• عدد المراجعات :
  • 3949
  • 4/29/2007
  • تاريخ :

التعريف بكتاب (استعد للزواج)

حلقه

هذا الكتاب الذي تبناه مركز باء للدراسات ضمن سلسلة الثقافة الاسلامية للشباب والذي يضم نصائح إسلامية لبناء حياة زوجية سعيدة، هو واحد من الكتب القليلة التي توجه اهتماماتها الأولى للشباب وخاصة فيما يتعلق بأمور الزواج والذي غالباً ما يحصل في هذه المرحلة.

في البداية، يقوم الأستاذ عباس الغريب مقدمته التي تتناول أسباب الاهتمام بهذا الموضوع، حيث يقول: الزواج من أكثر القضايا التي شغلت – ولا زالت – الناس في كل الأزمنة والأمكنة.. فإذا أجرينا دراسة حول ما هي أكثر المسائل التي تشغل فكر البشر فاننا ولا شك سنجد الزواج أو العلاقة بين الجنسين على رأس قائمة المسائل، ويندر أن نجد مَن لا راي له أو رؤية له في الزواج، حيث يبني كل واحد منّا تصوراً معيناً حول ماهية الزواج وأهدافه وسبل نجاحه وأسباب فشله.

يقوم الأستاذ غريب تجربته حول المحاضرات التي قومها حول الزواج، فيقول: لقد اطلعت على هذه المشاكل خلال المحاضرات والندوات العديدة التي شاركت بالقائها وإدارتها، وتبين لي إن العمدة فيها هي التالي:

 

1- مشكلة التصورات المختلفة حول الزواج والتي تنشأ من التجارب الخاصة، وطبيعة هذه المشكلة انها تدخل إلى عمق وعي الانسان ونفسه الباطنية.

2- مشكلة الإلقاءات الكثيرة التي تنهال على الانسان من خلال وسائل الإعلام والأدبيات.

3- مشكلة تصور ان للانسان الحق في وضع الكثير من قوانين وسلوكيات الزواج.

 

وأثناء استشارتي لحل العديد من المشاكل الزوجية كنت أطلع دوماً على نقص شديد في فهم الرؤية الاسلامية للزواج، وعندما كنت أطرح بعض جوانبها كان الذهول والمفاجأة غالباً ما يرتسم على صفحات الوجوه.

في الفصل الأول، يتحدث المؤلف الشيخ قازدان عن أهداف الزواج، وثماره الكثيرة ويذكر منها العون على طاعة الله عزوجل حيث يقدمها برواية عن الإمام الصادق(ع)، حيث يقول: ثلاثة أشياء لا يحاسب عليها المؤمن.. وزوجة صالحة تعاونه ويحصن بها فرجه.

     الإمام الخميني(ره): جذور كل أوجه السعادة تستتمد من حضن المرأة.

 

ثم يقول الكاتب: من بركات الزواج أيضاً أن يعين الزوجان بعضهما البعض على طاعة الله تعالى، فما أجمل أن يرزق الانسان رجلاً كان أو امرأة شريكاً لحياته ذا إيمان وخلق حسن يعينه على معرفة نفسه والوصول إلى ربه المتعال، فيصلان معاً إلى أعلى درجات السعادة في رضوان الله تعالى.

ثم يذكر مقولة الإمام الخميني(ره): جذور كل أوجه السعادة تستتمد من حضن المرأة.

ثم يضيف الكاتب: ان الحصول على التوفيق لطاعة الله هو أعظم نعمة إلهية على العبد المؤمن، حيث انه يطلب دائماً هذا التوفيق كما ورد في الدعاء: "أللهم ارزقني توفيق الطاعة" وان الزوجين المؤمنين يعين أحدهما الآخر وبقوة للحصول على هذه النعمة والتحفة الإلهية.

وقد أشار أمير المؤمنين (ع) إلى هذا الأمر في جوابه لرسول الله(ص) عندما سأله (ص) عن بضعته الزهراء (ع) حيث قال: يا علي كيف وجدت أهلك؟ فقال علي (ع): نعم العون على طاعة الله.

