• عدد المراجعات :
  • 3765
  • 9/23/2008
  • تاريخ :

تعدد الزوجات
الزواج

يميل بعض الرجال إلى الزواج بأكثر من واحدة لأسباب متعددة، بعضها شخصي وبعضها الآخر عام. وتتباين الأفكار والتصورات بخصوص قضية تعدد الزوجات من الجوانب القانونية والاجتماعية والثقافية. وهناك الكثير من العوامل التي تتدخل بهذا الشأن منها طبيعة المهنة التي يمارسها الرجل، وطبيعة المهنة التي تمارسها المرأة.

وفضلا عن المشكلات التي قد تنتج عن الزواج بأكثر من امرأة فإن دوافع التعدد كثيرة، فهناك من يبحث عن ذرية تملأ البيت بهجة ومرحا، وهناك من يرى المستقبل في عيون أبنائه، وثمة من يبحث عن مولود ذكر، أو أن زوجته لا تنجب أصلا، أو يطمح بزوجة ثانية تعمل لتعينه على مصاعب الحياة، أو رغبة بالدخول في عش جديد.

 لكن الدكتور الجراح إسماعيل حسين الناصر من سكان تكريت، مركز محافظة صلاح الدين نحو 190 كم شمال بغداد، متزوج من ثلاث نساء وله منهن أولاد وبنات ويتطلع إلى زوجة رابعة.

يقول الدكتور إسماعيل في حديث لـ"نيوزماتيك" "ربما كان للقدر دور في تعدد زوجاتي، فهن مثقفات وحصلن على شهادات علمية. الزواج لم يكن بإرادتي، إنها سنة الحياة".

ويضيف قائلا "ربما يخصص المتزوج من اثنتين أو ثلاث يوما لكل امرأة لكني بحكم عملي كطبيب ووقتي كله للمرضى فقد خصصت ساعات فقط لكل واحدة".

وعن طموحه للزواج برابعة يقول الدكتور إسماعيل "لدي رغبة في أن تكون لدي أربع نساء، لكن والدي يعترض. تزوجت الأولى باختياره، والثانية باختيار والدتي، والثالثة باختياري، واطمح إلى الرابعة لإكمال سنّة الإسلام".

تعدد الزوجات لصالح المرأة!

تقول الناشطة في مجال المجتمع المدني فاتن عبد القادر إن "تعدد الزوجات هو أن يتخذ الرجل أكثر من زوجة في وقت واحد، ويختلف العدد المسموح به من الزوجات من ديانة إلى أخرى، فالإسلام يسمح بأربع زوجات بشروط منها العدل، عدم الهجر، بينما تمنع الطوائف المسيحية الكبرى، مثل الكاثوليكية والأرثوذكسية والبروتستانتية، تعدد الزوجات إلا بموت أو فقدان الزوجة، باعتبار رابطة الزواج من الروابط المقدسة". بحسب تقرير نيوزماتيك.

وتضيف فاتن عبد القادر أن "الله عندما أحل تعدد الزوجات في القران الكريم كان ذلك لصالح المرأة في الأساس قبل أن يكون في صالح الرجل، لكن بعض الرجال عددوا الزوجات بغير داعٍ ولا مبرر".

من جانبه يقول أستاذ علم النفس في جامعة تكريت الدكتور أديب محمد نادر إن الميل إلى تعدد الزوجات عند الرجل ميل فطري لأنه يميل تكوينيا إلى ذلك، ونظام الزوجة الواحدة يتعارض مع طبيعته التكوينية، وإن النزعة نحو إقامة علاقات متعددة موجودة في تركيب دماغ الإنسان لذلك فإنها طبيعية ولا يستطيع مقاومتها، حتى يتمكن من تبرير أفعاله، فأولوية الثقافة في تشكيل السلوك الإنساني يخلقها المحيط الاجتماعي في الرجل وليس الطبيعة".

