صحیفة السجادیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

صحیفة السجادیة - نسخه متنی

الإمام زین العابدین

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید





وعلى الرغم من أن هذه القيادة جعلت من المسلمين قوّة كبرى على الصعيد العالمي
من الناحية السياسيّة والعسكريّة ،





فإنّها عرّضتهم لخطرين كبيرين خارج
النطاق السياسيّ والعسكريّ ، وكان لا بد من البدء بعمل حاسم للوقوف في وجههما :



أحدهما : الخطر الّذي نجم عن انفتاح
المسلمين على ثقافات متنوّعة وأعراف تشريعيّة وأوضاع اجتماعيّة مختلفة بحكم تفاعلهم
مع الشعوب الّتي دخلت في دين الله أفواجاً ، وكان لا بدّ من عمل على الصعيد
العلميّ يؤكد في المسلمين أصالتهم الفكريّة، وشخصيّتهم
التشريعية المتميّزة المستمدّة من الكتاب والسنّة ، وكان لابدّ من حركة فكريّة
اجتهاديّة تفتح آفاقهم الذهنيّة ضمن ذلك الإطار، لكي يستطيعوا أن يحملوا مشعل
الكتاب والسنّة بروح المجتهد البصير والممارس الذكيّ الّذي يستطيع أن يستنبط منها
ما يفيده في كلّ ما يستجدّ له من حالات .



كان لابدّ إذن من تأصيل للشخصيّة
الإسلامية ومن زرع بذور الاجتهاد ، وهذا ما قام به الإمام علي بن الحسين(عليه
السلام)فقد بدأ حلقة من البحث والدرس
في مسجد الرسول(صلى الله عليه وآله)
يحدث الناس بصنوف المعرفة الإسلامية من تفسير وحديث وفقه ويفيض عليهم من علوم آبائه
الطاهرين ، ويمرّن النابهين منهم





على التفقّه والاستنباط ، وقد تخرَّج من
هذه الحلقة عدد مهمّ من فقهاء المسلمين، وكانت هذه الحلقة هي المنطلق لما نشأبعد
ذلك من مدارس الفقه والأساس لحركته الناشطة .



وقد استقطب الإمام عن هذا الطريق الجمهور
الأعظم من القرّاء وحملة الكتاب والسنة، حتّى قال سعيد بن المسيّب «إنّ القراء
كانوا لا يخرجون إلى مكّة حتّى يخرج عليّ بن الحسين ، فخرج وخرجنا معه ألف راكب» .



وأما الخطر الآخر : فقد نجم عن موجة
الرخاء الّتي سادت المجتمع الإسلامي في أعقاب ذلك الامتداد الهائل ; لأنّ موجات
الرخاء تعرّض أيّ مجتمع إلى خطر الانسياق مع ملذّات الدنيا، والإسراف في زينة هذه
الحياة المحدودة ، وانطفاء الشعور الملتهب بالقيم الخلقيّة والصلة الروحيّة بالله
واليوم الآخر ، وبما تضعه هذه الصلة أمام الإنسان من أهداف كبيرة، وهذا ما وقع
فعلا ، وتكفي نظرة واحدة في كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصبهاني ليتّضح الحال .



وقد أحسّ الإمام عليّ بن الحسين بهذا
الخطر، وبدأ بعلاجه ، واتّخذ من الدعاء أساساً لهذا العلاج ، وكانت الصحيفة





السجّادية التي بين يديك من نتائج ذلك ;
فقد استطاع هذا الإمام العظيم بما أوتي من بلاغة فريدة، وقدرة فائقة على أساليب
التعبير العربيّ، وذهنيّة ربانيّة تتفتّق عن أروع المعاني وأدقّها في تصوير صلة
الإنسان بربّه ، ووجده بخالقه، وتعلّقه بمبدئه ومعاده ، وتجسيد ما يعبّر عنه ذلك من
قيم خلقيّة وحقوق وواجبات .



