بَخٍ بَخٍ ساقٌ بِخَلخالٍ
بخٍ: كلمة يقولها المتعجب مِنْ حُسن الشيء ، و كمالهِ الواقع موقع الرضا ، كأنّه قال: ما أحسنَ ما أراه! ، و هو ساق مُحلّاة بِخلخال.
و يجوز أن يريد بالباء معنى مع ، فيكون التعجب من حسنهما . و أول مَنْ قاله الوِرْثةُ بنتُ ثَعلَبة ، امرأةُ ذُهل بن شيبان بن ثعلبة .
و من خبره أنَ رقاش بنت عمرو بن عثمان من بني ثعلبة طلقها ، زوجها كعب بن مالك بن تَيمِ الله بن ثعلبة بن عُكابة. فتزوجها ذُهل بن شيبان زوج الورثة ، و دخل بها . وكانت الورثة لا تترك له امرأةَ ، ألّا ضربتها ، و أجلتها . فخرجت رَقاشي يوماً و عليها خلخالان ، فقالت الورثة: بَخٍ بَخٍ ساقٌ بِخَلخال.
فذهبت مثلاً. فقالت رَقاشي: أجل ساقٌ بِخَلخال ، لا كَخَلخالك المُختال.
فوثَبت عليها الورثة لتضربها، فضبطتها رقاشي ، و ضربتها ، و غلبتها ، حتى حجزت عنها ، فقالت الورثة : يا ويح نفسي اليوم أدركني الكِبرُ . أأبكي على نفسي العشيَّة أمْ أذَرْ . فَواللهِ لو أدرْكتِ فِيَّ بقيةً ، للاَقيتِ ما لاقى صواحِبُك الأُخَرْ ، فولدت رقاشي لِذُهل بن شيبان مُرَّةً ، و أبا ربيعةَ و مُحلِّماً و الحارثَ.
صارتِ الفتيانُ حُمَماً
رجال و أدب
فلسفة فارابي الاخلاقية و السياسية
أبو نصر محمد الفارابي