ويورد الكاتب أيضاً ثماراً أخرى منها اصلاح الفرد والمجتمع والذي يعود فوائده في أمور منها التخلص من الأنانية، والاستقرار والأنس وتحمل المسؤولية حيث يقول: يلقي الزواج على كل من الزوجين نوعاً من المسؤولية التي ينبغي رعايتها وعدم التساهل فيها، فالزوج مسؤول عن حماية الزوجة وتأمين المسكن لها والإنفاق عليها وينبغي أن يؤمن لها الحنان، ومن ثم يصير مسؤولاً عن الأولاد وعن تربيتهم وتعليمهم ليكونوا مؤمنين صالحين.

ثم يضيف: فينبغي على الزوجة تأمين الحنان والدفء العاطفي للزوج والأولاد ومشاركة الزوج في همومه وآلامه ومشاكله وكيفية حلها وهي أيضاً تشارك الزوج في تربية الأولاد وإرشادهم إلى الصراط المستقيم ولابد من الالتفات إلى أن كل من الزوجين يحافظ على الآخر ويعينه على الثبات والتقوى وسلوك طريق الخير والهدى وذلك من خلال ممارستهما لفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو جزء من المسؤولية الملقاة على عاتقهما.

ويشير الكاتب إلى مسألة اصلاح المجتمع، فيقول: انه يكون بعدة خطوات منها الزواج، حيث ان له مدخلية كبيرة جداً في القضاء على المنكر والفساد الأخلاقي في المجتمعات.

فمن أهم عوامل فساد الشباب والفتيت وانحرافهم عن طريق الحق واهتمامهم وحرصهم الشديدين على الدنيا ومظاهرها هو العزوبية، التي تؤدي إلى فقدان التوازن النفسي والمعنوي.

فمن أهم عوامل فساد الشباب والفتيت وانحرافهم عن طريق الحق واهتمامهم وحرصهم الشديدين على الدنيا ومظاهرها هو العزوبية، التي تؤدي إلى فقدان التوازن النفسي والمعنوي.

في قسم آخر من الكتاب يتحدث الكاتب عن توقيت الزواج تحت عنوان "متى أتزوج" حيث يقول: من أهم الاسباب التي تبعد عن الله تعالى وتوقع البعض في شراك الغفلة والعصيان هو طغيان الشهوة وعدم الإمساك بزمامهما وذلك يقود إلى عدم تلبية ندائها واستجابة حاجتها الجنسية منذ البداية بطريقة سليمة وواعية.

وأحياناً يكون الفراغ العاطفي أي حاجة البعض إلى الحب والعطف والحنان، أو الحاجة إلى الاستقرار والهدوء والإتزان النفسي هو السبب في هذا الضياع والخسران.

في الفصل الثاني، يتعرض الكاتب لمسألة الموانع على طريق الزواج ويرسم لنا عدد من هذه الموانع، منها: الفقر وعدم توفر المال والاستمرار بالدراسة، وفقدان الشريك المناسب ومعارضة الوالدين.

ويقدم الكاتب حلوله حول هذه المشكلات، فبالنسبة إلى مسالة الاستمرار بالدراسة يقول الكاتب: وهناك عدة أمور تكون مساعدة أكثر في عملية زواج الشباب والاستمرار بالدراسة في نفس الوقت، من أهمها:

 

1- الابتعاد عن التكاليف الباهظة والمصاريف غير الضرورية.

2- اختيار الشريك المناسب والصالح لكي يكون مساعداً وحافزاً يدفع بالطرف الآخر إلى طلب العلم والاستمرار به ولا يكون عائقاً أمامه.

3- عدم الزواج مباشرة والانتقال إلى المنزل العائلي الجديد، يمكن ولفترة لا بأس بها أن يعقد قرانه على الفتاة، وبذلك يتجنب كلاهما الانشغال بالحياة الزوجية أكثر في البداية.

4- تنظيم الوقت والتنسيق الدقيق بين المنزل والدراسة وجعلهما مكملين لبعضهما البعض، واعطاء كل منهما حجمه ودوره الطبيعي.

5- عدم الغوص في الانشغالات التفصيلية والغير ضرورية في الحياة الزوجية، كالاختصار على الزيارات المهمة والعلاقات الأساسية الواجبة في فترة الدراسة.

