• عدد المراجعات :
  • 2250
  • 6/5/2012
  • تاريخ :

العقيدة الفاسدة سبب الفقر

کودکان خياباني

إنّ الاعتقادات الباطلة ، ولا سيّما إذا بلغت مستوى الكفر بالله سبحانه ، فإنّها تؤدّي إلى ممارسة سلوك منحرف يساهم في بروز ظاهرة الفقر بين فئات المجتمع ، ويمكن استعراض صلة العقيدة بالفقر في عدّة محاور:

المحور الأوّل : أنّ الكفر بالله معناه نكران الحقّ المطلق ، ممّا يؤدي إلى عدم التعامل مع الحقائق الموضوعية تعاملاً واقعياً تقتضيه تلك الحقائق ، فالمنهج المادي القائم على أساس الكفر بالله يقع في أخطاء جسيمة في سائر مفرداته ونتائجه ، بنسبة حجم الجوانب غير المشاهدة في الظاهرة الوجودية ، أو القيمة الخلقية كقضية العدل في توزيع الثروة .

ثمّ إنّ الكفر بالحقيقة المطلقة يترتب عليه فهم مغلوط للحقائق الطبيعية ، والكونية الأمر الذي يؤدّي إلى انعكاس نتائج هذا الجهل على معيشة الإنسان نفسه .

المحور الثاني : إنّ الكفر بالله موجب لاستحقاق العقاب الأخروي ، وفي بعض الأحيان يكون العقاب دنيوياً من قبيل حرمان الإنسان من الخيرات . كما يحكي لنا القرآن الكريم ذلك في قصّة صاحب الجنّة : ( وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً * كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلَالَهُمَا نَهَراً * وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً * وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً * وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِّنْهَا مُنقَلَباً * قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً * لَّكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدا * وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاء اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ إِن تُرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالاً وَوَلَداً * فَعَسَى رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْراً مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِّنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً * أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْراً فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً * وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً * وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِراً ) . [ الكهف : 32 - 42 ] .

فنوع العقاب في هذه القصّة هو إتلاف الزرع ، وقد يكون نوع العقاب إهلاك الإنسان نفسه ، وإتلاف ثرواته كما يحكي لنا القرآن ذلك في قصّة قارون .

وفي ضوء هذه النصوص ، تتّضح صلة الكفر بالحرمان والفقر حيث يتدخّل الله سبحانه وتعالى بشكل مباشر في حرمان الإنسان الكافر من خيرات الأرض أو السماء .

فهناك صلة بين العقيدة الفاسدة ، والفقر كظاهرة اجتماعية . وثمة صلة بين العقيدة الصحيحة ـ الإيمان ـ وبين الرفاه كظاهرة اجتماعية أيضا . وهذه الصلة ـ الأخيرة ـ تنشأ بتدخل مباشر من قبل الله سبحانه من خلال زيادة النعم ، كما قال تعالى: ( لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ) [ إبراهيم : 7 ] .

أو من خلال الاستثمار الصحيح والسليم لخيرات الأرض خلال ما يؤدّيه الإيمان من توازن روحي وفكري وسلوكي في حياة الفرد والجماعة .


القصور الشخصي و النهب الاستكباري مناشئ الفقر

من اسباب الفقرالجهل بقوى الطبيعة وطرق استغلالها

الظلم الاجتماعي من عوامل ظهورالفقر

الفقر والغنى المادي والمعنوي

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)