أقول: قد استطاع الإمام عليّ بن الحسين
بما اُوتي من هذه المواهب أن ينشر من خلال الدعاء جوّاً روحياً في المجتمع
الإسلامي، يساهم في تثبيت الإنسان المسلم عندما تعصف به المغريات، وشدّه إلى ربه
حينما تجره الأرض إليها ، وتأكيد ما نشأ عليه من قيم روحيّة لكي يظل أميناً عليها
في عصر الغنى والثروة، كما كان أميناً عليها وهو يشدّ حجر المجاعة على بطنه .



وقد جاء في سيرة الإمام أنّه كان يخطب
الناس في كلّ جمعة ويعظهم، ويزهّدهم في الدنيا،ويرغّبهم في أعمال الآخرة ، ويقرع
أسماعهم بتلك القطع الفنّية من ألوان الدعاء والحمد والثناء الّتي تمثّل العبوديّة
المخلصة لله سبحانه وحده لا شريك له .





وهكذا نعرف أن الصحيفة السجاديّة تعبّر
عن عمل اجتماعيّ عظيم كانت ضرورة المرحلة تفرضه على الإمام إضافة إلى كونها تراثاً
ربّانياً فريداً يظلّ على مرّ الدهور مصدر عطاء ومشعل هداية ومدرسة أخلاق وتهذيب ،
وتظلّ الإنسانية بحاجة إلى هذا التراث المحمّديّ العلويّ، وتزداد حاجة كلّما ازداد
الشيطان إغراء والدنيا فتنة .



فسلام على إمامنا زين العابدين يوم ولد،
ويوم أدّى رسالته، ويوم مات، ويوم يبعث حيّاً .



النجف الأشرف محمد باقر الصدر














المقدّمة

هذه الصَّحِيفَة الكاملة

الجامعة الشريفة للدعواتِ المأثورةِ إملاء سيدِ الساجِدِين عَلِيِّ بْن الْحُسَين
زَيْنِ العَابدِينَ صلوات الله وسلامه عليه.



حَدّثَنَا السيِّدُ
الأجَلُّ نَجْمُ الْدّينِ بَهَآءُ الشَّرَفِ أبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ
الْحَسَنِ بْنِ أحمَدَ بْنِ عَلِيّ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ عُمَرَ بن يَحْيى
الْعَلَوِيُّ الْحُسَيْنِيِّ رَحِمَهُ اللهُ قَـالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْـخُ
السَّعِيـدُ أَبُو عَبْـدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بنِ شَهْرَيارَ الْخَازنُ
لِخِزَانَةِ مَوْلانا أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيّ بْنِ أَبِي طالِب عَلَيْهِ
السَّلامُ في شَهْرِ رَبِيع الأوَّلِ مِنْ سَنَةِ





سِتَّ عَشَرَةَ
وَخَمْسِمائَة قِرَاءةً عَلَيْهِ وَأَنَا أسْمَعُ قَـالَ: سَمِعْتُها عَلَى
الشَّيْـخِ الصَّـدُوق أَبي مَنْصُورِ مُحَمَّدِ بْن أَحْمَد بْن عَبْـدِ العَزيزِ
العُكبَريِّ المُعَدَّلِ رَحِمهُ اللهُ عَنْ أبي المُفَضِّلِ محمَّد بنِ عبدِ اللهِ
بن المُطّلبِ الشَّيْبانيِّ قال: حدَّثَنا الشريفُ أبو عبدِ اللهِ جعفرُ بنُ
مُحمَّد بن جعفرَ بن الحسنِ بن جعفرَ بن الحسنِ بن الحسنِ بن أميرِ المؤْمنين عليِّ
بن أبي طالب عليهْمُ السَّلامُ قال: حدَّثنا عبدُ اللهِ بنُ عمر بن خطَّاب
الزَّيَّاتُ سنةَ خمس وستّينَ ومائَتَيْنِ قال: حدّثني خالِي عليُّ بْنُ النُّعمان
الأَعلمُ قال: حدَّثني عُميرُ بنُ متوكِّل الثَّقَفيُّ البَلْخِيُّ عن أبيهِ
مُتوَكِّلِ بنِ هارُونَ قال:



