• عدد المراجعات :
  • 1493
  • 4/4/2010
  • تاريخ :

نماذج من روايات التحريف في كتب أهل السنة 8

القرآن

الثالثة : روى عروة بن الزبير عن عائشة : أنّه سألها عن قوله تعالى : (لكن الراسخون في العلم )، ( النساء4: 62 ) : ثمّ قال ( والمقيمين ) ، وفي المائدة : ( إنّ الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون )، و ( المائدة5: 69) ، ( إنّ هذان لساحران ) (طه20: 63) فقالت يابن أُختي ، هذا عمل الكُتّاب ، أخطأوا في الكتاب (1).

 أمّا قوله تعالى : ( و المقيمين ) فانّه على العطف يكون (والمقيمون) كما في قراءة الحسن ومالك بن دينار ، والذي في المصاحف وقراءة أُبيّ والجمهور ( والمقيمين ) قال سيبويه : «نُصِب على المدح ، أي وأعني المقيمين» وذكر له شواهد وأمثلة من كلام العرب (2).

 قال الآلوسي : «ولا يُلْتَفَت إلى من زعم أنّ هذا من لحن القرآن ، وأنّ الصواب (والمقيمون) بالواو.. إذ لا كلام في نقل النظم متواتراً ، فلا يجوز اللحن فيه أصلاً» ، (3).

 وأمّا قوله تعالى : ( والصابئون )بالرفع فهو معطوفٌ على محلّ اسم إنّ.

 قال الفراء : «ويجوز ذلك إذا كان الاسم ممّا لم يتبيّن فيه الاِعراب ، كالمضمر والموصول ، ومنه قول الشاعر :

 

فمن يكُ أمسى بالمدينة رحله
فإنّي وقيارٌ بها لغريبَ

 

 برفع (قيار) عطفاً على محلّ ياء المتكلّم»،  (4)وقد أجاز الكوفيون والبصريون الرفع في الآية واستدلّوا بنظائر من كلام العرب .

 وقال صاحب المنار : «قد تجرأ بعض أعداء الاِسلام على دعوى وجود الغلط النحوي في القرآن ، وعدّ رفع (الصابئين) هنا من هذا الغلط ، وهذا جمعٌ بين السخف والجهل ، وإنّما جاءت هذه الجرأة من الظاهر المتبادر من قواعد النحو ، مع جهل أو تجاهل أنّ النحو استنبط من اللغة ، ولم تستنبط اللغة منه»، (5).

 وأمّا قوله تعالى : ( إنّ هَذانِ لَسَاحِرانِ ) فإنّ القراءة التي عليها جمهور المسلمين هي تخفيف إن المكسورة الهمزة ، فتكون مخففةٌ من الثقيلة غير عاملةٍ ، ورفع (هذان) .

 قال الزمخشري : «إنّ هذان لساحران على قولك : إنّ زيد لمنطلق ، واللام هي الفارقة بين إن النافية والمخففة من الثقيلة» (6)، وعليه فلا إشكال في هذه الآية ، ولا لحن من الكُتّاب !

 قال الرازي : «لما كان نقل هذه القراءة في الشهرة كنقل جميع القرآن ، فلو حكمنا ببطلانها جاز مثله في جميع القرآن ، وذلك يفضي إلى القدح في التواتر ، وإلى القدح في كلِّ القرآن ، وإنّه باطل»، (7).

------------------------

(1) الاتقان 2 : 320 .

(2) الكتاب 1 : 288 ـ 291 .

(3) روح المعاني 6 : 13 .

(4) معاني القرآن 1 : 310 ، مجمع البيان 3 : 346 ، صيانة القرآن من التحريف : 183 .

(5) تفسير المنار 6 : 478 .

(6) الكشاف 3 : 72 .

(7) التفسير الكبير 22 : 75 .


نماذج من روايات التحريف في كتب أهل السنة 7

نماذج من روايات التحريف في كتب أهل السنة 6

نماذج من روايات التحريف في كتب أهل السنة 5

نماذج من روايات التحريف في كتب أهل السنة 4

نماذج من روايات التحريف في كتب أهل السنة 3

نماذج من روايات التحريف في كتب أهل السنة 2

نماذج من روايات التحريف في كتب أهل السنة 1

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)