• عدد المراجعات :
  • 2282
  • 1/27/2009
  • تاريخ :

رومانيا تستقبل (دببة صناديق القمامة)
الدب

يرقد دب بني باسطا أطرافه على طريق ضيق تنتهي عنده جبال كارباثيا في وسط رومانيا وهو يدفن رأسه في راحة يده وينظر مسرورا للسيارات المارة.

ومع توقف السائقين لالتقاط الصور يتجه الدب ناحية السيارات ويأخذ أوضاعا ظريفة للتصوير على أمل الحصول على الغذاء.

وعلى بعد أمتار على الطريق عند سفح الجبال هناك لوحة اعلانية ضخمة تحث السائحين على عدم اطعام الدببة ولكن على الجهة الاخرى من الشارع تتناثر أكياس قمامة مفتوحة بشكل مغر للدببة. بحسب رويترز.

ويعيش نحو نصف الدببة البنية في أوروبا وعددها ستة الاف تقريبا في جبال كارباثيا البكر ويكافح خبراء البيئة والسلطات للفصل بين الحيوانات البرية والسكان في بلدات جبلية مثل براسوف.

وفي السنوات الاخيرة تعرض عدد من الافراد بينهم سائحون أجانب لهجمات أودت بحياتهم من حيوانات جائعة أو غاضبة تأتي يوميا لبلدات وقرى في جنوب منطقة جبال كارباثيا بحثا عن الطعام.

وكانت أحدث واقعة في أغسطس اب عندما عثر على جثة ممزقة لرجل من السكان المحليين على بعد نحو 500 متر من وسط براسوف. ويقول مسؤولون ان عدد الدببة التي تظهر في المنطقة زاد في السنوات القليلة الماضية.

تعبث الدببة وسط صناديق القمامة وتغفو داخل مبان سكنية بل انها في بعض الاحيان كانت تقتحم الحانات والمستشفيات.

يتعرض الموطن الطبيعي للدببة للتدمير نتيجة أعمال البناء المتزايدة لصالح النشاط السياحي الذي ينمو سريعا في رومانيا. كما أن عادات الدببة الغذائية تتغير لانها أصبحت مصدر جذب سياحي مثيرا.

قال فلافيوس بابولسكو وهو مسؤول في احدى جهات حماية الحيوان في براسوف: كل مساء هناك عرض.. ما يشبه السيرك... الناس يجلسون على الاسوار أو داخل سياراتهم ويشاهدون (الدببة). لا يمكن فرض غرامة على شخص لوقوفه على الرصيف والمشاهدة.

الدب

وترغب بلدات جبلية مثل براسوف في ابعاد الدببة عن المناطق السكنية لذلك تفرغ صناديق القمامة ثلاث مرات يوميا وأعادت توطين الدببة في مناطق برية بدرجة أكبر وفرضت غرامات على من يضبط أثناء اطعام أو تصوير هذه الحيوانات الاكلة للحوم.

ولكن ما زال السائحون يأتون لاماكن مثل حي راكادو وهو تجمع كئيب المنظر لكتل سكنية رمادية تبدو أنها الوجهة المفضلة لنزهة الدببة.

وقال فاسيل كولمبان (57 عاما): تحضر (الدببة) في وقت متأخر من الليل. رأيت دبا... عند محطة الحافلات التي أقيم بجوراها.

ويقول خبراء الحياة البرية ان تلك الدببة التي يطلق عليها دببة صناديق القمامة، ستواصل البحث بين القمامة في المدن مع تسبب الزحف العمراني الحضري في تاكل موطن الدببة واذا ما واصل الناس اطعامها.

وقال فيكتور واتكنز مستشار الحياة البرية في الجمعية العالمية البريطانية لحماية الحيوان: يجب ألا تترك المطاعم الغذاء بالخارج... يجب ألا يشجع الناس الدببة. اذا كانوا يرغبون في رؤية الحيوانات فلابد أن يأتوا الى مأوى الدببة.

وفي جزء من راكادو تظهر الشقق السكنية عند طرف الغابة وتفصلها منطقة مروج ضيقة عن مكان يحيط به سياج ويضم أربع حاويات قمامة ممتلئة عن اخرها. وعادة ما يستخدم الناس منطقة المروج خاصة في الصيف في حمامات الشمس وفي حفلات الشواء وفي شي الباذنجان.

وفي حين أن كل تلك الانشطة من التقاليد التي ولى زمانها في رومانيا فان الروائح والقمامة الملقاة في كل مكان هي بالضبط ما يجتذب بعض الدببة لبلدات مثل براسوف.

وتمثل جبال رومانيا الخضراء موطنا للدبب البنية منذ قرون. وزادت أعدادها في السبعينات والثمانينات عندما حظر الرئيس الشيوعي الاسبق نيكولاي تشاوشيسكو الصيد على الجميع باستثناء نفسه.

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)