لقِيتُ يحيى بنَ زيدِ بن عليٍّ عليهِ السَّلامُ وهوَ
مُتَوجِّهٌ إلى خُراسانَ، فسلَّمْتُ عليهِ فقال لي: مِنْ أينَ أقبلْتَ؟ قلتُ
من الحَجِّ،فسأَلنِي عَن أَهْلِهِ وبني عمِّهِ بالمدينَةِ، وأَحْفى السُّؤَالَ عَنْ
جَعفرَ بن مُحمَّد عليهِ السَّلامُ فأَخْبَرتُه بِخَبرِهِ وخبرهِمْ وحُزْنِهِمْ





على أبيهِ زيدِ بن
عليٍّ عليهِ السَّلامُ فَقَالَ لِي: قَدْكانَ عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ
أَشَاْرَ عَلَى أَبِيْ بِتَرْكِالْخُرُوجِ، وَعَرَّفَهُ إنْ هُوَ خَرَجَ
وَفَارَقَ الْمَدِيْنَةَ مَيَكُونُ إلَيْهِ مَصِيْرُ أَمْرِهِ، فَهَلْ لَقِيتَ
ابْنَ عَمِّي جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّد عَلَيْهِ السَّلامُ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَـالَ:
فَهَلْ سَمِعْتَهُ يَذْكُرُ شَيْئَاً مِنْ أَمْرِي؟ قُلْتُ : نَعَمْ قَـالَ: بِمَ
ذَكَـرَنِي؟ خبِّرْني، قُلْتُ: جُعلْتُ فـدَاكَ مَا اُحِبُّ أنْ أسْتَقْبلَكَ بِما
سمِعْتُهُ مِنْهُ، فَقَالَ: أَبِالْمَوْتِ تُخَـوِّفُنِي؟! هَاتِ مَا سَمِعْتَهُ
فَقُلْتُ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: إنَّكَ تُقْتَلُ وتُصْلَبُ كَمَقُتِلَ أَبُـوكَ
وَصُلِبَ، فَتَغَيَّرَ وَجْهُهُ وَقَـالَ: ،يَا مُتَوَكِّلُ إنَّ اللهَ
عَزَّ وَجلَّ أَيَّدَ هَذَا الأَمْرَ بِنَا، وَجَعَلَ لَنَا الْعِلْمَوَالسَّيْفَ،
فَجُمِعَالَنَا وَخُصَّ بَنُوعَمِّنَابِالعِلْم وَحْـدَهُ، فَقُلْتُ: جُعِلْتُ
فِـدَاكَ، إنّي رَأَيْتُ النَّـاسَ إلَى ابْنِ عَمِّكَ جَعْفَرَ عَلَيْهِ
السَّـلامُ أَمْيَـلَ مِنْهُمْ إلَيْكَ وَإلَى أَبيكَ؟ فَقَالَ:





إنَّ عَمِّي مُحَمَّد
بْنَ عَلِيٍّ وَابْنَهُ جَعْفَرَ عَلَيْهِمَا السَّلام دَعَوَا النَّاسَ إلَى
الْحَيَاةِ، وَنَحْنُ دَعَوْنَاهُمْ إلَى الْمَوْتِ، فَقُلْتُ: يَـا ابْـنَ رَسُولِ
الله أَهُمْ أَعْلَمُ أَمْ أَنْتُمْ؟ فَأَطْرَقَ إلَى الاَرْضِ مَلِيّاً ثُمَّ
رَفَعَ رَأسَهُ وَقَالَ: كُلُّنَا لَهُ عِلْمٌ، غَيْرَ أَنَّهُمْ يَعْلَمُونَ
كُلَّمَا نَعْلَمُ، وَلاَ نَعْلَمُ كُلَّمَا يَعْلَمُونَ، ثُمَّ قَالَ لِي:
أَكَتَبْتَ مِنْ ابْنِ عَمِّي شَيْئاً؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: أَرِنِيْه،
فَأَخْرَجْتُ إلَيْهِ وُجُوهاً مِنَ الْعِلْمِ، وَأَخْرَجْتُ لَهُ دُعَاءً أمْلاَهُ
عَلَيَّ أَبُو عَبْـدِ اللهِ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَحَدَّثَنِي أَنَّ أَبَاهُ
مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّـلامُ أَمْلاَهُ عَلَيْهِ وَأَخْبَرَهُ
أَنَّـهُ مِنْ دُعَاءِ أَبِيهِ عَلِيِّ بنِ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ
مِنْ دُعَاءِ الصَّحِيفَةِ الْكَامِلَةِ،



