• عدد المراجعات :
  • 882
  • 5/30/2009
  • تاريخ :

الانتخابات الايرانية ايجابية تحسب للنظام السياسي

انتخابات

المقابلة مع: الاستاذ محمد صالح صدقيان مدير المركز العربي للدراسات الايرانية

مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية ، تشهد الساحة الايرانية هذه الايام حملات انتخابية ساخنة ، يقوم بها المترشحين لرئاسة الجمهورية الاسلامية في ايران ، حول خصوصية الإنتخابات في الجمهورية الاسلامية و اهتمام المواطن الايراني بها، حاور موقع اذاعة طهران الاستاذ محمد صالح صدقيان ، مدير المركز العربي للدراسات الايرانية.

• عبدالخالق: استاذ محمد صالح صدقيان، بماذا تتميز الانتخابات في الجمهورية الاسلامية الايرانية عن غيرها في العالم؟

• صدقيان: في حقيقة الامر من خلال الانتخابات التي جرت خلال الثلاثين عاماً الماضية - منذ انتصار الثورة الاسلامية في ايران - و لحد الان ، و بمعدل دورة انتخابية واحدة لكل عام، اولاً هذا هو يعكس الديمقراطية ، التي يتضمنها القانون الايراني و الدستور الذي صوت عليه الشعب الايراني بداية الثورة الاسلامية ، و الذي دعا اليه الامام الراحل الامام الخميني ، النقطة الثانية ، هو ان هذه الانتخابات ، و التي تجرى دورة انتخابية في كل عام بهذا المعدل ، تعكس حيوية الشارع السياسي الايراني ، و بالتالي هذا الحراك الانتخابي الذي نراه في كل عام سواء على مستوى الانتخابات الرئاسية او الانتخابات النيابية او انتخابات مجالس البلديات و المحافظات و المدن او انتخابات مجلس خبراء القيادة ، هذه الانتخابات تعطي او تعكس خصوصية الشارع الايراني و الناخب الايراني و اهتمامه بهذه الانتخابات ، و نحن رأينا انه هناك الكثير من المفاجئات، هناك الكثير من الحراك يحدث في هذه الانتخابات ، و انا اعتقد ان هذه حالة ايجابية قلما شاهدناها في اماكن اخرى سواء تلك التي كانت تقام في دول العالم الثالث ، و حتى في الدول الديمقراطية الاخرى، ولكني اعتقد ان هذا شيء ايجابي يحسب للنظام السياسي الايراني ، و يحسب ايضاً للناخب الايراني الذي يتعاطى بأيجابية مع هذه الانتخابات.

• عبدالخالق: استاذ محمد، بماذا تتميز الانتخابات الرئاسية في هذه الدورة عن سابقتها؟

• صدقيان: يعني هناك نقطة في غاية الاهمية ، هذه الدورة هي الاولى من نوعها بهذا الحجم من الحدَّة اذا صح التعبير، او المنافسة، لأننا نعلم ان الدورات الرئاسية السابقة ، كان الرئيس الايراني يحصل بشكل طبيعي على دورتين من الولاية بمعنى ان اي رئيس ايراني كان يحصل على ثمان سنوات ، و كما رأينا في ولاية آية الله علي الخامنئي ، عندما كان رئيساً للجمهورية، و بعده الرئيس هاشمي الرفسنجاني، و بعده محمد الخاتمي ، و بطبيعة الحال كانت الولاية الثانية لا تمتاز بمنافسة حادة هذه المرة ، و هي الولاية الاولى للرئيس الحالي ، محمود احمدي نجاد هناك منافسة حادة، و هناك حراك انتخابي حاد ايضاً ، و انا اعتقد ان هذا يعكس اهتمام الناخب الايراني بالتطورات ، التي تحدث سواء في ايران او على صعيد المنطقة، و ارى ان هذه نقطة ايجابية تسجل للنظام السياسي في ايران ، و لا تسجل مثلاً لهذا المرشح او ذاك ، و اعتقد ان هذا شيء ، يمكن ان نعتد به كون ايران دولة ، يعني ننظر اليها في اطارها الجغرافي اولاً ، في اطارها الاقليمي ثانياً، في اطارها كونها دولة من دول العالم الثالث.

• عبدالخالق: الاستاذ صدقيان ، تقييمكم لإسلوب الدعاية الانتخابية ، التي تمارس هذه الايام من قبل الاطراف المتنافسة في هذه الانتخابات؟

• صدقيان: كوني اراقب الاحداث من الداخل قد تكون هذه الاحداث بالنسبة لي - او هذه الدعاية الانتخابية - ربما في بعض الاحيان غير مهمة ، لكن عندما اسأل زملائي الصحفيين و المراسلين ، الذين يأتون من خارج ايران ، يشاهدون شيء كبير جداً ، و يشاهدون شيء ربما لا يستطيعون تفسيره لهذه الحالة العالية من التنافس ، الحالة المرتفعة شيئاً ما عند الشباب ، عند الشابات ايضاً ، بالتالي انا اعتقد ان هذه الدعاية الانتخابية للمرشحين ، و هذا الولع عند الناخب الايراني اعتقد انه يعكس اهتمام الناخب الايراني من كل المستويات العمرية لنتائج الانتخابات و في الانتخابات وقبل كل ذلك لمستقبلهم سواء كان على المستوى الاقتصادي او على المستوى السياسي او الاجتماعي،... ، و هكذا، وبالتالي الناخب الايراني يتطلع الى غد افضل، الى مستقبل افضل، ليست الضرورة ان هذا المرشح افضل من المرشح الاخر لكنه يتطلع الى برامج عملية ربما تستطيع ان تعالج مشاكله في كل المجالات.

