• عدد المراجعات :
  • 844
  • 9/30/2008
  • تاريخ :

"القاعدة" تشكك في الرواية الحكومية لانفجار دمشق 
بشار الأسد وسط حشد من قادته العسكريين

 

  الرئيس السوري بشار الأسد وسط حشد من قادته العسكريين

 

  

  

 شكك تنظيم "القاعدة" في الرواية التي طرحتها السلطات السورية بشأن انفجار دمشق الذي خلف 17 قتيلاً و 14 جريحاً، مكذباً وجود انتحاري على علاقة بتنظيم "إسلامي تكفيري" كان يقود السيارة التي تم تفجيرها في جنوب دمشق يوم السبت الماضي.

وقال التنظيم - في مقال لما يسمى "مركز اليقين الإعلامي" نشر على موقع إسلامي ينشر بيانات القاعدة على شبكة الإنترنت، لم يتسن التأكد من مصداقيته-: "وعلى غير المعتاد في وسائل الإعلام السورية المُسيطَر عليها بقوة من قبل الحكومة, فقد تناقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية الخبر بعد ساعتين من حدوثه, وأعلنت أنه عمل إرهابي, واستبقت تقرير المحققين فحددت وزن المتفجرات في سابقة غريبة من نوعها !!" على حد قوله.

وتسائل التنظيم – في مقاله تحت عنوان "انفجارات سوريا، لعبة استخبارية، أم حادث عرضي استغله النظام ...؟!" - : فما الذي حدث بالضبط؟، ومن وراء التفجير؟ ومن المستفيد الرئيسي منه في ظل عدم تبنّ له من أي جهة معينة ؟".

وأضاف المقال : ابحث عن المستفيد تجد الجاني، مشيراً إلى ان "الصحف الرسمية العربية والإسلامية (اعتادت) بعد أي تفجير أن تخرج تدين العمل بشدة وتتوعد الإرهاب ... بأنه إلى انقضاء، وتقوم في المقابل مادحة للنظام ومُعاهدة له على الوقوف في صفه في هذه المحنة العصيبة، حتى قبل أن يتم التحقيق أو يستبين أحد في الأمر...".

وتابع المقال: كما لوحظ في المصادر الإخبارية العالمية تعاطف شديد مع نظام دمشق, وتنديد واستنكار فاق توقعات النظام الذي كان حتى الأمس القريب "أكبر عائق للتوصل للأمان في منطقة الشرق الأوسط" كما كانت تصفه المصادر الرسمية الغربية، وازدادت مكاسب النظام السوري بعد العملية ...".

وأشار التنظيم إلى أن "روايات الصحف الرسمية المتضاربة تفضح كذب النظام بأنها عملية إرهابية".

وقال : المتابع لتقارير الصحف الرسمية يُلاحظ تضارباً غريباً في تفاصيل الحادث، فقد قال غسان الشاغوري: "كنت واقفاً بانتظار سرفيس وحينها أتت سيارة مسرعة وصعدت على الرصيف وانفجرت ولم أر بعدها شيئاً" , في حين يصف وبشكل مناقض تماماً شرطي المرور عماد حبيب حيث كان واقًفا على الإشارة فإذا بـ "إحدى السيارات تباطأت فاقتربتُ لأرى الموضوع ثم سمعت الانفجار وصرت أنا والدراجة على الأرض" , أما توفيق صالح الذي يعمل في أحد المحال المقابلة لمكان الانفجار فيقول: " سمعت صوت فرامل وما إن هرعت لمشاهدة ما حصل حتى حصل الانفجار وصعدت سحابة كبيرة من الغبار والدخان استمرت بضع دقائق".

وأضاف المقال: في حين أن المهندس حسين أحمد الكفري أحد سكان المنطقة فيصف حقيقة الحادث بأنه "سيارة بيك أب محملة بمواد بناء (رمل) توقفت فجأة على الرصيف المقابل ثم اصطدمت بها سيارة سياحية كانت تسير خلفها ليحصل الانفجار مباشرة".

وتسائل صاحب المقال : "فلمَ تم تجاهل هذه الشهادة التي تصف الانفجار أن سببه حادث مرور عادي ؟".

وتابع : وقد أفاد أحد شهود العيان .. أنه حاول أن يبحث عن حفرة ولو صغيرة أحدثها انفجار بقوة 200 كغ من المتفجرات ... فتفاجأ بأنه لم يجد شيئاً، كما تفاجأ بأن مكان التفجير المزعوم بعيد جداً من مركز أمني ( فرع الدوريات التابع للأمن العسكري ) بمسافة لا تقل عن 200 متر، وأنه لو كان هناك تفجير سيستهدف المركز الأمني لاضطر أصحابه للتوجه إليه من طريق ثانية لأنه لا يمكن الوصول إليه إلا من هذا الطريق الأخر عكس مكان الانفجار".