فَنَظَرَ فِيهِ يَحْيَى حَتَّى أَتى عَلَى
آخِرِهِ وَقَـالَ لِيْ: أَتَـأْذَنُ فِي نَسْخِـهِ؟ فَقُـلت: يَـا ابْنَ رَسُولِ
اللهِ أَتَسْتَأْذِنُ فِيمَـا هُوَ عَنْكُمْ؟! فَقَـالَ: أَمَا لأُخْرِجَـنَّ
إلَيْكَ صحِيفَةً مِنَ الدُّعَـآءِ الْكَامِـلِ مِمَّا حَفِظَهُ أَبِي عَنْ
أَبِيهِ، وَإنَّ أبِي أَوْصَانِي بِصَوْنِهَـا وَمَنْعِهَا غَيْرَ أَهْلِهَا، قَالَ
عُمَيْرٌ:





قَالَ أَبِي: فَقُمْتُ
إلَيْهِ فَقَبَّلْتُ رَأْسَهُ وَقُلْتُ لَهُ: وَاللَّـهِ يَـا ابْنَ رَسُولِ اللهِ
إنِّي لأدِينُ اللّهَ بِحُبِّكُم وَطَـاعَتِكُـمْ، وَإنِّي لاَرْجُـو أَنْ
يُسْعِـدَنِيْ فِي حَيَاتِي وَمَمَـاتِي بِـوَلاَيَتِكُمْ، فَـرمَى صَحِيفَتِي
الَّتِي دَفَعْتُهَا إلَيْهِ إلَى غُلام كَانَ مَعَهُ وَقَالَ: اكْتُبْ هذَا
الدُّعآءَ بِخَطٍّ بَيِّن حَسَن وَاعْرِضْهُ عَلَيَّ لَعَلِّي أَحْفَظُهُ; فَإنِّي
كُنْتُ أَطْلُبُهُ مِنْ جَعْفَرَ حَفِظَهُ اللَّهُ فَيَمْنَعُنِيهِ، قَالَ
مُتَوَكِّلٌ: فَنَدِمتُ عَلَى مَافَعَلْتُ، وَلَمْ أَدْرِ مَا أَصْنَعُ، وَلَمْ
يَكُنْ أبُو عَبْدِ اللّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ تَقَـدَّمَ إليَّ أَلاَّ أَدْفَعَـهُ
إلَى أَحَـد، ثُمَّ دَعَـا بِعَيْبَـة، فَـاسْتَخْرَجَ مِنْهَا صَحِيفَةً
مُقْفَلَةً مَخْتُومَةً، فَنَظَرَ إلَى الْخَاتَمِ وَقَبَّلَهُ وَبَكَى، ثُمَّ
فَضَّهُ وَفَتَحَ الْقُفْلَ،



ثُمَّ نَشَرَ الصَّحِيفَةَ وَوَضَعَهَا عَلَى
عَيْنِـهِ وَأَمَرَّهَا عَلَى وَجْهِهِ وَقَالَ: وَاللَّهِ يَا مُتَوَكِّلُ لَوْلاَ
مَا ذَكَـرْتَ مِنْ قَوْلِ ابْنِ عَمِّيْ إنَّنِيْ أُقْتَلُ وَاُصْلَبُ لَمَا
دَفَعْتُهَا إلَيْكَ، وَلَكُنْتُ بِهَا ضَنِيناً وَلكِنّي أَعْلَمُ أَنَّ قَوْلَهُ
حَقٌّ أَخَذَهُ عَنْ آبائِهِ، وَأَنَّـهُ سَيَصِحُّ، فَخِفْتُ أَنْ يَقَـعَ مِثْلُ