• عبدالخالق: الاستاذ محمد صدقيان، ما هو رأيكم بفرص الدعاية الانتخابية، هل هي متكافئة للجميع؟

• صدقيان: بدون مبالغة... يعني اذا اخذنا البرامج التي تذيعها الاذاعة والتلفزيون الايراني الرسمي حتى الخلفية (الباك غراوند) للمرشح هي ذات الخلفية عندما يظهر المرشح الآخر في التلفزيون الايراني، وبالتالي حتى كل تفاصيل اللقاء هي تفاصيل ثابتة و موحدة، وحتى زمن الموعد والتوقيت كل ذلك بشكل متساوي، وحتى على مستوى المناخ الدعائي الانتخابي، اعتقد انه مناخ موحد، لم اعثر حقيقة الامر ما يميز هذا المرشح عن الاخر، هم يمتلكون فرص متساوية وطبيعية.

• عبدالخالق: استاذ صدقيان، انتم اشرتم الى اهتمام الشارع بهذه الانتخابات ضمن اجوبتكم، ولكن برأيكم ما هو مفهوم الانتخاب لدى المواطن الايراني؟

• صدقيان: في حقيقة الامر اذا قفزنا على قضايا العواطف عند بعض الشرائح الانتخابية الموجودة في ايران، فمجمل الشارع الايراني والناخب الايراني هو ينظر الى الانتخابات بأعتبارها برامج سياسية، هو ينظر الى المرشح الذي يستطيع مثلاً معالجة مشاكله الاقتصادية، معالجة القضايا الخدمية في داخل ايران، ربما اكون واضحاً في هذا المجال، الناخب الايراني يريد من يحل مشاكله، لأن الرئيس الايراني هو بأعتباره رئيس للجهاز التنفيذي في ايران، بالتالي هو معني بتقديم الخدمات و تحسين الوضع الاقتصادي، و تحسين الطب، و تحسين المجالات الطبية، تحسين المجالات التربوية، المجالات الرياضية، و بالتالي بأعتبار الرئيس الايراني هو الذي يتولى هذا المنصب فالناخب الايراني ينظر الى هذا المنصب بأعتباره الجهة التي تستطيع ان تقدم برامج من شأنها معالجة هذه المشاكل، ربما في الوهلة الاولى لا يفكر بالقضية السياسية الخارجية لكنه بالتأكيد هو ينظر لهذه الانتخابات بأعتباره هو يريد ان يجيب عن هذا السؤال هل يستطيع هذا الرئيس ان ينفذ البرامج التي تستطيع ان تعطيه حياة افضل ومعيشة افضل، ونوع من الرخاء له ولأبناءه ولمستقبله ام لا؟ هذا هو الشيء الذي له الاهمية ربما في مناطق اخرى من الشرق الاوسط تكون الانتخابات على اساس حزبي او على اساس طائفي او على اساس قومي، لكن في ايران هذه الامور ليست محسوسة وغير متوفرة بمعنى ان الناخب الايراني لا يعغطي رأيه لهذا المرشح بأعتباره من المنطقة الفلانية او من المنطقة الاخرى هو يعطي رأيه للرئيس او لهذا المرشح بأعتباره يستطيع ان يحل مشاكله او ان يقدم حياته نحو الافضل وهذه نقطة بأعتقادي هي مهمة جداً ويجب علينا ان نأخذ بنظر الاعتبار ان الامور في ايران ليست بتلك الصورة المثالية التي نطمح لها لكن كون ايران بلد نامي والحالة الديمقراطية في ايران ربما لا تتعدى اكثر من ثلاثين عاماً، بالتالي هذه المدة الزمنية وهذا النوع من القوانين وهذه البيئة الجغرافية التي تعيش فيها ايران انا اعتقد بأنها حالة جيدة وحالة ربما نستطيع ان نقول بأنها تبشر بخير ليس على صعيد الديمقراطية في ايران وانما حتى على صعيد بقية المناطق، وبالمناسبة كنت اتحدث مع احد المراسلين يوم امس وهو كان عربي، كان يميز لي بين الانتخابات في ايران وبين تلك الانتخابات التي تجرى في بعض الدول العربية التي تتمتع بهامش كبير من الديمقراطية وكان صائباً في رأيه عندما كان يقول ان ايران تتمتع بنوع من الحراك الانتخابي الذي يعتمد على حلول للمشاكل الحياتية للانسان بغير تلك التي تعتمد على الطائفية او الحزبية او ما شاكل ذلك.

المصدر:IRIB

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)