الشاعر دعبل الخزاعي ( رحمه الله )
( 148 هـ ـ 246 هـ )
اسمه ونسبه :
دعبل بن علي بن رزين ، وينتهي نسبه إلى قبيلة خزاعة .
ولادته ونشأته :
ولد في سنة ( 148هـ ) ، وقيل غير ذلك ، أصله من الكوفة على ما جاء في كثير من المصادر .
وقد كان أبوه وجده وأخواه من الشعراء ، وكانت أكثر إقامته في بغداد ، ثم خرج منها هارباً وعاد إليها ، كما أنه سافر إلى البصرة ، ودمشق ، ومصر ، والحجاز ، والرَّي ، وخراسان .
أقوال العلماء فيه : نذكر منها ما يلي :
1ـ قال البحتري : دعبل بن علي أَشعَرُ عندي من مسلم بن الوليد ( أستاذ دعبل ) ، فقيل له كيف ذلك ؟ قال : لأن كلام دعبل أدخل في كلام العرب من كلام مسلم ، ومذهبه أشبه بمذاهبهم .
2ـ قال محمد بن القاسم بن مهرويه : سمعت أبي يقول : خُتم الشعر بدعبل .
3ـ قال المرزباني : كان دعبل شاعراً مجيداً .
4ـ قال صاحب كتاب مجالس المؤمنين : دعبل بن علي الخزاعي له فضل وبلاغة زيادة عن الوصف ، وكان متكلماً أديباً ، شاعراً عالماً .
فإذن كان دعبل الخزاعي شاعراً ، فصيحاً ، ومتفنناً في فنون الشعر ، مادحاً لاذع الهجاء للملوك والأمراء .
ولاؤه لأهل البيت ( عليهم السلام ) :
كان دعبل شديد الموالاة لآل البيت ( عليهم السلام ) ، متجاهراً في ذلك ، متعرضاً بالهجاء لكل من يناوؤهم ، وقد تحمَّل في سبيل ذلك كثيراً من المتاعب ، واضطر إلى عبور الصحاري والفلوات هرباً ممن هجاهم من الخلفاء .
هجاؤه لبعض الملوك :
مدح دعبل الملوك والأمراء وأخذ جوائزهم ، كما هجا جملة منهم ، ويتهمه البعض بأن هجاءه للملوك يكون بعد مدحهم ، وهذا منه قلَّة وفاء ، والصحيح ليس كذلك ، وإنما كان هجاء دعبل لسوء عقيدته فيهم ، وذلك بسبب إساءتهم للأئمة ( عليهم السلام ) الذي أخلص لهم .
فإنه كوفيُّ المنبت ، والكوفة منبع التشيع ، وهو خزاعيُّ النَّسب ، وخزاعة كانت معروفة بالتشيع لآل البيت ( عليهم السلام ) بعد الإسلام .
فَرُوِيَ أنَّه : قيل لدعبل : لماذا تهجو من تخشى سطوته ؟ قال : أنا أحمل خشبي على ظهري منذ خمسين سنة ، فلا أجد من يصلبني عليها ، وهذا دليل جرأته وإقدامه على هجاء من يستحق الهجاء في نظره ، ولو أدَّى ذلك إلى الصَّلب .
يقول دعبل الخزاعي عندما كان في البصرة ولما جاءه خبر موت المعتصم وقيام الواثق مكانه :
الحمدُ للهِ لا صَبـرٌ وَلا جَلَدُ |
وَلا عزاء إذَا أهلُ البَلا رَقَدُوا |
خليفةٌ ماتَ لمْ يحزنْ لُه أَحدٌ |
وآخرٌ قَامَ لـم يفرحْ بِهِ أحـدٌ |
وقال في زمن المأمون وهو يهجو الرشيد الذي قد دفن إلى قدمي الإمام علي بن موسى الرضا ( عليه السلام ) :
قَبرانِ في طوسِ خيـرِ الخَلقِ كُلِّهِمُ |
وقبـرُ شـرِّهِمُ هـذا مـن العبـرِ |
ما ينفع الرِّجس من قُربِ الزَّكيِّ وما |
على الزَّكي بقرب الرِّجس من ضَررِ |
مؤلفاته : نذكر منها ما يلي :
1 - كتاب طبقات الشعراء .
2 - كتاب الواحد في مثالب العرب ومناقبها .
3 - ديوان شعره ، وهو مفقود كما فقد غيره من نفائس الدواويين ، ومما يدلُّ على كثرة شعر دعبل ما روي في كتاب الأغاني عنه أنه قال : مكثت ستين سنة ليس من يومٍ ذر شارقه إلا وأنا أقول فيه شعراً .
وفاته :
استشهد ظلماً وعدواناً عام 246 هـ ، وأختلف في مقتله فمنهم من قال : أنه هجا الخليفة العباسي المعتصم فقتله ، وقيل : أُغتيل في منطقة السوس بعد أن هجا ابن طوّق التغلبي .
الشاعر دعبل الخزاعي ، ينظم في محبّة أهل البيت ( عليهم السلام )
الشاعر دعبل الخزاعي ينظم في رثاء الإمام الحسين