هَذَا العِلْمِ إلَى
بَنِي أُمَيَّةَ فَيَكْتُمُوهُ وَيَدَّخِرُوهُ فِي خَـزَائِنِهِمْ لاَِنْفُسِهِمْ،
فَأَقْبِضْهَا وَأَكْفِنِيهَا وَتَرَبَّصْ بِهَا، فَإذَا قَضَى اللّهُ مِنْ أَمْرِي
وَأَمْرِ هؤُلآءِ الْقَوْمِ مَا هُوَ قَاض فَهِيَ أَمَانَةٌ لِي عِنْدَكَ حَتَّى
تُوصِلَها إلَى ابْنَيْ عَمِّي مُحَمَّد وَإبْرَاهِيمَ ابْنَيْ عَبْدِاللّهِ بْنِ
الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيّ(عليهما
السلام) فَإنَّهُمَا الْقَائِمَانِ
فِي هذَا الأمْرِ بَعْـدِيَ.



قَالَ الْمُتَوَكِّلُ: فَقَبَضْتُ
الصَّحِيفَةَ، فَلَمَّا قُتِلَ يَحْيَى بْنُ زَيْـد صِرْتُ إلَى الْمَـدِينَةِ،
فَلَقِيتُ أبَا عَبْدِ اللَّهِ(عليه
السلام)فَحَدَّثْتُهُ الْحَدِيْثَ
عَنْ يَحْيى فَبَكَى وَاشْتَدَّ وَجْـدُهُ بِهِ وَقَـالَ: رَحِمَ اللَّهُ ابْنَ
عَمِّيَ وَأَلْحَقَهُ بِآبائِهِ وَأَجْدَادِهِ، وَاللّهِ يَا مُتَوَكِّلُ مَا
مَنَعَنِي مِنْ دَفْعِ الدُّعَآءِ إلَيْهِ إلاّ الَّذِي خَافَـهُ عَلَى صَحِيفَةِ
أَبِيهِ، وَأَيْنَ الصَّحِيفَةُ؟ فَقُلْتُ هَا هِيَ، فَفَتَحَهَا وَقَالَ: هَذَا
وَاللّهِ خَطُّ عَمِّي زَيْد وَدُعَآءُ جَـدِّي عليِّ بنِ الْحُسَيْنِ(عليهما
السلام) ثُمَّ قَالَ لابْنِهِ: قُمْ
يَا إسْماعِيلُ فَأْتِنِي بِالدُّعَاءِ الَّذِي أَمَرْتُكَ بِحِفْظِهِ وَصَوْنِهِ،
فَقَامَ





إسْماعِيلُ فَـأَخْرَجَ صَحِيفَةً
كَأَنَّهَا الصَّحِيفَةُ الَّتِي دَفَعَهَا إلَيَّ يَحْيَى بْنُ زَيْـد،
فَقَبَّلَهَا أبو عَبْـدِ اللّهِ وَوَضَعَهَا عَلَى عَيْنِهِ وَقَـالَ: هـذَا خَطُّ
أبِيْ وَإمْلاَءُ جَـدِّيْ(عليهما
السلام)بِمَشْهَد مِنّي، فَقُـلْـتُ:
يَـا ابْنَ رَسُولِ اللّهِ إنْ رَأَيْتَ أَنأَعْرِضَهَا مَعَ صَحِيفَةِ زَيْد
وَيَحْيَى؟ فَأَذِنَ لِي فِي ذلِكَ وَقَالَ: قَدْ رَأَيْتُكَ لِذلِكَ أَهْلا،
فَنظَرَتُ وَإذَا هُمَا أَمْرٌ وَاحِدٌ وَلَمْ أَجِدْ حَرْفاً مِنْهَا يُخَالِفُ
مَا فِي الصَّحِيفَـةِ الاُخْرى، ثُمَّ اسْتَأذَنْـتُ أَبَا عَبْدِ اللّه(عليه
السلام) في دَفْـعِ الصَّحِيفَـةِ
إلَى ابْنَيْ عَبْدِ اللّه بْنِ الْحَسَنِ فَقَالَ:



