• عدد المراجعات :
  • 3525
  • 3/12/2008
  • تاريخ :

منتصف عمر الإنسان نهاية حياة وبداية اخرى اكثر اتزاناً
الحياة

 

يحاول العلم جاهدا اكتشاف أي ما من شانه تعطيل سعادة الإنسان، وتحليل الأسباب التي أدت إلى ذلك، فقد لا تتحقق كل أحلامك فيصيبك القنوط واليأس وتشعر بالاكتئاب، وقد تجتمع هذه الظروف في منتصف العمر. للوقوف على أهم وأبرز العوامل التي من شأنها التأثير المباشر على حياة الإنسان نتابع التقرير التالي عن معدلات علمية لعمر الإنسان ومدى التأثيرات الجانبية عليه.

بين البهجة والسعادة والاكتئاب

منتصف العمر فترة تبعث على الأسى فعلا... هذا ما اظهرته دراسة باستخدام بيانات من 80 دولة أوضحت أن الاكتئاب أكثر شيوعا بين الرجال والنساء الذين بلغوا الاربعينات من عمرهم.

ووجد باحثون بريطانيون وأمريكيون ان السعادة لدى أناس من البانيا الى زيمبابوي تبدأ قوية في مقتبل العمر قبل ان تزداد الحياة صعوبة في منتصف العمر ثم تعود للبهجة في السن الكبير.

وكانت دراسات سابقة قد أظهرت أن الصحة النفسية تظل مستقرة على مدى الحياة لكن النتائج الجديدة التي ستعرضها نشرة سوشيال ساينس أند مديسن تشير الى ان الانسان يمر بصعود وهبوط على المستوى النفسي.

وقال اندرو اوزوالد من جامعة واركويك البريطانية الذي شارك في قيادة الدراسة يوم الثلاثاء: بشكل ملحوظ بدرجة كبيرة على مستوى العالم ينحدر الناس على منحى على شكل حرف يو للسعادة والصحة النفسية على مدى حياتهم.

وحلل الباحثون بيانات عن مستويات الاكتئاب والتوتر والصحة العقلية العامة أخذت من نحو مليوني شخص في 80 دولة. بحسب رويترز.

وقال الباحثون انه بالنسبة للنساء والرجال فإن احتمالات الاكتئاب تتزايد بالتدريج ثم تبلغ ذروتها عندما يبلغون الاربعينيات من عمرهم وهو نمط رصد في 72 دولة من البانيا الى زيمبابوي.

وكتب اوزوالد وزملاؤه في الولايات المتحدة يقولون ان نحو ثماني دول أغلبها من الدول النامية لم تتبع هذا النمط لمستويات السعادة.

وأضاف اوزوالد، يحدث ذلك للرجال والنساء للعزاب والمتزوجين وللاغنياء والفقراء وللذين أنجبوا والذين لم ينجبوا.. لا احد يعرف لماذا نشهد هذا التماثل.

ويقول الباحثون ان من الاحتمالات الواردة ان الناس يدركون عند منتصف العمر انهم لن يحققوا العديد من طموحاتهم. وقد يكون من اسباب ذلك ايضا ان البدء في رؤية اقرانهم يموتون يجعلهم يشعرون بقيمة السنوات الباقية من حياتهم فيقبلون على الحياة مرة أخرى.

ولكن النبأ السعيد انه اذا عاش الانسان الى عمر 70 عاما وظل بصحة جيدة فإنه يشعر بمستوى السعادة الذي يشعر به من هو في سن العشرين.

وقال اوزوالد: بالنسبة للشخص العادي في العالم الحديث فإن الانخفاض في السعادة والصحة العقلية يبدأ بطيئا وليس بشكل مفاجيء على مدى عام... ولا يخرج من هذه الحالة الا في الخمسينيات من عمره.

أزمة تصيب الرجال والنساء 

وأظهرت دراسة تحليلية للاكتئاب والسعادة شملت مليوني شخص أن شعور المرء بالتعاسة في منتصف العمر ظاهرة عالمية. ويسير الناس في جميع أنحاء العالم وفقاً لمنحنى على شكل حرف U اللاتيني من حيث الشعور بالسعادة النفسية، ويشعرون بأدنى درجات السعادة في أواسط الأربعينيات من عمرهم.

