• عدد المراجعات :
  • 1901
  • 8/4/2009
  • تاريخ :

من هوالشهيد و قدسيته

الشهيد

                                                                     

بسم الله الرحمن الرحيم ، « وَ لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ » ، (آل عمران/169) ، صدق الله العلي العظيم .

كلمة لابد منها ..

الحديث عن الشهادة و الشهيد ، لايمكن أن يصاغ بعبارات علميه و لابمعادلات رياضيّة .. ، إذ انه حديث ( الروح ) ، لاحديث ( العقل ) . التحليلات الفلسفية و العلمية و العقلية ، لاتستطيع أن تخلق الإنسان المجاهد ، و لابمقدورها أن تبعث في الموجود البشري اندفاعا نحو الإستشهاد .

الشهيد إنسان ارتفعت روحه إلى مستوى الشهادة .. ، و تحررت روحه من قيود الشهوات الهابطة ، فأضحى منطقه منطقاً جديداً ، قد لايفهمه ( العلماء ) و ( الفلاسفة ) و ( عقلاء القوم ) ! ، حديث الشهيد و الشهادة ، لايفهمه إلاّ من يسير على خط الشهادة ، و لايتذوقه إلاّ من سما ، و تحرر من ربقة البطن و الفرج و الأهواء الدنيئة .

وح ديث الشهيد و الشهادة .. أيضاً ، لايمكن أن يكون صادقا معبراً إلا إذا انطلق من قلب إنسان وهب نفسه لرسالته ، و كسر إطار ذاتياته لينصهر في هدفه السامي . و هذا الحديث يحلو ، و يصدق ، و يتعمق أكثر .. ، لو صدر عن قلب إنسان وهب نفسه لهدفه السامي ، حتى آخر لحظه من حياته . يحلو و يصدق و يتعمق أكثر فأكثر . إذا صدر عن قلب إنسان سقط مضرجا بدمه على طريق رسالته الكبرى .

و هذا الذي بين يدي القارئ ، ترجمه لحديث عن الشهيد و الشهادة ، ألقي في( ليلة الشهيد و الشهادة) ، و صدر عن قلب إنسان قضى حياته على طريق الشهادة .. ، أي على طريق الذوبان في الهدف السامي ، و التفاني من أجل تحقيق هذا الهدف . هذا الحديث ألقاه الأستاذ مرتضى مطهري شهيد الثورة الإسلامية في إيران .

و هو  _ كما قلت _ حديث الروح ، قبل أن يكون حديث العقل . و حديث الروح هذا أقدمه إلى الذين يستطيعون ، أن يتذوقوه .. ، و إلى الذين يستطيعون من خلال سطوره ، أن يستشموا رائحة الشهادة ، التي فاحت في سماء إيران فأسفرت عن ولادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية.

قدسية الشهيد

 

ثمة كلمات لها في عرف البشرية عامه ، و في عرف المسلمين خاصة قدسيه و عظمة و احترام . العالم ، و الفيلسوف ، و المخترع ، و البطل ، و المصلح ، و المجتهد ، و الإستاذ ، و الطالب و العابد ، و الزاهد ، و المؤمن ، و المجاهد، و المهاجر ، و الصدّيق ، و الآمر بالمعروف ، و الولّي ، و الإمام ، و النبيّ ... كلمات ، بعضها مقرون بالعظمة و الإحترام لدن أبناء البشر عامه .. ، و بعضها الآخر تحمل هذه الصفة عند المسلمين خاصة ، و من الطبيعي أن اللفظ لايحمل طابع القداسة بنفسه ، بل بما ينطوي عليه من معنى . جميع المجتمعات البشريه ، تنظر بعين التقديس إلى بعض المفاهيم مع اختلاف طفيف بينهما. و هذا التقديس يرتبط بجوانب خاصة من نفسيه هذه المجتمعات في حقل تقييمها للأمور غير المادية.

و هذه المسألة ، تحتاج إلى دراسة فلسفيه و إنسانية معمقه لسنا بصددها الآن . و "الشهيد " كلمه لها في الإطار الإسلامي قداسة خاصة .

و الإنسان الذي يعيش المفاهيم الإسلامية ، ينظر إلى هذه الكلمة ، و كأنها مؤطرة بهالة من نور ، كلمة الشهيد مقرونة بالقداسة و العظمة في جميع اعراف المجموعات البشرية مع اختلاف بينهما في الموازين و المقاييس ، ولسنا بصدد الحديث عن المفهوم غير الإسلامي لهذه الكلمة ، الشهيد _ في المعايير الإسلامية_ هو الذي نال درجة " الشهادة " أي الذي بذل نفسه ، على طريق الأهداف الإسلامية السامية ، و من أجل تحقيق القيم الإنسانية الواقعية . و الإنسان الشهيد في المفهوم الإسلامي يبلغ -ب شهادته - أسمى درجة ، يمكن أن يصلها الإنسان في مسيرته التكاملية. نستطيع أن نفهم سبب قدسية كلمة "الشهيد " في الإسلام ، و في أنظار المسلمين من خلال الآيات القرآنية الكريمة التي تتحدث عن الشهادة و الشهيد ، و كذلك من خلال ما وصلنا من روايات في هذا الحقل .


مكانة الشهيد 

الإيمان  و الهجرة و الشهادة

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)