• عدد المراجعات :
  • 19
  • 11/19/2016 2:25:00 PM
  • تاريخ :

غذاء ومبيت وغسل ملابس..ما هي إلا جزء يسير من خدمات العراقيين لزوار الأربعينية

غذاء ومبيت وغسل ملابس..ما هي إلا جزء يسير من خدمات العراقيين لزوار الأربعينية


بالرغم من أن معظم وسائل الاعلام الدولية والاقليمية تتعمد عدم تغطية مسيرة أربعينية الإمام الحسين (ع) والتي يشارك فيها سنويا عشرات الملايين من داخل وخارج العراق، توجد هنالك الكثير من الأسئلة التي تحوم حول هذه الزيارة، فيا ترى ما هي زيارة الأربعين وكيف يستضيف الشعب العراقي الحشود المليونية المشاركة فيها؟.

فحينما يبدء زحف السائرون الى كربلاء من اقصى الجنوب ومن البقاع الأخرى يبدء استقبالهم من الساكنين على طريقهم فتجد السرادق والخيام والمضايف والحسينيات على الطريق وكذلك بيوت الخلاء وما يحتاجونه من ماء للشرب، وهناك الهيئات والمواكب وغيرها والذي تجد فيها الفطور والغداء والأكل الخفيف فيما بينهما وهنا من يجلب ما يصنعه من انواع المأكولات ليقوم بتوزيعها والكثير من الناس لا تتمكن من اجتيازهم الا بشق الانفس فهو يمسك بك ويتوسل لكي تجلس عنده لتأكل او لتستريح او ليقوم هو ورفاقه بتدليك رجليك، وهناك السيارات تقف في الطريق وتوزع الفواكه او العصير او اللفات او غير ذلك حتى اننا رأينا من يوزع اللبلبي والشلغم بل البعض يوزع نبات الجت فهو يراقب الزوار فاذا رأى احدهم يسير معه خروف ( نذر) يعطيه جت .



وانت تسير ترى تفاني في الانفاق لا يكاد يصدقه المرء-مع سوء حالهم المادي- لولا ان يراه بعينه رغم ان الزوار خط متصل حينما تراهم تقول لا يمكن ان يضمهم شيء ولكن حينما يدخل الاصيل وتهوي الشمس للغروب يتلقفهم محبي الحسين (ع) كل يريدك ان تضيفه يأخذونك بالسيارات لبيوتهم لكي يقومون بخدمتك من تنظيف وغسل ملابس وتعصير وعشاء ومبيت ثم يرجعوك الى مكانك ويطلب منك ان تضيفه السنة القادمة والناس بين من يلطم ومن يشعر(هوسات) وما الى ذلك وانت تسير ترى العجوز وترى الشيخ وترى الطفل والمرأة التي تحمل طفلها وممن يمشي بكرسيه المتحرك وتسمع بين الفينة والأخرى ان احدهم حدثت له كرامة شفي من مرضه وانت تبقى بهذه الاجواء الى ان تصل الى الامام عليه السلام لكي تزوره وترجع وان كان يوم الاربعين لم يحين بعد لكي تفسح المجال لغيرك.





وفيما يلي يمكن تلخيص بعض ميزات مسيرة زيارة الأربعين التي يشارك فيها سنويا عشرات الملايين من محبي أهل بيت النبي (ص) بعد سقوط نظام صدام حسين الدكتاتوري عام 2003 والذي منع الناس لعشرات الأعوام من أداء هذه الشعيرة المقدسة.

أولا) هذه المسيرة تكون دورة تدريبية للأخلاق ففيها يتعلم الزائر على الصبر والاذى وبذل المال والاعتذار إذا أخطأ والعفو عن الاخرين وما الى ذلك من صفات حميدة لأنه لا يريد ان يخطئ بحق زوار وضيوف الحسين عليه السلام.

ثانيا) فيها تعليم لتقوية الإرادة وقوة العزيمة حيث يعزم ان يمشي مئات الكيلو مترات فتهون عنده كثير من الامور.





ثالثا) يستفيد منها بزيادة العلم وخصوصا الفقه لأنهم يأتون مشيا من المدن والقرى والأرياف ففيهم العالم والجاهل البسيط والمتعلم فاذا صدر خطأ منه في صلاته ووضوئه او سلوكه يجد من ينبهه ويصحح له.
رابعا) وفي طريقه يمر زائر مسيرة الأربعين بمناطق كثيرة من العراق ويلتقي بكثير من الناس وخصوصا من يبيت عندهم فتكون عنده معرفة بمناطق العراق وعادات الناس واصدقاء في أكثر المناطق حيث يتبادل الاخوة ارقام الموبايلات والعناوين ويكون كل واحد منهم قد كسب أخا في الله بمناطق اخرى.



خامسا) هذه المسيرة تزيد ولاء السائر لأئمته من أهل بيت رسول الله (ص) وترقق قلب الغير الملتزم وربما تكون سببا في ترك المحارم والالتزام الديني.

وبالإضافة إلى ذلك هنالك الكثير من الميزات الأخرى التي تخص زيارة أربعين الإمام الحسين عليه السلام، حيث أن هذه المناسبة تحل كل عام في اليوم الأربعين من ذكرى استشهاد سيد الشهداء وحفيد رسول الله (ص) وأحد ريحانتيه الإمام الحسين (ع) على يد جيش يزيد ابن معاوية، والذي حدث في العاشر من المحرم عام 61 للهجرة في أرض الطف بكربلاء. ونشرت وكالة تسنيم الدولية للأنباء خلال الايام الماضية الكثير من التقارير حول زيارة أربعينية الإمام الحسين (ع) من ضمنها أحد هذه التقارير الذي يمكن متابعتهمن هنا.
المصدر: وكالة تسنيم للأنباء

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)