• عدد المراجعات :
  • 960
  • 5/24/2009
  • تاريخ :

التربية النبوية للامام الحسين (ع)

الامام الحسين

الوراثة في المکونات التربويه للامام الحسين (ع)

المربي الاول للامام الحسين  (ع)

اعتناء فاطمة الزهراء (ع) بتربية الامام الحسين (ع)

 

الأسرة(1) من العوامل المهمة في إيجاد عملية التطبيع الاجتماعي ، و تشكيل شخصية الطفل، و إكسابه العادات ، التي تبقى ملازمة له طوال حياته ، فهي البذرة الأولى في تكوين النمو الفردي ، و السلوك الاجتماعي، و هي أكثر فعالية في إيجاد التوازن في سلوك الشخص من سائر العوامل التربوية الأخرى ، فمنها يتعلم الطفل اللغة، و يكتسب القيم و التقاليد الاجتماعية.

 والأسرة إنما تنشأ أطفالها نشأة سليمة متسمة بالاتزان ، و البعد عن الشذوذ و الانحراف ، فيما إذا شاع في البيت الاستقرار و المودة و الطمأنينة ، و ابتعد عن ألوان العنف و الكراهية، و إذا لم ترع ذلك فإن أطفالها تصاب بعقد نفسية خطيرة ، تسبب لهم كثيراً من المشاكل و المصاعب، و قد ثبت في علم النفس ، أن أشد العقد خطورة ، و أكثرها تمهيداً للاضطرابات الشخصية ، هي التي تكون في مرحلة الطفولة الباكرة خاصة من صلة الطفل بأبويه(2).

كما أن من أهم وظائف الأسرة ،ر الإشراف على تربية الأطفال ، فانها مسؤولة عن عمليات التنشئة الإجتماعية ، التي يتعلم الطفل من خلالها خبرات الثقافة و قواعدها في صورة ، تؤهله في مستقبل حياته من المشاركة التفاعلية مع غيره من أعضاء المجتمع.

وأ هم وظائف الأسرة عند علماء التربية هي ما يلي:

أ- أعداد الأطفال بالبيئة الصالحة لتحقيق حاجاتهم البيولوجية و الاجتماعية.

ب- أعدادهم للمشاركة في حياة المجتمع و التعرف على قيمه و عاداته.

ج - توفير الاستقرار و الأمن و الحماية لهم.

د- امدادهم بالوسائل التي تهيء لهم تكوين ذواتهم داخل المجتمع(3) .

هـ- تربيتهم بالتربية الأخلاقية و الوجدانية والدينية(4).

و على ضوء هذه البحوث التربوية الحديثة عن الأسرة و مدى أهميتها في تكوين الطفل، و تقويم سلوكه بحزم بأن الإمام الحسين (عليه السلام) ، كان وحيداً في خصائصه و مقوماته ، التي استمدها من أسرته، فقد نشأ في أسرة تنتهي إليها كل مكرمة و فضيلة في الإسلام ، فما أظلت قبة السماء أسرة أسمى ، و لا أزكى من أسرة آل الرسول (صلى الله عليه وآله)...، لقد نشأ الإمام الحسين (عليه السلام) في ظل هذه الأسرة ، و تغذى بطباعها و أخلاقها، و نعرض - بإيجاز - لبعض النقاط المضيئة النابضة بالتربية الفذة ، التي ظفر بها الحسين (عليه السلام) في ظل الأسرة النبوية.

التربية النبوية و العلوية

و قام الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) بدوره بتربية سبطه ، و ريحانته ، فأفاض عليه بمكرماته و مثله و غذاه بقيمه و مكوناته ليكون صورة عنه، و يقول الرواة: « إنه كان كثير الإهتمام و الاعتناء بشأنه، فكان يصحبه معه في أكثر أوقاته فيشمه عرفه و طيبه، و يرسم له محاسن أفعال ه، و مكارم أخلاقه ، و قد علمه ، و هو في غضون الصبا سورة التوحيد » ، (1)، و وردت إليه من تمر الصدقة ، فتناول منها الحسين تمرة وج علها في فيه، فنزعها منه الرسول (صلى الله عليه وآله) ، و قال له: « لا تحل لنا الصدقة  » ، (5)،

و قد عوده ، و هو في سنه المبكر بذلك على الأباء ، و عدم تناول ما لا يحل له، و من الطبيعي ، أن إبعاد الطفل عن تناول الأغذية المشتبه فيها أو المحرمة لها أثرها الذاتي في سلوك الطفل و تنمية مداركه ، حسب ما دللت عليه البحوث الطبية الحديثة ،

فأن تناول الطفل للأغذية المحرمة مما يوقف فعالياته السلوكية، و يغرس في نفسه النزعات الشريرة كالقسوة، والاعتداء والهجوم المتطرف على الغير،

و قد راعى الإسلام باهتمام بالغ هذه الجوانب فألزم بأبعاد الطفل عن تناول الغذاء المحرم(6) ، و كان أبعاد النبي (صلى الله عليه وآله) لسبطه الحسين عن تناول تمر الصدقة ، التي لا تحل لأهل البيت (عليهم السلام) ، تطبيقاًُ لهذا المنهج التربوي الفذ.. ، و سنذكر المزيد من ألوان تربيته له عند عرض ما أثر عنه (صلى الله عليه وآله) في حقه (عليه السلام) .

 

-----------------------------------------------------------------------------------------

الهوامش:

1 -الأسرة: عند علماء الإجتماع هي الرابطة الإجتماعية التي تتكون من زوج وزوجة وأطفالهما وتشمل الجدود والأحفاد. انظر علم الاجتماع ص 92.

2-الأمراض النفسية والعقلية.

3-النظام التربوي في الإسلام.

4-النظام الأسرة في الإسلام.

5-تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 319.

6 -مسند الإمام أحمد ج 1 ص 201.

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)