• عدد المراجعات :
  • 1080
  • 3/2/2009
  • تاريخ :

 

قضية الزوار الشيعة في المدينة المنورة واخر التطورات والاحداث في القطيف
 الزوار الشيعة في المدينة المنورة

لازالت ردود الافعال تتوالى في قضية الاعتداء على زوار المدينة المنورة ومقبرة البقيع بين من يرفض تلك التصرفات التي قامت بها بعض الجماعات الوهابية المتشددة والتكفيرية وبين من يحمل الحكومة السعودية مسؤولية انتهاك حقوق الزوار الشيعة في ممارسة حقوقهم المشروعة في البلاد التي يمثلون جزءا منها .

في غضون ذلك، لاتزال القوات السعودية ترابط في المنطقة الشرقية وتطوقها بالمزيد من قوات الأمن والجيش والحرس الوطني ، بينما تم تنظيم مظاهرة مساء الأحد في الشويكة بالقطيف/ شارع الملك عبدالعزيز وتعتزم مجموعة من الشباب القيام بتظاهرة في الجش يوم الجمعة القادم.

وفي العوامية، هاجمت قوات الأمن منزلاً الاحد واعتقلت مجموعة من الشباب دون سن العشرين وهم: محمد حسن آل زايد،حسن منصور المزين،علي المحسن،علي أحمد آل ربح وتحدثت أنباء عن عدد من الإعتداءات تعرض لها المواطنون الشيعة على يد قوات الأمن في قرى ومناطق مختلفة.

الى ذلك، اعتبرت اراء عديدة من بعض الاوساط المطلعة على هذا الملف ان انتهاكات البقيع هي تجسيد صارخ للقيمة الحقيقة (والغير معلنة) للشيعة في السعودية من منظور الحكومة والاجهزة الامنية ومجاميع الوهابية .

وقالت تلك الاوساط ان" التعامل مع الشيعة في السعودية يتم على اساس انها طائفة دخيلة ويجري التعاطي مع دمائها واعراضها ومقدساتها من هذا المنطلق" واضافت انه وفي " عصر الانفتاح العالمي وحوار الاديان والحضارات يستمر الوضع الحقوقي للشيعة بالانحسار على كافة الاصعدة".

وتابعت تلك الاوساط ان الأعتقالات والمدرعات والرشاشات والأسلحة المتطورة والحشد الأرهابي (مكافحة الشغب)كل ذلك دلالة قطعية ومنطقية على الضعف والخوف،كما إن الأعتقالات المتتالية دليل صارخ على التصعيد الحكومي.

واعتبرت ان كثرة الأعتقالات التي تطال من يتظاهر من سكان المنطقة الشرقية في السعودية بهدف المساومة مع علماء الطائفة ووجهاء القطيف بإن يهدأوا الشارع إن أرادوا أطلاق سراح المعتقلين والموقوفين.

من هنا يتضح ان هناك عدة قراءات لما يحدث من أعتقالات اهمها:

1- تصعيد وفرض هيمنة الدولة والضرب بيد من حديد على من يتظاهر.

2-أعتقالات للمساومة مع العلماء والمتواصلين مع السلطة (عبر الأتصالات المستمرة حسب ما ينقل) لتهدأة الشارع إن أرادو اطلاق سراح المعتقلين.

3- أشغال الرأي المحلي والعالمي بقضية المعتقلين وجعل الجهود كلها تصب في السعي الحثيث لأطلاق سراح المعتقلين ومن خلال هذا يتحقق لهم ثلاثة أمور:

-عدم الحديث عن القضية الأساسية

- أثبات أن هناك مجرمين وخارجين على النظام بالتخريب...إذ كيف تقول الحكومة أن الشيعة جناة ومعتدون ولا يوجد معتقلون ولهذا هم يصرحون نعم هناك معتقلون ولكنهم لا يجرأون على التصريح بالمعتقلين السياسيين.

4- أرضاء الوهابية ،وكما ساهموا في أرضائها وتغطية أعمالها في البقيع والتستر عليهم بل ومساندتهم بالضرب والأعتداء في مدينة الرسول فهم يكملون بقية المسلسل بالأعتقالات والتنكيل.

من جانبها قالت مصادر مطلعة أن وفداً من الوجهاء يتوجه الى الرياض لمقابلة المسؤولين هناك، والتباحث معهم بشأن معالجة الأحداث التي وقعت أخيراً.

وقال أحد أعضاء الوفد بأن الوفد يمثل خليطاً غير متجانس في توجهاته السياسية، فبعضهم يعلنها صراحة أنه يقف مع الحكومة ضد ما يسميه الأعمال المقلقة للأمن، ويرى أن الحل هو بيد المسؤولين، في حين وجد بين أعضاء الوفد الذي لم يتحدد عدده حتى الآن، ولكن هناك اشارات الى أنه وفد كبير عددياً ممن يتعاطف مع حركة الشارع، ويرى استخدامها للضغط على الحكومة من (اجل تليين موقفها) المتشدد. فيما ضم الوفد أفراداً لا علاقة لهم بالحراك السياسي والإجتماعي في المنطقة، وقد تم اختيارهم لصلتهم الوثيقة برجال الحكم ليس إلا، وهؤلاء وضعوا وبتعبير تلك المصادر لتحسين صورة الوفد).