... نَعَمْ فَادْفَعْهَا إلَيْهِمَا، فَلَمَّا نَهَضْتُ لِلِقَآئِهِمَا قَالَ لِيْ:
مَكَـانَكَ ثُمَّ وَجَّـهَ إلَى مُحَمَّـد وَإبْراهِيمَ فَجَـآءَا فَقَـالَ: هَذَا
مِيْـرَاثُ عَمِّكُما يَحْيَى مِنْ أَبِيـهِ قَـدْ خَصَّكُهمَا بِهِ دُونَ
إخْوَتِهِ وَنَحْنُ مُشْتَرِطُونَ عَلَيْكُمَا فِيهِ شَرْطاً، فَقَالاَ: رَحِمَكَ
اللّهُ قُلْ، فَقَوْلُكَ الْمَقْبُولُ، فَقَالَ: لاَ تَخْرُجَا
بِهَذِهِ الصَّحِيفَةِ مِنَ





الْمَدِينَةِ، قَالاَ: وَلِمَ ذَاكَ؟
قَالَ: إنَّ ابْنَ عَمِّكُمَا خَافَ عَلَيْهَا أَمْراً أَخَافُهُ أَنَا
عَلَيْكُمَا، قَالاَ: إنَّمَا خَافَ عَلَيْهَا حِينَ عَلِمَ أَنَّهُ يُقْتَلُ،
فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّهِ(عليه
السلام): وَأَنْتَُما فَـلاَ
تَأْمَنَا فَوَاللّه إنِّي لاَعْلَمُ أَنَّكُمَا سَتَخْـرُجَـانِ كَمَـا خَرَجَ،
وَسَتُقْتَلاَنِ كَمَا قُتِلَ، فَقَامَا وَهُمَا يَقُولاَنِ: لاَ حَوْلَ وَلاَ
قُوَّةَ إلاَّ بِاللّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، فَلَمَّا خَرَجَا قَالَ لِي
أَبُوعَبْدِاللِّه(عليه السلام):



يَا مُتَوَكِّلُ كَيْفَ قَـالَ لَكَ يَحْيَى إنَّ عَمِّي مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيّ
وَابْنَهُ جَعْفَرَ دَعَوَا الناسَ إلَى الحَيَاةِ وَدَعَوْنَاهُمْ إلَى الْمَوْتِ؟
قُلْتُ: نَعَم أَصْلَحَكَاللّهُ قَدْ قَالَ لِي ابْنُ عَمِّكَ يَحْيَى ذَلِكَ.
فَقَالَ: يَرْحَمُاللّهُ يَحْيَى إنَّ أَبِي حَدَّثَنِي عَنْ أَبِيهِ عَن
جَدِّهِ عَلِيّ(عليه السلام):
أَنَّ رَسُولَ اللّهِ(صلى الله عليه
وآله) أَخَـذَتْهُ نَعْسَـةٌ وَهُوَ
عَلَى مِنْبَرِهِ فَرَاَى في مَنَامِهِ رِجالاً يَنْزُونَ عَلَى مِنْبَرِهِ نَزْوَ
الْقِرَدَةِ يَرُدُّونَ النَّاسَ عَلَى أَعْقَابِهِمُ القهْقَرَى، فَاسْتَوَى
رَسُولُاللّه صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ جَـالِسـاً وَالْحُـزْنُ يُعْرَفُ





فِي وَجْهِهِ فَأَتَاهُ جَبْرَئِيلُ
عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِهَذِهِ الآيَةِ: ...



يَعْنِي بَنِي اُمَيَّةَ فَقَالَ: يَا
جَبْرَئِيلُ أَعَلَى عَهْدِي يَكُونُونَ وَفِي زَمَنِي؟ قَالَ: لاَ وَنكِنْ تَدُورُ
رَحَى الإِسْلاَمِ مِنْ مُهَاجِرِكَ، فَتَلْبَثُ بِذَلِكَ عَشْراً ثُمَّ تَدُورُ
رَحَى الإسْـلاَمِ عَلَى رَأْسِ خَمْس وَثَـلاَثِينَ مِنْ مُهَاجِرِكَ، فَتَلْبَثُ
بذَلِكَ خَمْساً ثُمَّ لاَ بُدَّ مِنْ رَحَى ضَلاَلَة هِيَ قَائِمَةٌ عَلَى
قُطْبِهَا، ثُمَّ مُلْكُ الفَرَاعِنَةِ قَالَ: وأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى فِي
ذَلِكَ:



