• عدد المراجعات :
  • 2261
  • 8/15/2009
  • تاريخ :

 مسجد السهلة .. بيت الأنبياء و مقام الأولياء

 مسجد السهلة

يقع مسجد السهلة في الجهة الشمالية الغربية من مسجد الكوفة ، و لايبعد عنه سوى كيلومترين فقط .. ، و عُرف منذ وقت مبكر بأنه " بيت الانبياء و مقام الاولياء " .. ، و هو من أشهر مساجد الكوفة ، ثاني مدينة مُصّرت بعد الفتح الإسلامي ، و تقع على مسافة عشرة كيلومترات الى الشرق من مركز محافظة النجف ، و 150 كيلومترا الى الجنوب من بغداد.

و عن مسجد السهلة ، يقول الدكتور نبيل عباس أستاذ التاريخ في جامعة الكوفة لوكالة أنباء (أصوات العراق ) إنه : " أحد أكبر المساجد التي شيدت في الكوفة خلال القرن الأول الهجري ، فبعد بناء مسجد الكوفة من قبل الصحابي سعد بن أبي وقاص أول والي للكوفة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب ، تم بناء مسجد السهلة بعد ذلك بفترة قصيرة .. ، و كان اختيار هذا الموقع لوجود بعض مقامات الأنبياء و الصالحين في ذلك المكان .. ، و يقال إن بني ظفر هم بناة المسجد الحقيقيون ، و هؤلاء بطن من الأنصار نزلوا الكوفة ، ولهذا عرف المسجد أولاً بمسجد بني ظفر ، ثم تحول اسمه إلى مسجد السهلة و هي التسمية المتداولة حالياً  ".

يقع مسجد السهلة في الجهة الشمالية الغربية من مسجد الكوفة ، و لايبعد عنه سوى كيلومترين فقط .. ، و عُرف منذ وقت مبكر بأنه " بيت الانبياء و مقام الاولياء " .. ، و هو من أشهر مساجد الكوفة ،

و يضيف : " و أطلقت هذه التسمية لسهولة و انبساط أرض المسجد و الأراضي المجاورة له . و ربما تكون التسمية محرفة عن ( سهيل ) ، و يحتمل أن يكون ( سهيل ) اسم أحد عباد أو أئمة المسجد ، ولكن لاتوجد ترجمة لحياة هذا الرجل إن وجد حقا " .

و تابع عباس : " و من التسميات الأخرى التي عرف بها المسجد ( المسجد البري ) ، و ( مسجد القري ) .. ، و السهلة مقبرة من مقابر الكوفة القديمة و المسجد الحالي مقام علي طرف من المقبرة .  ، و هو مستطيل الشكل ، و يتألف من أربعة أضلاع آجريه .. " .

و يستطرد عباس قائلا : " و قد الحق بالمسجد قديماً صحن واسع و هو مقسم إلى قسمين .. الأول ، الذي في الطرف الجنوبي ، هو ( خان الزوار ) و بعود تاريخه إلى حوالي 300 سنة . و القسم الثاني يقع في الجانب الشمالي و فيه بيوت خدم المسجد " .

و عن فضل مسجد السهلة ، يقول الشيخ عبد الجبار آل منشد ، أحد أساتذة الحوزة العلمية في النجف : " انه وردت أحاديث و روايات كثيرة عن أهل البيت تبين المقام الشامخ لهذا المسجد العريق . فعن الإمام جعفر الصادق أنه قال  ، ما من مكروب يأتي مسجد السهلة فيصلي فيه بين العشاءين ، و يدعو الله إلا فرج كربه " .

