• عدد المراجعات :
  • 1523
  • 7/13/2008
  • تاريخ :

أول المؤمنين
الامام علی علیه السلام

 

 

  يجدر بكل مسلم ومسلمة أن يعوا أن علياً(عليه السلام) لم يدعه الرسول(صلى الله عليه وآله) إلى الإسلام كما دعا غيره فيما بعد، أبداً، لأن علياً (عليه السلام) كان مسلماً بفطرة الله تعالى، لم تصبه الجاهلية بأوضاعها، ولم يتفاعل مع شيء من سفاسفها، وكل الذي كان: أن علياً (عليه السلام) قد أطلعه الرسول القائد (صلى الله عليه وآله) على أمر دعوته ومنهج رسالته، فأعلن تصديقه وأيقن بالرسالة الخاتمة، وبادر لتلقي توجيهاته المباركة تلقي تنفيذ وتجسيد، ولهذا يقال: (كرم الله وجهه). فإنه (عليه السلام) كان مؤهلاً لاتباع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في دعوته، لأنه (صلى الله عليه وآله) كان قد أنشأ شخصيته، وأرسى لبناتها الأساسية.

وعلي (عليه السلام) كان مطلعاً على عبادة أخيه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وممارساته وتحولاته الروحية والفكرية، فكان يتعبد معه، وينهج نهجه، ويسلك سبيله، في ذلك السن المبكر من عمره..

أما حين فاتحه رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأمر الدعوة الإلهية، فقد لبى النداء بروحه ووعيه وكل جوارحه، دون أن يباغت في الأمر.

وحين بُلِّغ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأمر التكليف الإلهي لحمل الدعوة المباركة، بلغ كذلك، أن تنصب دعوته أولاً على الخاصة من أهل بيته (عليهم السلام)، وقد أشار ابن هشام في سيرته لذلك بقوله: «فجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله) يذكر ما أنعم الله عليه، وعلى العباد به، من النبوة سرّاً إلى من يطمئن إليه من أهله..». ومن أجل ذلك فاتح علياً وخديجة بالدعوة وبعدهما زيد بن حارثة، وبقي أمرها طي الكتمان لا يعلمه غير هؤلاء، وبعض الخاصة من أهل البيت (عليهم السلام).

وبعد أن تخطت الدعوة مرحلة الدعوة الخاصة جاءت مرحلة دعوة من يتوسم رسول الله (صلى الله عليه وآله) فيهم القبول، فانخرط عدد من الناس في سلك الدعوة، كان أغلبهم من الشباب، وكانت لقاءاتهم من أجل قراءة القرآن الكريم، والتعرف على أحكام دين الله تعالى تتم بصورة سرية..

 

أول الدعاة

ثم أذن الله عز وجل لرسوله (صلى الله عليه وآله) بدعوة عشيرته الأقربين من بني هاشم، ليوسع من مدار الدعوة بذلك، فقال تعالى:

(.. وَأَنذِرْ عَشيرَتَكَ الأقْرَبينَ. وَأَخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِن المُؤْمِنينَ. فَإنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إنّي بَرِيءٌ مِمَّا تَعمَلُونَ) الشعراء/ 214–216.

فلما تلقى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أمر ربه الأعلى بإنذار عشيرته الأقربين، أمر علياً (عليه السلام) أن يدعوهم إلى طعام عنده، فحضروا إلى دار رسول الله (صلى الله عليه وآله) وكانوا أربعين رجلاً.

وبين تنديد أبي لهب، وتحذيره للرسول (صلى الله عليه وآله) من الاستمرار بالدعوة من جهة، وتأييد أبي طالب له ومخاطبته الرسول (صلى الله عليه وآله) بقوله: «فامض لما أمرت به، فوالله لا أزال أحوطك وأمنعك».

هنا وقف علي بن أبي طالب (عليه السلام) وكان أصغر الحاضرين سناً فقال: «أنا يا رسول الله أوازرك على هذا الأمر» فأمره الرسول (صلى الله عليه وآله) بالجلوس، ولما لم يجبه أحد نهض علي ثانية والرسول (صلى الله عليه وآله) يجلسه.. وأعاد الرسول (صلى الله عليه وآله) دعوته إلى قومه، فلم يجبه أحد، وكان صوت علي (عليه السلام) وحده يلبي الدعوة، ويهدر بالمؤازرة والنصرة، فمزق صمتهم بصلابة إيمانه، وقوة يقينه، وحيث لم يجب رسول الله (صلى الله عليه وآله) أحد للمرة الثالثة.. التفت إلى مجيبه الوحيد، قائلاً: «اجلس فأنت أخي ووصيي ووزيري ووارثي وخليفتي من بعدي».

فنهض القوم من مجلسهم، وهم يخاطبون أبا طالب: «ليهنئك اليوم أن دخلت في دين ابن أخيك، فقد جعل ابنك أميراً عليك».


خلافة الإمام علي ( عليه السلام ) في كتب السنة

الإمام علي ( عليه السلام ) والحقوق الاجتماعية

موقف الإمام علي ( عليه السلام ) في معركة الجمل

مبيت الإمام علي ( عليه السلام ) في فراش النبي ( صلى الله عليه وآله )

خصائص الإمام علي ( عليه السلام )

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)