• عدد المراجعات :
  • 2426
  • 7/4/2009
  • تاريخ :

 الحروب العثمانية  

الخلافة العثمانية - في الميزان

حروب الخلافة العثمانية

كان من ايجابيات الدولة العثمانية ، توسيع رقعة الأرض الإسلامية ، الوقوف في وجه الصليبيين على مختلف الجبهات ، عمل العثمانيون على نشر الإسلام ، و شجعوا على الدخول به.

 إن دخول العثمانيين إلى بعض الأقطار الإسلامية ، قد حماها من بلاء الاستعمار ، الذي ابتلت به غيرها ، في حين أن المناطق ، التي لم يدخلوها ، قد وقعت فريسة للاستعمار باستثناء دولة المغرب .

كانت للعثمانيين بعض الأعمال الجيدة ، تدل على صدق عاطفتهم و إخلاصهم مثل إعفاء طلبة العلم الشرعي من الجندية الإلزامية ، و كذلك إصدار المجلة الشرعية ، التي تضم فتاوى العلماء في القضايا كافة ، بالإضافة إلى احترام العلماء ، و انقياد الخلفاء للشرع و الجهاد به و إكرام أهل القرآن و خدمة الحرمين الشريفين و المسجد الأقصى.

أيضا العثمانيون ، هم الذين أزالوا من خريطة العالم أعتى أمبراطورية صليبية. هى الأمبراطورية البيزنطية ، و فتحوا عاصمتها عام 857 هـ.

و مع ذلك  لم تسلم الدولة العثمانية من أخطاء فادحة ، كانت سببًا في زوال الدولة ، و من هذه الأخطاء:

- التخلف العلمي ، حيث جاء العثمانيون إلى بلاد الأناضول بدواً ، و لم يتحضروا بل شغلتهم الحروب ، و لم ينصرفوا إلى العلم بسبب الانشغال بالفتوحات و الحروب المستمرة في كل الجبهات.

- أيضا الحركات الانفصالية و التمردات المحلية ، فنتيجة للتفوق الصليبي قامت أوروبا بحبك المؤامرات ضد المسلمين ، و أصبح سفراء الدول الغربية ، يتدخلون في الشئون الداخلية و السياسية الخارجية للدولة ، أما في جهات الشرق فكان خصوم العثمانيين التقليديين ، يشعلون الثورات بين الحين و الآخر ، و لعل أهم الحركات الانفصالية ، التي أضعفت الدولة كانت حركة محمد علي باشا في مصر.

- بالإضافة إلى الإمتيازات التي كانت تمنح لدول أجنبية ، جعلتها شبة شريكة معها في حكم البلاد ، و ساعدت  على إشعال بؤر الفتن ، و أربكت الدولة ، و شغلتها عهوداً طويلة ، و اتخذت ذريعة لتدخل الدول بحجة حماية الرعايا ، و بالتالي الاحتلال و العدوان.

- كان من عوامل الضعف أيضا الغرور ، الذي أصاب سلاطين بني عثمان ، بالإضافة إلى الجيش الإنكشاري ، و هو الجيش الذي أنشأه السلطان أورخان باختيار أفراده من أبناء البلاد الأوروبية المفتوحة ، و تلقينهم مبادئ الدين الإسلامي ، و وضعهم في ثكنات عسكرية خاصة ، و تدريبهم على فنون الحرب و القتال .  ولقد أبلى ذلك الجيش بلاء حسنا في كافة المعارك ، التي خاضها العثمانيون ، و مع مرور الزمن ، بدأ الوهن يتسرب إلى صفوفهم ، و تعلقت أفئدتهم بشهوة السلطة ، و نظروا إلى العطايا السلطانية ، فأثاروا الاضطرابات يريدون الحروب ، ليواصلوا نهب البلاد المفتوحة . و خلع الانكشارية السلاطين مصطفى الثاني ، أحمد الثالث ، مصطفى الرابع ، إلى أن قيض الله للسلطان محمود الثاني عام 1241 هـ . التخلص منهم ، فقد هيأ لذلك ، و سلط عليهم المدفعية ، فدمرتهم و انتهى أمرهم .

- أيضا من سلبيات الدولة العثمانية احتجاب السلاطين و عدم ممارستهم السلطة بأنفسهم و الاتكال على وزراء جهال . كما أن زواج السلاطين بالأجنبيات أدى إلى ضعف الدولة العثمانية ، و تعدد الزوجات و المحظيات ، مما أدى إلى تفكك روابط الأسرة السلطانية بسبب كثرة النساء ، حتى أصبحت عادة قتل السلطان إخوانه أو أولاده ، يوم يتولى العرش ، أمراً معروفاً و مألوفاً ، و انتشرت عادة قتل السلاطين لأبنائهم و إخوانهم ، الذي تحول على يد محمد الفاتح إلى قانون ثابت ، و مفاد هذا القانون الإجازة للسلطان المتولي للعرش ، أن يقدم على تصفية الأمراء المنافسين ، و ذلك بالاتفاق مع هيئة العلماء ، و هذه سياسة قوامها تغليب المصلحة السياسية العليا للدولة المتمثلة بحفظ وحدة كيانها السياسي ، و بعد قرن من الزمان ، جرى استبداله بقانون آخر قضى بالتخلي عن سياسة التصفية الجسدية و الاكتفاء ، بسياسة سجن جميع الأمراء  في مقاصير خاصة ، و منعهم من كل اتصال بالعالم الخارجي.

- أيضاخيانة الوزراء ، أسهمت في ضعف الدولة العثمانية ، إذ أن كثيرًا من الأجانب كانوا يتظاهرون بالإسلام ، و يدخلون في خدمة السلطان ، و يرتقون بالدسائس و التجسس ، حتى يصلون إلى أعلى المراتب ، و كذلك وصل هذا الحال إلى المؤسسات الدينية ، ففي مطلع القرن الثامن عشر 1703 م ، حصلت انتفاضة شعبية في اسطانبول ضد شيخ الإسلام لاحتكاره الوظائف العليا لعائلته ، و قد أدّت الانتفاضة إلى عزل شيخ الإسلام وم ن ثم إعدامه ، فتسرب الفساد إلى طبقة العلماء ، حيث كانوا يأتون في الرتبة الثانية في الدولة بعد السلطان ، و كان القضاء لا يسير إلا بالرشوة.

- بالإضافة إلى تبذير الملوك ، حتى بلغت نفقات القصور الملكية في بعض الأحيان ثلث واردات الدولة ، مما أدى إلى تفاقم مشكلة الديون ، التي أقرضتها الدول الأوروبية للدولة العثمانية بسبب كثرة الانفاقات على الإصلاحيات. وفائدتها التي أصبحت أضخم من قيمة القروض.


الخلافة العثمانية - بداية

الخلافة العثمانية - نظام الحكم

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)