 

في الفصل الثالث، يتناول الكاتب موضوع الاختيار تحت عنوان "مَن اختار شريكاً لحياتي؟" حيث يبتدأ الكاتب الفصل بالقول الغرسة الأولى في بستان السعادة، حيث يقول: بستان السعادة العائلية جميل جداً فيما لو اعتنينا به من البداية وحتى النهاية، وفيما لو غرسنا فيه النبتة الصالحة فقط، ولم ندخل فيه أي بذور فاسدة.

والغرستان الأساسيتان في بستان الأسرة والأم والأب اللذان ينبتان البراعم الصغيرة ويغذيانهما من أخلاقهما فتكون الثمار صورة منهما، ثم يضيف الكاتب: وان الكفاءة بالدرجة الأولى في العقيدة والإيمان فالمؤمن كفوء المؤمنة والمؤمنة دون سواها كفوء المؤمن "المؤمنون بعضهم أكفاء بعض" ولذلك نجد ان الشريكين الصالحين يدوم الحب بينهما طوال عمرهما بل يزداد، أما الغير صالحين فعادة مانجد ان الحب لا يستمر بينهما، وان استمر فلا ينمو ويقوى ليوصل إلى المطلوب، ثم يورد الحديث الشريف عن الامام الصادق (ع): "إنما المرأة قلادة فانظر ما تتقلد"، وليس للمرأة خطر لا لصالحتهن ولطالحتهن، فأما صالحتهن فليس خطرها الذهب والفضة، هي خير من الذهب والفضة، وأما طالحتهن فليس خطرها التراب والتراب خير منها.

ثم يودر الكاتب صفات الشريك الصالح ويبتدأ بالعقل الذي يعرفه بأنه الفهم الحقيقي للحياة ولوجود الانسان ويشير إلى أهمية العقيدة والإيمان، ويرى الكاتب ان شرط الإيمان وجوهره هو محبة أهل البيت (ع) وهو يضفي على الحياة الزوجية سعادة وراحة وسكينة ويجعل الأولاد عظماء وقادة حيث يغرس في نفوسهم حب الأنبياء والأئمة (ع) ويكونوا الأسوة والقدوة التي يسعى الأولاد من صغرهم إليها.

ثم يعود الكاتب إلى مسألة الكفاءة وصفات مَن ينتخب فيضيف حسن الخلق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمحيط والعشرة الصالحةن واظهار المحبة والمودة.

وفي مسألة المحيط والعشرة الصالحة، يقول الكاتب: من الشروط المهمة في اختيار الشريك، النظر إلى أصدقائه وأخوانه وذلك لما للصديق من أثر كبير في النفس الإنسانية.

ويشير الكاتب إلى وصية الإمام الخميني (رض) لابنه السيد أحمد قائلاً: من الأمور التي أود أن أوصيك بها وأنا على عتبة الموت، أن تحرص ما دمت متمتعاً بنعمة الشباب على دقة اختيار مَن تعاشر وتصاحب فإن تأثير المعاشرة على الطرفين من اصلاح وإفساد أمر لا شك في وقوعه.

ثم يقول الكاتب: فعلينا التدقيق في أصدقاء الشريك والنظر إلى المحيط العائلي الذي يعش فيه، حيث ان له أيضاً أثر أو طباعاً لا يمكن لعاقل نكرانها. بعد ذلك يورد الكاتب صفات الفتاة الصالحة ويرسمها في أمور، منها القناعة والصبر، الكرم والعفو. بعد ذلك يورد الكاتب أحاديث عن أهل البيت(ع).

الكتاب سلس في طرحه للموضوع، وهو مفيد ليس للشباب فقط، بل لآبائهم ولكل المربين، وهو يحاول أن يزيح نسبة من تعثر الشباب للزواج في هذا الوقت معتمداً على وصايا أهل البيت (ع) وأحاديثهم، وهنا تبرز أهمية جديدة للكاتب في انه يطرح قضية الزواج من خلال رؤية أهل البيت (ع).

كفاح حداد


مخاطر تواجه الأسرة المسلمة

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)