• عدد المراجعات :
  • 873
  • 4/27/2008
  • تاريخ :

الشاعر أبو القاسم الزاهي ( رحمه الله )

شعر

( 318 هـ ـ 352 هـ )

اسمه وكنيته ونسبه :

أبو القاسم علي بن إسحاق بن خلف القطان البغدادي ، الذي اشتُهر بلقب ( الزاهي ) ، واشتُهر بهذا اللقب نسبة إلى قريته ( زاه ) الواقعة في ( نيسابور ) ، وقيل : إن شعره زاهي فَسُمِّي بذلك .

ولادته :

وُلد الشاعر الزاهي عام 318 هـ .

خصائص شعره :

كان الزاهي شاعراً عبقرياً ، تَحيَّز في شعره إلى أهل بيت الوحي ( عليهم السلام ) ، ودانَ بمذهبهم ، وأدَّى بِمَوَدَّتهم أجر الرسالة .

فكان أكثر شعره فيهم مدحاً ورثاءً ، بحيث عدّه ابن شهر آشوب في معالم العلماء في طَبقة المجاهدين في أهل البيت ( عليهم السلام ) ، فلم يزَل فيه يكافح عنهم ويناطح ، وينازل ويناضل .

ولذلك لم يلق شعره نشوراً بين من كان يناوِئُهم ، أو لا يقول بأمرهم ( عليهم السلام ) ، فحسبوه مقلا من الشعر ، كما في تاريخ بغداد وغيره ، غير أن جزالة شعره ، وجَوْدة تشبيهه ، وحُسن تصويره ، لَم يَدَعْ لأرباب المعاجم منتدحاً من إطراءه .

وفي فِهم المعنى الذي لا يبارح الخلافة والإمامة من لَفظ ( المولى ) من مثل الزاهي - العارف بمعاريض الكلام ، والمتسالم على تَضَلُّعِه في اللُّغَة والأدب العربي ، وبَثِّه في نظمه - لَحُجَّة قوية على الصواب ، الذي ترتأيهِ الشيعة في الاستدلال بحديث الغدير ، على إمامة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) .

وفاته :

توفّي الشاعر أبو القاسم الزاهي ( رحمه الله ) عام 352 هـ بالعاصمة بغداد ، ودفن في مقابر قريش .

الشاعر أبو القاسم الزاهي

ينظم في إمامة الإمام علي ( عليه السلام )

قَدَّمتُ حَيدَر لِي مَولـىً بِتأمِيـرِ        لمَّا عَلمتُ بتنقيبـي وتَنقيـري

إنَّ الخِلافَةَ من بعد النَّبـيِّ لَـهُ         كانَتْ بأمْرٍ مِن الرَّحمَن مَقدُورِ

مَن قال أحمدُ في يوم الغدير له      بالنقل في خَبـرٍ بالصِّدقِ مأثورِ

قُمْ يَا عَلي فَكُن بعدي لَهُم عَلَماً    واسعد بِمُنقَلَبٍ في البَعثِ مَحبُورِ

مَولاهُم أنتَ والمُوفِي بأمرِهِـمُ      نَصٌّ بوحْيٍ على الأفهام مَسْطورِ

وذاك أنَّ إِلَه العَرْشِ قَـال لَـهُ            بَلِّغ وكُن عِندَ أمْري خَيرَ مأمورِ

فَإن عَصَيْتَ وَلَم تفعل فَإِنَّك مـا       بَلَّغت أمري ولم تصدع بِتَذكِيري

 

الشاعر أبو القاسم الزاهي

ينظم في مدح الإمام علي ( عليه السلام )

يا سَـادَتي يا آلَ يَاســين فَقَـطْ          عَلَيكُمُ الوحْـي مِـنَ اللهِ هَبَطْ

لَولاكُـمُ لـم يُقبَـل الفَـرضُ ولا           رِحنَا لِبَحر العَفْو مِن أَكرَم شَطْ

أنتُم وُلاةُ العَهـدِ فـي الذَّرِّ ومَـن        هَواهُمُ اللهُ علينـا قَـد شَـرَطْ

مَا أَحَــدٌ قَايَسَــكمُ بِغَيرِكــم             ومَازَجَ السُّلسُـلَ بالشرب اللَّمَطْ

إلاَّ كَمَن ضَاهَى الجِبـالَ بالحِصَـا        أو قَايَسَ الأبحُـر جَهـلاً بالنُّقَطْ

صُنْوُ النَّبي المصـطفى والكَاشِـفِ     الغَمَّاء عَنه والحُسَـام المُخْتَرَطْ

أوَّل مَـن صَـامَ وصَـلَّى سَـابقاً           إلى المَعَالي وَعَلى السِّـبْقِ غُبِطْ

مُكَلِّـمُ الشَّـمسِ ومـن رُدَّتْ لَـه          بِبَابِلَ والغَربُ مِنهـا قَـد قبـطْ

ورَاكَضَ الأرضَ ومن أنْبَعَ للعسكَرِ      مَاءَ العَيـنِ في الوَادي القَحـطْ

بَحـرٌ لَديـه كُل بَحـرٍ جَـدْولٌ                 يَغرُف  مِن تَيَّـارِه إذا اغْتَمَـطْ

وليثُ غـَابٍ كُـل لَيـثٍ عِنـدَهُ              بِنَظرَة العقـلِ صَـغيراً إذ قلطْ

باسِـطُ عِلم الله في الأرض ومَن      بِحُبِّـه الرَّحمَـنُ للرِّزقِ بَسَـطْ

سَـيفٌ لوَ انَّ الطفلَ يَلقى سـَيفه      بِكفِّـه فِي يـومِ حَربٍ لشـمطْ

يَخطُو إلى الحَربِ بـه مُدرعـاً             فَكَم به قَدْ قَـدَّ مـن رجس وقطْ

وفي مكان آخر قال :

وَهـو لِكُـلِّ الأوصـياء آخِـرٌ                   بِضبطه التوحيدَ في الخَلقِ انضبَطْ

بَاطِـنُ علم الغيب والظاهر في           كَشف الإشـارات وقُطب المُغتبطْ

أحْيَـى بِحَـدِّ سـَيفِه الدِّين كما             أماتَ مـا أبْـدَع أربابُ اللَّغَـطْ

مُفَقِّـهُ الأُمَّـة والقاضـي الذي             أحاطَ مِن عِلم الهُدى مَا لم يُحَطْ

والنَّبأ الأعظم والحُجَّة والمِحنَـةُ          والمِصـباح في الخطْبِ الورطْ

حَبـلٌ إلى اللهِ وبـابُ الحِطَّـة               الفَاتِح بِالرشـدِ مَغَالِيقَ الخطَطْ

والقَدَمُ الصـدق الذي سِـيْطَ به          قَلب امرئٍ بالخطواتِ لَم يسـطْ

ونَهــر طَالـوت وجَنـبُ الله                   والعَينُ التي بنورها العَقلُ خبطْ

والأُذُن الواعيـة الصـمَّاء عن                كُل خَنـا يَغلُط فيـه مَن غَلَطْ

حُسْنُ مآبٍ عِندَ ذي العرش ومَن        لَولا أيَادِيــهِ لَكُنَّـا نَختَبِـطْ

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)