• عدد المراجعات :
  • 2166
  • 3/9/2009
  • تاريخ :

حكم التبليغ
الصلاة

بعد أن بينت حكم الدعوة إلى الإسلام يأتي دور حكم التبليغ الإسلامي.

إن من الملاحظ في الآيات الموجبة للدعوة مثل ما ورد في وقوله تعالى:( وإن تكذبوا فقد كذّب أمم من قبلكم وما على الرسول إلا البلاغ المبين)(1).

نجد أن الوجوب كما هو ظاهر في جميع الآيات التي تتحدث عن التبليغ مخصوصة بالرسل صلوات الله عليهم أجمعين وليست متعدية إلى غيرهم، وذلك على خلاف ما جاء في وجوب الدعوة صحيح! إن ذلك لا يعني وقف التبليغ على الرسل فقط. لأن مرحلة التبليغ الديني خاصة الإسلامي منه يكون على مرحلتين المرحلة الأولى هي مرحلة إبلاغه من الله سبحانه وتعالى إلى الناس، وأستطيع أن أعبر عنه بمرحلة التلقّي، وهذه المرحلة لا شك في أنها مقصورة على الرسل الذين يتلقون من الله تعاليمه ثم يبلغونها لمن حولهم من الناس ثم تأتي المرحلة الثانية للتبليغ وهي مرحلة الانتشار، وهذه المرحلة – مرحلة الانتشار – من وظائف أتباع الرسل الذين آمنوا بتعاليمهم، وفي الأمة الإسلامية المكلف بها العلماء باعتبار أنهم ورثته في من تعاليمه ودينه.

فإن من أهم وظائف نشر التعاليم الإسلامية ونشرها بين الناس وهذا هو معنى التبليغ وحكمه الوجوب على العلماء القادرين على ذلك.

ومن هنا يكون حكم التبليغ كحكم الدعوة واجب كفائي.إلا أن حكم التبليغ واجب على كل عالم وإن لم يكن واجب على كل فرد من أفراد الأمة.

 

الفرق بين الدعوة والتبليغ

بعد أن بينا معنى الدعوة وحكمها والتبليغ وحكمه يظهر للمتأمل ثمة فوارق بينهما في المعنى والتطبيق العملي.

فحكم الدعوة في القرآن الكريم كما ذكرت سابقاً شمل النبي (ص) وطائفة من المؤمنين الواعين المخلصين.

وأما حكم التبليغ فهو مخصوص بالأنبياء والعلماء بصفتهم ورثتهم. ومن ثم كان الفارق بين الداعية والمبلغ، فالداعية لا يلزمه أن يكون متبحّراً في أحكام الشريعة على عكس المبلغ الذي يلزمه معرفة أحكام الشريعة وأبعادها ومحيطاً بها إحاطة تؤهله إلى تقديمها وتبليغها للناس.

كما أن المبلغ لا يلزمه معرفة الثقافة العامة للشعوب والمجتمعات ولا لغات المجتمعات الأخرى على العكس من الداعية الذي يلزمن معرفة أمور كثيرة سوف نذكرها في موضعها إن شاء الله تعالى.

فالدعوة: هي حسن الطلب والتلطف فيه من الداعية لدخول الناس إلى الإسلام أو التمسك به إن كانوا مسلمين قد ابتعدوا عن أصل الإسلام وروحه.

أما التبليغ: فهو حسن العرض لتعاليم الإسلام وتعليمها وإرشاد الناس إليها ومن هنا فإن الدعوة تتقدم على التبليغ في الرتبة. بمعنى الدعوة إلى الإسلام تسبق تبليغ تعاليمه.

وبعبارة أخرى. التبليغ مرحلة ثانية تلي مرحلة الدعوة.

وللتوضيح أكثر امثل لذلك برجل أعدّ وليمة وجهزها للناس. فإن أول ما يقوم به ويفعله هو أن يدعو الناس إليها. وبعد تلبية الدعوة تأتي مرحلة تقديم المائدة.

وهذا هو عين ما أشار إليه الرسول (ص) في معنى ما ورد عنه:«ومثلي ومثلكم كرجل اعدّ وليمة ودعا الناس إليها فمن دخل أكل ومن لم يدخل لم يأكل».

ومع هذه الفوارق التي ذكرتها إلا أن التوافق والمشتركات بين الدعوة والتبليغ أكثر وأعم مما أدى إلى استعمال كل لفظ منهما مقام الآخر وأهم هذه المشتركات هو التداخل بين وظيفة المبلغ ووظيفة الداعية.

(18) سورة العنكبوت: 18.


الفرق بين الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

الأدلة النقلية على وجوب الدعوة

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)