وأشار إلى انه "بالعودة لمن قضوا في هذا الانفجار فهم : 11 سوريًا , 5 عراقيين , 1 لبناني , 1 إيراني . فإنه لا يوجد أي شخصية معروفة للجميع بأهميتها بين القتلى.وأمام هذه المعطيات يرجح المتابعون أنه يقيناً لا يوجد هدف جهادي مقصود من العملية!!".

وقال : كانت هناك أعمال صيانة للطريق .. مما أحدث إرباكاً في انسياب العربات على الطريق الرئيسي الدولي المسمى بالمحلق الجنوبي, وهذا الإرباك يكون شديداً جداً في الأيام التي تسبق عيد الفطر...".

ورجح التنظيم أن يكون الانفجار "حادث سير حدث بين عربة ذات حجم متوسط, وبين سيارة سياحية سوداء تحمل بداخلها مواد متفجرة.. مما أدى إلى اشتعال النار في السيارة السوداء ومن ثم انفجارها".

وأشار المقال إلى ان "النظام السوري .. كان قد منع وسائل الإعلام من الاقتراب من مكان الحادث أو تصويره! و تم السماح بذلك للتلفزيون الرسمي فقط, مما يثير الكثير من التساؤلات ويؤكد وجود ما يريد النظام إخفاءه , كما نشر النظام تعميماً يمنع سكان المنطقة من الإدلاء بأي معلومات متعلقة بالحادث ولأي جهة كانت مالم تكن أمنية رسمية, ومن يفعل سيكون تحت طائلة العقوبة" .

وطرح المقال عدةتساؤلات محيرة قال فيها : إن أهم الأسئلة تبقى تطرح نفسها وبشدة: لماذا اختفت العربة الصادمة والمصدومة ؟ ولمن تعود ملكية العربة السوداء المتفجرة ؟ وما الذي كانت تنقله بداخلها حتى انفجرت ؟ إلى أين كانت هذه العربة تنقل هذه المواد المتفجرة ؟ هل كانت العربة تعمل على الغاز بطريقة غير شرعية وحدث بها خلل أدى إلى حدوث الانفجار عند الاصطدام؟ كيف استطاع النظام بتحديد وزن المتفجرات الكبير بسرعة ؟ وأين الحفرة التي أحدثها تفجير بقوة 200 كغ ؟".

واستغرب المقال متسائلاً "لماذا تم إطلاق حملة اعتقالات بحق الطائفة السنية .. بعد التفجير بساعات فقط بلغت حتى ساعات نشر هذا التقرير، سبعين معتقلاً من طلبة العلم الشرعيين .. تعرضوا للتنكيل والضرب أمام المارة ؟".

وأضاف : وما علاقة الحادث والتضخيم الإعلامي له بالحشود التي تم جمعها على الحدود اللبنانية والتصعيد الذي بدأ يظهر جلياً ضد .. طرابلس؟".

هل يريد النظام .. التدخل لمساعدة الجيش في لبنان في استعداداته المكثفة لبدأ معركة ضد أصحاب المنهج الإسلامي القويم في طرابلس؟".

وختم مقال القاعدة بالتسائل: "هل تقصد النظام استغلال الحادث الذي وقع بشكل خاطئ وعفوي في هذا المكان ليقوم بالإسراع في تنفيذ قانون محاربة الإرهاب..".

"لبنان قاعدة للتطرف"

وكان نقيب المحررين اللبنانيين قد نسب إلى الرئيس السوري بشار الاسد قوله: إن شمال لبنان بات "قاعدة حقيقية للتطرف" تشكل خطرا على سوريا ، على حد قوله.

وكان الرئيس السوري استقبل الأحد ملحم كرم، وقال كرم: إن الرئيس السوري ابلغه بانه حذر "دائما من الارهاب"، وأنه أكد على مدى السنوات الماضية "ان السياسات الخاطئة حيال منطقتنا هي التي تخلق التربة الخصبة للإرهاب ، لكن هذا لن يثنينا عن متابعة سياستنا الداخلية والخارجية لمقاومة الاحتلال والعنف والارهاب" بحسب تعبيره.

ودعا الرئيس السوري الى "ضرورة تضامن جميع الجهود لمكافحة الإرهاب وتحقيق العيش الآمن للجميع".