و قد بدأت أعمال الإعمار في مسجد السهلة سنة 1995،  وذلك بسبب انهيار جزء من أطراف المسجد مما دعا إلى ترميمه خوفاً من تداعيات الانهيار لقدم البناء الموجود آنذاك .. ، و في تلك الآونة تبادرت إلى الأذهان فكرة أعم و أشمل إلا و هي إعادة و صياغة و تجديد هذا الأثر التاريخي وفق المنظور الإسلامي القديم المعاصر لفترة البناء السابقة لهذا الصرح .. ، و بالفعل تكاتفت جهود الخيرين و بالخصوص مكتب آية الله السيد محمد سعيد الحكيم الذي كان و ما يزال له الدور الأساسي في الإعمار ، و هو المسؤول حاليا عن إدارة مسجد السهلة و صرف رواتب العاملين فيه.

و قد أشرف على التصاميم الهندسية كل من المهندسين كريم العبدلي و مضر علي خان . حيث يقول المهندس العبدلي : " تركزت تصاميمنا وب شكل دقيق على العمارة الأولية للمسجد حسب التنقيبات التي أجريت على الآثار الموجودة للبناء السابق ، و لم تتجاوزها حتى من ناحية الأقواس و طريقة الربط فيما بينها من الكبير و الصغير و المسافة التي تربط بين القوسين وب داية القوس و نهايته بحيث يكون الإيوان في بدايته أقواسا مشكلة قبابا متتابعة على طول الإيوان متصلة فيما بينها بنسق عمراني غاية في الروعة و الفن و هذه الهندسة المعمارية ، تعتبر من ناحية الفن من فرائد العمران الإسلامي و هو كنز و اثر أسلافنا العظماء " .

و يضيف العبدلي : " أما الأرض الرملية و طريقة إكسائها ، فسوف تغطى بالكامل بالمرمر مع إظهار و إبراز مكان المقامات الموجودة بشكل واضح لإعطائها السمة المستحقة بها ، إذ أن لكل مقام عملا و دعاء خاصا به حسب ما هو مأثور لدينا ، و لهذه المقامات دلالة أثرية و تاريخية لايجوز تجاوزها ، و يوضع في مقدمة كل مقام محراب بشكل مؤنق يكسى من الخارج بالمرمر " . 

و يوضح المهندس العبدلي : " أن المسجد قبل التوسعة كان مربع الشكل طول ضلعه 100 متر ، حيث تبلغ مساحته الكلية ( 10 آلاف متر مربع ) ، و قد كانت التوسعة من الجهة الشمالية للمسجد حيث أضيف صحن آخر للمسجد بمساحة ( 20 × 100م) أي بمساحة ( ألفي متر مربع ) ، و قد أضيفت من الجهة الشمالية أيضا بوابة للمسجد " .  

و قد إعتاد أهالي محافظة النجف زيارة هذا المسجد مساء كل يوم ثلاثاء ، و القيام بمناسك معينة أهمها الصلاة في المقامات الموجودة في هذا المسجد ، و قراءة أدعية وردت عن أئمة أهل البيت في هذه المقامات . و هم يعتقدون أن إقامة هذه المناسك الخاصة بمسجد السهلة تقضي لهم حوائجهم المتعسرة ، و تستجاب من خلالها دعواتهم إلى الله سبحانه و تعالى.

و بعد صلاة المغرب و العشاء من يوم الثلاثاء و هو اليوم المخصص لزيارة مسجد السهلة تجتمع العوائل لتناول طعام العشاء في الساحات المجاورة للمسجد و يكثر الباعة المتجولون في تلك المنطقة ، و تصبح منطقة المسجد مكتظة بالناس القادمين إليها من كل مكان للزيارة و التجارة و لقضاء الوقت مع العائلة.

و تم في الفترة الأخيرة إستحداث مؤسسة ثقافية داخل المسجد تسمى "مؤسسة تراث الإمام المهدي" ، و تعنى هذه المؤسسة بتراث و ثقافة أهل البيت و نشر علومهم عن طريق إصدار الكتب و النشرات و الأقراص المدمجة . و تسهم هذه المؤسسة بأرباحها في إعادة إعمار المسجد .. ، و لدى المؤسسة خطط لإقامة مركز ثقافي واسع و كبير في المسجد مع قاعة و مكتبة..


المقامات و المشاهد داخل مسجد السهلة

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)