• عدد المراجعات :
  • 669
  • 6/1/2008
  • تاريخ :

 

الاتفاقية العراقية الأمريكية هل ستكون شرارة لحرب جديدة
عراق

 حسب تصريحات المسؤولين والمتابعين للشأن العراق أن الأوضاع في العراق تسير نحو الاستقرار وخصوصا بعد تراجع العمليات الإرهابية بنسبة 60% حسب ماصرح به رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في المؤتمر الدولي في ستوكهولم، ولكن على ما يبدو أخذت الأمور تتجه نحو منحى آخر بعد أن تناقلت وسائل الإعلام خبر الاتفاق الأمني  العراقي الأمريكي  الطويل الأمد الذي يسمح ببقاء القوات الأمريكية على الأراضي العراقي ولمدة غير محددة وسميت بالمفتوحة. وردا على هذه الاتفاقية عمدت العديد من الجهات والأحزاب العراقية على التظاهر والرفض بتوقيع الاتفاقية وفي هذا الشأن تظاهر أنصار التيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين السيد مقتدى الصدر في بغداد وعدد من المدن العراقية بعد صلاة الجمعة لإعلان رفضهم توقيع اتفاقية بين بغداد وواشنطن تنظم الوجود الأميركي في هذا البلد.

ونظم التيار الصدري في مدينة الصدر معقل التيار شرق بغداد تظاهرة شارك فيها المئات وهم يحملون صور مقتدى الصدر تتقدمهم لافتة تقول لبيك لبيك يا عراق.

وهتف المتظاهرون كلا كلا امريكا...كلا كلا احتلال. وقال الشيخ مهند الغراوي العضو البارز في التيار الصدري خلال خطبة الجمعة التي اقيمت في مكتب التيار في المدينة ان "الاتفاقية تقيد العراق وتعطي 99 بالمئة من البلاد لاميركا. حسب الـ فرانس برسز

واضاف الغراوي الذي ارتدى علم العراق ان الاتفاق سيضع (شخصا) اميركيا في كل بيت عراقي".

وحذر دول الجوار قائلا ان "الاتفاقية ستأتي على ايران والكويت والسعودية ودول الجوار".

وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "لا للاتفاقية المشؤومة لانها تدعو لتمزيق العراق وجعله تابعا لادارة الاحتلال الظالمة" و"الاتفاقية مصادرة للسيادة في العراق".

وسارت التظاهرة التي استمرت اقل من ساعة وسط اجراءات امنية مشددة وقام عدد من المصلين خلالها بحرق دمية للمالكي وعلم اميركي.

واصدر الصدر الثلاثاء بيانا تضمن "توجيهات واوامر للتظاهر عقب صلاة كل جمعة والتحرك اقليميا لمنع توقيع اتفاقية بين بغداد وواشنطن تنظم الوجود الاميركي في هذا البلد.

واكد الصدر وجود فتوى بتحريم الاتفاقية بين الاحتلال والحكومة الحالية فصار لزاما علي الا اقف مكتوف اليدين  من الواجب ان ادعمهم شعبيا بما استطيع فارتأينا اصدار توجيهات واوامر الى الطبقة الشعبية.

وتجري مفاوضات بين الولايات المتحدة والعراق للتوصل الى اتفاقية حول "وضع القوات" لاضفاء اسس قانونية على وجود الجيش الاميركي في العراق بعد 31 كانون الاول/ديسمبر المقبل عندما ينتهي تفويض قرار دولي ينظم وجودها في هذا البلد.

وفي الكوفة (150 كلم جنوب بغداد) تظاهر الالاف بعد صلاة الجمعة رافعين لافتات قالت احداها "الاتفاقية المشبوهة احتلال دائم للعراق واخرى لا يحق لحكومة الاحتلال ابرام الاتفاقية ونحن سنبقى رافضين لها ولو كلفنا هذا الدماء.

وقال الشيخ اسعد الناصري العضو البارز في التيار خلال خطبة الجمعة في جامع الكوفة "على الحكومة الا تقدم بنفسها على توقيع الاتفاقية وعلى البرلمان والجهات السياسية والدينية ان تقف دون تحقيق الاتفاقية مؤكدا انها ستضع العراق في نفق مظلم".

وفي الكوت (175 كلم جنوب بغداد) تظاهر المئات من انصار التيار بعد صلاة الجمعة وسط المدينة في ظل اجراءات امنية مشددة.

وقال ستار البطاط العضو البارز في التيار الصدري ان الاتفاقية تعني الوصاية والانتداب على العراق والتيار الصدري يرفضها جملة وتفصيلا.

وفي البصرة (جنوب العراق) تظاهر مئات من ابناء التيار بعد صلاة الجمعة بمشاركة اعضاء بارزين في التيار الصدري بينهم نصار الربيعي المتحدث باسم الكتلة الصدرية في البرلمان وفقا لمراسل فرانس برس.

