• عدد المراجعات :
  • 2376
  • 3/4/2013
  • تاريخ :

الذنوب الكبيرة (6)

اعمال

شهادة الزور

هي من أخطر أنواع الكذب ، وقد قرن سبحانه وتعالى شهادة الزور بالشرك في كتابه المجيد : (فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور ) (الحج / 30 ) .

وقوله تعالى في وصفه المۆمنين :( والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما ) (الفرقان / 72 ) .

وقد روي عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قوله : " عدلت شهادة الزورالشرك بالله " قالها ثلاثا ثم قرأ قوله تعالى : ( فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور ) .

والتزوير هو إظهار الباطل بمظهر الحق .

كتمان الشهادة

معناه إخفاء ما علم به في مورد يجب الإدلاء به لإثبات الحق أو إبطال باطل ، وقد وصفها الله تعالى بالظلم ، فقال : ( ومن أظلم ممن كتم شهادة عنده من الله وما الله بغافل عما تعملون ) (البقرة / 140 ) .

وفي مورد آخر وصفها بالإثم : ( ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم ) (البقرة / 283 ) .

وهناك أحاديث وروايات كثيرة ، منها ما روي عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من رجع عن شهادته أو كتمها أطعمه الله لحمه على رۆوس الخلائق ويدخله النار وهو يلوك لسانه " .

وروي عن الإمام الكاظم ( عليه السلام ) ، قال : " من كان في عنقه شهادة فلا يأب إذا دعي لإقامتها ، وليقمها ، ولينصح فيها ، ولا تأخذه فيها لومة لائم وليأمر بالمعروف ولينه عن المنكر " .

شرب الخمر

ولشدة إثمه قرنه الله بعبادة الأوثان ، كما جاء في قوله تعالى :( يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون * إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون ) (المائدة / 90 - 91 ) .

ولشدة حرمته وخباثته خص سبحانه الخمر والميسربالرجس وقرنها بالأصنام والأزلام وجعلها من عمل الشيطان ، وأمر باجتنابها وجعل الاجتناب سبب الفلاح ، ثم بين مفاسدها في الدين والدنيا ، ثم أنهى سبحانه وتعالى هذا الكلام الذي يعتبر من أشد عبارات التحريم ، أنهاه بأسلوب التهديد بقوله : ( فهل أنتم منتهون ) ، وعبارة : ( فاجتنبوه ) تدل على أكثر من التحريم ، ومن هنا وردعن بيت العصمة ( عليهم السلام ) النهي عن الجلوس إلى مائدة فيها خمرأو في مكان يلعب فيه القمار .

وهناك آيات وروايات كثيرة نذكر منها على سبيل المثال ما روي عن الصادق ( عليه السلام ) قوله : " كل مسكر حرام ، فما أسكركثيره فقليله حرام " .

وقد جاء في الوسائل للحر العاملي ( قدس سره ) أنه ورد عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أنه قال : " لا ينال شفاعتي من استخف بصلاته فلا يرد علي الحوض لا والله ، ولا ينال شفاعتي من شرب المسكر لا يرد علي الحوض لا والله " .

وفي حديث آخر عنه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " إن الخمر رأس كل إثم ،يلقى الله يوم يلقاه كافرا " .

وقد ورد عن الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) : " ما عصي الله بشئ أشد من شرب المسكرات ، ا حدهم يدع الصلاة الفريضة ويثب على أمه أو ابنته أو أخته وهو لا يعقل " .

وروي عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) : " لعن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في الخمر عشرة : غارسها ، وحارسها ، وعاصرها ، وشاربها ،وساقيها ، وحاملها ، والمحمولة إليه ، وبائعها ، ومشتريها ، وآكل ثمنها " .

وروي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : " من شرب جرعة من خمر لعنه الله عز وجل وملائكته ورسله والمۆمنون ، فإن شربها حتى يسكر منها نزع روح الإيمان من جسده " .

وعنه ( عليه السلام ) : " مدمن الخمر يلقى الله يوم القيامة كعابد وثن " .

وأما حد شارب الخمر ، فإنه لو شربها العاقل البالغ عالما متعمدا مختارا - ولو قطرة واحدة - وثبت عليه بالإقرار أوالشهود العدول ، وجب إجراء الحد عليه وهو ثمانون جلدة ،وإذا تكرر منه ذلك يتكرر عليه الحد ثلاث مرات ، وفي المرة الرابعة يكون حده القتل إذا لم يتب ، قبل أن تقوم عليه البينة ، وهذا يشمل سائر المسكرات .

وهنا لا بد لي أن أتوقف قليلا لأذكر نفسي ومن سمع مقالتي بالحديث المشهور عن الرسول الأمين ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطيع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان " .

واذكر أولادي والشباب الذين يعيشون في البلدان غيرالإسلامية التي تكثر فيها جلسات شرب الخمر في المطاعم والنوادي والمتنزهات والأماكن العامة ، وتكثر فيها مناظرالفسق والفجور والخلاعة بأجلى صورها وأفضعها ، فإذا تعذر عليهم تحصيل الدرجتين الأوليين من إنكار المنكر فلا أقل يجب عليهم أن يحافظوا على الدرجة الثالثة ، وهوالإنكار القلبي ، الذي يعني التألم والتأثر النفسي على ذلك المنكر الذي يواجهون به الله عز وجل ، وحذار ثم حذار من فقدان هذه الدرجة الضعيفة من الإيمان بأن تكون هذه المناظر طبيعية ومألوفة عندكم ، لا تحرك قلوبكم ولا تحزن نفوسكم ، وبالتالي النزول إلى الحضيض والانقلاب عن حقيقة الإنسانية وهذا ما تدلنا عليه الروايات ، فقد روي عن أمير المۆمنين ( عليه السلام ) في الجزء الأخير من نهج البلاغة ،الحكمة رقم 375 - 380 قوله : " إن أول ما تغلبون عليه من الجهاد الجهاد بأيديكم ، ثم بألسنتكم ، ثم بقلوبكم ، فمن لم يعرف بقلبه معروفا ولم ينكر منكرا ، قلب فجعل أعلاه أسفله ، وأسفله أعلاه " .

اعداد: سيد مرتضي محمدي


الذنوب الكبيرة (1)

الذنوب الكبيرة (2)

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)