أجرى الدراسة التي تنشر قريباً في مجلة العلوم الاجتماعية والطب، البروفيسيران في علم الاقتصاد، أندرو أوزوالد من جامعة وورويك، وديفيد بلانتشفلوار من كلية دارتماوث في الولايات المتحدة.

وقال البروفيسور أوزوالد إن النتائج التي توصلت إليها الدراسة كانت مختلفة عن النتائج التي توصلت إليها دراسات كثيرة أجريت في السابق، ومختلفة أيضا عما تقوله كتب علم النفس التطبيقي التي ترى بشكل عام أن حالتنا المزاجية تظل ثابتة نسبياً مع تقدمنا في السن.

وأجرى الباحثان تحليلا للمعلومات التي توصلت إليها العديد من الدراسات الاجتماعية المختلفة، من بينها دراسات اليوروباروميتر، والدراسات الاجتماعية العامة في الولايات المتحدة، ودراسة القيم العالمية، إلى جانب دراسات أكثر تخصصاً للصحة العقلية.

وكانت نتائج الدراسة متشابهة في البلدان الغنية والفقيرة، مع ترجيح وصول الشعور بعدم السعادة إلى ذروته في منتصف العمر – على أن هذه الحالة تنتاب النساء في وقت أبكر مما تنتاب الرجال.

ويعتقد معدا الدراسة أن الأثر الذي يتخذ شكل حرف U متأصل في الطبيعة الإنسانية. وهما يظهران أن الاكتئاب الذي يصيب المرء في مرحلة منتصف العمر لا ينتج عن عوامل خارجية كوجود أطفال صغار في البيت، أو الطلاق، أو التغيرات التي تطرأ على الوظائف، أو الدخل.

ويقول أوزوالد: بعض الناس يعانون أكثر من غيرهم، لكن البيانات التي خرجنا بها تقول إن متوسط هذا الأثر كبير. وهو يحدث للرجال وللنساء، للأعزب والمتزوج، للغني والفقير، ولمن لديهم أبناء ولمن ليس لديهم أبناء. ولا أحد يعرف سبب هذا الاتساق.

على أن التفسير الأرجح وفقاً لما يراه الباحثان، هو أن الناس يتعلمون التعايش مع نقاط قوتهم وضعفهم، وفي مرحلة منتصف العمر تقل طموحاتهم غير المجدية. وربما يكون من العوامل الأقل أهمية التي تسهم في ذلك "أثر الاختيار" ، إذ يعيش الناس الذين يشعرون بالبهجة مدة أطول من الذين يشعرون بالتعاسة. وعندما يقترب المرء من أواخر حياته هناك عنصر "عملية المقارنة" التي يقوم الناس من خلالها بتعداد النعم التي يعيشون فيها عندما يرون أصدقاءهم يرحلون عن هذه الدار.

وحسب أوزوالد: بالنسبة للشخص العادي في بلدان العالم المتقدم، يأتي بلوغ مرحلة الصحة العقلية والسعادة ببطء. في سن الخمسينيات فقط يخرج معظم الناس من مرحلة الانحطاط. لكن، وهذا أمر مشجع، عندما يصل المرء إلى سن الـ 70 وهو لا يزال لائقاً من الناحية البدنية، فإنه يكون في حالة من السعادة والصحة العقلية كالتي يكون فيها ابن الـ 20. وربما كان إدراك المرء أن هذه المشاعر طبيعية تماماً في مرحلة نصف العمر خير معين للأفراد على تجاوز هذه المرحلة بشكل أفضل.

ورحبت مارجوري والاس الرئيسة التنفيذية لدار سين للصحة العقلية، بهذه الدراسة وقالت: إنها تثير أسئلة مهمة حول العمليات التي تؤدي إلى الاكتئاب في مرحلة منتصف العمر، إلى جانب انها تبين تجربة عامة يمر بها غالبية الناس.


كيف تشعر بالسعادة عن طريق التنفس؟

كيف تواجه الكآبة؟

عندما تتعب الروح ما هو العلاج؟

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)