وتقول أم علي، 40 سنة "أنا الزوجة الأولى، ولم يكن بيني وبين زوجي أي خلاف، بل إنني أقوم  بواجباته على أكمل وجه، ولم يبدو عليه يوما انه مستاء مني، وفوجئت عندما قال لي أريد الزواج بأخرى، وعندما قلت له: ماذا ينقصك كي تتزوج بثانية قال أريدها كي تساعدك في المنزل لأنك عانيت كثيرا في تربية الأولاد وإدارة شؤون البيت". وتضيف أم علي "أسبابه لم تكن مقنعة، وقد أثبت أن الرجال لا أمان لهم".

زوجها أبو علي، 45 سنة، برر زواجه الثاني بقوله لـ"نيوزماتيك" "أم علي مشغولة في المطبخ وتربية الأولاد، ورائحة الزيت تفوح من جسمها، وليس بيننا سوى الحديث عن الطبخ وتربية الأولاد".

ويعترف أبو علي قائلا "لم أجد نفسي يوماً ما سعيداً معها، فغالباً البيت غير مرتب، وهي لا تهتم بمظهرها، وأولادي غير مرتبين، كل ذلك دفعني للبحث عن زوجة جديدة تعوض ما لم أجده عند الأولى، ربما يشعر الرجل إن الزوجة الجديدة ستصبح بعد عدة أشهر كالأولى، ومع ذلك فهو كسب راحة نفسية مؤقتة".

هرباً من العنوسة واليأس

من ناحيتها تقول مروة حامد، 27 سنة إن "أكثر الفتيات يقبلن بفكرة الارتباط برجل متزوج هربا من العنوسة واليأس، لكن يجب أن يكون لدى الزوج القدرة المادية على أن يجعل لكل زوجة منزلا خاصا بها ومصروفا يوميا لها".

وتفسر مروة ذلك بقولها "ربما تفضل الفتيات الرجل الأكبر عمرا حتى لو كان متزوجا لأنه يحترم الحياة الزوجية على العكس من الشباب الذين لا يأبهون لمسؤولية الزواج".

أما أبو عارف، 62 سنة فيرى أن "للأعراف العشائرية دورا في تعدد الزوجات، إذ أنه يعد من باب المفاخرة والتحدّي، حتى يقال إن فلان رجل شجاع ومتزوج أكثر من واحدة، رغم انه ربما لا يحتاج إلى زوجة أخرى أو لا يستطيع تكفل معيشة أسرتين".

ويوضح أبو عارف "لذلك تجد هذه الظاهرة لدى أبناء الأرياف أكثر منها في المدن لأن أبناء المدينة لا يستطيعون تحمل معيشة أسرتين فهم يعتمدون على رواتبهم التي لا تكفي لسد الاحتياجات الصغيرة، بينما سكان الأرياف لديهم مصادر كثيرة للرزق، كالزراعة وتربية المواشي، ولا توجد هناك صعوبة في المعيشة".

وقد اثأر موضوع تعدد الزوجات وخاصة الفقرة الخاصة به في الدستور العراقي الكثير من الجدل في الشارع وفي منظمات المجتمع المدني، وقوبل بالكثير من الاعتراض والاحتجاج. وجرت مقارنات واسعة بين المادة الدستورية الجديدة وبين قانون الأحوال الشخصية لعام 1959.

قانون 59 إنصاف للمرأة

تقول البرلمانية شذى العبوسي إن "قانون الأحوال الشخصية الذي طبق في عام 1959 برقم 188 جعل الأسرة متماسكة لأنه اعتمد في تنفيذه على الأخذ من المذاهب الخمسة للإسلام. أما المادة الدستورية رقم 41 التي يراد من تنفيذها تطبيق الشريعة كل حسب مذهبه وديانته، فهي تؤدي في المستقبل إلى تفكك الأسرة العراقية، ولأن الأسرة هي نتاج التلاقي بين الرجل والمرأة فقد حرصت كل القوانين والشرائع على أن تكون العلاقة مبنية على أساس الرضا والتعاقد بين الطرفين".