وقال الدكتور حمزة الحسن بأن انتفاضة الشيعة الثانية"انتفاضة البقيع" يراد لها أن تكون نسخة طبق الأصل من الإنتفاضة الأولى، دون الإستفادة من التجربة السابقة، معلّقاً على زيارة الوفد الى الرياض ضمن نقاط أجملها في التالي:

ـ في عام 1400 هـ/ 1979 رجال الحكومة (وبينهم نائب وزير الداخلية/ الأمير احمد) هم من جاؤوا الى لقاء الوجهاء بسبب ضغط الأحداث وحركة الشارع، وكان الوجهاء في وضع قوي لو أرادوا مقابل الحكومة، في حين أن بعض الشخصيات أرادت قتل الإنتفاضة الثانية في المهد ما جعلهم في وضع أضعف من أن يحققوا منجزاً.

وفي هذه المرة هم الوجهاء من يطرق أبواب المسؤولين للقائهم، بعكس المرة السابقة، في حين كان المسؤولون يتمنعون، ولم يفتحوا لهم باباً للحوار إلا مع شخصية هي محافظ القطيف،وهم هذه المرة من سيسافر الى الرياض للقاء المسؤولين وليس العكس.

ـ أن الوجهاء القدامى في جلهم وقفوا ضد الإنتفاضة ونعتوها بأنها صبيانية وأنها تضر الشيعة بل وقالوا أنها ضد الدين أيضاً. في هذه المرة اقتربت بعض التصريحات من تلك اللغة، رغم تغيّر الزمان. وفي هذه المرة أيضاً، يقف الوجهاء ضد الإنتفاضة حتى أن بعض الوجوه التي وقفت ضد الأولى تشارك في الوفد لإخماد الإنتفاضة الثانية.

الشيء الذي تغيّر أن بعض الوجهاء الجدد الذين رتبوا مسائل اللقاءات، جاؤوا من خلفية معارضة، وفي الماضي كانوا هم متهمين بإشعال الأولى، وهم من توجه الإتهامات اليهم اليوم بأنهم يسعون ويدفعون باتجاه إخماد الثانية.

ـ أقصى ما سيحققه الوجهاء حين عودتهم تقديم (الوعود) الحكومية للمواطنين لتهدئتهم. فهذا هو هدف السلطة ولا شيء غيره. أي أن الوجهاء سيبيعون الجمهور نفس ما باعه أسلافهم في الماضي في الإنتفاضة الأولى. وسيطلق سراح المعتقلين مثلما حدث في الماضي. وسيقدم الوجهاء اضافة الى الوعود تهديداً حكومياً بالقمع أكثر مما جرى.

ـ خسر الوجهاء في الإنتفاضة الأولى معركتهم مع الشارع، وسيخسر المروجون للسلطة معركتهم هذه المرة بإذن الله. وكما أفرزت الإنتفاضة الأولى جيلاً جديداً وقيادات جديدة، وحركة جديدة، ستفرز هذه الإنتفاضة كل ذلك، وستسفيد من تراكم الخبرة في الماضي. ويؤمل أن لا تهدأ الأوضاع مرحلياً، حتى تفرز الخطوط والتوجهات، ويظهر أولئك اللاعبون على أكثر من حبل.

ـ لم يذهب الوجهاء بمطالب واضحة حتى الآن، حتى ولو كانت مرحلية. لم يتفقوا بمجملهم على طرح الموضوعات المعلقة الكثيرة، ولذا سيأخذ الحديث مع المسؤولين طابع العمومية ومتابعة المسائل اليومية، أكثر مما هو معالجة للمسائل القديمة التي مضى عليها عقود من الزمن.

وخلص الدكتور حمزة الحسن الى ان الوجهاء من الحكومة ولن يأتوا بمنجز حول القضاء الشيعي المهان، ولا باعتراف حكومي بإسلام الشيعة، ولا بوعد في المشاركة السياسية بأجهزة الدولة، ولا بتشكيل مؤسسة دينية شيعية مستقلة، ولا بتحسين للخدمات ومعالجة البطالة المشتدة في الوسط الشيعي، ولا حتى بوعد ـ تفي به الحكومة ـ يتعلق بكف غائلة الوهابية السياسية والدينية التي تتمظهر في الشتائم والإتهامات التي تظهر في الصحافة والإعلام والبيانات وفتاوى الإنترنت والمناهج المدرسية، مشددا على ان " كل هذا مؤجل، وكل ما هو مطلوب التهدئة مع الحكومة كي تطلق سراح المعتقلين وان يتم التنازل عن الحقوق والعودة الى المنازل ".

المصدر:موقع العالم الاخباري

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)