• عدد المراجعات :
  • 1380
  • 3/5/2012
  • تاريخ :

الدولة العادلة هي حق انساني

عدل

ان من حق الانسان في بلاده ان يتفيأ بظلال الدولة العادلة لتدافع عنه، فيعيش هو وعائلته في امان، ويعمل بامان لا يسرقه احد، ويتعلم ابناءه بامان فلا يسرق احد منهم فرصة التعليم المناسب، ويتمتعون بفرص المستقبل بلا تمييز، ويتمتعون بالعناية الصحية بلا خوف.

ولذلك فان من واجب الحاكم ان يصون هذه الحقوق للمواطن، حتى اذا استدعى الامر الى اللجوء الى القوة اذا ما راى ان هناك من يسعى للتجاوز على حدود الاخرين بالقوة، او يحاول انتزاع حقوق الناس بالقهر والظلم والارهاب والعنف والابتزاز.

فعندما خرج الناكثون يجرون حرمة رسول الله (ص) معهم الى البصرة لقتال امير المؤمنين عليه السلام، خطب الامام قائلا:

{فوالله لو لم يصيبوا من المسلمين الا رجلا واحدا معتمدين لقتله، بلا جرم جره، لحل لي قتل ذلك الجيش كله، اذ حضروه فلم ينكروا، ولم يدفعوا عنه بلسان ولا بيد}.

ان من حق المواطن على الدولة ان تسن القوانين اللازمة والتشريعات المطلوبة لتحقيق الحياة الكريمة، والا لما بقي له اي مبرر لاحترام هذه الدولة او اطاعتها، فما بالك اذا كانت الدولة هي التي تسحق حقوقه وتعتدي على حدوده؟ فاي معنى يبقى لمثل هذه الدولة؟ واي مبرر يبقى لاحترام مثل هذا الحاكم الذي يعتبر ظالما بكل المقاييس؟.

انظروا الى ما يقوله امير المؤمنين عليه السلام بهذا الصدد:

{الذليل عندي عزيز حتى آخذ الحق له، والقوي عندي ضعيف حتى آخذ الحق منه}.

ويقول عليه السلام {وايم الله لابقرن الباطل حتى اخرج الحق من خاصرته}.

ويقول عليه السلام {وايم الله لانصفن المظلوم من ظالمه، ولاقودن الظالم بخزامته، حتى اورده منهل الحق وان كان كارها}.هذا يعني ان علة وجود الحاكم على راس السلطة هو ان يصون حقوق المواطن، ايا كان، فينتصف له اذا ظلمه احد، وينتزع له حقه ممن يغتصبه، اما اذا كان الحاكم هو الظالم وهو الذي يتجاوز على حقوق المواطن، فليس له في رقاب الناس لا بيعة ولا طاعة ولا التزام ابدا، لان الحقوق اولا، اليس كذلك؟.

هذا هو الامام امير المؤمنين عليه بن ابي طالب، ثم يتساءل البعض، لماذا نقموا منه؟ انهم نقموا عدله بين الناس ومساواته بين الرعية بلا تمييز على اساس العشيرة او الانتماء او الدين او الاثنية او الاسبقية في الجهاد او اي شئ آخر، الناس في حكومة الامام سواسية كاسنان المشط على حد قول رسول الله (ص) الذي قال {الناس سواسية كاسنان المشط} و {لا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى} والتي تعني بمعناها الانساني الحضاري، حسن العمل والاداء بما يحقق الصالح العام والحياة الحرة الكريمة.

فسلام على الامام امير المؤمنين عليه السلام يوم ولد في جوف الكعبة المشرفة، بيت الله تعالى، وسلام عليه يوم آمن برسول الله تعالى، وهو اول المؤمنين، وسلام عليه يوم بات في فراش رسول الله (ص) ليهاجر الى المدينة المنورة فشرى نفسه ابتغاء مرضاة الله عز وجل، وسلام عليه يوم ان قاتل بين يدي رسول الله (ص) دفاعا عن الرسالة وعن الرسول، وسلام عليكم يوم ان قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، وسلام عليه يوم ان رسم منهاج العدل والحق والعلم فقال، ولم يقل غيره ابدا {سلوني قبل ان تفقدوني} وهو الذي قال بحقه رسول الله (ص) {انا مدينة العلم وعلي بابها} وسلام عليه يوم استشهد في محراب الصلاة على يد اشقى الاشقياء، وسلام عليه يوم يبعث حيا في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

اعداد وتقديم: سيد مرتضى محمدي

القسم العربي - تبيان


 

دور الأمم المتحدة في صيانة حقوق الإنسان

حقوق الإنسان في نظام الجمهوريه الإسلاميه

رؤية الإمام علي ( عليه السلام ) لحقوق الإنسان

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)