• عدد المراجعات :
  • 4867
  • 3/7/2007
  • تاريخ :

بندرعباس‌.. آثار تتركها عجلات‌ التاريخ‌

"بندر عباس" مركز محافظة‌ هرمزكان‌ (جنوب‌ البلاد) مدينة‌ ايرانية‌ كبيرة‌ ومهمة‌ محاذية‌ لمضيق‌ هرمز، وعلى‌ بُعد 16 كيلومتراً شمال‌ غربي‌ جزيرة‌ هرمز، ويفصلها عن‌ ساحل‌ بحر عمان‌ 85 كيلومتراً وهي‌ من‌ أكبر موانئ البلاد، ولها أهميتها الاقتصادية‌ والتجارية‌ والسياسية‌ الخاصة‌ لموقعها الجغرافي‌ على‌ مدخل‌ الخليج‌ الفارسي‌ وارتباطها بالطرق‌ التجارية‌ العالمية‌.

تبعد بندر عباس‌ عن‌ كرمان‌ (جنوب‌ شرق‌ البلاد) 547 كليومتراً، وعن‌ طهران‌ 1577 كيلومتراً ويتوزع‌ نسيجها المعماري‌ الى‌ قسمين‌: النسيج‌ القديم‌ والنسيج‌ الجديد.

الجانب‌ القديم‌ من‌ المدينة‌ قريب‌ من‌ ساحل‌ البحر ويتشكل‌ من‌ محلات‌ بلوج‌ وكلة‌ بزها وطارميها ونظرآباد وازويها وبشت‌ شهر أو قماطها (ماهي‌ فروشها) ودروازه‌ عيسني، وبازار، وقلعة‌ شاهي‌، وميان‌ شهر.

أما النسيج‌ الجديد، ففيه‌ المحلات‌ الحديثة‌ والمراكز التجارية‌ والاقتصادية‌ التي‌ ظهرت‌ تدريجياً في‌ شرق‌ وغرب‌ المدينة‌ بعمارة‌ مقتبسة‌ من‌ الطراز الحديث‌.

جبل‌ " كنو" بارتفاع‌ 2347 متراً على‌ بُعد 30 كيلومتراً شمال‌ المدينة‌ ومضيق‌ هرمز من‌ أجمل‌ وأهم‌ المراكز الترفيهية‌ التابعة‌ للمدينة، وفيه‌ عيون‌ مياه‌ دافئة‌ "خوركو" و"جستانه‌".

يجري‌ نهر "شور" على‌ بُعد عشرة‌ كيلومترات‌ شرق‌ المدينة‌، وثمة‌ نهر بمياه‌ حلوة‌ اسمه‌ "ميناب‌" بالقرب‌ من‌ بندر عباس‌ بني‌ عليه‌ سد يوفر للمدينة‌ المياه‌ الصالحة‌ للشرب‌.

تسمية‌ المدينة‌ وتاريخها لا يرجع‌ الى ماض‌ قديم‌ جداً، خصوصاً بالمقارنة‌ مع‌ باقي‌ مناطق‌ الشريط‌ الساحلي‌ للخليج‌ الفارسي، كان‌ اسمها الأول‌ في‌ حوالي‌ 699هـ " شهرو" أو "سوروياسيرو" أو "شهروا" و"توسر".

في‌ عام‌ 913هـ احتل‌ البرتغاليون‌ جزيرة‌ هرمز وبنوا فيها قلعة‌ معروفة‌، وفي‌ سنة‌ 1024 استعاد الملك‌ الصفوي‌ عباس‌ الأول‌ الأراضي‌ الايرانية‌ من‌ البرتغاليين، و بعد سبع‌ سنين‌ تحول‌ اسم‌ المدينة‌ "بندر عباس" نسبة‌ الى‌ اسم‌ الملك‌.

السائح‌ الايطالي‌ دلافالي‌ والانجليزي‌ توماس‌ هربرت‌ زارا بندرعباس‌ ما بين‌ سنوات‌ 1031 و1037 هجرية‌ ووصفاها بالمدينة‌ المهمة‌، وبأن‌ سكانها خليط‌ من‌ اليهود والهنود والانجليز والهولنديين‌ والدنماركيين‌ والبرتغاليين‌ والأرمن‌ والجورجيين‌ والعرب‌ والأتراك‌ والروس‌. وكان‌ سياح‌ آخرون‌ مثل‌ تاورينه‌ وتيونيت‌ وشاردن‌ وكمبفر قدموا الى‌ المدينة‌ في‌ العصر الصفوي‌.