"تهديد مباشر للبنان"

ورد زعيم الاكثرية النيابية في لبنان مساء أمس على تصريحات الأسد، قائلا: انها تشكل تهديدا مباشرا للبنان وشمال لبنان.

وبحسب صحيفة "القدس العربي" اللندنية، قال سعد الحريري زعيم تيار المستقبل: "انه لا يمكن السكوت عن هذه التهديدات، وحذر الحريري المجتمع الدولي "من التغطية على اي تصرف سوري"، كما دعا الدول العربية إلى "التدخل لوقف التهديدات السورية".

وأضاف: "إننا اذ ننبه في هذا الشأن المجتمع الدولي بأسره، لا سيما الاصدقاء في فرنسا، ونحذر من مخاطر التسليم للنظام السوري، بأي تدخل مباشر أو غير مباشر في شؤون لبنان، بحجة رد هجمات المتطرفين، إننا اذ ننبه إلى ذلك، ندعو جامعة الدول العربية إلى تحمل مسؤولياتها في وقف مسلسل التهويل على لبنان، ونطالب، بإرسال فريق عربي رسمي للتحقيق في أوضاع الحدود بين البلدين والإشراف على كل اشكال التهريب الامني وغير الامني، سواء جاءت من الحدود اللبنانية او من الحدود السورية".

وقال زعيم تيار المستقبل: "لقد حز في قلوب جميع اللبنانيين، لن تشهد العاصمة السورية، تفجيرا على صورة التفجيرات التي شهدتها عشرات المناطق اللبنانية، وان يسقط عشرات الابرياء من الاشقاء السوريين، بالطريقة نفسها التي سقط فيها مئات الابرياء من ابناء لبنان،غير اننا في لبنان يستحيل ان نعطي النظام السوري صك براءة من مسلسل إرهابي طويل، اصبح في عهدة المحكمة الدولية والجهات المخولة كشف الحقيقة وملاحقة المجرمين والمتورطين".

وأضاف: "لبنان لن يكون في سائر الأحوال ساحة لتصفية الحسابات الداخلية السورية أو حسابات النظام السوري الاقليمية والدولية".

"لا مصلحة للجفاء مع السعودية"

من جهة اخرى نقل ملحم عن الاسد قوله: إن مصالحة المملكة العربية السعودية ضرورية ولا مصلحة للجفاء معها"، واكد دعمه للمقاومة في لبنان، لكنه قال : إن هذا الدعم "لم يكن .. على حساب الحكومة اللبنانية ولم نفكر لحظة ان هذا الدعم هو لاضعافها" بحسب تعبيره.

وقال الاسد: "لا رغبة أمريكية في دفع العملية السياسية بالعراق وان اوروبا باستطاعتها مساعدة أمريكا حتى تكون موضوعية".

واعتبر ان العلاقات السورية - الايرانية "لن تتأثر اذا توصلنا الى اتفاق مع إسرائيل" ، معلنا ان الضغوط الامريكية - الاسرائيلية على سوريا لم تتوقف ابدا ونحن لن نتوقف عن تطوير قواتنا المسلحة".

وقال: إن مذهب امريكا عسكري يعتمد على الحرب ، وليس على السياسة".

ولفت الى ان المفاوضات غير المباشرة مع اسرائيل "لم تصل بعد الى شي".

"عملية انتحارية"

واعلنت سوريا الاثنين أن التحقيقات الاولية اظهرت ان الاعتداء الذي أوقع السبت 17 قتيلًا في دمشق عملية "انتحارية نفذها ارهابي على علاقة بتنظيم تكفيري"وان السيارة المفخخة التي استخدمت دخلت من بلد عربي مجاور.

ولم تتبن أي جهة هذه العملية الأشد دموية التي تشهدها دمشق منذ ثمانينات القرن الماضي، حين كان الإخوان المسلمون ينفذون اعتداءات دامية في قلب دمشق.

وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) ان التحقيقات الاولية في التفجير الذي وقع السبت كشفت انه هجوم انتحاري نفذه "ارهابي على علاقة بتنظيم تكفيري"، موضحة ان السيارة التي استخدمت في التفجير "دخلت من دولة عربية مجاورة".

وقالت الوكالة: ان "التحقيقات الاولية التى اجرتها الجهات الامنية المختصة في عملية التفجير الارهابية كشفت ان ارهابيا كان يقود السيارة وقام بتفجير نفسه"، موضحة ان السيارة وهي (جي ام سي) حمراء دخلت في 26 ايلول/سبتمبر الجمعة عن طريق مركز حدودي لدولة عربية مجاورة".

