• عدد المراجعات :
  • 756
  • 5/25/2009
  • تاريخ :

مؤامرة القرن الكبرى

الامام الخميني

الوصية السياسية الالهية لقائد الثورة الاسلامية الكبير ، و مؤسس الجمهورية الاسلامية في ايران ، اية الله العظمى الامام الخميني(قدس)

من المؤامرات المهمة - التى تبدو بوضوح في القرن الاخير،خصوصا في العقود المعاصرة ، و بالاخص بعد انتصار الثورة الاسلامية ،  الدعايات على نطاق واسع بابعاد مختلفة ، لزرع الياس من الاسلام في الشعوب ، و خاصة الشعب الايراني المضحيّ...

تارة يقولون - بسذاجة و بصراحة - ان احكام الاسلام ، التي وضعت قبل الف و اربعماة سنه ، لا تستطيع ادارة الدول في االعصر الحاض ، او ان الاسلام دين رجعي ، و يعارض كل انواع التجدد ، و مظاهر التمدن ، و في االعصر الحاضر ، لا يمكن فصل الدول عن التمدن العالمي و مظاهره ، و امثال هذه الدعايات البلهاء .

و تارة يعمدون - بخبث و شيطنة - الى الدفاع عن قداسة الاسلام ، فيقولون ، ان الاسلام ، و سائر الاديان الالهية ، تهتم بالمعنويات و تهذايب النفوس ، و التحذير من المراتب الدنيوية ، و الدعوة الى ترك الدنيا ، و الاشتغال بالعبادات ، و الاذكار،  و الادعية التي تقرب الانسان من الله ، و تبعده عن الدنيا. و الحكومة و السياسة ، و فن الادارة مناقض لتلك الغاية ، و ذلك الهدف الكبير و المعنوي... ، حيث ان هذه جميعا لبناء الدنيا ، و ذلك مناقض لسيرة جميع الانبياء العظام .

و مع الاسف، فان هذه الدعاية بشكلها الثاني ، قد تركت اثرها في بعض الروحانيين و المتدينين الجاهلين بالاسلام ، فكانوا يرون التدخل في الحكومة و السياسة ، بمثابة المعصية و الف يبق - و لعل البعض الان كذلك - و هذه فاجعة كبرى ، كان الاسلام مبتلى بها .

بالنسبة للفريق الاول ، يجب ان يقال ، اما انهم جاهلون بالحكومة و القانون و السياسة ، او انهم يتجاهلون ذلك مغرضين ... ، لان تطبيق القوانين بمعيار القسط و العدل ، و عدم فسح المجال للظالمين و الحكومات الجائرة ، و بسط العدالة الفردية و الاجتماعية ، و منع الفساد و الفحشاء ، و انوا ع الانحرافات ، و الحرية بمعيار العقل و العدل ، و الاستقلال و الاكتفاء الذاتي ، و قطع الطريق على الاستعمار و الاستغلال و الاستعباد، و اقامة الحدود و القصاص و التعزيرات طبق ميزان العدل ،  للحيلولة دون ا فساد المجمتع  و دماره ، و سياسة المجمتع و هدايته الى موازين العقل و العدل و الانصاف ، و مئات القضايا من هذا  القبيل ، و هذه الامور ، لا تصبح قديمة بمرور الزمان على طول تاريخ البشر و الحياة الاجتماعية.

هذا الادعاء بمثابة القول ، ان القواعد العقلية و الرياضية في القرن الحاضر، يجب ان تغيّرلتحل محلها قواعد اخري...

اذا كان من الواجب في مستهل الحياة الدنيا ، ان تطبق االعدالة الاجتماعية منعا للظلم و النهب و القتل ، فهل اصبح هذا النهج قديم اليوم ، لاننا في قرن الذرّة ؟ ،و ادعاء ان الاسلام معارض للتجدد على طريقة محمدرضا بهلوي المخلوع ، الذي كان يقول ،  هؤلاء يريدون ، ان يسافروا في هذا العصر بواسطة الدواب ، هذا ليس الا اتهاما ابله ، لا غير ، 

اذا كان المراد من مظاهر التمدن و التجدد الاختراعات و الابتكارات و الصناعات المتطورة ، التي تؤثر في تقدم البشر و تمدنهم …، فلا الاسلام ، و لا اي دين توحيدي ، يعارض ذلك ابدا ولن يعارض ، بل ان العلم و الصناعة ، محل تاكيد الاسلام و القران المجيد

و  اذا كان المراد من التجدد و التمدن ذلك المعنى ، الذي يطرحه بعض المثقفين المحترفين ، و هو ، الحرية في جميع المنكرات و الفحشاء ، حتى الشذوذ الجنسي و ما شابه ، فان جميع الاديان السماوية و العلماء و العقلاء ، يعارضون ذلك ، بالرغم من ان المنبهرين بالغرب او بالشرق ، يروجون لذلك بناء على تقليدهم الاعمي.

و اما الفريق االثاني ، الذين يؤدون دورا مؤذيا ، و يرون فصل الاسلام عن الحكومة وا لسياسة ، فيجب ان يقال لهؤلاءالجهلة ، ان نسبة احكام االقران الكريم ، و سنة رسول الله - صلى الله عليه واله - في الحكومة و السياسه ،لا تقاس بها ابدا نسبة الاحكام في سائر الامور، بل ان كثيرا من احكام الاسلام العبادية ، هي عبادية سياسية، و الغفلة عنها ، هي التي جرت هذه المصائب .

لقد اقام رسول الله - صلى الله عليه و اله و سلم - حكومة كسائر حكومات العالم ، لكن بدافع بسط العدالة الاجتماعية. و الخلفاء المسلمون الاوائل ، كانت لهم حكومات مترامية الاطراف ، و حكومة علي بن ابي طالب - عليه السلام- كانت ايضا لذلك الدافع على نطاق اوسع و اشمل .. ، و هذا من واضحات التاريخ ، و بعد ذلك استمرت الحكومة باسم الاسلام ،  و الان فان ادعياء الحكومة الاسلامية اتباعا للاسلام و الرسول الاكرم - صلى الله عليه و اله – كثيرون.

26 بهمن / 1 36 1 / 1 جمادي الاولي /1403 هـ

روح اللّه الموسوي الخميني

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)