وقال الشيخ صلاح العبيدي الذي أم صلاة الجمعة الاتفاقية تنتهك سيادة العراق وتشكل خطرا على دول الجوار ولا تخدم الشعب العراقي.

واكد العبيدي امام المصلين ان التيار سيتظاهر بعد كل صلاة جمعة لحين تنفيذ مطالبنا بعدم تنفيذ الاتفاقية".

دعوة لرفض الاتفاقية

من جانبه دعا القيادي في التيار الصدري فلاح شنشل السبت الأحزاب والكتل السياسية إلى رفض الاتفاقية العراقية الأمريكية طويلة الأمد كونها تمنح الحصانة للجيش الأمريكي، مشيرا إلى ان التيار يرفض تلك المعاهدة.حسب وكالة أصوات العراق

وأوضح شنشل الاتفاقية فيها الكثير من المشاكل؛ لانها تمنح الحصانة للقوات الأمريكية المحتلة وتمنع القضاء من ملاحقتهم، وان هذه المعاهدة تعتبر امتدادا لقرار الحاكم المدني في العراق بول بريمر القاضي بمنح الحصانة لتلك القوات.

وأضاف انه يجب الاستفادة من تجارب الدول الأخرى التي عقدت معاهدات مشابهة للاتفاقية العراقية الأمريكية طويلة الأمد ومنها اليابان والمانيا اللتان مازالتا تدفعان ثمن مثل تلك الاتفاقية.

وعقدت الولايات المتحدة الأمريكية بعد الحرب العالمية الثانية اتفاقيات طويلة الأمد مع كوريا واليابان وألمانيا تركزت على تنظيم تواجد القواعد العسكرية في هذه البلدان والالتزامات والحقوق المتقابلة بينها وبين أطراف الاتفاقية.

وغالبا ما كانت هذه الاتفاقيات تركز على تنظيم عدد الجنود المتواجدين وأماكن تحركهم والطرف المسؤول عن تحمل تكاليفهم والولاية القانونية التي تحكم تصرفاتهم ومدى خضوعهم لقانون الدولة المتواجدين على أراضيها في حالة ارتكابهم لجرائم ضد المواطنين.

وتابع شنشل "هناك إجماع وطني كبير في مجلس النواب العراقي على رفض هذه المعاهدة اذا تم تمريرها.بحسب

أصوات العراق

وكان إعلان مبادئ" قد وقعه الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء نوري المالكي في كانون الأول ديسمبر الماضي وقد خطط للتوقيع عليه في 31 من تموز يوليو المقبل ليدخل حيز التنفيذ في الأول من كانون الثاني يناير من العام القادم.

وأشاد القيادي في التيار الصدري بدور المرجعيات الدينية الرافضة للمعاهدة وقال سنرفض هذه المعاهدة كون المرجعيات الدينية رفضتها.

وكان ممثل المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني في كربلاء انتقد الاتفاقية العراقية الأمريكية طويلة الأمد؛ لانها "تثقل الشعب العراقي" وتحمله التزامات ومشاكل هو في غنى عنها.

وقال السيد أحمد الصافي في خطبة الجمعة في كربلاء أمس لا نريد للعراق أن يرهن عن طريق المعاهدات ويثقل بمشاكل والتزامات؛ كونها ستكبل الشعب العراقي وتؤثر على سيادته وعلى الأجيال القادمة.

وفي نفس السياق ذكر مصدر في التيار الصدري ان أتباع التيار تظاهروا في ميسان الجمعة، أمام مكتب الشهيد الصدر في المحافظة الواقعة جنوب العراق احتجاجا على اتفاقية تتفاوض الحكومة العراقية على توقيعها مع الولايات المتحدة الأمريكية . 

 وقال مصدر إعلامي في مكتب الشهيد الصدر في ميسان إن اتباع التيار الصدري خرجوا في تظاهرة ونددوا بالاتفاقية الأمنية المزمع التوقيع عليها مع الحكومة العراقية والتي تهدف إلى تكريس الاحتلال الأمريكي للعراق.

  وأضاف المصدر إن المتظاهرين طالبوا القوى الوطنية والشرفاء لنبذ هذه الاتفاقية التي تهدف أولا وأخيرا لابتزاز العراق وتسليم موارده الاقتصادية وفرض الوصاية الأمريكية على شعبه.

وجاءت التظاهرة تلبية لنداء اطلقه مقتدى الصدر الثلاثاء دعا فيه اتباعه للخروج تنديد بالاتفاقية التي يروم العراق توقيعها مع الولايات المتحدة والتي ما زالت المفاوضات جارية بين الطرفين لبلورتها.بحسب وكالة أصوات العراق

وكان رئيس الوزراء نوري المالكي والرئيس الأمريكي جورج بوش وقعا مطلع شهر كانون الاول/ ديسمبر الماضي، على اتفاق مبدئي للشراكة الإستراتيجية بين الجانبين، يسمح بوجود عسكري أمريكي "طويل الأمد" في العراق، لحمايته من "تهديدات خارجية"، والعمل على استقراره الداخلي.