وتوضح العبوسي أن "قانون الأحوال الشخصية عام 1959 أسهب في صياغة أحكامه التي أمن فيها للطرف الآخر المرأة الكثير من الضمانات التي تتمسك بها لإنهاء العلاقة الزوجية وأعطى فيه للمرأة الحق بطلب التفريق القضائي في المادة (40) إذا اضر الزوج بها ضرراً يتعذر معه استمرار العلاقة الزوجية. وفي المادة (41) أعطى لها الحق بطلب التفريق في حالة وجود خلاف، بل أعطاها أسبابا أخرى كثيرة. إن قانون الأحوال الشخصية القديم أنصف المرأة إلى حد ما".

ويرى عميد كلية القانون في جامعة تكريت الدكتور عامر عياش في حديثه لـ"نيوزماتيك" إن "قانون الأحوال الشخصية الصادر في عام 1959 أنصف المرأة دون أي خروج على الشريعة الإسلامية عندما أخذ من المذاهب الإسلامية الخمسة ما يتلاءم مع العصر الحديث، لذا فإن إلغاء هذا القانون يمثل إحدى خطوات ترسيخ الطائفية في بلد لم يعرف الطائفية عبر السنين مع اختلاف أنظمة الحكم التي توالت عليه.

وضع الحدود وإحترامها = حياة زوجية هادئة

ويشير عياش إلى أن "المرأة تطالب بأن تنصف بكل وضوح، فهي لم تعد تقبل بأنصاف الحلول، وخصوصا المرأة العراقية فقد صقلتها تجارب الحروب التي مر بها البلد عبر عشرات السنين، وتحملها للحصار الاقتصادي لفترة طويلة، فأصبحت لديها تجربة كبيرة بسبب مسؤوليتها في الحياة، وإن المجتمع العراقي الجديد مؤهل لأن يبني حضارة جديدة والمرأة العراقية ستكون في طليعة هذا الركب الإنساني الحديث".

الحُرّة لاتقبل الضُرة

أما رئيسة منظمة نساء صلاح الدين أميه ناجي الجباره فتقول "بسبب الحروب والأعمال المسلحة التي مر بها العراق أصبح الكثير من النساء أرامل وأصبح عدد الإناث أكثر من عدد الذكور، لذلك فان مبدأ تعدد الزوجات في مثل هكذا ظروف أصبح واقع حال. وإذا كان الرجل على حالة مادية جيده، وهناك تراض وتفاهم مشترك بينه وبين زوجته كأن تكون الزوجة الأولى في بيت والثانية في بيت آخر، ويستطيع تأمين الحالة الاقتصادية للعائلتين فهذا شان من تقبل بذلك.

أما أنا فعلى قناعة تامة بالمثل القائل " المرأة الحرة لا تقبل الضرة "، فحين تشعر المرأة إن هنالك من ستشاركها حياتها واهتمام زوجها بها بالتأكيد سترفض في بداية الأمر إلا إذا كان الزوج متفننا في الإقناع".

من جانبها تقول قاهره احمد، وهي ناشطة في المجتمع المدني إن "الكثير من الرجال يعطي الحجة بأن الزواج بأكثر من واحده هو من سنة الإسلام، ونقول لهم إذا طبقتم كل سنن الرسول فهنا يكون لكم الحق بتطبيق هذه السنة، ولكن لماذا لا نأخذ من السنة النبوية إلا تعدد الزوجات. لذلك وتفاديا للأمر وحتى لا يفكر الرجل بالزواج ثانية على المرأة أن تبقى عروس زوجها دائما، وأن تعطيه طيلة الحياة الزوجية من الحب والحنان والدفء والاهتمام ما كان في بداية الحياة الزوجية".


الغيرة في حياة الزوجيه

هل الزواج الناجح.. صُدفة حظ?

حقوق الزوج في القوانين الآلهية

حقوق الزوجةفي الاسلام

مسألة الحقوق الزوجية في الاسلام

تسع وسائل للحب الدائم بين الازواج

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)