزل ويتوجه الى العمل , وبعد انتهائه من العمل يعود الى المنزل .

بعد انتهاء اليوم وعودة الرجل والمرأة الى المنزل يكون كلآ منهما قد اصابه التعب والجهد وقد استنفذ معظم طاقاته ويحتاج الى قسط من الراحه ليستعيد نشاطه .

هذا هو المجرى العام اليومي لحياة العائله وبالذات العائله العربية .والمصيبة الكبرى هنا هي ( كيفية تعامل الرجل والمرأة مع الاجهاد والتعب ) ؟ . نعم إنها من المصائب الكبرى والتي تسبب كثيراً من المشاكل كل يوم وفي كل منزل تقريباً . تحصل مشاكل لا طائل لها والسبب الرئيسي في ذلك هو ليس التعب نفسه , بل ( اختلاف الرجل والمرأة في طريقتيهما في التعامل مع الاجهاد وفي كيفية الحصول على الراحة . )

قد يتصور البعض وللوهلة الاولى ان الرجل المتعب يتصرف تماما كتصرف المرأة المتعبه , وإن كلآهما يلجأ الى نفس الطريقة والاسلوب في الحصول على الراحة .

الجواب هو ( كلآ والف كلآ ) فكل منهما طريقته الخاصة في ذلك , ومن المؤلم جدا إن الاختلاف في طريقتيهما يسبب مشاكل تحصل كل يوم تقريباً .

هذا ما سنتطرق اليه وما سنحاول شرحه وتوضيح اخطاره على الرجل والمرأة والعائلة بصورة عامه .

فمن الفوارق الرئيسية بين الرجل والمرأة في التعامل مع الاجهاد والتعب , ان الرجل المتعب والذي يحاول الحصول على الراحة نراه يحاول ايجاد مكانا هادئاً جداً خال من الصخب والضجيج ويحاول الابتعاد كليا عن الخوض في أي نقاش معما كان . فهو لا يريد الكلام لا في مشكلة ولا في أي موضوع آخر . كل مايريده في ذلك الوقت هو " الهدوء " .  وقد يفضل الرجل قراءة صحيفة او مقال او كتاب او قد يحاول الاستماع الى الراديو أو قد يجلس على الكرسي صامتا أو حتى يحاول أن ينام قليلاً . المهم بالنسبة له هو الهدوء . أما المرأة فعندما تشعر بالتعب والاجهاد وتحاول ان ترتاح وتستعيد نشاطها فإنها تحب الكلام ! وليس ذلك فقط فإنها تحب ان تتكلم وتجد من يستمع ويصغي اليها ومن ثم القيام بمشاركتها في ذلك !

تصور رجل عائد من العمل وهو مرهق وفي اشد الحاجة الى الراحة , وراحته هي الهدوء التام . وامراة مرهقة وفي اشد الحاجة الى الراحة وراحتها هي الكلام !!!!! .

النتيجة وبدون أي شك ستكون هم وغم وتوتر اعصاب وقد تصل الى ابعد من ذلك .

فإلتزام الرجل جانب الصمت وعدم استعداده للآستماع يثير جنون المرأة . وكلام المرأة عن مشاكلها اليومية يثير اعصاب الرجل ويرفع عنده ضغط الدم .

لننظر الى الزوج قيس وزوجته هيفاء . يعود قيس من العمل وهو مرهقا وفي أشد الحاجة الى الراحة . يدخل قيس البيت ويسلم على زوجته والاطفال وينتظر الطعام . بعد قليل يصل الطعام ويجلس الجميع على المائدة , وقبل ان يضع قيس اللقمة الاولى في فمه تبادر الزوجة هيفاء زوجها قيس قائلة .

هيفاء : كيف كان يومك في العمل ؟

قيس : كان يوما شاقا .

هيفاء : ماالذي حصل هناك ؟

قيس : المشاكل المعتادة .

هيفاء : مانوع تلك المشاكل ؟

قيس : " تبدوا عليه علامات الانزعاج " ويقول : هل يمكن ان نأكل اولا ثم نتحدث بعد ذلك ؟

هيفاء : " تسكت لفترة قليلة ثم تقول " : بالمناسبة فقد اتصل صديقك عادل ويرجو ان تتصل به في اقرب فرصة .

قيس : طيب سأتصل به عصراً.

هيفاء : ماتظنه يريد ؟

قيس : " يبدوا عليه الغضب " ويقول بصوت اعلى من الطبيعي " : وكيف لي ان اعرف ما يريد , سأخبرك عندما اتصل به .

هيفاء : إذا كانت لدى عادل النية في زيارتنا الجمعة القادمة فتذكر اننا وعدنا الاولاد بأخذهم الى حديقة الحيوان .

قيس : " يزداد غضباً ويقول ": طيب , هل يمكن ان نكمل تناول الطعام بهدوء " ؟

هيفاء : " وهي مستاءه " طيب .

وبعد حوالي خمس دقائق ولا زال الجميع يأكل تبدأ هيفاء بالكلام ثانية .

هيفاء لا تنسى فغدا عندنا موعد مع الدكتور ويجب ان نخرج من البيت قبل الساعة الخامسه .

قيس : ألم أطلب منك الهدوء وعدم الكلام ؟ ! .

هيفاء : " تبدي غضبها وتقول بصوت عال " : الله اكبر مامشكلتك ؟ هل ان الكلام معك محرم علي ؟! مابك ؟ كل يوم تأتي من العمل ولاتريد الكلام , ما قصتك ؟ !  .

وهنا تترك هيفاء المائدة وتبدأ بالتمتمة وتقصد المطبخ . تذهب هناك وتبدأ بالبكاء .

قيس : يثور ويترك الطعام ويقول بصوت أشبح تفوح منه رائحة غليان الدم وفوران الاعصاب : أنت انسانة غريبة . لاادري مامشكلتك بالضبط ؟! اعود من العمل مرهقاً واود ان ارتاح قليلا وكل مااجده امامي هو زوجة لاتتوقف عن الكلام . وأي نوع من الكلام . انه كلام سخيف وخال من اي معنى . هل انت مجنونة ام انك تجننيني ؟! اعتقد انه لافائدة من ذلك .

وهنا يترك قيس البيت ويذهب الى احدى المقاهي املا فيب ايجاد الراحة المشودة.

مشاكل يوميه , ثورة اعصاب . كلاهما يود العودة الى بيت خال من المشاكل إذ أن مشاكل العمل كافية لإرهاقهما , ولكن عند العودة الى البيت فإن هناك مشكلة اخرى في انتظارهما وسبب هذه المشكلة هو ( الاختلآف الفطري بين الرجل والمرأة ) .

وبدون مفرفة سر هذا الاختلاف فإن هذه المشاكل اليومية لن تتوقف ولن تنتهي والنتيجة هي حياة جحيم لا راحة فيها , والمصيبة إن كل منهما يتصور انه على حق وأن الطرف الاخر هو المخطئ وهو الذي يحاول خلق هذه المشاكل .

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)