• عدد المراجعات :
  • 1341
  • 5/3/2006
  • تاريخ :

عالم الرجل و عالم المرأة الخارجي


يختلف عالم الرجل الخارجي عن عالم المرأة الخارجي اختلافاً كلياً , فحياة الرجل في الخارج وتعاملة مع الاشياء التي حوله ومع الاحداث تتسم بالصراع والمنافسة . انها معركة حامية الوطيس اذ ان المجتمع بالنسبة له عبارة عن تركيبة هرمية والانسان فيه إما في القمة او في الاسفل . وطبعاً فان القوي هو الذي يكون في القمة والضعيف في الاسفل . والرجل بطبيعته يحب ان يكون دائماً في الاعلى ولا يقبل لنفسه ان يكون في الاسفل . فالقمة معناها النجاح والاسفل معناه الفشل , لذلك نرى الرجل يحاول النجاح دائماً فيما يقوم به من اعمال ليحافظ على مكانته المرموقه في ذلك الهرم . ونراه كذلك يحاول ان يحقق ذلك النجاح بمفرده وذلك بعدم طلب المساعدة دليل على الضعف وتضعه في المرتبة السفلى . حياة الرجل في الخارج تتطلب بذل مجهودا عظيماً إذ أن عليه ان يتكلم كثيرا ويتناقش مع الاخرين ويثبت انه على صواب وإن الاخرين على خطأ وانه افضل منهم وكذلك فعليه ان يبذل مجهوداً ذهنياً او مجهوداً عضلياً وايضاً عليه ان يحمي نفسه من محاولات الاخرين للنيل منه , فالمجتمع ملئ بالوحوش المفترسة والتي لاتعرف معنى الرحمة . هذا هو مجتمع الرجل في الخارج ولذلك فانه عندما يعود للبيت بعد قضاء يوم مثل هذا نراه قد استنفذ كل طاقاته ويكون منهك القوى وفي حالة إجهاد وإن كل ماينشده هو قسطاً من الراحة يحاول من خلالها استعادة نشاطه ومن ثم التعامل مع من حوله داخل المنزل أما عالم المرأة الخارجي فإنه يختلف عن ذلك تماماً . انه عالم السلام والمحبة , عالم لايعرف كل تلك الصراعات والمنافسات , عالم شعاره الود والمساعدة , العالم الخارجي بالنسبة للمرأة هو عبارة عن شبكة كبيرة واسعة من الاتصالات والمحادثات تحاول النساء من خلال ذلك التقرب من بعضهن البعض وتقديم يد العون والمساعدة حتى لو لم يطلبها احد منها . تحاول المرأة في عالمها الخارجي ان تتعامل مع النساء الاخريات من منطلق المساندة والتأييد ومحاولة الوصول الى اتفاق في الرأي . مجتمع المرأة هو مجتمع هرمي ايضاً إلآ ان تلك الهرمية ليست هرمية القوة والانجازات مثلما عند الرجل بل اهنا هرمية الصداقة والمودة والعلاقات الاجتماعية . والمرأة في مجتمعها الخارجي تهتم ايضاً بالانجازات والنجاح وعدم الفشل مثل الرجل إلآ ان تحقيق ذلك ليس هو الهدف الاساسي عندها ولا تركز عليه دائما وطريقة تحقيقها لذلك هو الحوار والمتابعة وليس الصراع والمنافسة الطاحنة التي رأيناها في عالم الرجل .

دعونا نلقي نظرة على المثال التالي ومن خلاله نحاول توضيح اسلوب تعامل الرجل والمرأة مع العالم الخارجي لمجريات الامور وردة فعله وكذلك فهم المرأة وردة فعلها " ذات يوم قرر الزوج فارس الترفيه عن زوجته نضال وذلك بالخروج لتناول طعام العشاء في احد المطاعم . وبعد وصولهما قررت نضال طلب طبق من السمك وقرر فارس طلب طبق من الكباب . عند وصول الطعام وعندما بدأت نضال الاكل , لاحظت بأن السمك لم يكن معدا بالطريقة التي تحبها واخبرت زوجها بذلك .

تناقش الاثنان حول مسألة طلب تبديل السمك بطبق أخر واخيرا اتفقا على القيام بذلك وتم استدعاء العامل واخبرته نضال بأن السمك لم يعجبها وانها ترغب بإستبداله بطبق أخر . بكل أدب واحترام سأل عامل المطعم عن سبب عدم اعجاب نضال بالسمك ؟ وهنا وقبل ان تنطق نضال بحرف واحد ، بادر الزوج فارس بالرد نيابة عنها قائلآ ( يبدو أن السمك الذي تقدموه غير طازج ) .

إستغرب العامل وسأل الزوج الشهم : هل تقصد أن السمك الذي نقدمه هو سمك مجمد ؟  . نظرت نضال الى العامل وقالت : الحقيقة أن السمك لم يعجبني . إلتقط عامل المطعم السمك ووعد بإستبداله بطبق آخر حسب رغبة نضال .

لننظر الى ماحصل في ذلك المثال البسيط والذي نراه واشباهه كل يوم تقريباً في حياتنا . بالنسبة للزوج فارس فإن سؤال العامل عن سبب عدم إعجاب نضال بالسمك كان بالنسبة له بمثابة تحد وإن عليه المجابهة , شعر وكان هناك معركة وإن عليه أن يفوزها , ولكي يفوزها فإنه يتوجب عليه ان يقدم سببا قويا يعزز تلك الشكوى ويحقق النصر . وهنا نلآحظ ان فارس كان يخوض معركة نيابة عن زوجته . بالنسبة للزوجة نضال فإن سؤال العامل كان عبارة عن إستفسار أو طلب معلومات حول الطعام نفسه , ولم تشعر بأي نوع من التحدي من قبل العامل أو محاولة العامل لرفض طلبها . ولذلك حاولت ايجاد طريقة مسالمة لاستبدال الطعام وبدون إحراج العامل او التهجم على المطعم أو الطعام المقدم .

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)