• عدد المراجعات :
  • 1974
  • 3/11/2007
  • تاريخ :

ما رأي الاسلام في الموت الطبي؟

في المفهوم القرآني: الروح هي علة الحياة في الجسد والنفس ومركزها في الصدر، وعندما ينتهي أجل الانسان في هذه الدنيا تترك الروح الجسد وتنتقل إلى حياة روحية جديدة هي حياة البرزخ. أما الجسد فيفنى ويموت، إلا أنه في بعض الحالات الخاصة كحالات الموت الطبي الذي نحن بصدده، وتبياناً من المولى عزوعلا على وجود الروح لمن ينكر وجودها تنتقل الروح من الصدر إلى الحلقوم وهو في مستوى الترقوتين أي القسم الأعلى من جهاز التنفس، وفي هذا اشارة قرآنية إلى أن لا عودة للروح إلى الصدر وأن أجل الانسان قد انتهى: (فلولا إذا بلغت ـ الروح ـ الحلقوم. وأنتم حينئذ تنظرون. ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون. فلولا إن كنتم غير مدينين ـ أي خاضعين لقهر وسلطان الخالق ـ . ترجعونها ـ أي الروح وهنا تحد قرآني قائم إلى يوم الدين لكل مَن يدعي أن باستطاعته إعادة الروح إلى الجسد، أي إعادة الحياة إلى الأموات كما يفكر بعض السذج من علماء الأحياء ـ إن كنتم صادقين) (الواقعة/ 83 – 78).

ولقد حددت الآيات الكريمة التالية شروط الموت الطبي التي نستطيع من خلالها أن نؤكد شرعياً بأن المريض قد مات طبياً بالمعنى المتعارف عليه اليوم بالرغم من خفقات قلبه ويمكن بالتالي نقل أعضائه إلى المحتاجين من المرضى.

(كلاّ إذا بلغت التراقي) (القيامة/ 26) أي حتى إذا بلغت الروح مستوى الترقوتين (وهما عظمتان في المستوى الأعلى للقفص الصدري ومستوى الحلقوم) في هذه الحالة يتوقف عمل الرئتين ويضطر الأطباء لاستعمال آلة التنفس الاصطناعي.

(وقيل مَن راق) (القيامة/ 27) أي وقال أهله مَن يستطيع أن يأتي لهذا المريض بـ"رقية" أي بأعجوبة تنجيه من الموت.

(وظنّ أنه الفراق) (القيامة/ 28) من وجوه معاني هذه الآية نرى تأويلها الآتي والله أعلم: أكد أهل الاختصاص أن هذا المريض قد فارق الحياة لأن الشدة المرضية تتوالى عليه: (والتفّت الساق بالساق) (القيامة/ 29).

في هذه الحالة وبعد أن تصل الروح إلى مستوى التراقي والبلعوم يسأل الأهل الفريق الطبي المعالج هل من أعجوبة طبية تنقذ المريض؟ فيؤكد الفريق الطبي أن هذا المريض هو في حال "فراق" لأن الشدائد والمضاعفات الطبية توالت وتتوالى عليه، ولا رجاء منه، وأنه في حالة الموت الدماغي، وهو بين يدي الرحمن الذي قال: (إلى ربك يومئذ المساق). وهكذا نجد أن القرآن الكريم وصف وحدد علامات الموت الطبي أو موت الدماغ من دون أن يفصلها (كما هي الحال في حقل كل الآيات العلمية التي تطرقت إلى حقول العلوم المادية) لذلك ربط تأكيد فراق المريض لهذه الدنيا بمن هو أهل لذلك من قوله تعالى: (وظنّ ـ أي أيقن أهل العلم والاختصاص ـ أنه الفراق).

لذلك لا نجد من الوجهة الشرعية أي مانع في نقل أعضاء أي مريض هو في حالة غيبوبة عميقة أكّد فريق طبي مؤهل أنه في حالة "فراق" أي في حالة موت طبي. والله أعلم.

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)