• عدد المراجعات :
  • 1618
  • 1/30/2008
  • تاريخ :

 

فصول من أيام الثورة وتأريخها 3

الإمام الخميني (ره)

فصول من أيام الثورة وتأريخها 1

فصول من أيام الثورة وتأريخها 2

 

بعد معاهدة الجزائر

ضاقت علينا الأوضاع بشدّة بعد امضاء اتفاق الجزائر بين صدام والشاه، بحيث لم يعد بمقدورنا أن نطبع ونكثّر منشوراتنا وبياناتنا في العراق، حتى اضطررنا مدة ان نسافر إلى سوريا لتكثير المنشورات، ثم نعود إلى العراق.

وغطاء سفري إلى سوريا وعودتي للعراق، كان يتم من خلال بطاقة كنت أحملها من منظمة فتح، حصلت عليها بعد أن أمضيت دورة تدريبية مدتها ثلاثة أشهر في معسكرات الفلسطينيين في لبنان. عن هذا الطريق كنت اُسافر إلى بغداد فاُغير ملابسي هناك، واُغادر إلى سوريا ببطاقة فتح، وعندما أنتهي من عملي، أعود إلى بغداد ثانية، فاستبدل ملابسي مرة اُخرى، وأقفل راجعاً إلى النجف. ومع ذلك كان لنا في بغداد مركز لطبع المنشورات وتكثيرها لم يكتشف حتى آخر لحظات وجودنا في العراق.

وقصة هذا المركز تعود إلى علاقة وطّدت لي مع أحد العاملين في أجهزة الطباعة. وقد كانت في بغداد سوق مركزية لبيع وتعمير أجهزة الطباعة والتكثير، وكان المسؤول عن السوق رجل مسيحي كنيته “أبو ابراهيم”. ذهبت لأبي ابراهيم وقلت له: انني أحد العلماء ولي مدرسة لطلبة العلوم الدينية في كربلاء، وأحتاج أحياناً لتكثير بعض الأوراق والمواد بعدد الطلاب المتواجدين في المدرسة، بيدَ ان البعثيين يعرقلون عملي هذا ولا يسمحون به.

ثم قلت له: أنا وأنت يجمعنا الإيمان باللّه، وأرجوك أن تنجز لي هذه المهمة في سبيل اللّه ومن أجل اللّه.

قبل أبو ابراهيم القيام بذلك. فكنت عن هذا الطريق أطبع بيانات الإمام بعدد أفراد الفصل الدراسي الواحد، في حين اُكثّرها أحياناً اُخرى بعدد طلاب خمسة صفوف.

توطّدت العلاقة بيني وبين العاملين في هذا المركز، وكنت أحمل لهم بعض الهدايا في عيد الميلاد وفي غير ذلك من المناسبات، وقد بلغت ثقتهم بي، اني كنت أحياناً أقف على الجهاز واُكثر البيانات والمنشورات بنفسي.

كان الإمام يصدر بيانه صباحاً، وفي الليل يكون قد انتشر بين الزوّار ووزّع على نطاق واسع. وقد فعلنا ذلك أيضاً مع المقابلة الشهيرة التي أجرتها صحيفة اللوموند مع الإمام؛ إذ قمنا بترجمتها وتوزيعها في بغداد وإيران ولبنان وبلاد اُخرى كثيرة، باللغات العربية والانجليزية والفارسية بالاضافة إلى الفرنسية.

أثار هذا الواقع حفيظة (النظام العراقي) فقد كان السافاك والعاملون في سفارة إيران في بغداد يتهمون العراق، بأنه هو الذي يزوّدنا بالامكانات ويسهّل لنا طبع البيانات، وهذا يتعارض مع اتفاق الجزائر.

ومن جهتها أخذت الأجهزة الأمنية العراقية تزيد من ضغوطاتها علينا حتى أنهم هدّدوني بالاعتقال مرة، وبنقلي إلى إيران مخفوراً، بيدَ أنّهم لم يفلحوا أبداً في اكتشاف المكان وبقية ملابسات الموضوع.


مرحلة النضال والثورة

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)