• عدد المراجعات :
  • 4179
  • 8/26/2009
  • تاريخ :

معنى التحريف

القرآن

التحريف لغةً :

 حرف الشيء : طرفه و جانبه ، و تحريفه : إمالته و العدول به عن موضعه إلى طرفٍ أو جانب . قال تعالى : ( وَ مِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ الله عَلَى حَرْفٍ) ، (الحج 22: 11) ، قال الزمخشري : أي على طرفٍ من الدين لافي وسطه و قلبه ، و هذا مثلٌ لكونهم على قلقٍ واضطرابٍ في دينهم ، لاعلى سكونٍ و طمأنينة ، (1) .

|التحريف اصطلاحاً :

أمّا التحريف في الاِصطلاح فله معانٍ كثيرة  منها :

- تحريف الترتيبي : أي نقل الآية من مكانها إلى مكان آخر ، سواء كان هذا النقل بتوقيف أو باجتهاد ، فلا خلاف في وقوعه ، إذ كم من آية مكّية بين آيات مدنيّة ، و العكس .

- تحريف المعنوي : و يراد به حمل اللفظ على معانٍ بعيدة عنه لم ترتبط بظاهره ، مع مخالفتها للمشهور من تفسيره ، و هذا النوع واقع في القرآن ، و ذلك عن طريق تأويله من غير علم ، و هو محرّم بالاِجماع لقوله (صلى الله عليه و آله و سلم) : « من قال في القرآن بغير علم فليتبوّأ مقعده من النار » ، (2)  و هو من التفسير بالرأي المنهي عنه ، قال رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) : « من فسَّر القرآن برأيه وأصاب الحق فقد أخطأ » ، (3) و هذا المعنى منحدر عن الاَصل اللغوي لتحريف الكلام .

 و منها التحريف اللفظي ، و هو على أقسام ، مننها :

التحريف بالزيادة و النقصان ، و هو على ثلاثة أنحاء :

 أ ـ تحريف الحروف أو الحركات ، و هذا راجع إلى القراءات القرآنية ، و هو باطل إلاَّ في ألفاظ قليلة كقراءة قوله تعالى : ( وَ امْسَحُواْ بِرُؤُسِكُمْ وَ أرْجُلَكُمْ ) ، (4) ، بكسر لفظة الاَرجل و نصبها ، و غيرها ممّا لم يخالف أُصول العربية و قراءة جمهور المسلمين ، و ورد به أثر صحيح .

 ب ـ تحريف الكلمات ، و هو إمَّا أن يكون في أصل المصحف ، و هو باطل بالاِجماع ، و إمَّا أن تكون زيادة لغرض الاِيضاح لما عساه يشكل في فهم المراد من اللفظ ، و هو جائز بالاتفاق .

 ج ـ تحريف الآيات أو السور ، و هو باطل بالاِجماع (5).

 1 ـ التحريف بالزيادة :

 بمعنى أنّ بعض المصحف الذي بين أيدينا ليس من الكلام المنزل ، و التحريف بهذا المعنى باطلٌ بإجماع المسلمين ، بل هو ممّا عُلِم بطلانه بالضرورة ، لاَنّه يعني أنّ بعض مابين الدفّتين ليس من القرآن ، ممّا ينافي آيات التحدّي و الاعجاز ، كقوله تعالى : ( قُل لئنِ اجتَمَعَتِ الاِنسُ والجِنُّ عَلَى أن يأتُوا بمِثْلِ هَذا القُرْآنِ لا يأتُونَ بِمِثْلِهِ وَلوْ كانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً ) ، (‎لإسراء17: 88).

 2 ـ التحريف بالنقص :

 بمعنى أنّ بعض المصحف الذي بين أيدينا لايشتمل على جميع القرآن الذي نزل من السماء ، بأنْ يكون قد ضاع بعض القرآن على الناس إمّا عمداً ، أو نسياناً ، و قد يكون هذا البعض كلمةً أو آية أو سورة ، و التحريف بهذا المعنى هو موضوع البحث حيثُ ادّعى البعض وقوعه في القرآن الكريم استناداً إلى أحاديث هي بمجملها إمّا ضعيفة سنداً ، أو مؤولة بوجهٍ يُخْرِجها عن إفادة ذلك ، و إلاّ فهي أحاديثٌ وأخبارٌ مدسوسةٌ وباطلةٌ ، قد أعرض عنها محققو المسلمين على مرّ العصور ، على ما سيأتي بيانه في ثنايا هذا البحث .

-------------------------------------------------------------------------

الهوامش

(1) الكشاف 3 : 146 .

(2) التبيان للطوسي 1 : 24 ، الاِتقان للسيوطي 4 : 210 .

(3) التبيان للطوسي 1 : 4 .

(4) المائدة 5 : 6 .

(5) توجد أنحاء أُخر من التحريف راجعة ـ بشكل أو بآخر ـ إلى ما ذكرناه . أُنظر : البيان في تفسير القرآن للسيد الخوئي : 215 .


أدلّة جمع القرآن في زمان الرسول (صلى الله عليه واله وسلم)

أدلّة جمع القرآن في زمان الرسول  (ص)

أهل السنة ينفون التحريف

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)