علامة العسکری بین الاصالة و التجدید نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

علامة العسکری بین الاصالة و التجدید - نسخه متنی

ابومنتظر کنانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

نص الرسالة
السيّد مرتضى العسكري المحترم

تسلّمت في أواسط أغسطس الماضي نسختين من مؤلفيكم عبد الله بن سبأ وأساطير اُخرى وخمسون ومائة صحابي مختلق ـ القسم الأول وكتبت لكم في حينه اني كبير السن ولا أتمتع بصحة تامة ولهذا فإني بحاجة الى وقت أطول لدراسة الكتابين وقد أخذا منّي وقتاً أكثر ما كنت أحسب لكني قرأتهما مرتين برغبة شديدة وأشعر الآن أنه يجب علي أن أكتب بشيء من التفصيل لأعبّر عن اعجابي من المنهج المتّبع ودقّة التحقيق المشهودين فيهما ، غير أنّه ينبغي لي وأنا في هذه السن ولا أثق بأن يتاح لي من العمر ما أستطيع فيه الكتابة الاّ أتأخر عنها.

وفي الكتاب الأول أعجبت من البحث المفصّل عن منشأ اسطورة عبد الله بن سبأ والاسطورة السبئية وكان قد تسلسل البحث القيّم عن الكتّاب القدامى والمتأخرين في الشرق والغرب والمصادر التي اعتمدوها ، وكان جدول صفحة (57) يساعد كثيراً على إراءة مصادر روايات سيف الرئيسة وكيف اعتمد عليها الكتّاب المتأخّرون الذين يعتمد بعضهم على الآخر فيما يكتبون.

وتأتي بعدئذ قائمة أسماء جماعة من علماء آخرين ممن ذكروا آراءهم في قيمة روايات سيف بدءاً من أبي داود (ت: 275 هـ ، وذكر في الكتاب خطأ 316هـ) الى ابن حجر (ت: سنة 852 هـ) كل أولئك انتقدوا سيفاً بكلمات مثل: ضعيف متروك الحديث ليس بشيء كذّاب متّهم بالزندقة وغيرها ، استعملوا هذه الكلمات في نقده واتفقوا على عدم اعتبار رواياته وحتى على كذبها وهذا برهان بالغ الأهمية. ومع أني لاحظت أن العلماء القدامى لا يتفقون في دراساتهم لرواة الحديث غير انّا وجدناهم هنا متّفقين حول سيف وهذا ما يجعل الشخص يتعجب من الكتّاب الذين جاءوا بعد سيف وأنهم كيف رضوا لأنفسهم أن يقبلوا أساطير سيف.

وأرغب هنا أن أشير الى تأريخ الطبري الذي لا يتردّد في نقل روايات سيف أن تأريخه ليس عملاً تأريخياً في الأساليب الحديثة للكتابة ، ويبدو أن غرضه الرئيسي جمع الروايات التي كانت بمتناول يده معتقداً أنه ليس من الضروري ابداء رأي ما في قيمتها ، وعلى هذا فللشخص أن يرى بعض رواياته أقل اعتباراً من روايات الآخرين ، ومع ذلك فلنا أن نعذره على اتباعه منهجاً غير مقبول اليوم فإنه على الأقل قد جمع كمية من الأخبار ، وتبقى تلك الأخبار لمحقق فطن كشخصكم ليقوم بتمييز صحيحها من سقيمها ، وان دراستكم لبعض المواضيع التي ذكرها سيف تهدي باسلوب مؤثر كثيراً الى تقييم روايات سيف أولاً ، ثم الى مقارنتها لرواة آخرين تلك المقارنة الدقيقة التي استوعبت السند والمتن معاً ، وكشف البحث أن سيفاً غالباً ما نقل عن رجال - رواة - مجهولين ، ويبعث على التساؤل بأن غير سيف من نقلة الأخبار لماذا لم ينقلوا من أحد من أولئك المجهولين ويدل على أن سيفاً قد اختلقهم ، وهذا الاتهام الجاد منطقي بمقارنة روايات سيف بروايات غيره.

أشير في الكتاب الى معجزات ذكرت في أساطير سيف والتي يصعب تصديقها مثل: تحول رمال الصحراء الى مياه للجيش الاسلامي ومياه البحار الى رمال وأن الأبقار أخبرتهم عن مخابئها الى غير ذلك. وكان من السهل في عصر سيف أن ينجح في سرد أساطيره كوقائع تأريخية ، ولكن من الطبيعي في هذا اليوم أن لا يقبل الباحث المحقق تلك الأساطير. وأقيم في الكتاب البرهان القاطع على أن أخبار سيف حول ابن سبأ والسبئية غير حقيقية تماماً.

وما أراه أن دراسات بعض المستشرقين بنيت على أخبار سيف نظير القول بأن عدداً ضخماً من الناس قتلوا في الحروب الإسلامية الأولى ، وفكرة أن اليهودي المجهول - ابن سبأ - استطاع أن يندس بين صحابة النبي ويغويهم وأن يحرض الناس على الثورة ضد عثمان ويسبّب قتله ، ويحرض على المعركة التي شغلت علياً مع طلحة والزبير - يوم الجمل - فمن الجائز أن يصح بعضه وليس كله([28]) كما يظهر ذلك من الفصل المعقود بمادة (عبد الله بن سبأ) من الطبعة الأولى والثانية من دائرة المعارف الإسلامية.

/ 109