وتابعت ان التحقيقات مع الموقوفين في هذه القضية كشفت ان "الارهابي منفذ العملية على علاقة بتنظيم تكفيري جرى توقيف بعض افراده سابقا" دون المزيد من التفاصيل.

وتملك سورية حدودا مشتركة مع ثلاث دول عربية هي العراق والاردن ولبنان، علاوة على حدود مشتركة مع تركيا وإسرائيل.

وفي 22 ايلول /سبتمبر، قالت السلطات اللبنانية ان سوريا حشدت عشرة آلاف جندي على الحدود بين البلدين، مشيرة الى ان سوريا قامت بذلك لاسباب "امنية داخلية".

وشهدت سوريا في الاشهر الاخيرة عمليات اغتيال وحوادث.

ففي آب /اغسطس، اغتيل اللواء محمد سليمان مسؤول الامن في مركز الدراسات والبحوث العلمية السوري.

وفي 12 شباط /فبراير قتل عماد مغنية المسؤول الكبير في حزب الله الشيعي اللبناني في انفجار سيارته في دمشق.

وفي تموز /يوليو قمعت السلطات اضطرابات في سجن صيدنايا العسكري احد اكبر سجون سوريا وقالت دمشق حينها: ان "عددا من المساجين المحكومين بجرائم التطرف والارهاب اقدموا على اثارة الفوضى والاخلال بالنظام العام في السجن (40 كلم شمال دمشق) واعتدوا على زملائهم".

في حين قالت منظمة غير حكومية: ان عملية قمع الشغب في سجن صيدنايا اوقعت 25 قتيلا.

غير ان الاعتداءات الانتحارية نادرة الحدوث في سوريا حيث تنتشر قوات الامن بكثافة.

واشارت وكالة الانباء السورية الى انه يجري حاليا التأكد من هوية الانتحاري "من خلال فحص الحمض النووي لبقايا جثته" وان"البحث جار عن متوارين"، دون المزيد من التفاصيل.

الحادثة

والسيارة التي كانت محملة بمئتي كلغ من المتفجرات انفجرت السبت في "شارع مزدحم قرب مركز لاجهزة الامن وفي تقاطع على الطريق المؤدي الى مطار دمشق الدولي ومقام السيدة زينب احد المزارات الشيعية الهامة" بحسب الرواية الرسمية.

وندد المسؤولون السوريون بهذا الاعتداء الارهابي، واكد وزير الداخلية السوري بسام عبد المجيد ان جميع الضحايا من المدنيين.

"تباين آراء الصحف"

وتباينت آراء محللي الصحف المحلية بعد الاعتداء. وقالت صحيفة "الوطن" القريبة من السلطات ان "لائحة من يرفضون ان تحيا سوريا في امن وسلام طويلة"، مشيرة الى انها "تبدأ باسرائيل مرورا باجهزة المخابرات والمليشيات المنتشرة في الدول المجاورة وصولا الى المجموعات التي تفسر الدين بشكل خاطىء".

ادانات للحادث

إلى ذلك اكدت القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا الاثنين ان "الشعب السوري بكل فئاته يقف بالمرصاد للارهابيين" الذين قاموا بتفجير السيارة السبت.

وقالت القيادة القطرية في بيان وزعته وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا): ان "العمل الارهابي الاجرامي الذي تعرضت له دمشق صباح السبت الماضي يشير إلى مدى وحشية المجرمين القتلة واستهانتهم بالقيم الوطنية والدينية والانسانية".

واضاف البيان ان "العمل الاجرامي الارهابي يشير الى مدى حقد قوى الارهاب والشر وعدائها لمصالح الشعب والامة وانحدارها الى مستوى جرائم القتل العشوائي للمدنيين الابرياء، مما يؤكد حالة اليأس التي وصل اليها هؤلاء المجرمون امام الانجازات التي حققتها وتحققها سورية على مختلف الاصعدة".

واكد البيان ان "شعبنا العربي السوري بفئاته كلها يقف لهؤلاء الارهابيين بالمرصاد ومعركتهم مع هذا الشعب المتمرس في النضال لن تكون لصالحهم (...)".

واهابت القيادة القطرية "بجميع فئات الشعب وقواه السياسية والاهلية والمجتمعية تعزيز الوحدة الوطنية والدفاع عن المكتسبات والانجازات وتعميق النهج الوطني والقومي لسورية خلف قيادة الرئيس السوري بشار الاسد".

 

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)