جَنَّة الوصـلِ لا تنال لصـب |
إنْ يَكـن عندَ صـبه مَذكورا |
فَلُقَاكـم يُعـدّ جَنَّــة عـدنٍ |
وجفاكـم سَلاسِـلاً وسـعيرا |
أولني الوَصلَ يا حَبيبَ فؤادي |
إنَّني شَـاكِرٌ ولسـتُ كَفـورا |
إنَّ يوم الفِراق يومٌ عصـيبٌ |
كانَ حقـاً بِشـرُه مُسـتَطيرا |
عَيْنِيَ الآن إنْ نظـرتَ تَراها |
فُجِّرَتْ مـن نواكـم تفجيـرا |
أنَا مِسـكِينُكم قتيـلُ هَواكـم |
صِرْتُ من فقدِكـم يتيماً أسيرا |
مَا تَخافون شَـرّ يومٍ شـديد |
قد دعي مع عُبُوسِـه قَمطريرا |
ليسَ يَنجو سِـوى وليّ هداة |
مِن أذاه ينـالُ ملكـاً كَبيـرا |
سَادَةٌ هَلْ أتَى أتَتْ في عُلاهم |
لفظُهـا جـاءَ لُؤلؤاً منثـورا |
يا هنيئاً لَهُـم بـدارِ نعيـمٍ |
سوف يلقون نَضْـرة وسُرورا |
سوفَ يلقون سَلْسَبيلاً أُعِدَّت |
في كؤوسٍ مِزاجُهـا كافـورا |
سـوفَ نُعطِيهم نعيماً مُقيماً |
ثمَّ نَسـقيهم شَـراباً طَهُـورا |
يا وُلاة الهُدَاة بشـراً فأنتـم |
سـوف تُجزَون حِنَّة وحَريرا |
كم لكـم من أرائِك في جِنَانٍ |
ليس شمساً ترى ولا زَمْهريرا |
كم قواريرَ فِضَّـة قد أُبِيحَتْ |
قدورهـا لأجلِكــم تقديـرا |
كانَ هذا جزاؤكم إن صَبرتُم |
في رضاهُ وسَـعيِكم مَشكورا |