• عدد المراجعات :
  • 1635
  • 7/7/2007
  • تاريخ :

تحديد مفهوم تطهير النفس

 النفس

يدور مدار تحديد التطهير في النفس على رجوع النفس مما فعلته من خطايا في حق الله أولاً وحق العباد ثانياً وكل من حق الله تعالى والناس له ضوابط وشروط إن تمت فعلى غرارها يتم تحديد مفهوم التطهير وعملية محاسبة النفس وكيفية عودها إلى مصاف الأرواح الخيرة ثم تغذيتها بالغذاء الروحي الذي من شأنها تنميتها وتقوية أسسها وجذورها.

فالندم على فعل الشيء وارتكابه مما من شأنه أن يسأل عنه الإنسان أو يعاقب عليه ومن ثم كيفية تداركه أما برده أو قضائه وإلا تبقى النفس مطالبة والمطالبة نتيجتها الحساب والمعاقبة بعد ذلك فإن الأرض السبخة لا يمكن أن يزرع فيها شيء لأن ملوحة التربة تقضي على كل بذر يزرع فيها، فإن الأرواح البشرية لا يمكن أن تتقبل أي غذاء روحي لأن ليس من شأنها تقبل الأمور الخيرة والعكس بالعكس.

إذن إن مفهوم تحديد التطهير يدور حول رجوع النفس إلى معدنها الأول قبل تلوثها بالذنوب والمعاصي وهذا مما يجب أن نفهمه من تحديد التطهير بالنسبة إلى النفس.

ومن الضروري فإن الشيء إذا حدد أمكن السيطرة على الإحاطة به بجميع جوانبه وكما يقال في المثال المعروف إن معرفة السؤال نصف الجواب لأن مفهوم التطهير لا يمكن أن يتم إلا بعد معرفة تحديده وهو عبارة عن حصره وكيفية العلاج الناجع له وهو أمر بالغ الأهمية كهذا فإن مصير العبد متعلق به في الدنيا والآخرة في سعادته وشقائه.

ولذا كثر الكلام بين علماء الأخلاق والفلسفة حول هذا الموضوع وأهميته القصوى فالتحديد يترتب عليه المفهوم وهو بمثابة الدواء إلى الداء وإذا وقع التنطهير على أمر غير محدد فإن ما وقع عليه لم يقصد وما قصد فيه لم يقع فينتفي فيه الغرض المطلوب.

فإذن التحديد ضروري جداً لمعرفة طبيعة النفس وحقيقتها وما تحتاج إليه لأن نفس الانسان أشرف ما فيه. فيها يرتفع وفيها ينخفض فيكون إما ساع في هلاك نفسه أو فكاكها فالساعي في طاعة الله تعالى فقد باع نفسه لله ومَن سعى في معصية الله سبحانه فقد باع نفسه بالهواز

وعلى غرارها يحدد مصير النفس ونهايتها كما ورد في الدعاء: "اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك وإن لم تعرفني نبيك لم أعرف حجتك وإن لم تعرفني حجتك فقد ضللت عن ديني".

فإذن تثبيت العرش ثم النفس ضروري جداً ولا يمكن معرفة الشيء إلا بعد الإحاطة به وإلا ففي غير هذه الحالة يكون الانسان ضالاً عن جادة الصواب ولا يعرف كيف يصلح أمره وما فاته من ذنوب ومعاصي تجعله حفرة من حفر النيران.

الشيخ مجيد الصايغ

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)