• عدد المراجعات :
  • 1885
  • 11/17/2007
  • تاريخ :

التمثيل السابع عشر :لقمان الحکيم

لقمان الحکيم

( وَالذّين اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُوَْمِنينَ وإِرْصاداً لِمَنْ حَارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلاّ الحُسْنى وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ * لا تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَمَسْجِدٌ أُسّسَ عَلى التَّقْوى مِنْ أَوَّلِ يَومٍ أَحقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطهَّرُوا وَاللهُ يُحِبُّ المُطَّهّرين * أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ على تَقْوَى مِنَ اللهِوَرِضْوانٍ خَيرٌ أَمْ مَنْ أَسَّسَ بُنْيانَهُ على شَفَا جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بهِ فِي نارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لا يَهْدي القَومَ الظّالِمين ). (1)

تفسير الآيات

"الضرار": هو إيجاد الضرر عن عناد.

"الاِرصاد" بمعنى الاِعداد.

"البنيان" مصدر بنى.

و "التقوى" خصلة من الطاعة يحترز بها عن العقوبة، والواو فيه مبدلة من الياء لاَنّها من وقيت.

"شفا": شفا البئر وغيره، جُرفُه، ويضرب به المثل في القرب من الهلاك.

"الجرف" جرف الوادي جانبه الذي يتحفر أصله بالماء،وتجرفه السيول فيبقى واهياً.

قال الراغب: يقال للمكان الذي يأكله السيل فيجرفه، أي يذهب به، جرف هار البناء وتهوّر : إذا سقط، نحو: إنهار.

ذكر المفسرون انّ بني عمرو بن عوف اتخذوا مسجد قباء، وبعثوا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يأتيهم، فأتاهم وصلى فيه، فحسدهم جماعة من المنافقين من بني غُنْم بن عوف، فقالوا: نبني مسجداً فنصلي فيه ولا نحضر جماعة محمد وكانوا اثني عشر رجلاً، وقيل خمسة عشر رجلاً، منهم: ثعلبة بن حاطب، ومعتب بن قشير، ونبتل بن الحرث، فبنوا مسجداً إلى جنب مسجد قباء، فلمّا فرغوا منه، أتوا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو يتجهّز إلى تبوك.

فقالوا: يا رسول الله إنّا قد بنينا مسجداً لذي العلة والحاجة والليلة المطيرة والليلة الشاتية وإنّا نحبّ أن تأتينا فتصلّي فيه لنا وتدعو بالبركة.

فقال (صلى الله عليه وآله وسلم) :"إنّي على جناح سفر، ولو قدمنا أتيناكم إن شاء الله فصلّينا لكم فيه"، فلمّـا انصرف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى تبوك نزلت عليه الآية في شأن المسجد.

إنّ الآية تشير إلى الفرق الشاسع بين من بنى بنياناً على أساس محكم، ومن بناه على شفا جرف، فالاَوّل يبقى عبر العصور ويحتفظ بكيانه في الحوادث المدمرة، بخلاف الثاني فانّه سوف ينهار لا محالة بأدنى ضربة.

فالموَمن هو الذي يعقد إيمانه على قاعدة محكمة وهو الحقّ الذي هو تقوى الله ورضوانه، بخلاف المنافق فانّه يبني إيمانه على أضعف القواعد

وأرخاها وأقلّها بناءً وهو الباطل، فإيمان الموَمن و دينه من مصاديق قوله: ( أَفَمَنْ أسَّس بُنيانه على تقوى من الله ورضوان )ولكن دين المنافق كمن ( أسّس بنيانه على شفا جرف هار )فلا محالة ينهار به في نار جهنم.

سورة يونس

------------------------------------------------------

الهوامش

1 ـ التوبة:107ـ 109.


التمثيل السادس عشر :لقمان الحکيم

التمثيل الخامس عشر :لقمان الحکيم

التمثيل الرابع عشر:لقمان الحکيم

التمثيل الثالث عشر:لقمان الحکيم

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)