وجاء التوقيع على هذا الاتفاق، والذي وصف بأنه "إعلان مبادئ أمريكي عراقي للصداقة والتعاون"، أثناء اتصال بين بوش والمالكي عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، وهو الاتفاق الذي كان قد تم طرحه في 26 آب/ أغسطس من العام الماضي، وعرضه الرئيس الأمريكي للنقاش العلني، في أيلول سبتمبر.

وتجري حاليا مفاوضات بين العراق والولايات المتحدة لتحويل "إعلان المبادئ" الى اتفاقية يمكن التوقيع عليها في (31) تموز/ يوليو المقبل، لتدخل حيز التنفيذ في الأول من كانون الثاني/ يناير من العام القادم.

من جانب آخر  دعا رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني العراقيين الى مقاومة ابرام اتفاقية تجري مناقشتها بين بغداد وواشنطن لتمديد الوجود العسكري الاميركي في العراق الى ما بعد العام 2008، حسب ما نقلت وكالة الانباء الايرانية الرسمية امس.

وقال لاريجاني في كلمة في مدينة قم ان 'على الشعب العراقي ان يقاوم بشجاعة اتفاق الامن الاميركي كما قاوم المحتلين حتى الان.حسب نقل الوكالات

آلاف العراقيين يحتجون على الاتفاقية

من جانبه فسر متحدث باسم التيار الصدري عدد المشاركين المنخفض نسبيا بالقول ان الاحتجاجات انتشرت على نطاق واسع في انحاء البلاد لكن قوات الأمن منعت المسيرات في بعض المناطق.

وفي واحدة من أكبر المظاهرات خرج عدة آلاف إلى شوارع حي مدينة الصدر في بغداد وهو معقل ميليشيا جيش المهدي الموالية لرجل الدين الشيعي الشاب حاملين صورا لرئيس الوزراء نوري المالكي وهو يرتدي زيا يشبه زي صدام حسين.

وفي حي الكاظمية بشمال غرب بغداد سار مئات المتظاهرين وهم يلوحون بقبضات ايديهم خلف لافتة تطلب من الامم المتحدة "الوقوف مع الشعب العراقي ضد هذه الاتفاقية الأمنية بين الحكومة والاحتلال".

الحكيم يعلن رفض الاتفاقية الأمنية

من جهته أعلن زعيم الغالبية النيابية في البرلمان العراقي عبدالعزيز الحكيم عدم التوصل الى اتفاق بين الجانبين العراقي والامريكي حول عقد الاتفاقية طويلة الامد بين بغداد وواشنطن.

وقال بيان صادر عن الائتلاف العراقي الموحد وزع أمس ان رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وزعيم كتلة الائتلاف العراقي الموحد عبدالعزيز الحكيم أكد "ان هناك اجماعا وطنيا على رفض الكثير من النقاط التي يطرحها الجانب الامريكي في هذه الاتفاقية بسبب مساسها بالسيادة الوطنية العراقية.حسب صحيفة الوطن الكويتي

وأضاف البيان نحن كنا منذ البداية وما زلنا نؤكد على أهمية عدم مساس أي اتفاقية بالسيادة الوطنية وضرورة الالتزام بالشفافية فيما يتعلق بهذه الامور واطلاع أبناء الشعب العراقي عليها لان مثل هذه الامور تتعلق بحياتهم حاضرا ومستقبلا".

وكان وزير الخارجية العراقية هوشيار زيباري أعلن قبيل توجهه إلى ستوكهولم للمشاركة في المؤتمر الثاني لدول العهد الدولي ان الفترة القادمة ستكون مهمة جدا في اتخاذ قرارات سياسية هامة لصالح اتمام وانجاز الاتفاقية طويلة الامد مع الولايات المتحدة الامريكية لانها في "مصلحة العراق "على حد تعبيره مؤكدا ان "المفاوضات بشأنها وصلت إلى نهاياتها باستثناء بعض القضايا الرئيسية المتعلقة بمستقبل العراق".

وقال زيباري "نحن انجزنا الكثير من اساسيات الاتفاقية ووصلنا إلى مرحلة متقدمة وهي قرارات سياسية مهمة ليست من اختصاص الخبراء الفنيين والخبراء بل من صلاحيات واختصاص القيادات السياسية العليا في البلد ولذا اقترحت ان يلتئم المجلس السياسي للامن الوطني للبت في بعض المسائل ومعرفة ما هو السقف الذي نفاوض تحته".

شبكة النبأ

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)