• عدد المراجعات :
  • 3279
  • 9/13/2006
  • تاريخ :

ترك المحرمات والشبهات لتطهير النفس

من جملة طرق تطهير النفس وتهذيبها ترك المحرمات والشبهات فإن لها أعظم الأثر على صفاء النفس وطهارتها لأن عمل المحرمات والشبهات يؤثر على كيان الانسان جسدياً وروحياً إضافة إلى بُعده عن الله تعالى لأن ارتكاب المعاصي يكون حائلاً بين العبد وربه.

ومن أشدّ المحرمات شرب الخمر وأكل الربا والزنا وشهادة الزور وقتل النفس المحرمة واللواط والتصرف في مال اليتيم بالباطل والسرقة والبخس في المكيال والميزان وعدم الاعتناء بالشبهات.

فقد تعرض القرآن الكريم إلى تبيان جملة من المحرمات وأمر بالابتعاد عنها لما فيها من مضار فردية واجتماعية جسمية وروحية ومن تلك الآيات الشريفة قوله تعالى في تحريم الخمر: (يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون) المائدة/ 90-92.

وقال تعالى ناهياً عن السكر في الصلاة: (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون) النساء/ 43.

وقال تعالى في تحريم الربا: (يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفةً واتقوا الله لعلكم تفلحون) آل عمران/ 130.

وقال تعالى: (وأحلّ الله البيع وحرّم الربا) البقرة/ 275.

وقال تعالى في تحريم الزنا: (ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلاً) الإسراء/ 32.

وقال تعالى: (الزاني والزانية فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين) النور/ 2.

وقال تعالى في تحريم شهادة الزور: (واجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور حنفاء لله غير مشركين به) الحج/ 31.

وقال تعالى في تحريم قتل النفس إلا بالحق: (ومَن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدَّ له عذاباً عظيماً) النساء/ 93.

وقال تعالى: (ولا تقتلوا النفس التي حرّم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون) الأنعام/ 151.

وقال الله تعالى في تحريم جريمة اللواط والسحاق: (ولوطا إذا قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء بل أنتم قوم مسرفون وما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون) الأعراف/ 80-82.

وحرّم الله تعالى التصرف في مال اليتيم بالباطل، قال تعالى: (وآتوا اليتامى أموالهم ولا تتبدلوا الخبيث بالطيب ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوباً كبيراً) النساء/ 2.

وحرّم الله تعالى السرقة، قال تعالى: (والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا نكالاً من الله والله عزيز حكيم) المائدة/ 38.

وحرّم الله تعالى البخس في المكيال والميزان، قال تعالى: (بسم الله الرحمن الرحيم، ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون ليوم عظيم) المطففين/ 1-5.

وبعد ملاحظة هذه الآيات الشريفة والتي تنص على ترك المحرمات وعدم الاقتراب إليها، لأن الاقتراب من المحرمات وبأي نوع من أنواعه مما يجعل حاجباً بين العبد وربه، فعندها يكون الانسان بعيداً عن طاعة الله سبحانه وان ارتكاب المحرمات من شأنه أن يعود بالضرر على الفرد والمجتمع وهذا مما يسعى الاسلام على عدم وجوده.

وقد اعتبر الدين الاسلامي أن مرتكب الفواحش والمحرمات بصورة عامة متمرد على الله تعالى ورسوله الكريم وغير مبال بالأوامر والنواهي الصادرة من قبل الله سبحانه وتعالى.

فينبغي على كل عاقل أن يبتعد عن كل ما يوجب سخط الله وغضبه ويبتعد عن كل ما ورد تحريمه في الكتاب الكريم والسنة الشريفة.

وهذا في حد ذاته هو الغذاء المناسب للروح لكي تكون طاهرة وصافية أولاً وقريبة من الله تعالى ثانياً. وليكون الانسان سعيداً في الدنيا ومسروراً في الآخرة ولمثل هذا فليعمل العاملون.

ومن المعلوم فإن الدنيا في حلالها حساب وفي حرامها عقاب وفي الشبهات عتاب، فالله الله في لقمة الحرام حينما تدخل جوف الانسان وتتحول إلى صلبه فيتكون منه ذرية من معدن محرم فإنها تلعب دوراً كبيراً في هدم كيان الانسان روحياً ونفسياً وجسدياً والمغرور مَن غرته الدنيا بزخارفها ومباهجها فإن الانسان أمامه عقبات ومواقف ومجموعة من الأسئلة بمختلف مجالات حياة الانسان من حين سن البلوغ إلى حين انقطاع الأنفاس ولو انكشف الغطاء لمات الانسان خوفاً وألماً وتمنى لو لم يخلق لمثل هذه الساعة لعظم ما يشاهده مما لا يخطر على قلب بشر أو يسمع به إلا أن يكون مشمولاً برحمة الله وعطفه ولطفه أو لا يكون مشمولاً وهذا مما يجب على الانسان أن يكون دائماً بين الخوف والرجاء.

الشيخ مجيد الصايغ

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)