العوامل المؤثرة على شخصية الطفل قبل الولادة
الوالدان و الطفل
الوالدان ، هما المسؤولان الأولان عن اصلاح و فساد المجتمع ، و مسؤوليتهما عظيمة أمام الله ، و ابناء المجتمع ، و لاشك أن التهاون في ادائها ، سيكون مدعاة للعقوبة ، و مسؤولية الأم في هذه المهمة الصعبة ، أثقل من مسؤولية الأب ، لأن الطفل يأخذ عنها القسم الأعظم من مكوناته الروحية ، و خاصة الجوانب العاطفية و المشاعر .
و قال الرسول (ص) « الجنة تحت اقدام الأمهات » ، و ذلك لأن القسم الأعظم من سعادة الطفل ، و استحقاقه الجنة يقام على يد الأم .
و الأبوان ، هما اللذان يطبعان شخصية الطفل ، و هما اللذان يحددان الأسلوب و السلوك الذي يقتفيه في حياته . و المنهج التربوي ، الذي يعتمده الأبوان مع الطفل ، هو الذي يصنع منه شخصية هادئة و متزنة ، أو يجعل منه شخصاً طائشاً في أهوائه ، وب ما أن الصفات تنتقل من الأبوين الى الأبناء بالصورة ، التي تم أيضاحها ، فلا يتأتى لأي كان إحراز مقام الأبوة أو الأمومة . صحيح أن البلوغ و النضوج الجسمي يهيء الأرضية للزواج ، إلا أن الأبوة وا لأمومة ، تستلزم توفر النضج العقلي و الأخلاقي و العاطفي .
فيجب على الأشخاص التعرف ، قبل الزواج على و اجباتهم ، و أن يكون لديهم وعي بالشؤون التربوية العامة ، و ينتبهوا الى ما تفرضه عليهم المسؤولية .
إن تربية الطفل ، و إن كانت تتراءى ، و كأنها تبدأ منذ ولادته ، ولكن لو اخذنا تأثير الوراثة بنظر الاعتبار ، لتأكد لنا حقاً ، انها تبدأ قبل ولادته بأشهر و سنوات ، و أقل ما يمكن أن يقال عنها ، أنها تبدأ منذ اختيار الزوجة .
و للاسلام منذ بزوغه و ما زال ، خطواته التي يتبعها في تربية الجيل ، و يمكن العثور على ما فيها من احكام و برامج في الكتب الفقهية و الأخلاقية . و نشير في ما يلي الى امثلة من تلك البحوث على سبيل الذكر لا الحصر . لا يبيح الأسلام لإنسان الزواج بأية امرأة كانت لانجاب النسل ، بل يحدد لها مواصفات و شروطاً ي، جب مراعاتها وفق قاعدة .
الأهم فالأهم :
1ـ من الناحية العائلية ، ينبغي ان تكون للزوجة اصالة عائلية ؛ فلاتكون من عائلة تشرب الخمر ، و تدمن على تناول المخدرات . و لا يجوز اللأبوين أيضا ، تزويج ابنتهما من شارب الخمر ، او قاطع الرحم أو فاسق . قال الرسول الأكرم (ص ) : « اياكم و خضراء الدمن . قيل : و ما خضراء الدمن ؟ ، قال : المرأة الحسناء في منبت السوء » .
2ـ يبدو من الناحية الشرعية ، أن لا حرمة من زواج الأقارب ، ولكن وردت روايات ، توصي بعدم الزواج من الأقارب المقربين جداً . فقد جاء في الحديث الشريف : « لاتنكحوا القرابة القريبة » ، و من ثم قيل ، إن من اسباب ذلك هي ، أن الأطفال يولدون مصابين بالنواقص و العاهات ، و هو نفس ما يؤكده الطب الحديث .
3 ـ من الناحية الجسمية ، أكدت التعاليم الأسلامية على ضرورة ، أن تكون الزوجة عاقلة ، و رشيدة ، و مقتدرة ، و قوية البنية . و قد ورد في وصية الامام علي (ع) لأخية عقيل بشأن اختياره لزوجة صالحة له ، و التي انتهت بزواجه من ام البنين ؟
4ـ من الوجهة الأخلاقية ؛ يقول الشهيد الثاني ( قده ) ، ينبغي ان تتمتع الزوجة بملكة العفة و الأصالة . و جاء في الأحاديث المروية عن المعصومين ، « تخيروا لنطفكم ، فإن العرق دساس » ، و قالوا أيضاً ، « اختاروا لنطفكم ، فإن الخال احد الضجيعين ».
5ـ اما في الجانب النفسي ، فيجب ان لاتكون المرأة حمقاء ناقصة الذهن . قال الرسول الأكرم (ص) : « اياك و تزويج الحمقاء ، فأن صحبتها بلاء ، و ولدها ضياع » .
المصدر:رکن الاسرة
الأسرة وأهمية دورها التربوي في إعداد الأجيال
أجيالنا والمستقبل
حقوق الأبوين في الاسرة
الدين والروابط الاسرية
تاثير حالة الام علي الجنين
العلاقة بين الطفل والأم