وبسقوط‌ الصفويين‌ وهجوم‌ الروس‌ والعثمانيين‌ على‌ ايران‌ وما شهدته‌ البلاد من‌ الاضطرابات‌، تضاءلت‌ أهمية‌ الميناء. ولكن‌ بظهور نادرشاه‌ أفشار استعادت‌ رونقها، وتحولت‌ الى مركز لصناعة‌ الأسلحة. وبعد مدة‌ استغني‌ نادرشاه‌ عن‌ بندر عباس‌ بميناء بوشهر لقربه‌ من‌ شيراز، وبذلك‌ أخذ التجار الانجليز والهولنديون‌ يتركون‌ المدينة‌ قاصدين‌ بوشهر.

شيّد أول‌ رصيف‌ على‌ هذا الميناء عام‌ 1301هـ في‌ زمن‌ الدولة‌ القاجارية‌، لكنه‌ لم‌ يؤثر كثيراً في‌ ازدهار المدينة‌ لانعدام‌ الأمن‌ في‌ الطرق‌ المؤدية‌ الى‌ بندرعباس‌، وبعد انقراض‌ الدولة‌ القاجارية‌ عادت‌ اليها الحيوية‌ تدريجياً، نتيجة‌ تنمية‌ الطرق‌ المتصلة‌ بها.

وفي‌ السنوات‌ الأخيرة‌ قفزت‌ المدينة‌ قفزات‌ واسعة‌ باتجاه‌ التنمية‌ عبر تأسيس‌ خط‌ سكك‌ الحديد بين‌ بندر عباس‌ وبافق‌ في‌ كرمان‌، وتم‌ تحديث‌ تجهيزاتها ومعداتها الخاصة‌ بالموانئ وتحولت‌ الى‌ أحد أهم‌ الموانئ الايرانية‌ على‌ ساحل‌ الخليج‌ الفارسي، واستحدثت‌ فيها عدة‌ معامل‌ لانتاج‌ الخيوط‌ وتعليب‌ الأسماك‌.

افتتح‌ الرصيف‌ الجديد لبندرعباس‌ عام‌ 1967م، وأخذت‌ وتائر الازدهار فيها تتصاعد بعد 1973م، أي‌ عندما انتقل‌ المحور البحري‌ الايراني‌ من‌ خرمشهر الى بندرعباس‌، وامتداد الطريق‌ الواسع‌ بينها وبين‌ كرمان‌. بعد ذلك‌ أخذت‌ المدينة‌ بالاتساع‌ والتنمية‌ بسرعة‌ حتى‌ وصل‌ عدد سكانها في‌ أواسط‌ عقد السبعينات‌ 89 ألف‌ نسمة‌، وكانت‌ تشهد بعد طهران‌ أكبر معدل‌ للنمو السكاني‌. وتشير احصائيات‌ عام‌ 1996م الى‌ أن‌ سكانها وصل‌ 266404 نسمة‌.

يعمل‌ غالبية‌ السكان‌ هناك‌ في‌ الموانئ والخدمات‌ والصناعة‌ والزراعة‌، وتمتاز بمحاصيل‌ التمور والقمح‌ والشعير والعنب‌ والحمضيات‌. وفي‌ المدينة‌ مطار دولي‌ والكثير من‌ المراكز الخدمية‌ والترفيهية‌ المتطورة‌. ومن‌ مراكزها الصناعية‌ والتجارية‌ مجمع‌ الشهيد رجائي‌ الضخم‌ ومصافي‌ وأرصفة‌ ومراكز لتربية‌ وتعليب‌ الأسماك‌ ومعامل‌ صناعة‌ السفن‌ والزوارق‌.

ومن‌ آثارها التاريخية‌، مراقد: السيد كامل، والسيد محمد تقي،‌ والسيد مظفر، والسيد خضر، ومساجد منبر كهنه، وناصري‌، وصحرا باقي‌، والمسجد الجامع‌، وغيرها الكثير من‌ المحاور والمواقع‌ التاريخية‌ والترفيهية‌ التي‌ يقصدها السياح‌.

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)