تَمْلِـكُهـَا
بَنُـو اُمَيَّـةَلَيْسَ فِيهَا لَيْلَةُ الْقَـدْرِ قَـالَ: فَأَطْلَعَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ نَبِيَّهُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنَّ بَنِي اُمَيَّةَ
تَمْلِكُ سُلْطَانَ هَذِهِ الاُمَّةِ وَمُلْكُهَـا طُوْلَ هذِهِ الْمُدَّةِ، فَلَوْ
طاوَلَتْهُمُ الْجِبَالُ لَطَالُوا عَلَيْهَا حَتّى، يَأْذَنَ اللّهُ تَعَالَى
بِزَوَاْلِ مُلْكِهِمْ وَهُمْ





فِي ذَلِكَ يَسْتَشْعِرُونَ عَدَاوَتَنَا
أَهْلَ الْبَيْتِ وَبُغْضَنَا،أَخْبَرَ اللّهُ نَبِيَّهُ بِمَا يَلْقَى أَهْلُ
بَيْتِ مُحَمَّد وَأَهْلُمَوَدَّتِهِمْ وَشِيعَتُهُمْ مِنْهُمْ فِي
أَيَّامِهِمْ وَمُلْكِهِمْ قالَ: وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَـعَـالَى فِـيْهِمْ:



وَنِعْمَةُ اللّهِ
مُحَمَّدٌ وَأَهْلُ بَيْتِهِ حُبُّهُمْ إيمانٌ يُـدْخِلً الْجَنَّـةَ، وَبُغْضُهُمْ
كُفْرٌ وَنِفَاقٌ يُدْخِلُ النَّـارَ، فَأَسَرَّ رَسُولُ اللّهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَآلِهِ ذَلِكَ إلَى عَلِيّ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، قَالَ: ثُمَّ قَـالَ أَبُو
عَبْـدِ اْللَّهِ(عليه السلام):
مَا خَرَجَ وَلاَ يَخْرُجُ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ إلَى قِيَامِ قَائِمِنَا
أَحَـدٌ لِيَدْفَـعَ ظُلْماً أَوْ يَنْعَشَ حَقّاً إلاَّ اصْطَلَمَتْهُ
الْبَلِيَّةُ، وَكَانَ قِيَامُهُ زِيَادَةً فِيْ مَكْرُوهِنَا وَشِيعَتِنَا.



قَالَ الْمُتَوَكِّلُ بْنُ هارُونَ:
ثُمَّ أمْلَى عَلَيَّ أبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْهِ السَّلامُ الأدْعِيَةَ; وَهِيَ
خَمْسَـةٌ وَسَبْعُونَ بَابـاً سَقَطَ عَنّيْ مِنْهَا أَحَدَ عَشَرَ باباً،
وَحَفِظْتُ مِنْهَا نَيِّفاً وَسِتِّينَ باباً.





وَحَدَّثَنَا أَبُو الْمُفَضَّلِ قَالَ:
وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ابْنِ روزَبِهْ أبُو بَكْر الْمَدَائِنِيُّ
الْكَاتِبُ نَزِيلُ الرَّحْبَةِ فِي دَارِهِ قَالَ: حَدَّثنِي مُحَمَّدُ بنُ
أحْمَدَ بْنِ مُسْلِم الْمُطَهَّرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِيْ عَنْ عُمَيْرِ بنِ
مُتَوَكِّل الْبَلْخِيُّ عَنْ أَبِيهِ الْمُتَوَكِّلِ بْنِ هارُونَ قالَ: لَقِيتُ
يَحْيى بْنَ زَيْدِ بنِ عَلِيّ(عليهما
السلام) فَذَكَرَ الْحَدِيثَ
بِتَمامِهِ إلَى رُؤْيَا النَّبِيِّ(صلى
الله عليه وآله) الَّتِي ذَكَـرَهَا
جَعْفَرُ بنُ مُحَمَّد عَنْ آبائِهِ صَلَوَاتُ اللَّه عَلَيْهِمْ، وَفِي رِوَايةِ
الْمُطَهَّرِيِّ ذِكْرُ الأبوَابِ وَهِيَ:



/ 24